⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
ميسون: “نعم؟”
ماذا كانت تقصد؟ اتّسعت عينا ميسون دهشة.
كوزيت: “صحيح، لقد غابت مينا عن غرفة الصلاة لبعض الوقت. لكن ذلك كان فقط لأنها أرادت أن تتخلّص من شيء ما. لقد أغلقت الباب بإحكام وغادرت. والغرفة لم يكن لها نوافذ، لذا لا يمكن أن يكون الوحش الإلهي قد هرب وحده.”
ميسون: “ما تقولينه… هل يعني ذلك أن أحدهم سرق الوحش الإلهي عمدًا؟”
كوزيت: “هذا صحيح.”
أومأت كوزيت برأسها بوجه جاد.
كوزيت: “أظن أنّ إحدى خادمات كيرا ربما كسرت الأداة الإلهية عن غير قصد. ولتصحيح الأمر، عمدت إلى إلصاق التهمة بمينا.”
ميسون: “لكن المفتاح كان معك ومع نونا فقط! كيف…!”
كوزيت: “لا أدري. ربما استدعت كاهنًا وحصلت على مفتاح إضافي. لقد ذكرت أنها اعتادت زيارة المعبد مع عمتها الكبرى منذ زمن بعيد، فقد تعرف ممرات سرية لا أعرفها.”
ميسون: “ك-كيف يمكن لشخص أن يفعل شيئًا دنيئًا كهذا؟!”
صرخ ميسون وهو يرتجف.
وبينما شُلّ عن الغضب والصدمة، خطر له احتمال: ماذا لو كان الحصول على المفتاح الإضافي أو العثور على الممر السري مقصودًا منذ البداية؟
ميسون: “هل يمكن أن تكون قد أتلفت الأداة الإلهية عمدًا؟ لتُلقي باللوم على مينا وسيدتي؟”
كوزيت: “هذا ممكن، لكن… لا أريد أن أظن أنها قد تفعل ذلك.”
ميسون: “مينا كانت تقول دائمًا إنها تشعر أن الليدي كيرا لا تحبها! ربما كانت تنتظر فرصة لطردها!”
كوزيت: “أنا أيضًا لدي شكوكي. لكن لا يوجد دليل.”
ميسون: “لا بد أنها فعلت ذلك عمدًا لتورّط مينا وتطردها!”
في تلك اللحظة، انهمرت الدموع من عيني كوزيت.
ميسون: “س- سيدتي؟”
كوزيت: “آسفة… كل ذلك لأنني بلا قوة.”
ميسون: “أ- أرجوكِ لا تبكي. كنت مخطئًا.”
وانفجرت في البكاء، شاكية أن الكهنة لم يثقوا إلا بكيرا لأنهم عرفوها منذ طفولتها.
كوزيت: “مهما احتججت، لم يكن يجدي. حتى طلبي بالتحقيق لم يستمعوا إليه…”
(هذا ظالم. هذا كثير جدًّا.)
قبض ميسون يده بإحكام. فقد شعر، كما شعر أيام عيشه في الأحياء الفقيرة، أن العالم يقف دومًا إلى جانب النبلاء الأقوياء.
لم يبالوا بالظلم الذي تعرّضت له مينا، الخادمة الفقيرة التي لا تملك شيئًا، ولا بالسيدة الصغيرة التي ألقيت فجأة في مجتمع النبلاء.
فاضت الدموع من عينيه بحرقة.
كوزيت: “توقف عن البكاء يا ميسون.”
ومسحت دموعه بيدها، بينما استمرّت هي في البكاء.
وبكى ميسون في حضنها.
ميسون: “هووك، هوووو.”
كوزيت: “لا تبكِ، لا تبكِ.”
وكان الدفء في عناقهما كافيًا ليبكي أكثر.
غير أن وجهها، الذي لم يستطع رؤيته، كان خاليًا تمامًا من أي تعبير.
(بعد أن فعلتُ كل هذا، فلن يغيّر رأيه، صحيح؟)
كان هذا الصبي أذكى وأكثر اجتهادًا من مينا، ولعله سيكون نافعًا في يوم ما.
وحين عادوا إلى القصر بعد إقامة دامت أسبوعًا، وجد روبرت بين ذراعي كيرا ثعلبًا بنيًّا صغيرًا، لا يزال جروًا.
روبرت: “مرحبًا سيدتي. ما هذا؟”
كيرا: “إنه الثعلب الذي حصلت عليه من المعبد.”
روبرت: “المعبد… منحك إيّاه؟”
أمال رأسه متعجّبًا من كيفية ذهاب كيرا إلى المعبد وعودتها ومعها ثعلب.
والحقيقة أن كيرا نفسها لم تتوقع أن يُسمح لها بأخذه.
“حسنًا، لقد فشلت الخطوة الأخيرة من الطقس التذكاري على أي حال. أليس هذا الثعلب صغيرًا جدًّا؟ ما رأيك أن تتكفلي سيدتي برعايته؟”
هكذا قال الكاهن مقنعًا كيرا.
وبالإضافة إلى ذلك، ساعدت ملامح الثعلب البريئة في اتخاذ القرار الاندفاعي.
فأقسمت أن تعتني جيدًا بما أخذته.
كيرا: “همم، سأخبرك بالتفاصيل لاحقًا.”
قالت ذلك ثم التفتت لترى كوزيت تتبعها إلى الداخل بوجه متجهّم، منزعجة من اضطرارها لمصاحبة الثعلب طوال رحلة العربة.
فأدارت كيرا ظهرها لكوزيت والتفتت نحو كبير الخدم مجددًا.
لم يكن غريبًا أن تشعر بأن هناك من يراقبها، لكن هذه النظرة كانت كارهة بعمق، لدرجة أنها كادت تُلمس.
وحين التفتت، رأت ميسون، الأخ الأصغر الذي تبنّته كوزيت، وهو يشيح وجهه سريعًا عنها.
(لا حاجة أن أسمع ما قالته كوزيت لأفهم.)
من المؤكد أنها صوّرت مينا كضحية لمكيدة كيرا الخبيثة.
(على أي حال، لم أفكّر يومًا في التقرّب منه.)
لذا لم يكن يهم إن كان يكرهها أم لا. بل كان من السخف أن تصادق اليد اليمنى لكوزيت.
وقبل أن تواصل طريقها، أوقفها صوت كبير الخدم.
روبرت: “سيدتي، رجاءً انتظري لحظة.”
كيرا: “همم؟”
روبرت: “أثناء غيابك عن القصر، وصلتنا دعوة من العائلة الإمبراطورية.”
كيرا: “دعوة… آه، مسابقة الصيد.”
ففي كل ربيع، تقيم العائلة الإمبراطورية مسابقات صيد ضخمة، وبما أن العائلة هي التي تنظّمها، فإنها تستمر لعدة أيام.
ويحضرها معظم النبلاء، باستثناء قلة.
كيرا: “وماذا قال صاحب السمو؟ هل سيذهب؟”
روبرت: “لم أسمع جوابًا قاطعًا بعد، لكن ظننت أن من الواجب أن أخبرك.”
كيرا: “إذن سأقرر بعد أن أعرف قراره.”
روبرت: “مفهوم، سيدتي. أرجو أن تنعمي بالراحة.”
ثم صعدت كيرا مع روز إلى جناحها.
أما غرفة كوزيت فكانت في مبنى منفصل، وكان عليها عبور الباحة للوصول إليها.
لكنها وقفت في الردهة بلا نية لمغادرة القصر الرئيسي. وأمسكت بخادم مارّ وسألته:
كوزيت: “مسابقة صيد؟ ماذا يعني ذلك؟”
“في كل ربيع تُقام مسابقة صيد كبيرة تستمر عدة أيام. سمعت كبير الخدم يذكرها.”
كوزيت: “إن كان حدثًا بهذا الحجم، ألن يحضره كثير من نبلاء العاصمة؟”
“غالبًا، نعم. إلا إن كان حدثًا خاصًّا، فصاحب السمو عادة لا يفكّر في المشاركة.”
وإذا كان لودفيغ نفسه قد فكّر في الحضور، فلا بد أن الأمر كبير.
وربما حتى العائلة الإمبراطورية ستحضر.
كوزيت: “عليّ أن أطلب من أبي أن يأخذني معه.”
ثم تسلل ميسون قائلًا:
ميسون: “وماذا عني؟ هل سأذهب معك؟”
كوزيت: “إنه حدث يستمر لعدة أيام. بالطبع.”
فأشرق وجه الصبي بابتسامة بريئة.
كوزيت: “روبرت، سأعود إلى غرفتي إذن. رتّب أمتعتي وأحضرها إليّ.”
روبرت: “أمرٌ مفهوم.”
واختفت ابتسامتها بمجرد أن استدارت وغادرت القصر الرئيسي، يتبعها عدد من الخدم، ومن بينهم ميسون.
وعبرت الباحة بوجه يفيض بالحدة.
(إنه حدث يجمع نبلاء العاصمة جميعًا…)
شعرت أنها فرصتها لتترك أثرًا أكبر.
ويبدو أن الدعوة لم تُرسل إلى الأفراد، بل إلى العائلة كلها.
(عليّ أن أقنع الدوق الكبير اليوم.)
ومضت تفكّر في كيفية إقناع لودفيغ بالمشاركة.
وفي طريقها نحو الجناح، رفعت رأسها لترى السماء وقد غطّتها الغيوم الداكنة.
كوزيت: “هل ستمطر؟”
وضيّقت عينيها.
بدأ المطر الغزير عند الغروب ولم يُظهر أي علامة على التوقف حتى منتصف الليل.
غطّت الغيوم الداكنة القمر والنجوم، فغدا السّماء سوداء كالأوبسيديان. أما الأنوار التي أضاءت الحديقة فقد انطفأت منذ وقت طويل بسبب شدّة الريح والمطر.
بينما كان يتأمل المطر المنهمر من النافذة، قال لودفيغ:
لودفيغ: «لا أعلم إن كان هذا الوقت مناسبًا لإقامة مسابقة الصيد. الأرض ستكون مبتلّة. تِس، أتساءل ما الذي تفعله عمّتي من دون أن تضبط مثل هذه الأمور.»
شين: «ربما لأن الأرواح متقلّبة للغاية. ثم إن هناك متسعًا من الوقت. إن توقف المطر الليلة، فلن يتغيّر الجدول.»
لم يُدرِك الملازم شين المعنى الكامن وراء كلام الدوق الأكبر إلا بعد ثلاث ثوانٍ. فمجرد أن يذكر الدوق الأكبر مسابقة الصيد يعني…
شين: «هل ستشارك؟»
أومأ لودفيغ برأسه.
شين: «علينا أن نكتب ردًّا. لنرَ… القرطاس…»
لودفيغ: «لقد تأخّر الوقت اليوم، سأفعل ذلك غدًا.»
كان قد انتهى للتوّ من عمله وشرع في ترتيب مكتبه. كانت عقارب الساعة تشير إلى العاشرة.
وبعد أن أبعد شين، الذي كان يريد مرافقته إلى غرفة نومه، خرج لودفيغ من المكتب.
كان الرواق حالك الظلمة، وقد أُطفئت الأنوار بحكم تأخّر الوقت. تجعّد جبين لودفيغ وهو يحدّق في العتمة.
(ما الذي يفعله روبرت؟)
أليس من واجبه أن يضمن ألا يُعاني سيّده من أمور تافهة كهذه؟
(ربما يساعد كيرا في عملها.)
كان قد سمع أنّها مشغولة جدًّا خلال النهار، فإن كان كذلك فليس الأمر غير مفهوم.
عاد لودفيغ إلى مكتبه وخرج بمصباح، فأصبح يرى بما يكفي ليخطو.
دوّى الرعد – بانغ! بدا أن بياتريس غاضبة. كان صوت الرعد بالخارج كأنّ الأرض تنشق.
غير مكترث بتلك الأصوات المفزعة، واصل لودفيغ طريقه إلى غرفة نومه في الطابق الثالث من المبنى الرئيسي.
وبينما كان يمرّ عبر البناء المألوف ويصل إلى الدرج، لمح شيئًا أبيض يطفو على الدرج.
«أبي!»
لم يكن ثمة مجال للظنّ بأنّها شبح. فقد أقبل ذلك “الشيء الأبيض” بصوت مفعم بالبِشر.
وما إن اقترب أكثر حتى ظهرت ملامحه بوضوح.
إنها كوزيت.
لودفيغ: «ما الذي تفعلينه هنا؟ غرفتكِ ينبغي أن تكون في الملحق.»
كوزيت: «جئت لأن لدي شيئًا أريد قوله لك. أنت مشغول بالعمل نهارًا، ولم أرغب في إزعاجك.»
ألقى لودفيغ نظرة على ابنته، أو بالأحرى، على مَن تدّعي أنها ابنته. كانت كوزيت لطيفة، مطيعة، ومتفانية، مما ذكّره بكيرا حين كانت تتبعه في صغرها.
لكن الغريب أنّه لم يشعر بأي مودة نحوها.
لودفيغ: «وأين الخادمة؟ أتجولين وحدكِ؟»
كوزيت: «لقد تأخر الوقت. إنهنّ بحاجة إلى الراحة أيضًا. ثم ما الضير من أن أتجول وحدي في المنزل؟ لا يوجد ما هو خطير.»
لم يكن في كلامها ما يُستنكر، وكاد لودفيغ أن يُقرّ بذلك، لولا أنه لاحظ أمرًا مريبًا.
أكثر غرابة من كونها تسير بلا خادمة.
لودفيغ: «… أين مصباحكِ؟»
كوزيت: «ماذا؟»
لودفيغ: «الظلام دامس، ومع ذلك جئتِ من الملحق بلا مصباح؟»
كوزيت: «آه…»
لقد كان الظلام شديدًا حتى أن لودفيغ، الذي تفوق قدراته الجسدية البشر العاديين بكثير، كان بحاجة إلى ضوء. فكيف بامرأة في مثل عمرها تمشي وحدها؟ لم يستطع أن يفهم.
ترددت كوزيت لحظة قبل أن تجيب:
كوزيت: «كانت الأضواء مُشعلة في منتصف الرواق، لكن يبدو أن نافذة ما كانت مفتوحة فانطفأت. لم أستطع العودة، فانتظرتك هنا يا أبي.»
رغم أنّ التفسير بدا مقبولًا، إلا أنه كان متكلفًا بعض الشيء.
لودفيغ: «على أي حال، ما الذي أردتِ قوله؟»
كوزيت: «سمعت أن العائلة الإمبراطورية أرسلت دعوة إلى مسابقة الصيد! ستكون فعالية كبرى تُقام لعدة أيام. أريد حقًا أن أذهب! هل تأخذني؟ نعم؟ نعم؟»
لم يكن صعبًا عليه أن يأخذها، لكن موافقته لم تكن سريعة بسبب ما سيترتب على ظهوره في فعالية رسمية برفقة كوزيت وحدها.
بعبارة أوضح: سيبدو الأمر سيئًا. وكان يتوقع كيف سينظر الآخرون إليه.
كان يمكن حلّ المشكلة إن رافقته كيرا، لكنّه لم يظن أنها ستوافق بهذه البساطة. فبرودها المستمر منذ أشهر لم يتغير، فهل سترغب أصلًا بالذهاب؟
قالوا إنّ الأبناء يستقلّون عن والديهم يومًا ما، ولودفيغ تساءل إن كان هذا ما يحدث الآن.
وحين لم يُجبه، عضّت كوزيت شفتيها وقالت متذمرة:
كوزيت: «هل يحتاج الأمر كل هذا التفكير؟»
لودفيغ: «لم أقرر بعد ما إذا كنت سأشارك أصلًا أم لا. سأخبرك حين أحسم أمري.»
فتراجعت بخفة وأجابت بصوت مبتهج:
كوزيت: «حسنًا، موافقة!»
وما لبثت أن اختفت في الظلام خارج نطاق ضوء المصباح.
لكن فجأة – فلاش!
ضرب البرق نافذة قريبة، فأنار المكان كله لحظة.
توهّج ضوء أزرق بارد على جانب وجه كوزيت، فيما ساعد ظلّ النافذة في صنع هيئة مريعة.
كلانغ–!
تراجع لودفيغ دون وعي، وسقط المصباح من يده. ومع تحطم زجاجه، غرق الرواق ثانية في الظلام.
(ما الذي كان ذلك؟)
استعاد في ذهنه المشهد: ضوء أزرق يضيء وجهًا مبتسمًا.
مجرد إضافة الضوء الأزرق لوجهها كان كافيًا ليُشعره بالقشعريرة. شعره وقف، وهو الذي لم يعرف مثل هذا الإحساس حتى في مواجهة أشرس الوحوش.
لقد كان خوفًا حقيقيًا يزحف في عموده الفقري. ولو كان سيفه في متناول يده، لسله دون تردد.
كوزيت: «أبي؟»
لودفيغ: «لا تقتربي!»
كوزيت: «لِـ… لماذا تتصرف هكذا فجأة؟»
حتى في هذا الظلام، شعر بارتباكها. ولو نظر إليها الآن لبدت كأي شخص عادي…
(ما الذي كان ذلك بحق؟)
أراد أن يتحقق، لكن ضوء المصباح انطفأ منذ لحظات. كان الظلام مطبقًا لا يُرى فيه شبر أمام العين.
وفجأة–
«مَن هناك؟»
انبعث صوت مألوف من آخر الرواق. ولما التفت لودفيغ، رأى ضوءًا خافتًا يقترب.
لودفيغ: «روبرت؟»
روبرت: «آه، يا دوقنا الكبير؟ اعذرني على التأخير. لقد استغرق الأمر وقتًا لأنني كنت أساعد سيدتي في عملها…»
كان كبير الخدم روبرت، قادمًا بمصباح.
وما إن أنار الضوء البرتقالي المكان، التفت لودفيغ نحو كوزيت. فرأى وجهها وديعًا كما هو دومًا.
وبحيرة في ملامحها، سألت:
كوزيت: «أبي، لماذا فعلت ذلك قبل قليل؟»
لودفيغ: «… لا شيء. لا بد أنه كان مجرد وهم. انسَي الأمر.»
كوزيت: «هُمف!»
زمّت شفتيها ولم تسأل المزيد.
لودفيغ: «روبرت، اصحب كوزيت إلى الملحق. آه، ربما يوجد زجاج مكسور قرب قدميها، فتولّ أمره.»
روبرت: «هل ستكون بخير؟ ربما لا ترى الطريق.»
لودفيغ: «غرفتي قريبة جدًا، تكاد تكون أمامي مباشرة.»
روبرت: «إن كان الأمر كذلك… تعالي يا آنسة، سأرافقك.»
كوزيت: «حسنًا!»
تقدّم روبرت ليُنير الطريق، وتبعته كوزيت. ثم التفت قليلًا وسأل:
روبرت: «لكن ما الذي كنتِ تفعلينه في ذلك المكان المظلم؟»
كوزيت: «كان لدي سؤال.»
روبرت: «من دون مصباح؟»
كوزيت: «كان معي، لكن والدي أسقطه.»
أراد أن يسأل: لماذا لم يُكسر إلا مصباح واحد إن كانا معًا؟ لكنه آثر الصمت. فالإلحاح بالشكوك قد يُثير غضب سيّده.
وسرعان ما عاد الصمت إلى الرواق، فلا يُسمع سوى المطر الهادر خلف النافذة. حتى خطواتهم أخفتها السجادة الناعمة.
رفعت كوزيت بصرها نحو المطر المنهمر.
فلاش–!
ضرب البرق ثانية، مضيئًا المكان. كان واضحًا أن شفتيها التوتا بغيظ، وعيناها تشعّان بوحشية كأنها تحدّق في عدوّ متطفل.
(ذلك الرجل… حواسّه حادة على ما يبدو.)
حين دخلت القصر، ظنّت أن الأمر سينتهي سريعًا. لم تتوقع أن يستغرق أكثر من نصف عام لتكسب مودة ذلك الرجل وتُقصي كيرا.
لكنها عانت ثلاثة أشهر كاملة. والأسوأ أنه بدا للتو وكأنّه “استشعر” شيئًا منها، مما سيجعل الطريق إلى قلب لودفيغ أصعب.
(لكن… لا بأس.)
فالمودة لم تكن سوى وسيلة ثانوية، وغايتها لم تكن بتفاهة ومحدودية المشاعر البشرية.
عاد بريق عينيها الوحشي إلى السماء حيث المطر لا يزال ينهال.
(لا تُعرقلي أمري، يا بياتريس.)
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 99"