2
شــمس بـلا قمــر..
الفـصل الثانـي|
اتسعت عينا هارو بشدة، ثوانٍ حتى استعاد رابطة جأشه و هدوءه ثم قال “أجل وأنا سانتا كلوز..”
قال هارو المستقبلي بعصبية “ليس هذا وقته أقسم أنني أنت من المستقبل!”
قال هارو بهدوء مضيقًا عينيه “أعطني دليلًا واضحًا حالًا قبل أن أتصل بالشرطة..”
رد عليه هارو المستقبلي “حسنا، أنت تخرجت من فترة قليلة و لم تخرج من شقتك منذ تخرجك و تعتمد على النقود التي يرسلها والدانا ولم تكن النقود كلها في الدرج الثاني من الخزانة لأن والداك أو والدينا يرسلان مبلغا أكثر من ما تضعه في درج الخزانة بنسبة عشرين بالمئة تقريبا فتقوم بوضع اغلبيه النقود في الدرج و الباقي تضعه تحت السرير لحالات الطوارئ”
صمت قليلًا يفكر قبل أن يكمل
“كانت ردة فعل أمنا عدائية عندما اخبرتها عن نتيجتنا المتميزة بينما أبي صمت و لم يتحدث طوال المكالمة الهاتفيه تريد المزيد؟”
“حسناً حسناً يكفي..”قاطعه هارو و هو يفرك جبينه بتشتت
“إذًا كيف أرسلت لي الرسائل و ما قصتها و ما قصة ‘تبًا لك’؟”أنهى كلامه بانزعاج حينما تذكر
“حسنا..
بينما أنظف غرفة التخزين في هذه الشقة وجدت آلتين الأولى كانت تعيد الأشياء بالزمن إلى الموقع الذي أريده و في الوقت الذي أريده بالظبط، عيبها الوحيد أنها لم تكن قد جربت إلا مرتين وفشلت إحداهما لذلك أرسلت نفس الرسالة عدة مرات لأتأكد من وصولها لك..” تكلم هارو المستقبلي بهدوء
“أكثر من أربعة عشر رسالة لتتأكد فقط من وصولها؟” قاطعه هارو باستنكار..
“حسنًا..
ربما بالغت قليلاً؟” رد هارو المستقبلي بينما ينظر بعيدا للحظة
“و أيضًا أنا لا أتراجع عن رسالتي الأخيرة! تبًا لك يا أنا من الماضي ! أكان يجب أن تفكر بذكاء؟” تكلم هارو المستقبلي بعصبية مع حفاظه على هدوء صوته
“إشرح السبب ثم إشتم لا أريد شتمًا بلا سبب!” اندفع هارو مقطبًا
“عندما وضعت رسالتك المزعجة حدث خلل في الآلة لأنها ترسل فقط ولا تستقبل واحترق محركها وأرسلت الرسالة الأخيرة على استعجال قبل أن تتلف نهائيًا بسبب غضبي من فعلتك، وأنا لست مخترعًا حتى لأصلحها و أكمل إرسال الرسائل لحضرتي الذي أفسد الآلة!”شرح هارو المستقبلي بغضب
“أوه.. “علق هارو بفهم
“دعنا نعد لموضوعنا الأساسي الآلة الثانية كانت تعيد البشر و الاجسام الكبيره نسبيا..”تكلم المستقبلي ثم صمت قليلاً
“و لماذا لم تعد أنت منذ البداية بدل كل هذا الجهد؟”سأل هارو بحذر
“بسبب أنها لم تجرب لذا خفت أن أصاب أنا او أنت بمكروه أو أن يختفي أحدنا”رد هارو المستقبلي بتعب
“إذًا لما عدت الآن؟”صرخ هارو بفزع من ما كان من الممكن أن يحدث
“بسبب أن أحدهم أفسد الآلة بسبب ذكائه لذا اضطررت للعودة؟”قال هارو المستقبلي بملل
“و لماذا أرسلت الرسائل و عدت لهذا الزمن بالتحديد؟” سأل هارو
“لو كان بيدي لعدت أكثر قليلًا و لكن كان ذلك هو الحد الزمني للآلتين -ثلاثة سنوات- للأسف لم يستطع مخترعها إطالة الحد”
عندما كاد هارو أن يسأل عن سبب رغبة نفسه المستقبلية بالعودة بالزمن و من أين ظهرت الآلات لتكونا عنده بالمنزل رن هاتفه فجأة
نظر هارو للهاتف فوجده صديقه من الثانوية الذي لم يكلمه منذ السنة الأولى في الجامعة فرد عليه
“مرحبا” أردف هارو بهدوء
“أهلًا يا صديقي~، كيف الحال” رد الصديق بمرح شديد
“بخير” رد هارو باختصار
ثوانٍ من الصمت و أُغلق الخط
“أهو أحمق فعلًا؟”همس هارو باستياء
لم يكد ينهي كلامه حتى رن الهاتف مجددًا
“لماذا أغلقت” سأل هارو
“لحظه أهذا أنت حقًا يا هارو؟” كان الصوت مصدومًا
ثانية مرت قبل أن يقول الطرف الآخر
“يبدو بأن شيئًا قد حدث، هل أستطيع زيارتك، هارو؟” قال الصوت بجدية و توتر
“زيارتي؟” سأل هارو بتوتر و هو ينظر لنفسه المستقبلية الذي أشار له أن يوافق
“حسنًا سأرسل لك موقع شقتي الجديدة” رد هارو بعدها
“حسنا ساصل خلال أقل من ربع ساعة على حسب الموقع الذي أرسلته لي، وداعا” قال الصوت
أغلق هارو الخط
“لماذا أخبرتني أن أوافق؟ ماذا سنقول له عن وجودك؟ أتعلم من كان يكلمني أساسا؟” قال هارو باستنكار بعدما التفت للآخر
“حسنا لن يوجد أحمق يشك بمن أنت ثم يغلق الخط و يتصل مرة أخرى إلا هو، كما أنه سيساعدنا كثيرا فيما جئت بسببه” قال المستقبلي بهدوء
“كما تشاء، سأعد الغداء” قال هارو بملل
-_-_-_
الماضي، الحاضر أم المستقبل؟
هل سيموت أخاه؟
لا..
مستحيل!
لن يستطيع العيش بدونه!
ظل يتذكر ذكرياتهما معًا
مقالب أخيه السخيفة
مشاكساته
دفاعه عنه
لعبهما معًا
عندما جرب أن يعد مقلبًا مع الآخر،
و انتهى بهما الأمر معاقبين
و لكنها لم يحسا بأي ندم فقد كان ضحيتهما يستحق ما حدث له
إنها مجرد لدغة نحلة على أية حال..!!
قوله أنه سيبقى ملتصقًا به و لن يرحل حتى لو أراد منه ذلك
ألم يعده بأنه لن يرحل؟
إذن لماذا توقف قلبه؟!
“أنقذوه رجاءًا”صرخ الثاني الهادئ بيأس مشاهدا من كانوا يحاولون انعاش من توقف قلبه
“أخي سأحبس نفسي إلى الأبد و لن أخرج مجددًا! أخي عد!”ظل يصرخ بيأس و هو ينظر لمحاولاتهم لإنعاش من كانت روحه تغادر جسده
“أنت أخبرتني ألا أحبس نفسي مجددًا لذا عد و إلا سافعل وأحبس نفسي و لن أخرج من المنزل مجددًا!” صرخ بهستيرية كأن صراخه سيعيد من يموت حاليًا
-_-_-_
قطع أفكار من كان يعد الغداء صوت الجرس الخاص بالمنزل..
أطفأ هارو النار قبل ان يتجه ناحية باب المنزل
فتح هارو الباب
“مرحبا يوتا” نبس هارو بهدوء و هو يفسح مجالًا للآخر ليدخل
“مرحبا أيها القط ~” نبس يوتا بمرح
“تفضل” رد هارو بانزعاج خفيف من اللقب و بعدها دخل يوتا
-_-_-_
يتبع..
Chapters
Comments
- 2 - الـفَـصـل الثاني | منذ 10 ساعات
- 1 - الـفَـصـل الأول | منذ يوم واحد
التعليقات لهذا الفصل " 2"