كانت يد الشخص الأكثر كرهاً في العالم ، لكن آستر فكرت بعقلانية وأمسكت يدها ببطء .
“نعم ، من فضلكِ إعتني بي أيضاً .”
“ثم سأذهب . يجب أن أستعد للخطوة التالية ، هناكَ الكثير من العمل .”
بقولها هذا ، بدت راڤيان أنها طفلة تنتظر النزهة .
بعد جنازة سيسبيا مباشرة ، لم يكن هناك أثر للحزن في عينيها .
“إذا كنتِ تريدين رؤيتي تعالي في أى وقت . قد لا أتمكن من رؤيتكِ لأنني سأكون مشغولة لكنني سأحاول أن أعطيكِ بعضاً من وقتي .”
في النهاية استدارت راڤيان بدون ندم ، لقد كان هذا النوع من الأشخاص اللذين يظهرون اللطف حتى النهاية .
في نفس الوقت صار وجه آستر بارداً . مسحت يدها التي كانت تسمك يد راڤيان في الفستان .
ومع هذا ظهر شخص ما فجأة .
“ماذا ؟ هل تعرفان بعضكما البعض ؟ تبدوان قريبتان جداً .”
“منذ متى و أنتَ هناك ؟”
كان هناك شخص حتى آستر كانت تعرفه .
“قبل مجيئي من فترة ما خطب تعبيرك ؟ هل تتذكرينني ؟”
“نعم ، أيها الأمير .”
كان دامون متعجرقاً و من النوع الذي يصعب نسيانه حتى لو لم تحاول تذكره .
“لم أقصد التنصت ، لكن هذا حدث للتو . ولكن هل هذا صحيح أنكِ تعرفين راڤيان ، وهل أنتِ متبناه من المعبد ؟”
تصلب وجه آستر .
كما شعرت في المرة السابقة ، لقد كانت لديه القدرة على طرح أسئلة وقحة .
“…سأعود أولاً لأن والدي ينتظرني .”
استدارت متظاهرة أنها لم تسمع السؤال و لم ترغب في المزيد من الكلام .
بعد خطوة قليلة خطى دامون قبل آستر و سد الطريق بذراعه .
“إنتظري دقيقة .”
تنهدت آستر وهي تنظر إلى الذراع التي تسد الطريق .
“هل لديكَ شيء آخر لتقوله ؟”
“نعم ، هل تريدين الإرتباط بي ؟”
سأل بطريقة عرضية لدرجة أنها تساءلت عما إن كانت قد سمعت الأمر بشكل صحيح .
رمشت بالعين عدة مرات لأنها شعرت بالحرج مما كان يقوله .
“ما الذي تقصده ؟”
“أردت فعل هذا مع راڤيان ، لكنها كانت مخطوبة لأخي ، ولا يُمكنني الزواج بها إن أصبحت قديسة على أى حال .”
“إذاً أنا التالية ؟”
“في الأصل ، أنتِ لستِ مرشحة . ولكن عند رؤيتكِ مرة أخرى اليوم أعتقد أن الأمر سوف يكون على ما يرام . إن مصدر إزعاج قليلاً بسبب المكان الذي أتيتِ منه ، ولكن حقيقة أن والدكِ الدوق الأكبر . لن يقول الإمبراطور شيئاً .”
نظرت آستر إلى دامون بعيون يرثى لها .
شخص متصالح مع نفسه يعتقد أن العالم يعمل وفقاً لإرادته . لقد بدى مثل راڤيان تماماً .
“أنا آسفة ، لكنني لا أريد هذا .”
نظرت آستر إلى عيون دامون وقالت بثقة .
ألقى دامون نظرة على وجهها قليلاً بصدمة كبيرة و لم يكن يعتقد أنه سوف يتم رفضه .
“آه . هل من الصحيح رفضي على الفور ؟ أنا دامون .. لم أكن أريد أن أتحدث عن هذا لكن سأصبح ولياً للعهد قريباً .”
حاول الهمس في أذن آستر و كأن الأمر كان سراً ، لكن آستر أُصيبت بالذعر و ابتعدت عنه .
“جد شخصاً آخر .”
“…هل تكرهينني حقاً ؟”
“ليس الأمر أنني أكره الأمير . لكنني لا أحب هذه الخطوبة . أنا آسفة .”
ولكن بغض النظر عن مقدار رفضه كان دامون رافضاً الإستماع .
“أنا لا أهتم برأيكِ ، يُمكنني التحدث مع الدوق الأكبر مباشرة .”
“حسناً ، إفعل هذا .”
إذا كان سوف يذهب لسؤال دي هين سيكون الأمر أسوأ ، لن يسمح لهذا النوع من الخطوبة .
كانت آستر متأكدة أنه لن يتجاهل إرادتها .
إنزلقت ذراع دامون التي كانت لاتزال أمامها و هربت .
صُدم دامون لدرجة أنه لم يُمسك بآستر هذه المرة ووقف بهدوء ينظر لها .
“الفرص لا تأتي في كثير من الأحيان . فكري في الأمر ملياً ! سأرسل خطاب إرتباط رسمي قريباً .”
بدلاً من ذلك صرخ في ظهر آستر وهي تغادر ، بابطيع لم تتوقف عن المشي .
عادت آستر إلى المعبد و تنهدت بعمق .
‘كيف له أن يكون مختلفاً تماماً عن نواه ؟’
على الرغم من أنهما كانا أميران ، إلا أن لديهما شخصية مختلفة تماماً . بعد التعامل مع دامون الطائش فكرت في نواه .
بغض النظر عن مدى التفكير في الأمر ، كان نواه أكثر ملائمة لمنصب الأمير المتوج أكثر من دامون .
على وجه الخصوص ، كان دامون ودوداً للغاية مع المعبد ، لذا إن أصبح الإمبراطور لاحقاً فسوف يتجول في المعبد .
‘إن الأمر سيء بعدة أشكال .’
نظرت آستر إلى الوراء و هزت رأسها . تحول إنطباعها عن دامون إلى الأسوأ .
***
قام دامون الذي تم رفضه من خطبة آستر بإبتسام إبتسامة متكلفة .
“ما الذي تعتقده بحق الجحيم ؟”
على الرغم من أنها تحمل مكانة الدوق الأكبر في ظهرها إلا أن حقيقة أنها متبناه لم تختفي .
لم يستطع فهم كيف تجرأت على التصرف بهذه الطريقة أمام الأمير .
“هناكَ الكثير من الآنسات الصغيرات اللاتي يرغبن في الإرتباط بي . تشش .”
ابتسم دامون بتكلف لبعض الوقت قبل أن يدخل إلى المعبد .
حتى وهو يتبادل الحديث مع الكهنة كان وجهه يحترق من العار .
في غضون ذلك ، وجد دي هين في مكان قريب . بعد التفكير للحظة اقترب دامون و تظاهر بمعرفة الدوق الأكبر .
“أيها الدوق الأكبر .”
“ماذا هناك ؟”
على الرغم من أنهما كانا في نفس الغرفة كالمعتاد ، لم تكن بينهما محادثة لذا نظر له بتعبير منزعج .
“لقد مرّ وقت طويل . على الرغم من أننا إلتقينا في حدث رسمي ، لا أعتقد أنني كان بإمكاني إجراء محادثة لائقة مع الدوق الأكبر .”
“يبدوا أن لديكَ عملاً معي ، يُمكنكَ إخباري على الفور .”
أدار رأسه بدون تردد .
“حسناً سأخبركَ دون تردد ، أريد أن أخطب إبنة الدوق الأكبر ، ما رأيكَ ؟”
كانت نبرته لطيفة للغاية على عكس ما حدث عندما تقدم لآستر .
ولكن عندما سمع هذا ، أصبحت عيون دي هين باردة .
جفل دامون عندم رأى بريق في عيون دي هين و تراجع خطوو إلى الوراء .
“خطوبة ؟”
“حرفياً . لم يكن للدوق الأكبر إبنة من قبل ، ولكن الآن لديكَ إبنة .. وهي في السن المناسب للخطبة ؟”
“لا أستطيع أن أفهم سبب تفكيركَ بهذه الطريقة . على عكس الأمير ، فأنا ليس لدىّ علاقة جيدة مع المعبد .”
نظر دي هين إلى دامون بشدة و لم يستطع إخفاء كراهيته .
“أعتقد أن الوقت قد حان لإعادة هذه العلاقة . سأكون أنا نقطة الإتصال .”
في النهاية ، قيل أن آستر ستُستخدم كعلاقة سياسية لذا بلغ إنزعاج دي هين ذروته .
اقترب دي هين خطوة واحدة من دامون .
دامون الذي نشأ مثل زهرة في دفيئة لم يستطع تحمل الإحساس بالرهبة التي قد نشأت حول دي هين من المعارك .
كان دامون يتعرق بغزارة متجنباً نظرة دي هين .
“هل تحب إبنتي ؟”
“آه . لقد رأيتها تأتي و تذهب عدة مرات .”
انحنى دي هين و نظر إلى دامون بصمت ، ومع ذلك بدى الحجم خطيراً .
“أشعر بالإهانة لأنكَ تقترح الخطوبة بخفة مع هذا القلب . هل تمزح معي ؟”
لوح دامون بيده في حرج .
“أنا ، بالتأكيد لا . أنا أحب إبنة الدوق الأكبر …..”
“إذاً كن أكثر تهذيباً ، سوف أمرر الأمر فقط لأنكَ الأمير .”
كان دامون أصغر من أن يتعامل معه دي هين .
“لم أقصد جعلكَ تشعر بعدم الإرتياح ، لقد كنت وقحاً للغاية .”
“نعم ، كن حذراً في المرة القادمة .”
انحنى دامون و خرج من المعبد كما لو أنه يهرب .
بعد أن ابتعد عن نظر دي هين تمكن من التنفس بشكل صحيح .
“آه ، ظننت أنه يطعنني بعيونه . لماذا كان دموياً جداً ؟”
نظراً لأنها إبنة بالتبني ولا يُعرف من أين أتت إعتقد أنه سيكون من السهل أن يتزوجها كزواج سياسي مرتب .
لم يعتقد أن دي هين سيتصرف على هذا النحو .
“كان يجب أن أتخذ طريقة أكثر حذراً ، لماذا كنت متسرعاً للغاية ؟”
لام دامون نفسه و قرر وضع خطة أفضل للتعامل مع آستر .
انجذب دامون ، الذي كان يهدف لمقعد الإمبراطور لقوة المعبد و القوة المقدسة .
***
ركبت آستر و دي هين ، اللذان أنهيا عملهما في المعبد نفس العربة .
جاء كل منهما بشكل منفرد لكن طريق العودة كانا معاً .
نظرت آستر إلى جانبها و لقد كان دي هين هناك .
‘لقد مر وقت طويل .’
منذ نهاية الإستراحة ، كان تعبير دي هين غير عادي .
شعر بعدم الإرتياح من آستر وسعل .
“ألستِ متعبة ؟ سيستغرق الأمر وقتاً طويلاً لذا أستلقي .”
“لا بأس ، لكن ماذا حدث لكَ في وقت سابق ؟”
سعل دي هين وفكر في الأمر بعناية و فتح فمه .
“الأمير دامون ذكر الخطوبة ، هل تقابلتما من قبل ؟”
عبست آستر عندما سمعت إسم دامون ولم يفوت دي هين هذا التغيير البسيط .
“لقد تقابلنا مرتين بالمصادفة لم أتوقع أن يخبرني هذا ، لقد قال أنه سيخبر والدي على الفور .”
“رأيكِ هو الأكثر أهمية بالنسبة لي .”
“لا أريد .”
هزت آستر رأسها بعنف .
ما مدى صعوبة الحياة اليومية حتى الآن . لم تستطع ولا تريد التخيل أنها ستضطر للزواج لاحقاً و مغادرة المنزل .
“ألا يُمكنني الإستمرار في العيش مع والدي ؟”
تمتمت آستر . إنفتحت شفتىّ دي هين قليلاً كما لو كان متأثراً .
“لا يُمكن هذا . فكرت في الأمر جيداً . عندما تغادرين المنزل سوف أعاني فقط ، من الأفضل ألا تتزوجي .”
م/بصيح نواه يصيح ف الزاوية .
أسندت آستر رأسها على ذراع دي هين بعيون تلمع . بعد سماع هذه الكلمات شخصياً إرتاح قلبها .
“لكن أليس من الجيد بالنسبة لك أن أكون مخطوبة للأمير ؟”
“حسناً ، أنا بالفعل الدوق الأكبر … ما الذي احتاجه أكثر من ذلك ؟ من الأفضل أن تكبري أنتِ و التوأم بشكل جيد .”
كانت هناك ابتسامة ناعمة على شفتىّ دي هين . كانت الصورة الدافئة للأب التي عرفتها آستر فقط .
بينما كانا في العربة ، تذكرت اليوم الأول الذي غادرت فيه من المعبد إلى تريزيا .
ضحكت عندما تذكرت أنها كانت قلقة بشأن شيء لا يجب أن تقلق بشأنه .
انحنت آستر إلى الوراء و نظرت إلى دي هين . كانت عيناها الورديتان مطويتان بشكل جميل .
“أبي ، شكراً لكَ .”
يتبع ….
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل "80"