بدأت داجون تمنع تشا شين من غسل الصحون، وأصرّت على أن تتولى الأمر بنفسها.
وخلال ذلك كان تشا شين يتجول في أرجاء المنزل، فهذه كانت المرة الأولى التي يدخله فيها، ويبدو عليه شيءٌ من الغرابة والارتباك.
وحين شارفت داجون على الانتهاء من الغسيل، عاد إلى المطبخ.
“أغراضي وصلت كلها، لكن أغراض سايو لم تصل بعد؟”
فالأمتعة التي أحضرتها داجون لم تكن سوى تلك التي اشتُريت لرحلة شهر العسل.
“قالوا أنهم سيرسلونها غدًا.”
“آه! غدًا؟”
أومأ تشا شين بخفة، ثم توجه نحو غرفة النوم الرئيسة التي لم يرها بعد.
وبينما كانت داجون تراقبه، تذكرت كلام جي وون في السيارة حين كانا عائدَين.
الشخص الذي وعد بنقل أغراضها من منزل أسرتها إلى هذا المنزل….لم يكن سوى جي وون نفسه.
لم يخطر ببالها أصلًا هذا الجانب. وحتى لو خطر، لم تكن ستعرف ما الذي ينبغي عليها إحضاره.
فمعظم الأشياء التي في بيت أمها الحقيقي كانت تخصّ سايو الحقيقية. واستخدام متعلقات شخصٍ آخر كأنها متعلقاتها….لم يكن سهلًا على داجون، خصوصًا متعلقات أخت ترقد في المستشفى كالجثة.
كان الأمر يثقلها بالذنب. فأخبرت جي وون العاملين أن يختاروا فقط ما تحتاجه بصورةٍ عاجلة ليُرسل إليها.
ثم خرج تشا شين من الغرفة سريعًا.
“هل يمكنني الاستحمام أولًا؟”
“آه! نعم، تفضل.”
لم تستطع داجون، التي ما تزال تشعر بالخجل والغرابة، إخفاء اضطرابها وهي تردّ بسرعة. و بدا أن تشا شين نفسه شعر ببعض الحرج.
“آه صحيح! أفكر في زيارة منزل عائلتكِ ومنزلنا أيضًا هذا الأسبوع. متى يناسبكِ؟”
“آه….بالنسبة لي، أي وقتٍ مناسب. اختر الوقت الذي يناسبكَ وسأتبعكَ.”
“حسنًا، إذاً لنفعل ذلك.”
وما إن دخل الحمّام وتركها وحدها، حتى اضطربت داجون قليلًا قبل أن تجلس على أريكة الصالة.
كان المنزل واسعًا على نحو مبالغٍ فيه بالنسبة لشخصين فقط، مما جعلها تشعر بعدم الارتياح.
لم تستطع اعتبار المكان منزلًا لها بعد—فقد كان غريبًا عليها كليًا.
ولأن الصمت بدا مزعجًا، أخذت جهاز التحكم وفتحت التلفاز، إلا أن ذهنها لم يلتقط أي كلمة.
وبعد فترة ظهر تشا شين مرتديًا رداء الحمّام.
“سايو، اذهبي لتستحمي.”
فزعت داجون والتفتت نحوه، فابتسم تشا شين بخفة.
“قلت لكِ….لن أفعل أي شيءٍ لا تريدينه.”
و احمرّ وجهها من الإحراج، فقد تفاجأت حقًا رغم أنه لم يكن هناك ما يصدم.
“أعرف….فقط كنتُ سارحةً وفزعتُ.”
حاولت التهرب بالكلام، لكنهما كانا يعلمان جيدًا أن ذلك غير صحيح.
“سأستحم وأعود.”
تجنبت عينيه ودخلت إلى الحمّام.
كانت غرفة النوم تشبه في ترتيبها ذلك المكان الذي استيقظت فيه يومًا ما في غرفة جي وون. أما حمّامها الملحق فلم تكن قد استخدمته قبل الآن.
حدّقت لحظةً في رداء الاستحمام النسائي المعلّق بانتظام عند الباب….وشعرت مرة أخرى بوقع كل ما مرّت به.
بدا لها أن اليوم الذي جاءها فيه جي وون لأول مرة ولمّ شتاتها قد أصبح ذكرى بعيدة جدًا، كأنه ينتمي لحياةٍ أخرى.
وحين خرجت بعد الاستحمام، كان تشا شين قد بدّل ثيابه وارتدى ملابس منزلية مريحة.
“انتهيتِ؟”
“نعم.…”
وأصبحت الإضاءة داخل المنزل دافئةً خافتة، تُريح العين.
التلفاز أُطفِئ، وكانت موسيقى لطيفة تتسلل في الخلفية.
“تعالي واجلسي هنا.”
كان مشغولًا بتحضير شيءٍ ما. فجلست داجون في المكان الذي أشار إليه.
وحين نظرت باستغراب لما يفعله، ابتسم، ثم حمل مجموعة شايٍ جميلة وجلس أمامها.
“هل تحبين الشاي؟”
وبينما يتحدث، كان يسكب الشاي المتخمّر بعنايةٍ في الأكواب.
“لا أحبه ولا أكرهه….لم أكن أعيش بطريقة تمنحني وقتًا لأحبه أو أكرهه.”
حياتها لم تسمح لها بترف كهذا.
“إنه شاي جاك سول. سُمّي هكذا لأن أوراقه تشبه لسان العصفور.”
دفع الكوب نحوها بلطف.
“تذوّقيه. رائحته محمّصةٌ لذيذة، لذلك لا يختلف الناس حوله كثيرًا.”
رفعت الكوب، وفعلاً….ظهرت رائحة محمّصة تشبه رائحة حبوب الصويا المحمصة.
كان الشاي في الكأس الخزفية البيضاء يتمايل بلونه الأصفر الفاتح. وكان تشا شين يراقبها بهدوء، كأنه ينتظر رأيًا.
فنظرت في عينيه للحظة ثم أخذت رشفة.
“كيف هو؟”
“الرائحة محمّصة ولطيفة.”
لم تكن تعرف إن كان الشاي جيدًا فعلًا أم لا، لكنها قالت الحقيقة بشأن الرائحة.
“صحيح؟”
هنالك فقط رفع تشا شين كوبه وتناول رشفة. و رؤية طريقة شربه للشاي جعلت الوقت يبدو أبطأ….وأكثر هدوءًا.
وبينما يشربان بصمت، شعرت داجون براحة لم تكن تتوقعها.
“كنت أشعر بالقلق لأنكِ تبدين غير مرتاحة معي في كل مرة.”
“.……”
“أعلم أن الأمر يحتاج لوقت….لكنني لا أريده أن يستمر هكذا.”
“….…”
وضع الكوب ونظر نحو النافذة حيث تمتدّ أضواء سيول الليلية.
“هذا بيتكِ. والبيت….يجب ألّا يكون مكانًا يسبب لكِ الضيق.”
“….…”
حينها فقط أدركت داجون كم كانت غير مرتاحة في منزل أمها.
لم تكن ثرية، لكنها لم تعش يومًا وهي تستعمل أشياء ليست لها.
ومع ذلك، في ذلك البيت….عاشت في غرفةٍ ليست لها، واستخدمت أشياء تخصّ أختًا راقدة في المستشفى، وتعايشت مع أم يصعب التحدث معها، وموهان الغامض الذي لا تفهمه، وجاهي التي مزّقت ثيابها، وجي وون الذي لم تستطع إلا كرهه لكنها لم تستطع الاتكال عليه دون مقاومة.
لم يكن ذلك بيتها.
وكانت كلمات تشا شين كالسحر. ما إن سمعته، حتى شعرت بأن قوتها تخور، وأن شيئًا ثقيلًا كان جاثمًا على صدرها….يذوب ببطء.
“في الحقيقة، أظن أنه لا ينبغي لنا الاستمرار في مناداة بعضنا بـ‘السيدة سايو’ و‘السيد تشا شين’، لذا فلنغيّر الألقاب تدريجيًا.”
“حسنًا، تشا شين….”
كانت داجون تنوي أن تقول: ‘السيد تشا شين’ لكنها توقّفت للحظة ثم ابتسمت بخفّة، فابتسم تشا شين بدوره وكأنه وجد الأمر طريفًا.
“رويدًا رويدًا. لا داعي للعجلة، ومع مرور الوقت سيتغير كل شيءٍ بشكلٍ طبيعي.”
“نعم….”
ثم خطر ببالها فجأة أنها مُنحت نصف عامٍ فقط، لكنها تجاهلت هذا التفكير على الأقل في هذه اللحظة.
و لاحظ تشا شين فنجانها الفارغ، فسألها إن لم يكن الشاي على غير ما توقعت، ثم صبّ لها فنجانًا آخر.
***
لم تكن كلمات تشا شين عن محاولة إيجاد وقتٍ بأسرع ما يمكن مجرد كلام فارغ. فقد اتصل أولًا بمنزل عائلتها واقترح أن يذهبوا إلى منزلها في بِيُونغ تشانغ دونغ، لكن يوهِي حددت اللقاء في مطعم جاهي بدلًا من المنزل.
استغرب تشا شين ذلك، لكن داجون كانت تعرف السبب.
كانوا يخشون أن تتسرّب صورة رئيس مجلس الإدارة شين يونغ غيل إلى الخارج.
وكما تزور لي سوك في المستشفى، قررت أن تزور يونغ غيل وحده. فالرجل العجوز الذي يشعر بالوحدة بدأ يعلق بذاكرتها شيئًا فشيئًا.
انتهى موعد تناول الطعام بشكلٍ باهت. مجرد تناول للطعام ثم مغادرة. كانت الأجواء ظاهريًا ودودة، لكن معظم الحديث كان شكليًا.
“أشعر بذلك في كل مرة….السيدة سايو تشبه حماتي كثيرًا. لا بد أنكم تسمعون هذا كثيرًا؟”
قال ذلك بينما كانا يدخلان السيارة بعد انتهاء اللقاء. لكن لم تكن داجون تحب الكذب عليه إلا للضرورة القصوى.
“لقد صُدمت أنا أيضًا. الشبه كبيرٌ جدًا.”
كانت إجابةً قريبة من الحقيقة، لكن تشا شين ظن أنها تقول ذلك كنوعٍ من المزاح، فابتسم بخفة.
“تتحدثين وكأنكِ طرفٌ ثالث.”
“لكن الأمر كان كذلك فعلًا.”
“صحيح. الشبه مدهشٌ لدرجة تُفاجئ. أنتِ يا سايو ووالدتكِ….كلاكما جميلتان.”
ضحكت معه، لكن ضحكتها كانت ذات طعمٍ مر.
“الوجهة التالية هي منزلنا. ربما يشعر والديّ ببعض الحرج في البداية، لكنهما طيبان.”
“يبدوان لطيفين.”
أثار فضولها لأنها لم ترهما إلا يوم الخطوبة.
“ربما والدتي تبدو كذلك، لكن والدي….لا يبدو ذا وجهٍ لطيف.”
“لماذا؟ بدا لطيفًا.”
“بصراحة، أليس شكله مخيفًا قليلًا؟ معظم الناس يعتقدون ذلك.”
“لا.”
“هيا! بالتأكيد!”
مداعبته تلك جعلت توترها الذي لازمها طوال وقت الطعام ينحلّ قليلًا.
“أنا أتكلم بصدق.”
“حسنًا.”
وافق تشا شين وكأنه اقتنع أخيرًا. وبالنظر إلى صفاء طباعه واعتداله، لم تتخيل أن يكون والداه سيئين.
وكان حدسها صحيحًا إلى حدٍ كبير. فقد رفض والدهما تناول العشاء معهما لكنه دعاهما لتناول كوب من الشاي على الأقل قبل المغادرة.
وقد استقبلها والده ووالدته بارتياحٍ يفوق توقعاتها.
“والدتكَ متحمسةٌ جدًا لأن الكنة الجديدة جاءت. وكانت تصرّ على أخذها معها إلى بازار التبرعات هذا العام.”
“بازار؟”
همس لها تشا شين بأنها والدته تتبرع كل عامٍ بحقائب وملابس لم تلبسها قط.
“إن لم يكن لديكِ مانع، أحب أن تذهبي معي. هل يناسبكِ ذلك؟”
“لا أعرف إن كنت سأكون ذات فائدة….فلم أجرب ذلك من قبل.”
“مجرد حضوركِ يكفي، لا نحتاج أكثر من ذلك.”
حين بدأت داجون تشعر بالارتباك تدخل تشا شين ليخفف عنها.
“ابدئي من العام المقبل! لقد تزوجنا للتو، وقد يكون حفل تنصيبي رئيس الشركة مرهقًا بما يكفي.”
“أوه! صحيح.”
اقتنعت بسهولةٍ أكبر مما توقعت، وابتسمت بود.
كان والدا تشا شين قريبين أكثر مما تخيلته داجون عنهم.
“بما أنكما انتهيتما من الشاي، خذ زوجتكَ وأرِها المنزل يا تشا شين.”
“هل ترغبين برؤية المنزل؟”
“نعم.”
حين نهضت داجون وسارت خلفه، تابعتها أعين والديه المليئة بالرضا.
و نظر إليهما تشا شين بنظرةٍ حانية قبل أن يمسك بيدها ويسحبها برفق.
فسمعت ضحكةً مكتومة لوالديه في الخلف، وكأن مشهد ابنهما بهذا القدر من اللطف كان أمرًا طريفًا بالنسبة لهما.
“هذه غرفة والديّ. لن ندخل، حفاظًا على خصوصيتهما.”
“بالطبع، لا بأس.”
راح يعرّفها على الغرف واحدةٍ تلو الأخرى. وعندما صعدا إلى الطابق الثاني، فتح باب غرفته الخاصة وأدخلها. و هناك توقفت فجأة حين رأت صورًا تعكس مراحل نموه.
“كنتَ تلعب الهوكي؟”
حك تشا شين رأسه بخجل.
“كنتُ أتمرن بجد في فترة من الفترات. و فكرت قليلًا أن أصبح لاعبًا….”
“قلت أن حلمكَ أن تصبح شيفًا؟”
“أقصد أيام الطفولة. مجرد لحظة! لحظةً قصيرة فقط.”
دُهشت داجون لرؤية جانبٍ لم تكن تعرفه عنه، وأخذت تتفحص الصور.
“ما هذا؟”
“أوه؟ لماذا هذه الصورة هنا؟”
ما إن رأت صورةً تشبه صور ‘اللياقة البدنية’ حتى أسرع لإخفائها.
“لماذا! أريد أن أراها!”
“لا يمكن. جسدي آنذاك مختلفٌ عن الآن.”
“أريد أن أراها مع ذلك.”
نشب بينهما شد وجذب، هو يخفي الإطار خلفه، وهي تحاول انتزاعه.
وفي خطوةٍ مشحونة قربتهما الحركة من بعضهما أكثر من اللازم. عندها أدرك كلاهما مدى قرب جسديهما فتجمدا في موضعهما.
______________________
طيب عادي متزوجين ياليل كفار عالفاضي
شسمه وناسه اهله يجننون و واضح حبيبين معه ليتهن بس يرجفون اللزقه هوا يونغ وكل شي حلو
اتوقع بس عمته ذيك هي الي مزعجتهم
المهم يع يوهي فشّلت داجون
وصح تشا شين دامه تزوج بنتهم مفروض عادي يدري عن الجد وش فيها يعني؟ وبعد مفروض داجون تقول انها راحت تزور جدها مب امها يوهي ماتستاهل
التعليقات لهذا الفصل " 34"