عندما تلامسني تصبح دافئًا ..
كانت خطوات سيليستيان الواسعة تجعل دافني تتبعه بشكل طبيعي بنصف خطوة بطيئة خلفه ، يد صغيرة ذات مفاصل دقيقة ممسكة بيده الكبيرة ، وكان التشابك بينهما قد أصبح أمرًا طبيعيًا الآن. .
في مكان يعرفه هو جيدًا ، في ممر طويل مخصص للمشي في الغابة ، حيث قلّ وجود الناس ، كانت الظلال الممدودة على طول الأعمدة الحجرية وضوء القمر الأبيض تمتدان بشكل منتظم حتى نقطة التلاشي البعيدة ..
كانت خطوات دافني تُصدر صوتًا رنانًا وواضحًا عندما تصطدم الأرضية بكعب حذائها، مصحوبة بصوت حفيف فستانها الطويل الذي يتبعها بخفة ..
“إلى أين نحن ذاهبون؟”
وما زاد من انزعاج دافني هو صوت السائل في زجاجة “إكسير الحب” التي كان يحملها في يده الأخرى ، مما أحدث صوتًا يثير أعصابها ..
خديها كانا يشعران بالحرارة بسبب شربها نصف زجاجة من الكحول القوي دفعة واحدة ، وهو ما جعلها تستنشق بعمق محاولة استعادة إحساسها بالواقع ..
وفجأة ، التفت سيليستيان نصف دورة بجسده ، ولولا أنها استعادت توازنها بصعوبة لكانت اصطدمت أنفها بصدره ..
“كنت سأصطدم…”
“آسف ..”
أمسك بخفة خصرها وأجلسها على طرف مرتفع مكشوف ، كلما تركت دافني جسدها بين يديه ، سواء في الرقص أو الآن ، شعرت وكأنها أصبحت خفيفة مثل الريشة ..
ظهر ذلك الشعور بوضوح على وجهها ، مما جعلها تبتسم بخجل ، وضعت يديها على كتفيه العريضتين كما أرادت منذ قليل ..
عندما انحنى قليلاً حتى تساوت عينيه الخضراوين مع عينيها ، بدأ يقول:
“دافني ..”
“لماذا تناديني ، أيها الأمير؟”
“أنتِ تحبيني ، أليس كذلك؟”
“هممم…”
“أنتِ تحبيني ، صحيح؟ أعني ، تحبيني أنا…”
عندما سألها بعينين خضراوين بريئتين متلألئتين ، ظهرت في قلب دافني مشاعر متناقضة ، لم تكن ترغب في الإجابة بنعم فورًا ، حيث شعرت وكأنها ستمنحه كل شيء دفعة واحدة ، لذلك أرادت مماطلته قليلاً ..
ربما ظهرت هذه النوايا الطفولية على وجهها ، مما جعله يضغط شفتيه على طرف شفتيها كما لو كان يستعجلها ، وعندما شعرت بأسنانه الخفيفة تقضمها برفق ، انفجرت ضاحكة بخفة ..
“لا أعرف إن كان ذلك حبًا ، لكنني معجبة بك جدًا ..”
همست هكذا بينما كانت شفتيها ملتصقتين بشفتيه ، وبدا عليه خيبة الأمل بوضوح ، إذ أغمض عينيه ونظر للأسفل بينما قبض على ثنيات فستانها الخلفية ..
“ولكنكِ قلتِ سابقًا إنكِ حتى ستعشقين جثتي …”.
“متى قلت ذلك؟ قلت فقط إنك ستكون ملكي حتى في حال موتك ، وبالمناسبة ، لا يمكن فعل هذا مع جثة ، صحيح؟ أحبك لأنك دافئ.”
همست دفني بتلك الكلمات الرومانسية المفرطة بكل طبيعية ، وضمت خدها الدافئ إلى خده ..
“هل أنا أول من يحتل المرتبة الأولى بين الأشياء التي تحبينها؟”
“كيف يمكننا ترتيب مشاعر الحب بهذه الطريقة الطفولية ، أيها الأمير؟”
“وماذا لو لم أعد دافئًا؟”
“لنناقش الأمر عندما يحدث ، أليس كذلك؟”
عندما ردت دافني بتوبيخ خفيف ، مال سيليستيان بجسده نحوها مما جعلها تصرخ وتستلقي على الأرض ، كان الليل مزينًا بالنجوم ، وما لبثت أن لاح أمامها صورة الأمير المتألق أكثر من القمر نفسه ..
“جسدكِ بارد ..”
وضع سيليستيان يده بجانب صدرها ، تحديدًا على الجانب المصاب ، ربما كان يشعر بالذنب لأنه جعلها تتحمل الألم بدلاً منه ، امتلأت عيناه بالحزن العميق ..
“عندما تلمسني ، يصبح دافئًا.”
تمتمت دفني بنبرة مستاءة قليلاً وهي تمسك يده وتضعها على الجزء الأعمق من صدرها ..
كانت يداه الكبيرتان تغطيان نصف صدرها تقريبًا ، حيث كان بإمكانه أن يشعر بضربات قلبها المتسارعة أكثر من المعتاد ..
التقت أعينهما على مسافة قصيرة جدًا ، وبينما كان يتقدم بين ساقيها قليلاً ، أخرجت من دافني أنين خفيف خجول ، لكنها لم تدم طويلًا …
“أحبكِ ..”
كانت هجومًا مفاجئا حقًا ، احمر وجه دافني في لحظة ، لم تستطع حتى الرد بمزاح مثل “بماذا؟”.
“أحبكِ ، دافني لدرجة أنني أرغب بالموت…”
صوته الذي همس في أذنها اخترق جسدها بالكامل مثل صاعقة ، ولامس حتى أطراف أصابعها ، شعرت بالقشعريرة ، وتساءلت كيف يمكن له أن يقول شيئا كهذا ، ومع ذلك ، رائحة الكحول الحلوة من “إكسير الحب” كانت تفوح من أنفاسه ..
‘صحيح ، رجلي يسكر بسهولة ..’
لكن الحرارة التي اجتاحت جسدها من رأسها إلى أخمص قدميها لم تهدأ بسهولة ، كان سيليستيان مثل دمية مسجلة تقول “أحبكِ” مرارًا وتكرارًا كلما ضغطت عليها ..
مع كل مرة كان يردد فيها هذه الكلمات ، شعرت دافني بأن دماءها تتحرك كالأمواج داخل جسدها ..
أمسكت بخديه بقوة لتسكت كلماته ، وعضت
شفتيه بشدة ..
لم تكن اعترافاته نابعة من تأثير السكر ، ولم تكن كلمات عابرة بسبب الأجواء ، حتى نبضه الذي شعرت به تحت إصبعها ، كان ينبض بسرعة وكأنه يخبرها بأنه يحبها ..
لسانه الطويل بدا وكأنه يريد أن يبتلع كل شيء داخل شفتيها ، وإذا كان لعابها ينزلق من زاوية فمها كان يلتقطه سريعًا بشفتيه ..
وضع سيليستيان يده على تجويف ركبة دافني الممدودة بجانبه ، وتقدم خطوة أخرى نحوها
كان حذاؤها المعلق بخفة على أطراف أصابعها يوشك على السقوط وكأنه يتوسل للبقاء ..
وفي النهاية ، استقام أصبع قدم دافني وسقط الحذاء على الأرض بصوت خفيف ..
“هذا الفستان الذي يشبه باقة زهور… من الذي أهداه إليكِ؟”
توقف عن التقبيل عندما شعر بأن الفستان المنتفخ يعوق حركتهما ..
كانت يداه تتحركان عند خصرها وصدرها ، لكنها لم تصل إلى الداخل بسبب الطبقات العديدة من القماش ، مما جعله يشعر بالإحباط ، أدركت دافني ذلك وهي تعض شفتيها قليلا ..
سحبت يدها التي كانت تتحسس صدره ، ووجهتها إلى السحاب عند جانبي الفستان ، لكنها كانت ترتدي قفازات ، وربما بسبب تأثير الكحول الذي جعلها تشرب من إكسير الحب” كلما شعرت بالعطش ، فقدت الإحساس بيديها.
بعد عدة محاولات فاشلة تسلل سیلیستیان تحت كفها وأمسك بالسحاب ..
“دعيني ..”
“ماذا؟”
“… أنتِ تحبين هذا اللون.”
رمشت دافني مرة واحدة بدهشة ، إذ كانت كلماته صحيحة تمامًا ، غرفتها في الطفولة ، التي زينها والدها وسيد نارييد معًا ، كانت مليئة بظلال ألوان الباستيل الزيتية ..
”كيف عرف ذلك ؟”
لكن ، منذ وقت طويل ، كانت تحاول تجنب تلك الألوان بسبب إصرار والدتها على أنها “ألوان الفتيات الضعيفات”. وهكذا أصبح ذلك ذوقا تخفيه عن الجميع ..
” ألا يعجبكِ؟”
هزت دافني رأسها بسرعة نافية ، لكن سيليستيان بدا غير مرتاح ، استمرت يده التي تمسك بالسحاب في التحرك بقوة ، مما جعل دفني تضحك من دغدغة خصرها ..
“لا يعجبني …”
كتمت دافني ضحكتها ، وفجأة ، صدر صوت تمزق الفستان ، حيث مزقه سيليستيان بعصبية من الأسفل حتى طوله الكامل ، كانت حركته جريئة بشكل ملفت ..
الطبقات الكثيرة من القماش تحولت الآن إلى ما يشبه بطانية مؤقتة تحت ظهر دافني حتى حامل السلاح عند فخذها استقر بجانبها بترتيب ..
“كان جميلاً ..”
“هناك الكثير مثله ..”
”آه ، تلك التي كنت ستعطيها لسايكي؟”
عندما ألقت دافني تلك العبارة بمزاح ، رمقها سیلیستيان بنظرة حادة ..
“مزاح ، مزاح أعلم أنها كلها ملكي ، أنا أعرف ذلك جيدا …”
أغلق شفتيه ، وحاصرتها عيناه الخضراوان بنظرة باردة ، كانت تعبيراته أقرب إلى شخص يدعي البراءة ، مما جعل دافني تبتسم بمكر وتسحب ربطة عنقه ..
ركبته الثقيلة التي كانت بين ساقيها ضغطت عليها مرة واحدة ، لكنها لم تبتعد بسهولة ..
“ثم ، أين هي فساتيني؟”
”في الجزيرة التي ستكون ملككِ …”
“جزيرتي ؟ أي جزيرة؟ هل كنت تستثمر في جزيرة غير مأهولة دون أن تخبرني؟ متى؟ هل لديك المال؟ أين؟”
“… لكل علامة استفهام ألف قطعة ذهبية.”
بالنسبة لدافني ، التي تملك منجم ذهب ، دفع ألف قطعة ذهبية من عملة سيكرديون كان أمرًا بسيطا ….
‘آه ، صحیح ، لقد بعت المنجم ..’
فكرت في ذلك الرجل الذي أمامها هو ما حصلت عليه مقابل ذلك المنجم الهائل ، كانت دافني هي الرابحة تمامًا بدا أن الأعمال هي موهبتها الفطرية حقا! ..
ربما لاحظ سيليستيان أنها شردت في أفكارها ، فعض بلطف على شفتها الأمامية بأسنانه ..
“توقف عن العض …”
“أتمنى لو أنكِ تدينين لي بشيء.”
“أنت مجرد أمير مفلس ، تتحدث كثيرا … آه.”
أمسكت يده الدافئة بصدرها برقة ، كان الملمس الحاد أكثر تأثيرًا بسبب قماش الحرير الذي صنع منه الجزء العلوي ..
تحركت يده الأخرى من خصرها إلى الفخذ ، حيث بدأ بأطراف أصابعه يخدش بلطف على طول الجورب من الداخل ..
“لماذا أنا الوحيدة التي تخلع ملابسها ؟ هل هذا هو ذوقك ؟”
“ثمانية آلاف.”
تمتم بوضوح ، كانت تنوي الاعتراض على هذا الرقم ، ولكنها شعرت أن مديونيتها له لم تكن بالأمر السيئ ، لذا ، أومأت برأسها ..
مع بقائها مرتدية ملابسها الداخلية فقط ، تلاشت تماما من ذهن دافني فكرة أنها في مكان مفتوح ..
أخبرها أنه لا أحد يمر من هنا ، لذا لم يكن هناك خوف من أن يراهما أحد ..
والآن ، بعد أن أصبحا رسميًا عاشقين معترفًا بهما ، من يمكن أن يعترض على ما يفعلانه؟
‘حسنا ، دعهم يرون إذا أرادوا ..’
بدأت دافني بفك أزرار سترته واحدة تلو الأخرى ..
وحين وصلت إلى أزرار قميصه….
“اهه”
بدلاً من الرائحة الجيدة المعتادة التي تنبعث منه غمر أنفها عطر لاذع بشكل غير متوقع ..
ترجمة ، فتافيت ..
التعليقات لهذا الفصل " 103"