وفي ذلك اليوم، عندما عادت بليندا من المهرجان، فتحت رسالة ولي العهد التي وصلتها منذ فترة.
كانت الرسالة المكتوبة بخط مستقيم ومنظم مليئة بمشاعر القلق تجاه بليندا.
واخيرًا ، قررت بليندا أن تلتقي به.
توجهت بليندا إلى قصر ميخائيل بعد غياب طويل.
“بليندا!”
على عكس حماسة ميخائيل الذي بدأ سعيدًا جدًا برؤيتها، كان وجه بليندا مظلمًا طوال الوقت.
“لقد قلقت عليكِ لأنك لم تأتي منذ مدة هل أنتِ بخير؟ لم يحدث شيء، صحيح؟ هل وصلتكِ رسائلي؟”
“يا صاحب السمو.”
“لماذا تتصرفين بهذه الرسمية؟ نحن بمفردنا هنا.”
ابتسم ميخائيل بابتسامة مشرقة كأشعة الشمس التي تتسلل إلى حديقة القصر.
لكن كلمات بليندا التالية ألقت بظلالها على وجهه البريء.
“سأطلب من عمي، لا، من والدي، أن يسمح لي بالتخلي عن مرافقتك.”
“لماذا؟ هل فعلتُ شيئًا خاطئًا؟ أخبريني، وسأصححه.”
“هل لا تزال لا تفهم لماذا أقول هذا؟”
سألت بليندا بنبرة تحمل بعض العتب.
كانت دائمًا تجد في ميخائيل نقاءً يواسيها حين تشعر بأنها خبيثة أو سيئة.
لكن في هذه اللحظة، كانت براءته تثير غضبها.
عمها، الذي كان يحتمي بدعم ممثلي الفصيل الملكي لمواجهة تهديدات النبلاء الموالين إلى الفصيل الأرستقراطي ، كان في وضع غير مستقر سياسيًا.
وفي هذا الوضع، كان استمرارها كمرافقة وخطيبة لولي العهد، الذي يُعد ممثلًا للملكيين، يسبب الكثير من الحرج لعمها.
رغم صغر سنها، كانت بليندا تدرك هيكل السلطة وكأنها تتنفس ذلك الإدراك بشكل طبيعي.
“لا أريد أن يكرهني عمي أو أخي الآن لم يتبقَّ لي سوى عائلتي لذا… من الآن فصاعدًا، لا تكتب لي رسائل، ولا تحاول أن تتواصل معي… ولا… ولا…”
“……..”
بدأ صوت بليندا يخفت شيئًا فشيئًا.
أمسك ميخائيل بهدوء يد بليندا التي كانت تقبضها بشدة.
“أنا آسف لجعلك تقولين هذا الكلام.”
عضت بليندا شفتيها السفلى بقوة ثم هزت رأسها.
“لا تعتذر لقد اخترت العائلة على حسابك، ولا يوجد أي سبب يجعلك تعتذر لي على هذا القرار.”
بهذه الكلمات، أمسك الطفلان بيد بعضهما وصمتا، ثم قاما بجولات عدة حول الحديقة الخلفية للقصر دون أن يتبادلا الكلام.
بعد ذلك، قررت بليندا على الرغم من اعتراض عمها، التخلي عن دورها كمرافقة وخطيبة لولي العهد، وانفصل الاثنان بشكل طبيعي.
التقت بليندا بـميخائيل مجددًا عندما أُقيمت جنازة الملكة.
رغم أن البلاد بأسرها كانت غارقة في الحزن والبكاء، إلا أن شخصًا واحدًا فقط، ميخائيل الذي كان كثير البكاء، لم يظهر ولو دمعة واحدة طوال مراسم الجنازة.
وبينما توقف الملك عن تناول الطعام وترك جميع شؤون الدولة جانبًا بسبب حزنه، قاد ولي العهد الصغير جميع إجراءات الجنازة بنفسه.
وسط بحر من الحداد، لم يكن بوسع بليندا سوى النظر إلى ميخائيل.
لقد ترددت مرات لا تُحصى قبل أن تأتي إلى هنا.
“هل أرسل له رسالة؟ هل أتحدث إليه؟”
لكن بأي وجه يمكنني أن أواسيه في حزنه؟
“لقد أخبرته ألا يكتب لي حتى الرسائل.”
لكنها لم تستطع التحمل، فقررت أن تمشي خلسة في الحديقة الخلفية حيث اعتادت أن تتمشى مع ميخائيل كثيرًا.
“قد يضع هذا عمي في موقف صعب، لكن… إن التقيت به سرًا…”
وكأن القلوب تلاقت، استطاعت أن تراه هناك وحيدًا.
صديقها الذي لم تلتقِ به منذ شهور بدا وكأنه تغير كثيرًا.
“بيل.”
“ميشا.”
في اللحظة التي مد فيها الاثنان أيديهما وناديا بعضهما بأسمائهما المستعارة، انقطع ذلك بصوت مفاجئ.
“بليندا هل أنتِ هنا؟”
صوت شوفيل المفاجئ جعل بليندا تخفي يديها خلف ظهرها بسرعة، كما لو أنها كانت تُضبط متلبسة بفعل شيء خاطئ.
وبعد لحظات، ظهر شوفيل، الذي عندما رأى ولي العهد، انحنى بلباقة وألقى تحية رسمية.
لكن كلماته التالية لم تكن تعزية للملكة الراحلة.
“لقد تم فسخ الخطبة بصعوبة، وإذا رأى أحد هذا المشهد، فقد يثير ذلك شائعات سيئة لكن إذا كنت أنا موجودًا معكما، يمكنني منع انتشار هذه الشائعات أليس كذلك، بليندا؟”
ثم وضع شوفيل يده بثقل على كتف بليندا.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 72"