كان صوت النبض يضرب أذني داجون، و لم تعلم أهو صوت قلبها أم قلبه.
كان جسداهما متلاصقان بلا فراغ ما جعلها تشعر بصلابته، وكأن الزمن بينهما توقف في سكون ثقيل.
أسَرَت نظراته نظرها حتى نسيت كيف تتنفس. و في تلك اللحظة، انزلقت يد تشا شين من ذراعها إلى خصرها وشدّ عليها قليلاً.
عندها فقط استعادت داجون وعيها وابتعدت عنه.
“لِـ….لماذا تخفي شيئًا مجددًا؟”
كان تشا شين يحدق بها بتركيزٍ شديد بعدما ابتعدت عنه، لكنه سرعان ما حول نظره بخجل.
“فقط….لأنه محرجٌ قليلًا.”
“حسنًا، فهمت. لن أنظر فحسب.”
قالت ذلك بضيقٍ مصطنع هربًا من الموقف المحرج، وبدأت تتمتم بكلامٍ فارغ عن وجود الكثير من الصور الأخرى. بينما أعاد تشا شين الإطار الذي كان يخفيه إلى مكانه بهدوء.
“لننزل الآن.”
“بهذه السرعة؟”
“بالسرعة؟ يجب أن نذهب إلى منزلنا الآن.”
‘منزلنا؟’
ارتطمت الكلمة بقلبها بثقل واضح.
“والداي بحاجة للراحة، ونحن كذلك. هيا بنا.”
خرجت خلفه من الغرفة، وعندها لاحظت أن غرفةً واحدة في الطابق الثاني لم يُرِها إياها. فالتفتت نحوها بفضول، و تابعتها نظرات تشا شين إلى الباب المغلق.
“آه….هذه غرفة أخي.”
“كان لكَ أخ؟”
سألته بصدمة، فهي كانت تعتقد دائمًا أنه ابنٌ وحيد.
لم ترَ أخاه في الخطوبة ولا في حفل الزفاف. وما إن سألت حتى تجمدت ملامح تشا شين في لحظة خاطفة.
“ليس الآن….لاحقًا. سأخبركِ لاحقًا. لننزل ونُلقي التحية ثم نعود.”
“حسنًا.”
وأثناء نزولها خلفه، ألقت نظرةً أخيرة على ذلك الباب المغلق بإحكام.
كان من الصعب عليها تصديق الأمر، فنظرت إلى ظهر تشا شين الذي كان ينزل أمامها.
***
ومض الوقت إلى يوم حفل تنصيب تشا شين رئيسًا للشركة.
وقف في المكتب الجديد وهو يعيد استرجاع السنوات الماضية. و على المكتب كانت لافتة منقوشة باسم: الرئيس التنفيذيهان تشا شين.
تقدم نحوها ولمسها بيده في صمتٍ متأثر. ثم خلفه فُتح باب المكتب، وكان الداخل جونغ يول.
“حان وقت التوجه إلى قاعة الحفل.”
“حسنًا.”
لكن تشا شين لم يتحرك. و ظل ينظر إلى اللافتة. فاقترب جونغ يول بقلق.
“هل أنتَ متوتر؟”
“ولمَ تسأل؟”
حينها فقط التفت تشا شين إليه، فرآه متصلبًا من التوتر.
“لأنني أنا متوتر.”
فضحك تشا شين بخفّة عند صراحته.
“جونغ يول.”
ناداه باسمه، مع أن الجميع في الشركة يناديه بـ“السكرتير بارك”، فرفع جونغ يول رأسه بدهشة.
“ما بكَ؟ بهذا تزيد توتري.”
“شكرًا….لكونكَ بجانبي.”
فابتسم جونغ يول أيضًا.
“وأنا أيضًا ممتن. لأنكَ صمدت. فلم يكن قرارًا سهلًا.”
و تردد قليلًا ثم سأل بصوت منخفض،
“ألا تشعر بالندم؟”
و ابتسم تشا شين بعمقٍ أكبر.
“في ذلك الوقت، كان حتى الندم ترفًا لا أملكه. أما الآن فقد اعتدتُ على كل شيء.”
ثم هز كتفيه كمن ينفض عن نفسه الغبار،
“هل نذهب؟”
وانطلق، ولحقه جونغ يول.
وعندما كانا يستعدان لركوب السيارة المتجهة إلى قاعة الفندق حيث يقام الحفل، فوجئ تشا شين بسايو جالسة داخلالسيارة.
“أوه؟ كنتِ هنا؟”
حدق إلى جونغ يول بنظرةٍ معناها لماذا لم تخبرني؟ لكن داجون سارعت بالتدخل قبل أن يجيب جونغ يول.
“أنا التي طلبتُ منه ألا يخبركَ.”
و رأى تشا شين في المرآة الجانبية جونغ يول وهو يراقبهما بخفة.
“ولماذا؟”
“لا بد أن لديكَ الكثير لتستعد له….لم أشأ إزعاجكَ.”
“وأي إزعاجٍ في هذا؟ كان عليكِ إخباري. ثم لماذا جئتِ إلى هنا؟ يمكنكِ الذهاب مباشرةً إلى القاعة. الطريق يطول عليكِ هكذا.”
فنظرت سايو بسرعة إلى السائق وجونغ يول في المقعد الأمامي، ثم أجابت بصوتٍ خافت،
“لأنني أردتُ أن….أباركَ لكَ.”
“ماذا؟”
نظر تشا شين إلى سايو بوجهٍ يبدو عليه شيء من الذهول.
“لتولّيكَ منصب الرئيس التنفيذي.”
“آه….في الحقيقة تولّي المنصب كان خطوةً طبيعية، لذلك ليس أمرًا يستحق التهنئة على نحوٍ مميز. في النهاية كان الأمر مجرد سؤالٍ عن التوقيت.”
“لكن لا بد أنكَ بذلتَ جهدًا كبيرًا، أضعاف ما يبذله الآخرون.”
لم يستطع تشا شين الرد وفقد الكلام للحظة بسبب كلمات سايو غير المتوقعة.
“أتيتُ لأبارك لكَ لأن جهودكَ أثمرت أخيرًا. في قاعة الحفل سيكون هناك الكثير ممن سيهنئونكَ، لذلك أردت أن أقولها لكَ مسبقًا فجئتُ إلى هنا بدلًا من الانتظار إلى حفل التنصيب.”
فشعر تشا شين بغصّة ترتفع في صدره لكنه حاول كبتها.
و بعد الزواج، بدا أن سايو اعتادت عليه فأمسكت بيده على نحوٍ أشبه بالعاده.
ثم ردّ بصوتٍ مخنوق،
“شكرًا لكِ.…”
خرجت كلمات الشكر من فمه بصعوبةٍ كما لو كانت محبوسةً طويلاً. أما سايو، فابتسمت ابتسامةً صافية وكأنها لم تقل ذلك في انتظار ردّ منه.
‘هل كنتُ متوترًا إلى هذا الحد؟’
لم يدرك حالته إلا الآن، بعد سؤال جونغ يول.
شعر تشا شين بالراحة في يد سايو الصغيرة التي أمسكت بيده. لم يكن يتوقع أن الزواج الذي كان عليه القيام به، والذي اضطر لاتخاذه، سيمنحه هذا القدر من الطمأنينة.
فشد تشا شين قبضته برفقٍ على يد سايو التي تحركت بخجل. وبإشارة من جونغ يول، انطلقت السيارة بهدوء.
***
كانت قاعة الاحتفالات الكبرى في الفندق مكتظةً بالناس في حفل تنصيب الرئيس التنفيذي.
وفي منتصف المنصة عُلّقت لافتةٌ كُتب عليها: «حفل تنصيب هان تشا شين رئيسًا لمجموعة هانشين».
وفي الصف الأمامي أُعدّت مقاعد لرئيس مجلس الإدارة هان جين هو وزوجته، وعمة تشا شين سو كيونغ، ومقعد داجون.
لكن داجون لم تجد وقتًا للجلوس بسبب كثرة الأشخاص الذين يتدفقون لتحيتها.
ثم سألت إحدى السيدات،
“هذه زوجة الرئيس هان؟”
وبفضل تقديم حماتها شين آي، اضطرت داجون إلى تحية عددٍ كبير من الأشخاص لا تعرفهم.
وكان من بين المدعوّين يوهي وجي وون، وقد جاءت يوهي في النهاية لتهنئتها.
أما موهان وجي وون فوقفا خلفها وكأنهما يرافقانها، ثم غادرا بعد التحية.
وعند تمام الثانية ظهرًا بدأ الحفل رسميًا.
جلست داجون في مقعدها تنظر إلى تشا شين وهو يدخل وسط وميض كاميرات الصحافة.
رؤيته في مناسبةٍ رسمية كهذه جعلتها تشعر بأن زواجها منه ما يزال غير قابلٍ للتصديق. لقد تزوجت رجلاً مذهلًا يفوقها شأنًا بكثير.
تابعت داجون تشا شين وهو يصعد المنصة ويلقي خطابه وكأنها في حلم. وعندما أنهى حديثه دوّى التصفيق في القاعة.
ثم تحدّثت سو كيونغ وهي تصفق بجوار داجون،
“أنتِ الآن زوجة رئيس مجموعة هانشين، لذا عليكِ أن تكوني أكثر رزانة، حسنًا؟”
فسارعت شين آي، والدة تشا شين للتدخل،
“يا فتاة! ششش!”
“لم أقل شيئًا لا ينبغي قوله، فلماذا تمنعينني؟”
“قولي ما تريدين لاحقًا. الجميع يراقب الآن.”
عندما بدا الضيق على وجه سو كيونغ، ألقى رئيس مجلس الإدارة هان جين هو عليها نظرة تحذير وهو يتحدّث،
“تعلمين العواقب إن واصلتِ الإزعاج، صحيح؟”
“حقًا يا أخي….أمام زوجة ابنكَ أيضًا.”
لكن عندما انضم هان جين هو إلى التوبيخ، صمتت سو كيونغ تمامًا. و رمقت شين آي داجون بنظرةٍ مطمئنة و غمزت لها، فابتسمت داجون بخجلٍ امتنانًا ولطافة.
انتهى حفل التنصيب، وتحول الجو في القاعة إلى أحاديث متناثرة بين الحضور.
“أنا أيضًا أستطيع التحمل….لأن شخصًا ما يقف إلى جانبي.”
ابتسم كلٌ من تشا شين و داجون للآخر دون أن يسبق أحدهما الآخر.
“في الحقيقة قدماي تؤلماني قليلًا من ارتداء الكعب العالي لفترةٍ طويلة.”
همست داجون في أذن تشا شين بصوتٍ لا يسمعه غيره. ومع سماع كلامها، انزلقت نظرات تشا شين نحو قدميها.
كان الحذاء جميلًا مرصعًا بالكريستال، لكنه مرتفع الكعب كما قالت.
نظر تشا شين حوله قليلًا ثم وجد ما يشغله، فمال نحو أذنها وهمس بالطريقة نفسها،
“هل نختبئ قليلًا؟”
“ماذا؟ كيف يختفي صاحب الحفل؟”
“لقد حيّينا عددًا كافيًا من الناس.”
“ولكن مع ذلك.…”
“وسنختفي قليلًا فقط. قليلًا جدًا!”
وقبل أن تكمل داجون حديثها، أخذها تشا شين إلى قاعة اجتماعاتٍ صغيرة بالقرب من القاعة الكبرى. و كانت الغرفة الصغيرة فارغةً تمامًا على عكس ضجيج قاعة الاحتفال.
“انزعي ذلك الحذاء أولًا. ولو لبرهة.”
“إذا واصلت إغرائي سأخلعه حقًا.”
“إذاً هل قلتُ لكِ أن تخلعيه مزاحًا؟”
“لا، سأخلعه فعلًا. لقد كنتُ أموت من الألم.”
خلعت داجون الكعب العالي ووطأت الأرض بقدميها الحافيتين، وخرج منها تلقائيًا صوت تأوّه متعب.
ثم جلست على الأرض بلا تكلف، واضعةً جسدها براحةٍ تامة.
بدا تشا شين متفاجئًا من تصرفها، لكنه لم يكن يعني لها الكثير في تلك اللحظة.
ثم أشارت إليه،
“إن أردنا أن نرتاح، فلنرتح جيدًا.”
فابتلع تشا شين ضحكةً غير مصدّقة، بينما لم تأبه داجون وسرعان ما ربّتت بيدها على الأرض بجوارها.
“اجلس هنا. لا تتردد.”
“أنا أيضًا أجلس؟”
“ألم تقف طوال اليوم؟”
“لكنني لم أرتدِ كعبًا عاليًا.”
“مع ذلك اجلس. أشعر بالذنب إن ارتحتُ أنا وحدي.”
وفي النهاية، جلس تشا شين بجوارها وكأنه استسلم دون مقاومة.
“هذا مريح، أليس كذلك؟”
“إنه مريح….على نحو يثير الدهشة.”
“لا تقلق، الطاولة هنا تحجب رؤيتنا. حتى لو دخل أحدٌ فلن يرانا. إن كان الأمر مسألة مظهر، فلا داعي للقلق.”
“يا لكِ من زوجةٍ داعمة ممتازة.”
“بالطبع. يجب أن أكون كذلك. خصوصًا مع رجلٍ أصبح رئيسًا للتو.”
وفي تلك اللحظة تحديدًا، أصبح ما قالته على سبيل المزاح حقيقة؛ فقد دخل شخصٌ آخر الغرفة الصغيرة.
فشهقت داجون بصوتٍ خافت، لكن تشا شين وضع إصبعه على شفتيها يطلب منها الهدوء.
____________________
يارب هوا يونغ جايه تتحلطم ويسمعونها واسرع فكّه
المهم وناسه تعودوا على بعض بسرعه مع ان كات ودي متعودين على بعض من تمشية شهر العسل بس عادي دام داجون ماعندها شغل يعني بيكون اكثر وقتها معه هاااااااهاهاهاها
وشسمه اهل تشا شين يجننون الا العمة بحطها مع جاهي لين نشوف وش تاليتها
اما جونغ يول ماحس بجفاف وهو يسمع داجون تبارك لتشا شين؟😭 هو والسواق قاعدين ساكتين ياعزتي لهم
التعليقات لهذا الفصل " 35"