مع غروب الشمس، أمرت وصيفتها بالعودة أولًا إلى المعسكر لإعداد ماء الاستحمام.
وبفضل ذلك، استقبلتها حرارة البخار الدافئ ما إن دخلت إلى مقرّها.
رأت كيرا الخادمات وهنّ يضعن حواجز خشبية ليُنشئن حمامًا مؤقتًا، ثم بحثت بعينيها عن رفيقتها المؤقتة في الغرفة.
لكنها لم ترَ كوزيت.
ورغم أن كلتيهما كُلِّفتا بالبقاء في مكان واحد، فقد فُصِل المكان إلى جناحين مختلفين احترامًا لكونه مرفقًا مخصصًا للنبلاء.
خفضت كيرا صوتها وسألت:
كيرا: “كوزيت؟”
إيميلي: “يبدو أنها تستريح في الجهة الأخرى.”
كيرا: “ألم يحدث شيء آخر؟”
تركت كيرا إيميلي لتراقب أمتعتها خشية أن تعبث بها كوزيت.
لكن كوزيت، حالما عادت إلى الخيمة، دخلت غرفتها ونزعت معطفها.
(آه… من المؤكد أن هذه الأيام الثلاثة ستكون الأصعب على الإطلاق ما دمت مضطرة للعيش معها تحت سقف واحد).
تذمّرت كيرا في سرّها من العائلة الإمبراطورية التي لم تُخصّص لكل واحدة منهن خيمة مستقلة، ثم دخلت إلى الحمام.
لكن المأساة لم تدم طويلًا كما توقعت.
بل انتهت أسرع بكثير، وبطريقة لم تخطر ببالها قط.
كان ذلك بعد استحمامها مباشرة.
في اللحظة التي ارتدت فيها رداءها وبدأت الوصيفات بتمشيط شعرها، شعرت بطاقة ضخمة تهوي من فوق رأسها.
دوّي––.
قفزت كيرا من مقعدها فجأة، رافسة الكرسي.
روز: “سيدتي؟ هل حدث شيء…؟”
كيرا: “سيفي؟ أين سيفي؟”
روز: “عفوًا؟ آه… إنه بالخارج…”
كيرا: “لا يهم، ابتعدي حالًا!”
روز: “ماذا؟”
تحطّم عمود خشبي من السقف قبل أن تُكمل روز كلامها.
عند هذه النقطة، حتى الجاهل يدرك أن حادثًا جللًا وقع.
رفعت روز بصرها مذعورة.
مخالب ضخمة تشقّ السقف من الأعلى.
(م… مخالب؟!)
فهمت روز فورًا أنها ليست مخالب حيوان عادي أُطلق للصيد.
ومن خلال شقوق السقف الممزق، أطلّت عينان صفراوان لامعتان.
تجمّدت روز في مكانها غير قادرة حتى على الصراخ.
الخوف والصدمة شلّا جسدها تمامًا.
لكن كيرا أفلتتها من ذهولها.
كيرا: “ماذا تفعلين؟ أتريدين الموت؟!”
روز: “س-سيدتي!”
شعرت روز بقبضة كيرا تمسك مؤخرة عنقها بقوة، حتى بدت كأنها تخنقها، لكن لم يكن هناك وقت للاعتراض.
سحبتها كيرا بعنف نحو الخارج.
تحطّم––!
وفي اللحظة التي حاولتا فيها الخروج، انهارت الخيمة بأكملها فوقهما.
روز: “آآآآه!”
(سنموت!)
ولحسن الحظ، لم تكن خيمة مثل المباني الثقيلة، فكان وقعها أهون مما توقعت روز.
لكنها لم تعرف إلى أين تهرب.
مدّت كيرا يدها مجددًا لتنقذها:
كيرا: “من هنا!”
جرّتها من عنقها لتخرجها إلى الخارج. لامس هواء الليل البارد وجه روز المرتجف.
ومن خلال رؤيتها الضبابية، لمحت الجنود يتجمّعون من بعيد.
“ما… ما هذا؟!”
“وحش! إنه وحش!”
ارتجّت الأرض خلفها تحت أقدام شيء هائل يدوس على بقايا الخيمة.
لو تأخرتا لحظة أخرى، لكانتا أشلاء ممزقة.
ركضت روز وهي تبكي، ثم خطر لها:
(ماذا عن سيدتي…؟)
كانت متأكدة أنهما خرجتا معًا، لكن أين ذهبت بعدها؟
صوت حاد مفاجئ اخترق الأجواء:
بِيييييييك––!
روز: “آه!”
أطلق الوحش صرخة غريبة، حادة بشكل لا يتناسب مع حجمه، حتى بدا الصوت كطعنة في أذنها.
نظرت حولها، فرأت الجميع يغطون آذانهم متألمين.
(أين سيدتي؟!)
بحثت عنها بعينيها، ثم رأت بوضوح ردائها الأبيض يلمع وسط الظلام.
روز: “سيدتي!”
لكن أحد الجنود أوقفها وهو يصرخ:
“أيتها المجنونة، ماذا تفعلين؟! ستُقتلين إن اقتربتِ!”
روز: “سيدتي هناك! لماذا لا تُسرعون لإنقاذها؟!”
الجندي: “هل فقدتِ عقلك؟! نحن مجرد جنود عاديون، إن تدخلنا سنُقتل فورًا!”
روز: “فلتبتعد إذن عن طريقي!”
الجندي: “أنتِ مجرد خادمة، لا تتدخلي!”
في تلك اللحظة، كانت كيرا تركض وتجذب الوحش نحو منطقة خالية.
دُوي–– دُوي––
ضرب الوحش الأرض بجنون محاولًا سحقها.
لكن حركته لم تكن سريعة، وهذا ما أنقذها.
غير أن المشكلة الكبرى: كيرا بلا سلاح.
ومهما بلغت مهارتها، لن تستطيع هزيمة وحش شيطاني بيديها العاريتين.
أدارت بصرها تبحث عن أي شيء.
الجنود انسحبوا بعيدًا ومعهم النبلاء والخدم، وهذا أفضل، حتى لا يُعيقوها.
(لو ألقى أحدهم سيفًا نحوي فقط…)
لكنها لم تضع أملًا في جنود عاديين بلا قوة فرسان.
(أنا أشتري لهم الوقت… ألم يحن وقت ظهور الفرسان؟!)
لعنت تأخرهم، خاصة أنهم ليسوا مجرد صيادين بل فرسان نبلاء!
وبينما حاولت النهوض، شعرت بألم في كاحلها الملتوي، فأفلت منها أنين.
رمقت بقايا الخيمة، فرأت قطعًا خشبية حادة ربما تصلح سلاحًا، لكنها بعيدة وخطرة المنال.
لن تجني من المخاطرة سوى الموت سحقًا.
نظرت إلى كاحلها المتورّم، ثم تماسكت:
(عليّ أن أصمد أكثر قليلاً).
لكن فجأة، تحرك الركام، وخرجت منه فتاة بشعر فضي ناصع.
إنها كوزيت.
لم تهتم كيرا بخروجها، لكن ما شدّ انتباهها هو السلاح الذي كانت كوزيت تمسكه.
كيرا: “أعطيني هذا!”
لكن كوزيت تجاهلتها، وكأنها لم تسمع.
ركضت كيرا بسرعة وحسم:
كيرا: “السيف! أعطيني إياه! لن تستطيعي حتى تحريكه!”
رفعت كوزيت رأسها، عيناها تلمعان:
كوزيت: “لكن هذا ملكي.”
(هذه الفتاة الملعونة…!)
لم يكن هناك وقت للجدال.
مدّت كيرا يدها محاولة انتزاعه بالقوة، لكن فاجأها شيء:
(ماذا… أي قوة هذه؟!)
مهما حاولت، لم تستطع انتزاع السيف منها.
كوزيت: “ماذا تفعلين؟! اتركيه!”
كيرا: “انظري حولكِ يا غبية!”
دُوي–– دُوي––
اقتربت خطوات الوحش أكثر فأكثر.
لو استمرت في الشجار معها، ستموتان معًا.
حاولت كيرا أن تفلت لتتجنب الوحش، لكن كوزيت فكّرت بالشيء ذاته.
فتدافعتا في الاتجاه نفسه، واصطدمتا وسقطتا أرضًا متشابكتين.
“آه!”
“أوه!”
رفعت كيرا رأسها، لترى قدم الوحش الضخمة تُوشك أن تهوي عليها.
وإلى جانب ذلك، تفاقم ألم كاحلها بعد السقوط.
“آآآآه!”
سمعت صرخة مألوفة من بعيد – بدا أنها روز.
(حتى هنا أسمع صوتها؟ كم هو عالٍ صوتكِ!)
فكرت رغم الخطر الداهم.
لم تكن لتسمح لنفسها بالموت تحت قدم وحش.
شدّت عزيمتها لتتدحرج بعيدًا.
لكن في اللحظة الحرجة، أحاطت بها ذراعان فجأة، واندفعت مع صاحبها لتتدحرجا معًا بعيدًا.
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 101"