بعد أن أنهى غراي وجبته، استعد للرحيل. كان يعلم أن الرحلة إلى جبل ميستي سيراً على الأقدام ستستغرق ثلاثة أيام، لذا أراد أن يبدأ رحلته في أقرب وقت ممكن.
ودّع أصدقاءه وتركهم تحت نظراتهم القلقة، ثم أخرج خريطة للمنطقة كان قد رسم عليها مساره. كان عليه أن يمر بأربع مدن قبل أن يصل إلى جبل ميستي الذي يقع شمال غرب الأكاديمية. اتبع الطرق المحددة، واختفى سريعاً في الأفق.
—
مدينة ترانكيل
كما يوحي اسمها، كانت مدينة هادئة، هادئة جداً لدرجة أن شوارعها بدت شبه فارغة. على عكس المدن الأخرى التي تضج بالحياة، كانت هذه المدينة صامتة. دخل شاب إلى فندق صغير وتوجه إلى موظف الاستقبال ليحجز غرفة. كان غراي قد وصل إليها في اليوم الثاني من رحلته، وكان على وشك أن يصل إلى آخر مدينة قبل جبل ميستي.
كانت أمواله على وشك النفاد. بعد دفع ثمن الغرفة، لن يتبقى لديه ما يكفي إلا لوجبة واحدة في الصباح. اضطر إلى تقليل وجباته للبقاء على قيد الحياة حتى يصل إلى الجبل.
كانت لديه خطة بديلة: اصطياد الوحوش السحرية وبيع جوهرها. سمع أن جوهر الوحوش في مستوى الإتقان يجلب سعراً جيداً.
في الصباح التالي، تناول آخر وجبة بأمواله المتبقية، ثم انطلق. بحث عن طريق مختصر بعدما أعلن إفلاسه، فوجد طريقاً يمر عبر الوديان الصخرية.
توجه نحو الوادي، آملاً أن يختصر وقته بنحو النصف. كان هدفه الأول عند الوصول إلى الجبل هو تأمين وجبة لنفسه.
دخل غراي إلى الوادي بحالة من الخمول. لم يشعر يوماً بالحاجة للمال، لكنه الآن أصبح يعتمد على نفسه بالكامل.
ظل يتنهد من سوء حظه، ثم توقف فجأة ونظر خلفه. كان قد توغل في الوادي بعمق، وربما وصل إلى منتصفه.
رأى مجموعة من ثمانية رجال يسيرون نحوه بابتسامات خبيثة. كان بعضهم يحمل هراوات معدنية وخناجر، بينما كان آخرون يلوحون بالسيوف.
“سلّم كل أموالك وانصرف.” قال الرجل في المقدمة بغطرسة. انفجر البقية بالضحك وهم ينظرون إلى شاب يمشي في الوادي وحده.
عندما رأوا مظهر غراي، اعتقدوا أنه مجرد شاب ساذج لا خبرة له. فملابسه الفاخرة وبشرته النضرة ومظهره الوسيم جعلتهم يظنون أنه ثري.
ضحك بخفة عندما لاحظ مستوياتهم. كان مستوى زراعة زعيمهم هو الأعلى بينهم، حيث كان في المرحلة الثامنة من مستوى الاندماج، بينما كان البقية بين المرحلة الثالثة والخامسة.
شعر الزعيم بالغضب عندما أدرك أن غراي كان يحدق بهم دون أن يستجيب لأمره.
“يبدو أنك أصم.” قال بتهكم. “اذهبوا وأحضروا كل أمواله، وحاولوا أن تكونوا ‘لطفاء’.” أمر رجاله.
عندما سمعوا كلمة “لطفاء”، ضحكوا مرة أخرى. تقدم اثنان منهم نحو غراي بابتسامة شريرة.
“يا فتى، لو أنك استمعت إلى رئيسنا، لخرجت من هنا سالماً.” قال الرجل الذي على اليسار، حاملاً خنجراً وندبة فوق عينه اليمنى.
لم يتحرك غراي من مكانه، واكتفى بمشاهدتهم وهم يقتربون.
“ماذا؟ هل أنت خائف لدرجة أنك لا تستطيع الحركة؟” قال الآخر بابتسامة عريضة.
مد الرجل الذي على اليمين يده ووضعها على كتف غراي.
“يا رئيس، هل يمكنني الاحتفاظ بشفراته؟” سأل أحدهم.
“سأفحصها أولاً.” أجاب الزعيم ببرود.
استمروا في حديثهم حتى قاطعهم صوتان مدويان.
دوي، دوي
عندما رفع الزعيم رأسه ليرى مصدر الصوت، تجمد مكانه. كان بقية القطاع أفواههم مفتوحة من الصدمة، بعدما رأوا كيف تعامل غراي مع الرجلين.
“ماذا حدث؟ لماذا هما على الأرض؟” سأل الزعيم بصوت مرتبك. كان يعرف قوة رجاله جيداً، ورغم أنه يستطيع هزيمتهم، إلا أن الأمر لا يتم بهذه السرعة.
“يا رئيس… هو… هو…” حاول أحدهم أن يشرح لكنه لم يستطع التوقف عن التلعثم.
“هو ماذا؟” صاح الزعيم بغضب.
“لقد أفقدهما الوعي في ثوانٍ. لم نرَ حتى كيف تحرك.” قال آخر بعد أن تمالك نفسه.
حدق الزعيم في الرجل الذي تحدث بصدمة. رغم قوته، كان رجاله يستطيعون رؤية حركاته. فكيف لم يروا هجوم غراي؟
“لكن يا رئيس، لقد هزم جاك ودوريان بسهولة.” قال أحد الرجال بتردد.
“هل أنتم أغبياء؟ لقد هاجمهما فجأة، لذا لم يتمكنا من الرد. الآن اذهبوا وأسقطوه. يجب أن يلقّن درساً. نحن لسنا من يهان.” قال بغيظ.
“تأكدوا من أنه لا يموت.” أضاف.
عندما سمع البقية ذلك، شعروا أن منطق رئيسهم صحيح. رغم أنهم لم يروا هجوم غراي، إلا أنهم اعتقدوا أنه ليس شيئاً خارقاً، فكل ما حدث أن الرجلين سقطا أرضاً.
بعد صدمتهم الأولية، هدأوا واستعدوا للمعركة. كانوا مقاتلين مخضرمين، ويعرفون كيف يتعاملون مع خصم مثل غراي.
من بين الرجال الخمسة، كان اثنان يحملان هراوات، أما البقية فقد أسقطوا أسلحتهم لأن الزعيم أمرهم بعدم قتله.
نظر غراي إليهم بهدوء. ‘هيا.’ صاح في قلبه. ستكون هذه أول معركة حقيقية له، وكان يشعر بالإثارة.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات