قال سيليستيان وهو يحرك إصبعه وكأنه يكتب في الهواء ، تقوست شفتا دافني في انزعاج ..
“لكن قبل قليل تظاهرت أنك لم تسمع ، وسببت لي ألمًا في خدي ، وما زال يؤلمني بسببك …”
“آه ، كاذبة مرة أخرى.”
“متى كذبتُ…”
“لا أرغب في مواجهة الآنسة الكاذبة من عائلة الماركيز ، لذا هل ستغادرين المكان؟”
قال وهو يبتسم بإشارة إلى خلف دافني ..
“أغادر؟”
شعرت دافني وكأنها تسمع ضحكات شبح مرعبة تظاهرت أنها تخص ناريد ، لم يكن يهمها إذا ما قُطعت كلماتها بسبب الأمير المتعجرف أم لا ، كل ما تعرفه الآن أنها كانت خائفة للغاية للخروج في هذه الحالة …
“وماذا أفعل؟ قبل قليل قلتِ إنك لستِ خائفة على الإطلاق.”
“نعم ، لست خائفة ، يا إلهي ، صاحب السمو ، هل تعتقد أنني كابنة ماركيز أؤمن بمثل هذه الأمور؟”
قالت دافني بكلمات واضحة وعينين ثابتتين ، فأغمض سيليستيان عينيه بشدة وكأنه يحاول كتم شيء ما ، مما دل على أنه يحاول كتم ضحكاته ..
‘هل يجد ذلك مضحكًا؟ ..’
رغم أنها كانت تشعر وكأنها ستصاب بسكتة قلبية إذا خرجت إلى الخارج الآن ، بدا عليه أنه يجد الموقف ممتعًا …
“ولكن ، ليس لدي ملابس لارتدائها هنا ، وكما تعلم ، كوني وُلدت كابنة ماركيز ، لا يمكنني الذهاب إلى الغرفة المجاورة بهذه الحالة غير اللائقة ، لدي كرامة اجتماعية أيضًا.”
“بفضل تخليكِ عني ، أدركت الآن أنه لم يكن هناك أحد هنا ليشهد ذلك ، لذا ، يمكنكِ الخروج …”
ضيق عينيه وهو يقول كلمة “تخليتِ”، مما جعل كتفي دافني ترتجف بشكل واضح ..
“إذا خلعت هذا الرداء هنا ، سيشاهدني صاحب السمو ، ومنذ قليل كنت تسترق النظرات ، يبدو أنك تريد أن ترى ، أليس كذلك؟ هل تود أن ترى؟”
قالت دافني وهي تمسك مقدمة ردائها وكأنها على وشك نزعه لتكشف عن كتفها ، مما جعل سيليستيان يغلق فمه ويدير رأسه بعيدًا ..
‘لقد فزت! ..’
دافني ، التي شعرت بأنها انتصرت بجعل الأمير يصمت ، زحفت مجددًا على الأرض نحو صنبور المياه ، أخذت كل قطع الصابون الرغوي الموضوعة على الطاولة ورمتها في حوض الاستحمام ، بعد فترة ، بدأت الفقاعات تتصاعد وتغطي سطح الماء …
“لماذا تضيفين الكثير؟”
عندها فقط نظرت دافني إلى حوض الاستحمام ، وضعت طرف إصبعها في الماء ..
وكما توقعت ، كانت المياه فاترة ، ففتحت صنبور الماء الساخن لتدفئتها ..
“يا إلهي ، المياه أصبحت باردة! يا صاحب السمو ، ستصاب بنزلة برد ، رغم أنني لم أعمل كخادمة للعائلة الملكية بسبب نشأتي الراقية ، إلا أنني أعرف كيفية ضبط درجة الحرارة ، يمكنك الاعتماد عليّ!”
“كفي عن السخرية.”
لقد تم كشف أمرها ..
أغلقت دافني الصنبور وأسندت ذراعها على حافة الحوض ، بقي سيليستيان في الماء لفترة أطول ، ربما ينكمش بسبب الماء ، لكنها كانت تعرف أنه سيكون في صالحها إذا زاد تأثيرها ..
“ماذا؟”
“قلتِ إنكِ لا تحبيني ، فلماذا تأتيم إليّ وتجعليني أضحك؟”
“لم أقصد ذلك ، ولم أجب على سؤالك فقط لأن…”
وقبل أن تكمل ، أرسل سيليستيان موجة ماء نحو وجهها ، توقفت دافني عن الكلام ..
“حسنًا ، خسرت هذه الجولة… لا ، انتظر ..”
بينما كانت تحاول تنظيف وجهها من الماء والصابون الذي دخل في عينيها وأنفها وفمها ، شعرت بصوت حركة خلفها ، وبعد بضع دقائق ، شعرت بيده تلمس خصرها ..
“غشاش …”
عندما تمتمت ببعض الكلمات دون مقاومة تُذكر ، زادت مساحة التلامس وقوة قبضته تدريجياً ، وسرعان ما تمكنت دافني من الوقوف على قدميها دون جهد كبير …
بصعوبة ، فتحت دافني عينيها اللاذعتين بفعل الصابون ، ومع تعرضهما للهواء ، شعرت بحرقة شديدة ..
كان ذراعه يلتف بالكامل حول أسفل ظهرها ، يبدو أن حركته السريعة التي أربكتها منذ قليل كانت فقط من أجل ارتداء بنطاله وردائه …
كان رداء دافني الرقيق المصنوع من الحرير الأبيض قد تبلل بالكامل بفعل الماء المفاجئ ، مما جعله يلتصق بجسدها بشكل واضح ، لم يكن هناك حاجة للنظر ، فالإحساس بالملمس الملتصق كان كافياً ، وعلاوة على ذلك ، كانت تشعر بوضوح بجسد سيليستيان أمامها …
لو أنها كانت تحب سيليستيان بنسبة 3% أقل ، لكانت أطلقت شتائمها عليه على الفور ، لكنها اعتقدت أن صبرها نابع من محبتها له ، فأمسكت مقدمة رداءه بإحكام …
“ثم ، ينبغي أن تمنحني إياه ، صاحب السمو.”
كانت دافني ما تزال تذرف دموعها بسبب الحرقة في عينيها ، أما سيليستيان ، فقد مسح جفونها برفق بإبهامه ، وأخيراً ، زالت آثار الصابون وأصبحت رؤيتها واضحة ، رفع زاوية فمه بابتسامة خفيفة وقال:
“إذا قلتِ إنكِ تحبيني ، فسأفكر في الأمر…”
“لا أحبك ..”
أجابت دافني دون تردد ولو لثانية واحدة ، مما جعل سيليستيان يمحو ابتسامته فوراً من على وجهه ، بدا وجهه متغيراً مع كل كلمة تخرج من شفتيها ..
“هل كانت تلك الإجابة كافية ، صاحب السمو؟”
“أنتِ لا تحبينني …”
كرر سيليستيان كلماتها وكأنه يمضغها بمرارة ، بدا وجهه ملتويًا قليلاً بالألم ، رغم أنه لم يعبر عن غضبه بشكل صريح ، ظهرت تجاعيد خفيفة بين حاجبيه الذهبيين ، واحمرّت وجنتاه بسبب جلوسه في الماء ، فيما بدا فكّه مشدودًا بشدة كأنه يضغط على أسنانه ..
شعرت دافني بمتعة خفية وهي ترى هذا الوجه ، لكنها حافظت على تعبيرها المحايد ..
أدركت في أعماقها أن استمتاعها بمثل هذا الموقف ليس طبيعياً ..
كانت دافني تحب سيليستيان ، وقد أدركت للتو أن وجوده بجانبها لم يكن بسبب رغبة في شيء محدد ..
لم تكن دافني تؤمن بشيء بلا دليل ، العلاقات الإنسانية بالنسبة لها يجب أن تقوم على منافع متبادلة ..
كل من لم يحصل على شيء منها لم يولي اهتماماً لكل كلمة تقولها ، لكن سيليستيان ، على الرغم من أنه فقد كل شيء بسببها…
“اذهبي إلى الجناح الجانبي ، سأوصلكِ …”
تحركت تفاحة آدم في حلقه مرتين ، ثم خفف قبضته وسار نحو الباب أولاً ، ألقت دافني نظرة خلفها بفضول ، فلم تجد سوى ملابس سيليستيان التي كان يرتديها سابقاً ، أما ملابسها ، فقد اختفت تماماً ..
‘هل يوجد شبح فعلاً؟ ..’
كيف يمكن لملابسها أن تختفي بهذه السرعة إن لم يكن هناك شيء غير طبيعي؟
ضغطت على وجهها المحمر بيديها عدة مرات وابتلعت ريقها بصعوبة ، ثم تبعته ..
كان الممر المظلم لا يزال كئيباً ، لكن وجود ظهره أمامها جعلها تشعر بأمان أكثر مقارنة بما شعرت به سابقاً ..
بعد أن اعترفت بمشاعرها تجاهه ، لم تعد ترى حاجة للمزيد من المجاملات ، وضعت دافني يدها في يده وسحبته نحوها ، لكنها وجدت نفسها في النهاية بين ذراعيه …
“هل غضبت لأنني قلت إنني لا أحبك؟”
لم تعد دافني تشعر بالارتباك ، لم تتراجع ، بل مدت يديها ولفت ذراعيها حول خصره ، كانت ذقنها مستندة على صدره وهي تنظر إليه من أسفل ..
كان صدره متيناً وقوياً بشكل لافت ..
ولدهشتها ، أدركت أنها لم تعانقه بهذه الطريقة من قبل ..
“هل تعتقد أنني امرأة ضعيفة؟ هل تعتقد أن مثل هذه الكلمات يمكن أن تؤثر بي؟”
“……”
“في مثل هذه المواقف…”
حاولت دافني كتم ضحكتها بصعوبة ..
‘يا لها من امرأة منحطة ، مجنونة متعطشة للرجال ، إذا كنتِ بحاجة ماسة للرجال ، لماذا لا تبيعين نفسكِ في بيت الدعارة؟ ..’
هذا النوع من الكلام فقط يمكن أن يحدث صدمة حقيقية ، بالطبع ، حتى لو قال ذلك ، كانت دافني ستتظاهر بالدهشة وتقول إن الأمير يعرف كيف يقول مثل هذه الكلمات ، ثم تتجاهله تماماً ، بل وربما كانت ستفرح ، معتبرة أن الشتائم هي شكل من أشكال التحدي ، وتطالبه بالمزيد ..
حتى قبل قليل ، عندما اعطته الفرصة ، لم يشيح بنظره بعيداً ..
“عندما أفكر في الأمر ، يبدو أنكِ تلعبين بي ..”
” وأنت أيضاً ، صاحب السمو ، لابد أنك لعبت بالعديد من النساء …”
”…..”
“لماذا يبدو أن الأمير ينزعج كثيراً من مجرد لعب بسيطة من ماركيزة كاذبة ؟ …”
قالت دافني ذلك بنبرة أكثر لطفاً ، وكأنها تحاول تهدئته ، عندما بدا أن كلماتها أصابت هدفها ، اهتز صدره قليلاً ، رغم أن الظلام أخفى تعابيره ، إلا أن الشعور المتزايد بالشجاعة في قلبها كان لا يقاوم ..
“أنت تحبني ، أليس كذلك؟”
كانت على وشك أن تضيف بنبرة حازمة تطالبه بالإجابة بـ”نعم” أو “لا”، عندما أحاط سيليستيان خصرها بذراعه وسحبها أقرب إليه ، رغم أن جسديهما كانا ملتصقين بالفعل ..
“.نعم ..”
بفضل إجابته البسيطة ، شعرت دافني وكأنها
تحولت فجأة إلى أسوأ شخص في العالم ، حيث كانت تتلاعب برجل يحبها بوضوح ، ومع ذلك ، لم تستطع منع نفسها من الضحك بسعادة غامرة ، رفعت يدها لتلمس خصره ثم صدره ، ومررت أصابعها على عنقه ، عندما وصلت بإبهامها إلى خده وشفتيه ، فتحت شفتيها قليلاً وسحبت ذقنه نحوها ، تردد قليلاً ، لكنه انحنى ببطء لتلتقي شفتيهما ، كانت قبلة هادئة وصامتة ، تعكس طبيعته الهادئة ..
“وأنتِ ، دافني؟”
سألها بصوت منخفض ، تاركاً فجوة ضيقة بالكاد تصل إلى سنتيمتر واحد بين شفتيهما ..
“أعتقد أن هذه الإجابة كافية ، أليس كذلك ، صاحب السمو ؟”
“كما توقعت ، أنتِ تتلاعبين بي..”
“آه ، لماذا تقول ذلك؟ يبدو أن الأمير ليس لديه أدنى فكرة ، رغم أنني لا أعتقد أنك كذلك ..”
ضحكت بخفة ، ويبدو أنه شعر بالارتياح ، إذ رد بضحكة خافتة ..
وقفت دافني على أطراف أصابعها ، مستفيدة من دعم سيليستيان لتوازنها ، هذه المرة ، أصدرت قبلتهما صوتاً خفيفاً ولطيفاً …
“…ثم ، الآن”
كانت تنوي التراجع وإنهاء اللحظة عند هذا الحد ، معتقدة أن هذا يكفي ليوم واحد ، ولكن ، في اللحظة التالية ، وجدت فكها محصوراً بالكامل بين يديه الكبيرة ..
“انتظر ، فقط لحظة ….”
حاولت التراجع برأسها وهي تشعر بنقص الهواء ، لكن سيليستيان لم يترك لها مجالاً ..
أمال رأسه قليلاً في الاتجاه المعاكس قبل أن يلتقط شفتيها مجدداً ، هذه المرة بجرأة أكبر ..
ترجمة ، فتافيت …
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 93"