Chapters
Comments
- 2 - المجلد الأول- الماضي ~2 منذ يوم واحد
- 1 - المجلد الأول- الماضي 2025-09-25
- 0 - المجلد الأول- المقدمة 2025-09-24
الطابق البعيد بالأسفل، ودرج طويل مرتفع يمتد فوقه.
وقفتُ عند نهاية الدرج، والثريا الكريستالية في متناول يدي، ونظرتُ إلى الأسفل في صمت. إن قفزتُ من هنا، فستكون الإصابة أو الموت.
إن حالفني الحظ، فسأصاب بكسر في الذراع أو الساق وبعض الكدمات. وإن لم يحالفني الحظ، فسأصطدم برأسي وأموت.
ربما تنتهي حياتي بمشهد مروع: عظام مكسورة تخترق أعضائي الداخلية، رأسي ينفجر، ونخاعي يتدفق. أو حتى لو عشتُ، فربما سأعرج، ولن أرى مجددًا، أتحسس الجدران، أو أصبح أبكم وأصم. ومع ذلك، ربما يكون الموت أفضل من أن أعيش حياة نصف مشلولة برأس أو جانب واحد من جسدي مشلول.
سيكون الأمر أكثر رعبًا بعشرات أو مئات المرات أن أرى أفراد عائلتي يضحكون عليّ، ووجوههم منتفخة بتعبير غبي وغير مبالٍ.
“حسنًا، في هذه الحالة، أفضل الموت.”
تخيلت نفسي ميتة، أنزف وبائسًا، وضحكت بخفة، وزوايا شفتي تتجعد في ابتسامة ساخرة منخفضة.
بصراحة، حتى مع كل ذلك، لم تكن لدي رغبة في الموت. كان هناك عدد لا يحصى من الناس الذين سيمسكون ببطونهم ويضحكون بسعادة إذا متُّ، لذلك لا يمكنني أن أموت هكذا، ولو فقط لتجنب رؤية هؤلاء البشر الملعونين يضحكون.
نما استياء شرس في داخلي، مصممًا على عدم الهروب من الموت. بسببهم، لم أستطع أن أدير ظهري لهم تمامًا. كنت بحاجة إلى عذر، عذر لا يسعني إلا الهروب منه.
كنت بحاجة إلى عذر، عذر لا يسعني إلا الهروب منه. كنت بحاجة إلى الهرب، لكنني كنت بحاجة إلى الكذبة التي لا أريدها على الإطلاق. كذبةٌ مُضللة، لا هنا ولا هناك، لن تُصيب أحدًا.
إن ترددتُ خوفًا أو تظاهرتُ بالتقصير، سيكشف الجميع كذبي الجبان والتافه، وسيسخرون مني من خلفي، ويخنقونني. الابنة الصغرى المتغطرسة لعائلة أدينمير، التي تظاهرت بالأفضل رغم أنها لا شيء، ستهرب في النهاية كالخاسرة وتُشير إليّ بأصابع الاتهام.
لن أتحمل الذل، وقد أُجنّ من عارٍ أشدّ إيلامًا وفظاعةً من الموت. لذا احتجتُ إلى ملجأٍ أكثر أمانًا. ملجأً يحميني تمامًا دون أن يكتشفه أحد.
كان عليّ الهرب، لكن التظاهر بعدم الهرب.
كان عليّ أن أصبح شخصًا آخر. كان عليّ التظاهر بأنني لا أهرب لأنني لا أتحمل الواقع، بل أنني أعيش في ملجأٍ خلقته بعض الأخطاء والمصادفات.
كانت هذه مُقامرةً بين الحياة والموت. كانت مُرهقةً، لكنها كانت محاولةً أخيرةً للبقاء.
“يا إلهي.”
بعد تنهيدة قصيرة، فكرتُ في أنني لا أملك وقتًا للتردد.
سيبدأ الطلاب بالتحرك بعد انتهاء الحصص، والآن حان وقت البقاء وحدي في هذا المكان. لا بد أن يجدني أحدهم، أنا الذي انهارتُ، بسرعة. ومع ذلك، كان الآن هو الوقت الوحيد الذي أستطيع فيه إخفاء الأمر على أنه “حادث” محض دون شهود.
” هل أنتِ خائفة؟”
انتفضتُ، وكتفيّ منحنيان، كما لو أن أحد يراقبني من مكان ما. مع أنني كنتُ أعلم أنها هلوسة سمعية، نظرتُ حولي متسائلًا إن كان إن قد أتى. نظرتُ جيئةً وذهابًا، والممر أسفل الدرج الآن صامت، أتحقق مرارًا وتكرارًا للتأكد من عدم وجود أحد.
عندها فقط أدركتُ أن أطراف أصابعي، التي وضعتها برفق على درابزين الدرج، كانت ترتجف.
هل أنتِ خائف؟
بالطبع لا.
القول بأنه ليس لديّ ما أخشاه سيكون كذبة، حتى على نفسي. حتى الآن، كنتُ أكافح لقمع رغبتي في التراجع. أتمسك بيأس، فهناك سبب يمنعني من التراجع. صررت على أسناني ودفعت الخوف الذي يزحف في جسدي كالأفعى، ثم تقدمت خطوة أخرى نحو نهاية الدرج.
“دوي”.
الآن، لو انحنيت للأمام فقط، لأمكنني الهرب. أعيش كما لو كنت حرًا من نظراتهم المرعبة التي تكبلني، ومن “هي” التي عذبتني بوجودها.
بل وأستطيع أن أتجاهل وأنسى مشاعري التي عذبتني أكثر من أي شخص آخر. لن يعلم أحد سواي أنني هربت. لا والداي اللذان راقباني عن كثب أكثر من أي شخص آخر، ولا أخي الأكبر بالاسم فقط، ولا أفراد عائلتي. وحتى “هي” لن تعلم. لأنني سأقدم للجميع أفضل ما لدي. من اللحظة التي أفتح فيها عينيّ مجددًا، سيبكي الجميع ويضحكون على أدائي. وسأستجمع كل قوتي لأكتم الضحك الذي ينفجر عند رؤية من يلعبون دورهم.
لن يُقبض عليّ أبدًا. حتى لو اضطررتُ إلى أن أعيش حياتي كلها متخليةً عن ذاتي الحقيقية، حتى لو اضطررتُ إلى العيش متخفيةً حتى مماتي، حتى لو اضطررتُ للاختيار مرارًا وتكرارًا، فسأختار نفس الخيار. لأنني دمرتُ علاقتي الثمينة التي تماسكت بيداي بصعوبة، والآن وقد سُلبت مكانتي، لم يعد هناك ما أستطيع التمسك به.
لأني أعلم أنني إن لم أفعل هذا، فلن أتمكن من التحمل. لذا لن أندم على ذلك.
لن أندم أبدًا على خياري اليوم، الذي خاطرتُ بحياتي من أجله.
هذه ليست النهاية، إنها مجرد البداية. تركتُ الدرابزين، وانزلقتُ ببطء على الدرج، وأغمضت عينيّ مبتسمةً.
ميليسا كروسيان، هل تبتسمين الآن؟
حتى في هذا الموقف الذي قد أموت فيه، أبتسم هكذا…
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات