شــمس بـلا قمــر..

الفـصل الثالـث|

“أعلم أن عقلك بحجم حبة الفول..” نبس هارو يفتح الموضوع قبل دخول يوتا إلى غرفة المعيشة

“هيي!” أطلق يوتا صوتًا مستاءً

حسناً كان يوتا شاباً بمثل عمر هارو 

بشعرٍ أشقر فاتح يصل إلى تحت اذنيه

وعيون سوداء لامعة

وبشرة حنطية تميل قليلا للسمرة

“دعك من هذا وركز معي وحاول أن تستوعب ما سأقوله!” صرخ هارو بخفة مما جعل يوتا يصمت للحظة

“حسناً” قال يوتا بهدوء بعدما أحس بجدية الوضع.. 

“حسناً اخرج و اشرح أنت، لا دخل لي و لا أعرف لماذا تريده أن يعرف أساسًا إنه مجرد أحمق” قال هارو بملل و صوت مسموع، بينما ظهرت علامة استفهام وهمية على رأس يوتا الذي حدق بهارو

خرج المستقبلي بينما اتسعت عينا يوتا

“من أنت؟” سأل يوتا بتعجب و صدمة

“أنت أكبر من أن تكون توأمه” أكمل يوتا بينما يده تحت ذقنه

“أوه، تستطيع التفكير؟” سأل هارو بانبهار و سخرية

“اخرس، أنا لست غبيًا لهذه الدرجة!” صرخ يوتا فيه باستياء طفولي

بينما اكتفى هارو بالابتسام بسخرية شديدة

“أنتما الاثنان أحمقان!” نبس المستقبلي بقلة حيلةٍ و صبر

“من أنت أساسًا؟” تكلم يوتا و عندما التفت إلى هارو لف الآخر رأسه و كأنه يقول ‘لا دخل لي’

“حسنًا الموضوع معقد وطويل وصعب الفهم والاستيعاب وبالذات عليك” قال هارو بسخرية وهدوء و نظر ليوتا بعدما انتهى

“هيي!، لم أعد احمقاً تمامًا! صدق أو لا تصدق أنت الآن تكلم النقيب يوتا كوهارو! و بالطبع وصلت لهذه الرتبة بترقية استثنائية!” نبس يوتا بفخر شديد

و قوبل بنظرة مصدومة و مستنكرة من هارو..

“أرشوت أحدًا يا يوتا؟ صارحني!” نبس هارو باستنكار بينما يضع كفيه على كتفي يوتا الذي دفعهما بغرور مصطنع

“صديقي العزيز، لقد مكثتُ سنتين في الشرطة بعد تخرجي فأصبحت ملازمًا أولًا ثم كانت هناك مهمة صعبة نجحت بها فأخذت ترقية استثنائية، و من أنا لأرفض هذه الفرصة الذهبية!” شرح يوتا بفخر مليء بالكبرياء و بعض الدرامية

“و لهذا تماما أردته أن يأتي” تكلم المستقبلي الذي كادا ينسيان وجوده

“لا زلت لا أصدق! أنت أكثر حماقة من أن تصل لرتبة النقيب! و بترقية إستثنائية أيضًا؟” تجاهل هارو نظيره الأكبر و هو يتحدث باستنكار شديد..

فأنى لهذا الاحمق بنظره أن يصل لهذه الرتبة؟ 

أخرج يوتا شارة الشرطة الخاصة به و التي كانت دليلا قاطعًا على صدقه و عدم كذبه

بينما هارو حدق بالشارة بصدمة، هو مازال لا يصدق!

و لكن يبدو أن هذه هي الحقيقة 

عندما أراد هارو أن يتكلم قاطعته نفسه المستقبلية

“اخرسا!” صاح المستقبلي بتعب و استياء شديدين

هذه شجارات طفولية ولا وقت لديهم لهذا، حقًا الوقت ينفذ منهم و قد يفوت الأوان قريبًا إن لم يتحركوا حالاً

“اجلسا حالًا حان الوقت لشرح بعض المواضيع المهمة بشدة! الوقت ينفذ اجلس أيها الأحمق و أنت أيضًا أيها الأعسر!”

أوه هل ذكرت أن يوتا أعسر؟ 

حيث أنه في الثانوية كان يوتا يزعج هارو بمنادته بالقط بسبب عينيه فبدأ صاحب العيون المختلفة أيضًا بمناداته بالأعسر ليردها له حتى و إن لم تحدث عنده –يوتا– أي فرق 

-_-_-_

عودة بالزمن

سنة هارو الأولى بالثانوية

“أوه مرحبًا أيها القط الظريف!” صرخ يوتا بمرح بينما يقف بجوار مقعد هارو في المقصف الخاص بمدرستهم الثانوية

“أولًا إسمي هارو، هارو فوروي ثانيًا مرحبًا ماذا تريد؟” تكلم هارو بعصبية من اللقب المزعج بينما ينظر ليوتا، كان واضحا من شعره –يوتا– الأشقر أنه يمتلك دماءًا أجنبية

“أريد صداقتك أيها القط الظريف~” رد يوتا بسعادة و مرح بينما يضع كفيه على الطاولة..

“…” صمت هارو بانزعاج ولم يرد عليه، هو موافق ولكن هذا اللقب مزعج للغاية

“الصمت علامة الرضا، إذا أهلًا بك إسمي يوتا كوهارو وأطمح أن أكون شرطيًا! أوه وأنا أيضًا أعسر هل أنت كذلك؟”

“كلا” تكلم هارو بانزعاج

“أوه للأسف كنت آمل أن تكون أعسرًا مثلي” تمتم يوتا بحزن مصطنع “لا بأس كوني أعسرًا لن يشكل فرقًا، أليس كذلك أيها القط؟”

“إن كنت قطًا أيها المزعج فأنت أعسر!” صرخ هارو بغضب ملتفتًا ليوتا بحدة

“اهدأ يا هارو” تمتم من كان بجوار هارو

“لا لن أفعل إنه أعسر أحمق ومزعج” رد هارو باستياء

“رائع~، أعطاني صديقي الجديد لقبًا ظريفًا أنت القط وأنا الأعسر” قال يوتا بمرح أشد

“إلهي ألهمني الصبر” تمتم هارو دافنًا وجهه في كف يده

-_-_-_

“أيها الأعسر؟” تمتم يوتا بتعجب..

“لحظة واحدة، لا يناديني أحد بهذا اللقب إلا القط” تمتم ثم نظر لهارو بنظرة جانبية

“وبالتأكيد لن يخبره لأنه حينها سيضطر لقول أنني أناديه بالقط”

“و هو يبدو مثل هارو تمامًا لكنه يبدو أكثر نضجا نوعًا ما ويمتلك نفس الصوت كما أنه يعرف لقبي الذي أعطاني إياه القط”

” فبالتأكيد كان من المفترض أن يتفاجأ برتبتي أو أن يسأل عن سبب تفاجئ القط على الأقل ، إلا إذا.. ” احتدت نظرات يوتا بينما ما زال يتمتم باستنتاجاته و هو ينظر إلى الأرض

رفع نظره إلى المستقبلي بهدوء

“أنت..هل تنتمي ‘لهنا’؟” سأله بهدوء ونظرات جادة

بينما توسعت عينا هارو وابتسم نظيره الأكبر ابتسامة جانبية

“أحسنت أيها الأعسر، تستحق رتبتك بالفعل” قال المستقبلي بابتسامة جانبية..

-_-_-_

أي أسئلة؟

أي استنتاجات؟

هلا قيمتم القصة؟

تعليق لطيف مثلكم؟