“كنتُ في كوريا لإنهاء بعض الأعمال وسمعت بأمر زواجكِ من شخصٍ آخر.”
“آسفة….كنتُ مشوشة.”
“صحيح، قالت لي العمة أنكما اضطررتما للإسراع. أشعر بالضيق قليلًا، لكن سأحاول التفهّم.”
لم تعرف داجون مدى قرب سايو وهوا يونغ من بعضهما، فاقتصرت على الكلام الذي قد يُبعد التوتر.
و بدا أن هوا يونغ متضايقةٌ من زواج صديقتها المفاجئ، ما جعل داجون تشعر أن علاقتهما كانت وثيقة.
لكن ما هذا الشعور الغريب؟ لم يكن موقف هوا يونغ يشبه تهنئة صديقةٍ لصديقتها.
لا بد أن هوا يونغ، لو كانت حقًا مقربةً من سايو، تعرف أنها لم تكن ترغب بهذا الزواج. ومع ذلك، كان تصرفها يزعج داجون.
للو كانت صديقتها الحقيقية، كان عليها مواساتها، لا توبيخها لأنها سمعت خبر زواجها من شخصٍ آخر.
“إن كان هناك هديةٌ تريدينها فقولي. سأشتريها لكِ.”
سألت هوا يونغ فجأة.
“أي هدية؟”
“ماذا تعنين؟ هذا زواجكِ أنت وتشا شين أوبا.”
“سأفكر بالأمر.”
“حسنًا، أخبريني إن خطر ببالكِ شيء.”
ثم بدت هوا يونغ وكأنها تستعد للمغادرة وهي تأخذ حقيبتها.
“ستذهبين؟”
“لا يمكنني البقاء في بيت العروسين طويلًا.”
عادةً ما كان من الطبيعي أن تطلب منها البقاء لتناول العشاء، لكن داجون لم تستطع أن تجرؤ على إمساكها.
وبينما كانت تلمّ الكأس الذي شربت منه هوا يونغ لوداعها، لامست نظرة هوا يونغ معصم داجون فجأة.
“هاه؟ خضعتِ لعلاجٍ بالليزر؟”
“ماذا؟”
“معصمكِ.”
نظرت داجون إلى معصمها.
“لقد أزالوه تمامًا. إنه نظيفٌ كأنه لم يكن موجودًا به أصلًا.”
“…….”
علمت داجون أن لسايو ندبة حرقٍ على كتفها بسبب جاهي، لكنها لم تسمع يومًا عن معصمها.
فحاولت تذكر ما إذا كان في معصمها شيء، لكنها لم تكن قد انتبهت له من قبل. و تظاهرت بعدم الاهتمام وسحبت كمّها لتغطي معصمها.
“لماذا تغطينه؟ من الجيد أنه اختفى.”
“صحيح.…”
نظرت إليها هوا يونغ بنظرةٍ غريبة، ثم استدارت بلا مبالاة. بينما كان قلب داجون ينبض بلا توقف.
بالفعل، أن يعيش الإنسان حياة غيره لم يكن بالأمر البسيط كما يظنه الآخرون.
و بعد أن غادرت هوا يونغ، تلقّت اتصالًا من تشا شين. يبدو أنه سمع من العائلة أن هوا يونغ مرّت على البيت.
سألها إن كانت تحدّثت معها جيدًا، وقال أنه سيحجز لهما مطعمًا إن رغبت صديقتها.
“لقد ذهبت بالفعل.”
[بهذه السرعة؟ لم تطرديها بسببي، صحيح؟]
“قالت أنها ستغادر حتى لا تزعجنا في بيتنا.”
فسمعت ضحكةً خفيفة من تشا شين عبر الهاتف.
قال أنه سيكون متأخرًا في العودة اليوم، لذا كان حضور هوا يونغ مريحًا له بعض الشيء، إذ كان يشعر بالقلق أن تأكل داجون بمفردها.
وبعد أن أكدت له عدة مراتٍ أنها بخير، أنهى المكالمة. بعدها مباشرة، اتصلت داجون بجي وون.
***
تجمّد جي وون للحظة عندما رأى اتصال داجون أثناء عمله، لكنه ردّ عليه بنبرةٍ هادئة.
[إنها أنا.]
“أعرف.”
لم يمضِ وقتٌ طويل حقًا، لكن ربما لأنهما يعيشان في منزلين مختلفين، شعر فجأةً بأن هناك مسافةً بينهما.
حتى جي وون نفسه شعر بأن صوته كان جافًا قليلًا.
أما داجون فلم تبدُ متأثرةً بذلك، بل واصلت الكلام.
[اليوم جاءت إلى المنزل امرأةٌ تُدعى هوا يونغ.]
“هوا يونغ؟”
[تقول أنها صديقة أختي، لكنني لا أعرف عنها شيئًا.]
كانت داجون متوترةً وهي تروي ما حصل لها. كأنها في أي لحظة ستُكشف حقيقتها.
لكن جي وون كان قد أخذ احتياطاته مسبقًا لمثل هذا الموقف، رغم أنه لم يُخبرها بذلك.
“لا تقلقي كثيرًا. لن يخطر ببال أحدٍ وجود توأم يشبه أخته تمامًا ويتظاهر بأنه هي. فقط كوني أكثر جرأة.”
تنهدت داجون بعمق عند سماع كلماته. و كان جي وون يعرف جيدًا أن الأمر ليس بهذه السهولة.
[وأيضًا، معصمي.…]
ترددت قليلًا وكأن شيئًا علق في صدرها، ثم ضعفت نبرتها.
“معصمكِ؟”
[لا، ليس ذلك….بل.…]
انتظرها جي وون بصبرٍ حتى تتكلم. كان واضحًا أن السبب الحقيقي لاتصالها مختلف.
وأخيرًا تكلمت بحذر.
[….ماذا عن أمي؟]
“…….”
[لم أزرها منذ أكثر من أسبوع…..لا بد أنها قلقة.]
كان جي وون يتلقى تقارير موجزةٍ فقط، ولم يكن يعرف الحالة التفصيلية للي سوك. و كل ما كان يعرفه هو كلمة “مستقرة”.
فنظر إلى ساعته وراجع جدول عمله في ذهنه.
“إن كان لديكِ وقتٌ اليوم، اخرجي. سنذهب لزيارة نا لي سوك.”
فردّت داجون بنبرةٍ فيها دهشةٌ خفيفة.
[هل يمكنني حقاّ؟ نعم، أستطيع.]
حين سمعت داجون أنهما سيذهبان لرؤية لي سوك، انفرج صوتها فورًا.
وبعد أن أخبرها جي وون بالوقت الذي سيمرّ فيه لاصطحابها، أنهى المكالمة.
***
لم تكن لي سوك تتذكر شيئًا من الحادث. و لم تفقد الذاكرة فقط، بل تراجعت قدراتها الحركية بشكلٍ كبير.
صحيحٌ أن ملازمتها الطويلة للسرير لعبت دورًا، لكن السبب الأساسي كان الضرر الذي لحق بجمجمتها أثناء الحادث.
وقد شرح الطبيب المسؤول أن الدماغ بخلاف بقية الأعضاء لا يمكن أن يظهر فيه تحسنٌ درامي وسريع.
حين استعادَت لي سوك وعيها كانت داجون غارقةً في الأمل، لكن كلام لي سوك المتلعثم كان صدمةً هائلة لها.
كانت لي سوك مرعوبة. ولم تفهم داجون سبب خوفها إلا لاحقًا.
فوجود جي وون المتسلّط إلى جانبها، والخدمات الطبية الرفيعة، كل ذلك جعل لي سوك تدرك أن والدي ابنتها الحقيقيين قد وجداها، ولسببٍ ما فقد قررا مساعدتها في العلاج.
كانت خائفةً من أن تكون داجون قد عرفت الحقيقة. ولهذا لم تستطع النظر في عينيها والتزمت الصمت.
حاولت داجون تهدئتها قائلةً ألا تقلق، لكن بلا جدوى. فنظرت إليها داجون بحزن شديد.
“أمي!”
التفتت لي سوك بعيدًا حين نادت عليها.
“ألا تشتهين شيئًا؟ قولي لي أي شيءٍ تريدين تناوله.”
و كان جي وون يجلس بعيدًا، يتفقد بريده على هاتفه ببرود.
“أختنقء…”
فخرجت الكلمات بصعوبة من فم لي سوك.
“حقًا؟ إذاً لنخرج قليلًا؟”
وعند سماع كلمة “الخروج” التفت جي وون نحو داجون.
“لا تنظر هكذا فقط، ساعدني في رفع أمي.”
نهض جي وون ولَمَح بنظرةٍ نحو الممرضة، فسارعت إلى مساعدة لي سوك على النهوض. ثم سحب كرسيًّا متحركًا من الزاوية واقترب به من السرير، وساعد في إجلاسها.
وعندما همّت داجون بدفع الكرسي، أمسك جي وون بمعصمها ليمنعها.
“من هنا فصاعدًا ستقوم الممرضة بالأمر.”
“لكن من الأفضل أن أكون أنا من يدفع الكرسي. هذا يريح أمي.”
“أرجو مساعدتكِ، أيتها الممرضه.”
تجاهل جيو ون كلمات داجون، وعند إشارته أمسكت الممرضة بالكرسي فورًا.
“نعم، بالطبع. لا تقلقا.”
دفعت الممرضة الكرسي وأخرجت لي سوك من الغرفة. فأحسّت داجون بغصّةٍ خانقة، لكنها لم تُظهر عنادًا.
كانت تعرف السبب: لم يكن مسموحًا أن يراها أحدٌ وهي تدفع كرسي لي سوك.
“لن ألحق بهم، لذا دعْ معصمي الآن.”
عندها فقط ترك جي وون معصمها. و حلّ صمتٌ ثقيل في الغرفة، فبادر جي وون بالكلام.
“ظننت أنك تكيّفتِ الآن. أما زال الأمر صعبًا؟”
“تكيفت! لهذا السبب أنا هنا مطيعة، أليس كذلك؟”
جلست داجون بضعفٍ على حافة السرير. وجال جي وون بنظره عليها وهي تمسح شعرها المنساب على جبينها بعصبية.
ومع أنها شعرت بنظراته، فإنها انحرفت ببصرها عنه عن قصد احتجاجًا. ورغم علمها أنه ليس مذنبًا، فإن الغضب الذي يغلي داخلها كان خارج السيطرة.
و تابع جي وون النظر إليها ثم التفت فجأةً نحو النافذة كأنه لمح شيئًا.
“انهضي قليلًا.”
“لماذا؟”
خرج صوتها خشنًا. و لم يجبها جي وون، بل أمسك بذراعها وسحبها معه نحو النافذة.
___________________
يبيها تشوف لي سوك من الدريشه؟ بس مب على كيفك تسحبها وتسوي الاخو الحاني البارد كل &$-
المهم هوا يونغ ذي تستس ولا؟ شكلها تحب تشا شين؟ يليل نشبه جديده بعد زوجوها جي وون بالله
تشا شين الي يارب هو يقلع هوا يونغ ذي وينقل مع داجون عشان لايتشب جي وون ويجيبون عيال ويقعدون مع لي سوك وخلاص
التعليقات لهذا الفصل " 32"