─➽⊰

في تلك الليلة.

في اللحظة التي طار فيها بييبي إلى غرفة الخادمة الجاسوسة للتدريب، رأى مشهدًا غريبًا للغاية. كان دارام يقرأ كتابًا أمام المدفأة.

<أوه…؟>

كان المشهد غريبًا جدًا لدرجة أن بييبي نفسه توقف وحدق. ابتسم دارام بلطف وسأل عندما لاحظ الطائر المندهش.

<بييبي، إلى أين أنت ذاهب بدون سيدتك؟ أنت طفل لم يبلغ من العمر ألف سنة بعد>.

< أنا ذاهب للتدريب…>.

اقترب بييبي بخجل من دارام.

<ما الذي تفعله بدون يوليوس؟ >.

<آه، أنا أجمع المعرفة>.

أجاب دارام بجدية.

<كما تعلم، تميل الحيوانات المستدعاة إلى الاندماج مع أصحابها. لذا، إذا لم أستجمع قواي سأصبح غبيًا.>

<آه…>

عندما كان بييبي إلى جانب ميليسا، كان غالباً ما كان يقول أشياء لطيفة مثل: ”تماسكي يا ميليسا” و”سيعرف شخص ما قيمة ميليسا”.

بصراحة، كان يكرر نفس الكلام كل يوم.

لم يتحرر منقاره الذي كان مغلقًا إلا عندما جاء إلى جانب كيانا وبدأ في لحظة ينطق بكلمات ملونة.

في الواقع، كان الأمر مفاجئًا بعض الشيء حتى لبييبي نفسه.

ابتسم السنجاب بهدوء ونقر الكتاب بمخلبه.

<هذا هو السبب الذي جعلني أجبر نفسي على خلق وقت كهذا لتجميع المعرفة والحكمة. وبالطبع، هذا كله اختيار يوليوس. >.

أومأ بييبي على الفور بالموافقة.

على أي حال، كان الحيوان المُستدعى دائمًا ما يتخذ خيارات لسيده. في هذه الحالة، إذا أصبح دارام مثل يوليوس، فستكون مشكلة كبيرة بالنسبة للشمال.

<ولكن ما نوع التدريب الذي تتحدث عنه؟>

بقليل من الحرج، أجاب بييبي.

<فقط… ظننت أنني إذا قمت بتدريبات القوة، سأكون قادرًا على تحريك أشياء أثقل. قدرتي هي التحرك عبر العالم الآخر، لكن هناك حدود للمسافة والوزن…>

<استخدام العالم الآخر؟>

اتسعت عينا دارام.

<إذن ألن يصبح المكان والزمان في فوضى؟ >

<نعم، لذا عندما كنت مع ميليسا، كنت أعود بعد شهر أو شيء من هذا القبيل. لحسن الحظ، أصبحت المدة أقصر هذه الأيام، لذلك أنا قادر على الأقل على القيام بمهمة لرسائل كيانا. >

<همم>

بعد سماع كلمات بيب، عبس دارام وفكر للحظة. ثم أمال رأسه وقال.

< أن تكون قادرًا على العودة من عالم آخر دون أن يتشوه الزمان والمكان هي قدرة لا تصدق، لكنك تقوم بتوصيل الرسائل فقط؟>

أومأ بييبي برأسه متجهمًا. كان ذلك أمرًا حتميًا لأن كل ما يمكن أن يحمله منقاره هو قطعة من الورق.

< عزيزي، قد تكون قدراتك أكبر مما تعتقد. لا أعتقد أن ‘الأشياء الثقيلة’ هي محور التركيز، ولكن ‘المكان والزمان’ هما محور التركيز. >

قال دارام بجدية.

<تعال هنا يا عزيزي. لا أعرف ما إذا كان بإمكاني مساعدتك قليلاً فقط. >

سار بييبي إلى جانب دارام. وضع دارام يده على جبين بييبي.

<أغمض عينيك وأخبرني بما تراه>.

اتبع بييبي كلمات دارام.

في البداية لم يستطع رؤية أي شيء.

لكنه بدأ يرى صورًا أكثر وضوحًا بشكل متزايد. وبعد فترة وجيزة، فتح بييبي الذي كانت عيناه مغلقتان بسلام، منقاره على نطاق واسع.

<يا إلهي… واو!>

<ما الأمر؟>

سحب دارام يده مندهشاً. فتح بييبي عينيه وصاح وهو يرفرف بجناحيه باضطراب.

< لقد انهارت كيانا وكان سيزار يبكي!>

كانت بيب مندهشة لدرجة أنها قفزت لأعلى وأسفل.

أجاب دارام بجدية.

<رأيت شيئاً لم تختبره من قبل، ربما يكون في المستقبل. عزيزي، لقد رأيت جزءاً من المستقبل. >

<المستقبل؟ هذا المشهد هو المستقبل؟>

<نعم، بالتأكيد لديك القدرة على السفر عبر الزمان والمكان أنا لا أعرف إلى أي مدى سيظهر ذلك، ولكن…>

كان سيزار رجلاً يثير ضجة عندما لا تأكل كيانا ببساطة وجبة طعام.

فكر بييبي للحظة في مدى رعب ذلك المستقبل بالنسبة لسيزار، لكنه قرر بعد ذلك ألا يتخيله.

وبدلاً من ذلك، قرر أن يحاول رؤية المزيد.

<هل يمكننا أن نفعل ذلك مرة أخرى؟>

رفض دارام على الفور.

< لقد وصلتُ إلي حدي الأقصى، لا أستطيع مساعدتك أكثر من ذلك… >

لاحظ بييبي أن بشرة دارام كانت داكنة بشكل غريب. تمتم دارام، وكان من الواضح أنه قلق للغاية.

< من الأفضل ألا تخبر الآخرين حتى تتأكد. الأمر نفسه ينطبق على كيانا.>

<ماذا؟ لماذا؟>

< كانت حركة الزمان والمكان في الأصل من اختصاص الساحر الأسود، أوتسون >.

<ماذاااا!!!!؟؟؟؟ >

اتسعت عينا بييبي عندما سمع كلمة “أوتسون”. لقد كان اسمًا مشؤومًا.

<لا بأس، لا تقلق. لقد انطفأت روح أوتسون. حتى لو كانت تلك القدرة لا تزال مغروسة في قطعة القلب، فلا يمكنها أن تتحرك لأنه ليس لها جسد أو روح. >

قام دارام على الفور بتهدئة بييبي وربت على ظهره.

<ما زلنا لا نعرف قدراتك الفعلية حتى الآن، لذا لا يمكننا أن ندع الناس ينشغلون بالتحيز دون سبب. فقط انتظر قليلاً. سنكتشف ذلك قريبًا على أي حال. >

<قريباً؟ >

< لقد وعد يوليوس كيانا، لذا من المحتمل أن يقلب منطقة آرون لاسترداد قطعة القلب. لقد كان كذلك بالنسبة لإينوس. >

─➽⊰

بعد رحيل بييبي، جلست بهدوء لفترة من الوقت.

كنت متعبة جدًا من الرحلة الطويلة لدرجة أنني كنت أستطيع النوم على الفور، لكنني لم أشعر بالنعاس.

كما أن عدم وجود ذكريات عن والدي كان يعني أيضًا أنه يمكنني أن أبدأ علاقة جديدة.

سواء كانت مضايقة ميليسا أو مطاردة رودريجو بطريقة مخزية… بما أن والدي لم يكن يعرف أي شيء عن ذلك، أعتقد أننا سنكون قادرين على الانسجام بشكل جيد منذ البداية.

إذا كان والدي قد خاطر حقا بالذهاب إلى آرون بسبب مشكلتي مع حيواني المُستدعى…

لقد شعرت حقًا بأنني تلقيت الكثير من الحب.

في النهاية، لم أستطع النوم بعد أن فكرت في هذا وذاك، لذا قررت أن أنظر حولي لأرى إن كان بإمكاني العثور على أي أشياء أخرى متقلبة.

“هذه هي الغرفة التي كانت تستخدمها السيدة إينوس”.

قالت ذلك الخادمة التي أرشدتني.

“لقد تم تنظيفها وتجديدها بالكامل. آمل أن تنعمي باستراحة مريحة.”

في منزل بريلاي، بدا اسم أمي وكأنه من المحرمات. لكن هنا، حتى الموظفون هنا كانوا ينادون اسم أمي بأصوات حنونة.

ربما كان السبب في ذلك هو أن يوليوس ظل يقول: “لا يمكن أن تكون إينوس قد فعلت ذلك”.

عندما ركزت على ذلك، كانت ثقة جوليوس بأمي كبيرة حقًا.

كان هناك دفتر مذكرات على المكتب، فذهبت لإلقاء نظرة.

“هاه؟”

وجدت ورقة صغيرة عالقة قليلاً في ظهر المكتب.

لا بد أنها كانت قديمة جدًا، لأنها كانت مغطاة بالغبار وقد تحول لونها إلى اللون الأصفر.

أخرجت الورقة القديمة بعناية.

كان هايد مثاليًا تمامًا.

من بشرته الفاتحة والناعمة إلى وجهه الملائكي… إنه مثل جنية من قصة خيالية.

لذا، أمام هايد، يجب أن أتصرف بشكل لائق. أعتقد أن هذا لأنه رجل نبيل مثالي وأنيق.

لقد كانت مذكرات أكثر فتاة رومانسية ولطيفة في العالم. حتى أن الورقة كان عليها وجه والدي الصغير مرسوم عليها.

“…جوشوا؟”

فكرة مفاجئة جعلتني أرغب في ضرب رأسي. في اللحظة التي أضيف فيها جوشوا إلى صورة أبي الرائع، لم يبقِ رائعاً على الإطلاق.

لوكي محصور في المكتبة كل يوم. بفضله أستطيع أن أكون بسعادة مع هايد كل يوم. وأعتقد أن هايد يحبني أيضاً.

ولكن يبدو أن دولوريس تحب هايد. أميرة نبيلة لدوقية كبيرة وأنا يتيمة محظوظة.

بصراحة، لا مجال للمقارنة ولكن من المستحيل أن أستسلم. لن أفتقد جنيتي أبداً .سأتزوجه بطريقة ما ثم سننجب عشرة أطفال يشبهون الجنيات!

“…….”

عندما وصلت إلى النهاية، شعرت بجنون الفتاة الجميلة. من الواضح أن أمي فشلت في إنجاب ” عشرة أطفال يشبهون الجنيات”…

‘ولكن ألن يكون هناك أمل لي؟’

كان أليكس علي خطي جدي. إذًا، يمكن أن يشبه طفلي أبي أيضًا.

إذا جمعت ذلك تقريبًا مع مظهر سيزار.

‘أمي، سألد عشرة أطفال يشبهون الجنيات.’

قريباً، سيعقد مجلس النبلاء في العاصمة. بعد ذلك، في المرة القادمة التي نلتقي فيها سيتغير كل شيء.