كان لتحول ديهارت المفاجئ في سلوكه دورٌ في سوء الفهم الذي وقع فيه كلود. لم يعد ديهارت يحوم حول سيبيليا، ولا يغرق في الحزن بسببها كما كان، كأنما استجاب لنصيحة كلود.
ومرت يومان على هذا الحال.
بينما كان كلود متوجهاً إلى الفناء الخلفي، أوقفه ديهارت وسلمّه رسالة موجهة إلى إيلاي.
“أرجوك، أوصلها بأسرع ما يمكن.”
“ظننت أنك ستعود إلى سورفريدي لتلتحق برفاقك.”
تلقى كلود الرسالة وهو يتلعثم. كان يرى أن على ديهارت العودة فوراً إلى هيليند هول لترتيب الفوضى.
“العم ريمس سيفرض عناده مهما كلف الأمر. حتى لو كان من عينته نائباً له شجاعاً، فلن يقوَ على مواجهته.”
“أتقبل قلقك بصدر رحب، لكن نصيحتك لا حاجة لي بها.”
قاطعه ديهارت بحدة، محدقاً في عينيه. اتسعت عينا كلود لحظةً أمام لهجته الحاسمة.
“كلود، أنت تعلم أنني استعدت جزءاً من ذكريات ذلك اليوم، لكنك لم تخبرني بالحقيقة أبداً، وكأنني طفل لا يحق له التدخل في تلك الأمور.”
“…”
“لو كنتَ تعتبرني ندّاً لك، لكنتَ دافعت عن براءتك، كشفتَ الحقيقة، وطلبتَ تعاوني. لكنك اخترت الصمت، تنظر إليّ بعينين حزينتين، كأنني طفل لا يتحمل سماع تلك الحقائق المروعة.”
شعر كلود بفمه يجف. كان ديهارت يقرأ أفكاره بدقة متناهية.
كان يعلم منذ البداية أن كلود يراه طفلاً يحتاج إلى الحماية، لكنه تجاهل ذلك حتى الآن.
“لذا، يمكنك أن تقلق عليّ، لكن لا يحق لك نصيحتي. أنت لا ترى فيني سيد هيليند هول وإنفيرنيس، بل مجرد طفل ضعيف.”
أنهى ديهارت كلامه بنظرة حادة وغادر المكان. أطلق كلود ضحكة جوفاء ودس الرسالة في صدره.
“حسناً، كما تأمر، سيدي الدوق.”
هز كلود رأسه بسخرية. لا شك أن الدم لا يكذب. للحظة، بدا ديهارت شبيهاً بأخيه الراحل، غيلرند.
—
مرت أربعة أيام منذ حديثهما. خلالها، لم تصادف سيبيليا ديهارت. بالأحرى، لم يغادر الأخير الطابق الثالث، فلم تتح لهما فرصة اللقاء.
“هل ينبغي أن أعتبر هذا أمراً جيداً؟”
ابتسمت سيبيليا بمرارة وهي مستلقية في مكان خالٍ بالغابة، محدقة في السماء. لم تعد تهتم بتدريبات الوهم. الآن، بعد كشف كل شيء، لم يعد عليها الاختباء لزيارة القرية.
“هل أطلب من كلود التحري، أم أذهب بنفسي؟”
لا تزال هوية كلود لغزاً، لكنها لم تعد تثير ريبتها كثيراً. الأهم كان ديهارت. إن تخلى عن تعلقه بها، فسيكون كل شيء على ما يرام.
“ثلاثة أيام من الهدوء، يبدو أنه يرتب أفكاره.”
ربما كانت كلماتها الأخيرة له هي الضربة القاضية.
“أنا متساهلة مع من يعرفون حدودهم…”
وأريد أن أصدق أنك كذلك، ديهارت. لا تخذل توقعاتي.
كانت “توقعاتها” تعني ألا يتمسك بها أو يحمل آمالاً واهية، وأن يتقبلها كبيلا، لا كسيبيليا إنفيرنيس.
وخلال هذه الأيام الثلاثة، بدا أن ديهارت يحقق توقعاتها.
“نعم، هذه نهاية جيدة.”
بالنظر إلى فوضى علاقتهما السابقة، كانت هذه خاتمة لا بأس بها. ضمت سيبيليا مايا إلى صدرها وهي تردد هذا.
“لم يبقَ سوى إنهاء العلاج واللقاء بدينيسا.”
ابتسمت سيبيليا بلطف وهي تحلم بذلك اليوم.
—
في هيليند هول، بعيداً في الشمال عن سورفريدي، كانت أجواء غير مألوفة تسود.
“البارون إنهاي قد وصل! أسرعوا، رافقوه إلى غرفته واحملوا أمتعته!”
“الآنسة فيرين تبحث عن الفستان الذي كلفت بإصلاحه. من المسؤول؟”
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 62"