شــمس بـلا قمــر..

الفصل الخامس |

“ومن ثم بعدها بستة اشهر كنت فيها لا زلت لا اخرج من الشقه رغم محاولات يوتا لاخراجي وجدت ظرفًا غريبا، ولا لم يكن من المستقبل يا هارو لقد كان من تسوكي..

لقد كان يقول فيه انه اكتشف..

..اكتشف ان عميد كلية هندسة الالكترونيات الحيوية التي يدرس فيها يعمل مع منظمة اجرامية على جهاز قد يدمر مدينة كاملة

وكان يحاول التبليغ لكنه كان يفشل بسبب اعاقتهم له وقال انه ترك الرسالة في حال إصابته بمكروه..

استعنت بيوتا لنستطيع التحقيق والقبض على المنظمة و بعد سنة من التحقيقات عن المنظمة وايجاد ما يكفي من الأدلة، إذ كانوا بارعين في اخفاءها

استطعنا القبض عليهم ولولا الله ثم يوتا الذي كان شرطيًا لما استطعت التبليغ و القبض عليهم..” كان المستقبلي يتكلم و كل بضع كلمات يصمت مبتلعًا غصته و بعد آخر كلماته صمت برهةً مع انزلاق دمعة من إحدى عينيه

“أهذا سبب تجنب العميد لي؟” تسائل هارو بهمس بينما عيناه هو يوتا كانتا تتسعان أكثر مع كل حقيقة ينطق بها المستقبلي

“لقد اكتشفنا بعد التحقيق مع العصابة ان تسوكي لم يمت في ذلك الحادث

و لكن تم تزوير وفاته و قد اختطفوه وحاولوا اجباره على العمل معهم و ذلك بسبب انه كان عبقريا فعليا..” همس هارو المستقبلي بأسى

“منذ الصغر كان محبوبا وسط الجميع بسبب كونه ذكيًا و هادئًا بينما كنت انا الثاني من بعده في المحبة بسبب مشاكلي الكثيرة، لم أشعر بالغيرة منه يوما

بل كنت اغار عليه و اصرخ على كل من يمدحه انني انا توأمه و انني فقط من يحق لي مدحه، كنت فخورًا انه اخي الأكبر..” قال المستقبلي بشجن محدقًا في الفراغ..

{معلومة جديدة؟ : الشجن يمكن أن يشير إلى شعور داخلي عميق يجمع بين الحزن والاشتياق، مما يجعله أكثر تعقيدًا من مجرد حزن بسيط أو حنين خالص.}

“لقد رفض بشدة العمل معهم و هم جربوا معه كل انواع الاجبار على جعله يتعاون معهم و كان يستمر بالرفض بشدة رغم ذلك، و لكن..

..في يوم ما..حاول هو من معه من الضحايا المُختَطَفِين إشعال تمرد و الهروب و لكن انتهى به الأمر هو ومن نظموا التمرد مقتولين بوحشية..” سالت دموعه و غطى عيناه باحد كفيه بينما يبكي بصمت كما بكى دائما

و لكن لم يكن توأمه بجانبه ليحتنضه ويربت عليه كما كان يفعل في الليالي الممطرة التي كانت تثير هلعه..

“لقد قُتِلَ قبل ان نصل للعصابة بثلاثة أشهر..

انتكست حالتي الصحية و النفسية من بعد معرفتي بهذه الحقيقة

ثم بعدها بثمانية أشهر أردت ترتيب غرفة التخزين..

وجدت هناك آلتين الأولى هي التي أرسلت لك بها

و الثانيه هي هذه..

 و ظللت أفكر في طريقة لاستخدام ما وجدته بحكمة لسبعة أشهر

كانت قد مرت سنتان و تسعة أشهر

تحريت ان كان ما اريد أن أقدم عليه سيؤثر على الحاضر أي المستقبل بالنسبة لكما او لأي أحد بأي شكل سلبي..

و وجدت ان التغيرات ستكون خفيفه لقد حققت بكل الاحتمالات لمدة ثلاثة اشهر -و هكذا تكون ثلاث سنوات بالتمام والكمال-

ثم ها نحن ذا هنا وانا اريد ان نقبض على العصابة مبكرًا وننقذ تسوكي قبل ان يموت كنت لارغب بالعوده لاول سنة في الجامعة لكي لا يعاني تسوكي لو كان بيدي ولكن حد الآلتان ثلاث سنوات كما قلت قبلًا” أكمل هارو المستقبلي و هو يحاول الا يبكي مجددا وأن يتمسك بالأمل المتبقي له ولتسوكي

ان نظرنا للآخريْن الآن سنرى كيف كان يوتا شاحبًا بشكل مرعب وكيف كان هارو اكثر منه شحوبًا و صدمة

تسوكي..

تسوكي حي..!

قام الاكبر وهو يحاول جمع شتات نفسه وثم احضر لهما -هارو و يوتا- كوبين من الماء ليهدآ قليلًا

كان الأمر صعبًا على جميع من في هذه الشقة..

“كيف تريد منا القبض عليهم وأنا والشرطة احتجنا سنة لنجمع الأدلة الكافية؟” كان يوتا أول من هدأ وبدأ في السؤال عن التفاصيل

أخرج المستقبلي شريحةً إلكترونية صغيرة من جيبه بيده اليمنى بهدوء

“أتظنني فكرت في كل شيء ونسيت هذا أيها الأعسر؟” قال بهدوء رافعا الشريحة أمامهم بسبابته والوسطى

“ما هذه؟” سأل هارو بصوت متحشرج رافعًا رأسه بعدما استطاع الكلام أخيرًا

“هذه نسخة من كل الأدلة التي تم تجميعها لادانة هذه العصابة ولدي شريحة أخرى نظيرةٌ لها في حالات الطوارئ” قال الأكبر بهدوء يبين مدا حكمته ودهاءه

“يبدو ان دهائك في تدبير المكائد للآخرين لم يتأثر نهائيا أيها القط!” قال يوتا محاولًا تلطيف الجو فهم يحتاجون لأقصى درجات الهدوء

بينما ابتسم الأكبر بهدوء وسخرية و بعض الشجن و هو يتذكر كيف انه كان يدبر لمن يزعجه هو توأمه المقالب، مرةً يضع ثعبانا مطاطيًا على كرسي المعلمة التي اتهمته ظلمًا بالغش ومرةً أخرى يوقع البيض على المتنمر الذي أزعج أخاه تسوكي وكان يدبر مقالب قوية ليوتا ولكن العجيب ان يوتا لم يكن يقع بها وكان يتابع التصرف كالأحمق..

لم يكن تسوكي وحده من مات بذلك الحادث..

فقد قُتِلَت روح هارو معه..

فهل هنالك فرصة لانقاذ روح هارو كما توجد فرصه لانقاذ تسوكي؟

الآن بعد ان أعاد هارو التفكير في استنتاج يوتا العبقري سابقا واظهاره لعبقريته يبدو ان الأعسر لم يكن أحمقا كليًا منذ البداية

لحظة..

اذا هل سبب عدم نجاحه -هارو- في ايقاعه -يوتا- في مقلب هو ان الآخر كان يتجنبها، لا لأنه كان أحمقًا محظوظًا؟!

“أيها المحتال..” هسهس هارو بغيظ شديد بينما نظر له يوتا بعدم فهم لثوانٍ حتى ضحك يوتا بتوتر بعد فهم مقصد الآخر

“هيا كن صاحب روح رياضية يا أيها القط، كل ما في الأمر اني كنت أذكى من مقالبك” تحدث يحاول تهدئة الآخر الذي ما زال ينظر له بغيظ بينما يرفع كفيه أمام وجهه كدرع من نظرات هارو المغتاظه

-_-_-_

عودة بالزمن

أحد سنوات الثانوية

كان هارو في قمة غيظه من هذا الوضع

مهما وضع ليوتا من مقالب يخرج الآخر منها بسلام دائما وهو يضحك بحماقة و جهل!

هذا يستفزه!

هو يريد ردها له!

لذا الآن وضع له واحدًا من أقوى مقالبه التي لم ينجو منها اي أحد حتى لو علم الضحية عن المقلب و حاول النجاة منه

وها هو جالس ينتظر النتيجة أمام مخرج مبنى الثانوية يستند متكتفًا لسور شبكي معدني

و تسوكي بجانبه يتنهد بقلة حيلة

ثوانٍ قليلة و خرج يوتا وهو نظيف تمامًا بينما عبس هارو بغيظ

كيف ينجو ذلك الوغد من مقالبه!

“مرحبا يا تسوكي مرحبا أيها القط” صاح الأشقر ملوحًا بمرح بينما ينزل الدرجات الخمس أمام مخرج المبنى بسرعه

أجل .. لقد كان يزعج هارو فقط بلقب القط رغم تطابق هارو و تسوكي التام

“هيا بنا لقد تأخرنا عن الصف التالي” قال تسوكي متنهدًا و مبتسمًا و هو يشعر بتوأمه يحترق من الغيظ بجانبه

“هيا بنا” هسهس هارو بغيظ بينما يسبقهم

“ها..؟ ما به” نبس يوتا باستغراب بينما ينظر بين هارو و تسوكي الذي رفع كتفيه مبتسما قبل أن يبدأ الاثنان باللحاق بهارو

وبينما هم يمشون ألقى يوتا من وراء ظهره بحذر شيئا صغيرًا معدنيًا على الأرض

اجل، كانت هذه القطعة التي تُفَعِّل مقلب هارو و تمثل القلب في تشغيل المقلب

و لم ينتبه هو أو هارو الذي لم ينتبه لأي شيء أن تسوكي نظر بطرف عينه للقطعة المعدنية الملقاة أرضًا و اكتفى بالابتسام فقط بينما ينظر أمامًا مجددًا

-_-_-_

راقب المستقبلي هارو المغتاظ و يوتا المتوتر مبتسمًا بهدوء يفكر في تفاصيل الخطة التي وضعها و هل ستنجح؟

-_-_-_

يتبع..

أي اسئلة؟

أي أخطاء املائية أو نحوية؟ي

أاستنتاجات؟