1
أي أخطاء املائية أو نحوية؟ أخطاء بالسرد؟
شــمس بـلا قمــر..
الفصل الأول |
يجلس بهدوء و هو ممسك برسالة ما هدوءه هذا لا يعكس مدى القلق الذي يشعر به، هذا غير طبيعي..
كيف دخل شخص ما إلى صالة منزله بل و وضع على الطاولة رسالة و أيضا بتاريخ مستقبلي من سيقوم بكل هذا الجهد فقط من أجل هذه المزحة السخيفه؟
اقفال الأبواب و النوافذ غير مكسورة أو مخدوشة حتى..
فقط لو كان هو هنا و لم يكن قد ذهب..
كان من الممكن ان يضمه و يطمئنه..
كان من الممكن ان يشعر بالاطمئنان..
“حسنا لنتركنا من أحلام اليقظه المستحيله” فكر بهدوء
“هذه مجرد مزحة سخيفة بالتأكيد لن تتكرر مجددا،هارو..
هارو فوروي اهدأ حالا!” فكر محاولًا تهدئة نفسه
لكن مرارا و تكرارا حدث نفس الوضع
الرسائل تكون دائما في نفس المكان و بنفس الوضعية و الزاوية و دائما ما يجدها إذا ذهب لتفقدها في الساعة الخامسة..
من سيتعب نفسه ليقوم بهذه المزحة
الوضع اصبح مريبا..
كاميرات المراقبة؟
لقد جربها بالفعل ولكن لا فائدة ترجى من هذا الوضع..
” عودة بالزمن “
[وجهة نظر هارو]
الأمر زاد عن حده..
سأجرب أن أشتري كاميرات مراقبة..
فتحت هاتفي و طلبتها فبالتأكيد لن أخرج من شقتي!
ليس خوفا و انما هذا قانون وضعته على نفسي..
لا للخروج..
بعد ست ساعات..
امسك الرسالة بيدي و أنا أجول في غرفة المعيشة..
“سأجن” همست بعصبية قريبة من الهستيرية..
حسنا ما حدث أنني وضعت الكاميرا و جلست أراقب بهدوء في غرفتي..
بعد نصف ساعة تماما تشوشت رؤية الكاميرا للحظة حرفيا و بعدها وجدت الرسالة على الطاولة!
“كيف ذلك؟ لم يدخل شيء ولا إنسيٌ أو يخرج” همست بتوتر
و ها أنا ذا جالس مع الرسالة..
بعدها بيومين تصل فيهما الرسائل بنفس الطريقة..
قررت المخاطرة والمراقبة بنفسي جلست وراء الاريكة المقابلة للطاولة..
أقسم أن ضوءًا خفيفًا جدًا قد ظهر ثم اختفى وبعدها وجدت الرسالة!
هذا جنون..
”عودة إلى الحاضر“
[نهاية وجهة نظر هارو]
وها هو مع رسالة اليَوم ينظر لها..
لقد كانت نفس الرسالة التي تقول:
“أنت تعيش في كذبة تم حياكتها بدهاء”
ولكن قد زاد عليها :
“سأبلغك بالتفاصيل في رسائل اخرى”
وبتاريخ مستقبلي آخر..
“هذه الرسائل الـ..” صاح هارو بألم و هو يعانق الأرض
لقد تعثر بطلنا الشجاع المغوار بقدم الكرسي!..
جلس بطلنا بغضب
“أيها الكرسي الـ..” لم يكد ينهي كلامه حتى صرخ بألم مرة أخرى
لقد وقع على رأسه كتاب من المكتبة الكبيرة نسبيًا خلفه
“أيها..” سُمع صوت تكة صغير
“بربك؟!” تكلم باستنكار لقد قُطِعَ التيار الكهربائي
“أكُل هذا لأنني صرخت؟..” قال ثم صرخ بألم مجددا
لقد وقع عليه كتاب آخر من المكتبة
بعد ثلاث ساعات
جلس هارو يفكر بهدوء مجددا
لقد مر أسبوعان على هذا الوضع
و وصله فيهما أربعة عشر رسالةٍ بتواريخ مستقبلية..
تحديدا بعد الوقت الحاضر بثلاث سنوات..
“ماذا لو وضعت رسالة هناك قبل موعد وصول الرسالة الأخرى و في نفس المكان؟” فكر هارو
و حسنا لقد نفذ الخطة
و وضع رسالة كتب فيها:
“من أنت أيها المزعج؟ يكفي ألاعيبًا”
سيضطر للانتظار للغد..
ذهب هارو وجلس على سريره
“حسنا دعونا نلخص الوضع..
أنا هارو فوروي..
شاب بالثالثة و العشرين
تخرجت منذ ثلاثة اسابيع تقريبا
بالطبع يجب علي أن أكون سعيدًا و أحتفل مع أصدقائي و ألا اكون بهذا.. الهدوء؟
حسنا هذا بسبب-
أفضل الاحتفاظ بالسبب لنفسي..
تخرجت من كلية هندسة الطائرات بدرجة عالية بل ممتازة..
عندما أردت إخبار والداي كان رد أمي هو الصراخ “توقف عن ذلك أنت تعرف ما أقصد أليس كذلك؟!” وأبي صمت ثم أَغلقتُ الخط
حسنا لم أتوقع شيئًا منذ البداية
لقد أصبحا عدائيين منذ بضع سنوات..
دعنا من هذا..
أمتلك شعرا اسودا..
وامتلك عينين مختلفتي اللون إحداهما زرقاء والأخرى بنية
ولدي أيضا ظاهرة الكلوبوما «عيون القطط»
مما يجعل عيناي شبيهة بالقطط بشكل كبير..
أرتدي العدسات بسبب ضعف نظري
لم أخرج من شقتي منذ تخرجي
وانتقلت لهذه الشقة منذ حوالي خمس سنوات؟
لكني مكثت فيها سنتين و ثلاثة أشهر من أصل الخمسة سنوات..
ومنذ أسبوعين بدأت تصلني رسائل غريبة بتواريخ مستقبلية
لن أقول أشباحًا لسببين الأول أنها لا وجود لها و الثاني إذا كانوا أشباحًا ألا يعني أنهم ماتوا منذ فترة طويلة؟ إذا لما لا يرسلون لي رسائل بتواريخ قديمة أليس هذا أفضل لهم؟
“هذا متعب حقا..” عبث هارو بشعره نهاية تفكيره
ثم حدق بالسقف..
سامحًا لنفسه بالسباحة في ذكرياته القديمة..
-_-_-_
الماضي؟ الحاضر؟ أم المستقبل؟
طفلان يركضان..
يبدوان بالثامنة من عمرهما
يمتلكان نفس المظهر بالظبط
فرق الطول بينهما سنتيمتر واحد تقريبا..
شديد الملاحظة فقط من ينتبه للفرق
توقفا يأخذان أنفاسهما
تكلم الأول بحماس “أخي أخي ألم يضايقك ليون ابن الجيران صباحا؟ لما لا أقوم له بمقلب ظريف؟”
تكلم الثاني بهدوء “أنت تعلم أنني لن أسمح بذلك، أتذكر ماذا فعلت آخر مره؟”
رد عليه الأول مجددا بترجي” رجاءا أخي لن أجعل كلبًا يعضه مجددا، وأيضا لقد كان كلبًَا ملقحًا لذا لم يذهب للمشفى أنا اتخذ احتياطاتي جيدًا”
رد الثاني بصرامه “لقد قلت لا كما أن ليون مجرد طفل”
قال الأول بملل بعد أن تنهد “حسنا حسنا، لماذا تتكلم كأنك في العشرين من عمرك؟”
صرخ الثاني بخفه “أيها الشقي!”
ركض الأول و هو يصرخ بسعادة “لن تمسك بي يا أخي!”
و بدآ بالركض مجددا..
-_-_-_
ينام نفس الطفلين بهدوء
فجأه استيقظ أحدهما
لقد كان الأول الشقي
ضم نفسه بخوف و بدأ في البكاء بصمت
كانت دموعه تنزل بلا أدنى صوت
دقائق..
و ها هو الثاني الهادئ يضمه بهدوء
الأول تأتيه الكوابيس في الليالي الممطرة
و أجل كانت هذه إحداها، دوى صوت الرعد و أضاءت السماء خارجا بفعل البرق
و هو لم يبكِ أبدًا أمام أي أحد سوا أخيه..
لم يعلم أحد أنه يبكي بصمت..
دائما ما ظن الجميع أنه إذا بكى فسيبدأ بالعويل و الصراخ بسبب طبيعته الصاخبه و لم يعلموا أبدا بدموعه الصامتة..
ظل الأول يبكي حتى نام..
ثم تبعه أخوه بعد التأكد من نومه..
-_-_-_
نفس الطفلان
يبدوان بالثانيه عشر
كانا سيعبران الشارع و لكن..
“أخي أخي..” صرخ الأول بسعادة و هو يشير على الإشارة الخضراء للمشاة
“هيا لكي لا نتأخر، الفيلم سيبدأ قريبا!” تكلم مجددا
و بينما هما في منتصف الشارع
“أخي انتبه!” صرخ أحدهما و الآخر تم دفعه
____
ها هم بالمشفى
ينظر الثاني الهادئ بكئابة
لقد كان السائق ثملًا و كان الثمن أخاه
نظر إلى من هو راقد بلا حراك..
أخوه الآن في العنايه المركزه و قد لا يستيقظ مجددا..
أخوه المرح قد يموت
ثواني و صدح صوت عالي
كان صوت صفير عالي..
“لقد توقف نبض من كان في هذه الغرفه” همس الثاني بعدم استيعاب
لحظه أليس أخوه هو من توقف قلبه..؟
هل مات؟!
-_-_-_
“هل أزوره” فكر هارو الذي ما زال مستلقيا حتى هذه اللحظه
“لا بالتأكيد لن يسامحني” رد على نفسه
“أنا السبب لقد كنت السبب” فكر بذنب
“هل ستصل رسالتي لذلك المرسل المزعج؟” فكر بفضول
تَثاؤُب..
يبدو أن أحدهم يشعر بالنعاس
قاوم هارو انغلاق جفنيه حتى غلبه النعاس
-_-_-_
استيقظـ على رائحه شيء يحترق
“شقتي؟” همس بعدم استيعاب
لحظات حتى..
“شقتي!” صرخ قائما من على السرير غير ناسٍ أن لا يفتح أي مصباح أو أي جهاز إلكتروني في حالة حدوث تسريب للغاز
كانت الساعة الخامسة ودقيقة عصرًا
كيف نام كل هذا الوقت؟
آه أجل لقد استيقظ في الخامسه و أصابه الأرق فأخذ حبة منومة في السابعة صباحًا
وصل عند مصدر الرائحة فوجده الطاولة المشؤومة من وجهة نظره
رأى هارو ورقة صغيره و ليس رسالة في ظرف ككل مره
و كان طرفها محترقا قليلا و هو ما أصدر هذه الرائحه
قد تمكن من شمها بسبب حاسة شمه القوية وتركه للباب مفتوحًا
“يبدو أنها كتبت باستعجال” فكر هارو بتعجب
نظر للرسالة
ثانية
ثانيتان
ثلاث ثوانٍ
ظهر الامتعاض و الإزعاج على وجه هارو بوضوح
“تبا لك؟” تكلم باستنكار و غضب
فكل ما كتب في الرسالة كان:
“تبا لك.”
و كانت بنفس خط الكتابة الأنيق الخاص بالمجهول المزعج
“أظهر نفسك و تفاهم معي أيها المزعج!” صرخ بغضب و غل
ثم صرخ صرخة عشوائية غاضبة
-_-_-_
مر أسبوع
لم تصله أي رسالة به مما جعل هارو يتجاهل الأمر و كأنه لم يكن
كان هارو نائما بهدوء
حتى هُيء إليه أن يدا توقظه
“ليس الآن أريد النوم” تمتم بصوت ناعس خافت
عادت نفس اليد مجددا
“ليس الآن” كرر بصوت اكثر وضوحا و لكنه ما زال صوتا نعسًا
ثانية
ثانيتان
ثلاث
دقيقة
..
“لحظه ألا أعيش لوحدي في الشقه؟” فكر هارو بغباء
ثم..
“إذا كنت سارقا فالنقود في الدرج الثاني في خزانة الملابس و لست متزوجًا لذا لا أمتلك ذهبًا، خذ ما تريد و ارحل أريد النوم” غمغم هارو بنعاس شديد و غباء أشد
عادت تلك اليد لتهزه بعنف
“ماذا؟” صرخ هارو و هو يجلس
“أتريدني أن أعطيك النقود في يديك ايضا؟!” قال بانفعال
ثم حل صمت رهيب..
“من أنت؟” سأل هارو باستنكار هادئ بعد عدة دقائق
“لا أذكر أنه كان لي توأم بهذا الطول!” قال باستغراب و خفوت
“أحمق” صفع من امامه جبهته بغيظ من هذا الغباء
“أنت الأحمق” رد هارو بغيظ و هدوء
السبب في حالتهم الغريبة هذه أنه من كان امام هارو كان شخصا يشبهه بشدة حتى في العيون ولكن ملامحه أكثر نضجا بقليل..
و ربما أكثر كئابة..؟
“تمالك أعصابك و اهدأ” قال له الغريب بعدما جلسا في غرفة المعيشة
“كل يوم من فترة معينة تصلك كل يوم رسالة بتاريخ من المستقبل في الساعة الخامسة عصرًا و هي تحذرك من شيء ما أليس كذلك” تكلم الغريب
“كيف..؟” سأل هارو
“حسنًا صدق أو لا تصدق أنا من أرسل هذه الرسائل كلها” قال الغريب بهدوء وعيناه تلمعان بحذر
صمت هارو للحظات..
“كان من المشرف مقابلتك سيد لص أنا ساذهب لأنام وأنت اسرق أو لا تسرق لا يهمني” قال هارو بملل ناهضًا
“هارو فوروي! ليس هذا وقته اتركني أشرح الوضع الذي نحن الاثنان به” صرخ الغريب بغضب و بعض اليأس
جلس هارو بصمت يستعد للاستماع ‘للأكاذيب’
“أولا لنبدأ باسمي..”
“اسمي هو هارو فوروي، عمري هو ستة وعشرون عامًا، باختصار شديد أنا هو أنت من المستقبل” قال الغريب و هو ينتظر رد هارو..
يتبع..
Chapters
Comments
- 1 - الـفَـصـل الأول | منذ 6 ساعات
التعليقات لهذا الفصل " 1"
قصة تجنن بس ملاحظه لما يتكلم ما تكتبي وراها فكر هاورو مو ضروريه