جلس سيباستيان الذي رحل بعد أن رفضته آستر كشريك لها على مقعد في الهواء الطلق .
‘تبدو جميلة جداً اليوم .’
ضحك وهو يُفكر في آستر على الرغم من أنها قد رفضته و رآها تخرج إلى الشرفة .
بعد ذلكَ اقترب نواه من آستر التي كانت في الحديقة و أعطاها باقة من الزهور .
لم يتمكن من رؤية وجه نواه لأنه كان يعيطه ظهره ، لكنه كان قادراً على رؤية وجه آستر الخجول بوضوح .
“كانت نظرتها مختلفة تماماً عندما رأتني ، أعتقد أنه حبيبها .”
لم تكن آستر ضد سيباستيان لكن مع ذلكَ كان الخط بينهما واضحاً . ومع ذلكَ ، لم يرى هذا الخط في آستر التي كانت تتلقى الباقة .
[بمعنى إنها عاملة حدود بس الحدود دي مكانتش موجودة لما كانت بتاخد الباقة من نواه .]
“هل آستر لديها حبيب ؟”
چو-دي الذي أصبح جاداً في نفس الوقت وجلس بجانب سيباستيان .
“من يكون ؟”
هز چو-دي رأسه بقوة ، لم يخطر بباله أحد . آستر ليس لديها أى أصدقاء .
“ألستَ مُخطئاً ؟”
عندما اعتقد چو-دي أن سيباستيان مخطئ أعطاه وقتاً عصيباً . هز سيباستيان رأسه .
“لاتوجد طريقة يُمكن بها أن أُخطئ بين آستر وشخص آخر . أنا متأكد .”
كان سيباستيان شغوفاً جداً بما فعلته آستر ، ضاقت عينا چو-دي و قد كان مرتاباً .
“كيف يبدو ذلكَ الرجل ؟”
“لا أعرف و لكنه يمتلك شعر أسود اللون .”
“حسناً ، يجب أن أسأل آستر .”
انخفض الجو بين الإثنان فجأة . چو-دي الذي جاء ليضايق سيباستيان تدلى هو الآخر بجانبه .
“حبيب ….”
تمتم چو-دي و عض شفتيه .
لم يكن يصدق كلمات سيباستيان ، لكن فقط تخيل الأمر جعله يحترق من الغيرة . [Pray for Noah]
“لا ، لكن لماذا أنتَ من تواجه هذا و كأنها مشكلة خطيرة ؟ ما خطبك ؟”
ارتد الشرر إلى سيباستيان ، نظر چو-دي إلى سيباستيان وقال بصوت مليئ بالإنزعاج .
“ألم أخبركَ ألا تستهدف أختي ؟”
“لا ، أنا ….”
لم يقل سيباستيان أى شيء و أدار عينيه . وبدا وكأنه جرو مثير للشفقة غارق تحت المطر .
“لا أحد يستطيع ولا أنتَ تستطيع ، لذا فقط كُل هذه .”
التقط چو-دي مجموعة من الرقائق الرفيعة المصنوعة من شرائح البطاطس من خادمة تمر بجانبهم و أعطاها لسيباستيان .
سيباستيان الذي لم يستطع تناول الطعام بشكل صحيح لبضعة أيام حتى حفلة اليوم ، حاول الحصول على رقائق البطاطس بنفسه .
“لا ، لا أستطيع .”
ومع ذلكَ ، فقد تناولت يديه بالفعل حفنة من الوجبات الخفيفة ووضعها في فمه .
بعد تذوقها سكبها و قال “لا أعرف .”
“مهلاً ! ماذا لو تناولت كل شيء ؟”
“لا تمنعني . سآكل كل شيء تحملته اليوم !”
قال سيباستيان أنه سوف يتخلص من الإكتئاب و ركض إلى الطاولة المليئة بالوجبات الخفيفة .
***
انتهت الحفلة بسلام .
إنتهى الوقت الذي كان من المفترض فيه أن تُحيي الناس و عائلتها في قاعة المعرض .
“آه ، لقد تعبت .”
شعرت و كأنها تعيش عندما أزالت المكياج ، وبدلاً من محاولا الإستلقاء على السرير جلست و نظرت إلى قدميها .
“قدمي متورمة أيضاً .”
“يبدو أن الأحذية لم تكن مريحة .”
“قليلاً .”
ليس قدمها فقط ، و لكن حسدها كله كان منهكاً . لم تكن ترغب في ذلك لذا استلقت على السرير .
“هل أنتِ متعبة جداً ؟”
“نعم ، أعتقد أنني سأنام على الفور .”
فركت آستر عيناها نصف المغلقتين و تثائبت .
كان يوماً طويلاً منذ مسيرة الصباح حتى حفلة عيد ميلاد التوأم .
لم تلتقي أو تتحدث مع هذا القدر من الناس من قبل . لظ تكن تعرف كيف مضى الوقت ،
“إستمتعتي صحيح ؟”
ابتسمت دوروثي بشكل مشرق وسحبت البطانية لتغطي عنق آستر حتى لا يكون الجو بارداً .
فركت آستر وجهها وهي تعانق دمية الأرنب اللطيقة بإحكام .
“نعم ، لقد كان ممتعاً .”
لقد كان هناك أشخاص يتحدثون عن أنفسهم لكن لقد كان هناك القليل منهم فقط . لقد كانت الحفلة ممتعة أكثر مما كانت قلقة .
رجفة لحظة الرقص و حسن نية من قامو بالترحيب بها .
شعرت و كأن لديها ذكريات لا تريد أن تنساها . إذا نظرت إلى اللحظات السعيدة قبل أن تموت فلابد أن يكون اليوم .
إذا نظرت إلى الوراء و اليوم شعرت أن كل هذا حلم ، وقفت آستر التي كانت تبتسم و رأت دوروثي .
“كنت أتألق اليوم .”
“نعم ، كانت سيدتي الأجمل و الألمع .”
كانت الطريقة التي تحدثت فيها وعيناها تلمعان جميلة جداً لدرجة أن دوروثي لم تستطع سوى الإبتسام .
“وسوف تستمرين في التألق أكثر بكثير مما أنتِ عليه الآن .”
“حقاً ؟”
“نعم ، آنستي . لذا إذهبي للفراش لقد تأخر الوقت بالفعل .”
استلقت آستر على الفراش مع تعبير فارغ و يد دوروثي كانت تربت على بطنها .
“أنتِ لم تعودي تنامين على السجادة صحيح ؟”
“….هل كنتِ تعلمين ؟”
سألت آستر متفاجئة عندما اعتقدت أن لا أحد يعلم بالأمر .
“نعم ، لأن هناكَ مرات كنت أفتح فيها الباب للتأكد من أنكِ تنامين بشكل جيد .”
“فهمت .”
نظرت إلى السجادة التي في الزاوية معتقدة أنه لن تتم ملاحظتها أبداً .
‘عندما جئت هنا لأول مرة لم أستطع النوم إلا هناك .’
كان من الغريب أن ترى أنها أصبحت تستلقي على فراش ناعم و بطانية دافئة .
“نعم ، أنا أنام فقط على السرير الآن .”
“يالها من راحة .”
ربتت دوروثي على صدرها و جلست بجانبها .
“دوروثي ، هل تعلمين .”
اليوم ، لقد كانت آستر ثرثارة للغاية . كانت الثرثرة لطيفة ، ولقد كانت دوروثي تبتسم .
“…هل يُمكنني أن أكون سعيدة إلى تلكَ الدرجة ؟”
لا يُمكن أن تخرج هذه الكلمات من فم طفلة . ومع ذلك ، بدى تعبير آستر بعد هذا السؤال غير مبال لدرجة أن دوروثي أصبحت عاطفية جداً .
قامت دوروثي بالضغط على يد آستر برفق . كانت يد آستر صغيرة جداً و كانت دوروثي تمسكها بالكامل .
“لا ، هذا لا يكفي . عليكِ أن تكوني أكثر سعادة .”
“أكثر من الآن ؟ مازلت متوترة لأنني سعيدة جداً .”
استدارت عينا آستر و سرعان ما هزت رأسها .
كانت السعادة الآن أكثر من اللازم بالنسبة لآستر لذا كلما كانت سعيدة كلما أصبحت متوترة أكثر .
لا توجد طريقة تكون بها سعيدة على الإطلاق . وكأنها كانت تمشي على زجاج رقيق قبل أن ينكسر .
“لا تكوني متوترة ، نحن هنا .”
“نعم .”
كانت قلقة لأنها كانت سعيدة .
لا تستطيع تخيل الحياة من هنا بعد الآن . الآن بعد أن شعرت بهذا النور لا يُمكنها العودة إلى ظلام الماضي .
استمعت دوروثي إلى آستر بعد ذلك لفترة قصيرة و غادرت الغرفة .
نهاية اليوم الطويل .
نظرت آستر إلى السقف التي أصبحت وحيدة وهي تشعر بالفراغ أكثر اليوم .
“كل شيء مثل الحلم .”
تقلبت و استدارت لأنها شعرت بعدم الإرتياح ، ولاحظت القلادة التي على الطاولة .
أحضرت القلادة التي من الألماس التي أعطاها لها نواه و لقد كان ضوء القمر يجعلها تلمع .
‘هل ذهب إلى المنزل بأمان ؟’
عندما فكرت في نواه شعرت بالخجل و دفنت وجهها في الوسادة .
***
في نفس الوقت .
لم تكن آستر هي الوحيدة التي لم تستطع النوم بسهولة .
لم تكن تعلم أن الضحكة لم تختفي من على وجه نواه عندما يذهب إلى المنزل .
“لقد كانت جميلة جداً اليوم . أنا سعيد لأني ذهبت .”
لم يكن مملاً على الإطلاق مجرد في كيف كان مظهر آستر الجميل على الشرفة وكيف بدت و كأنها تستمتع بين الناس .
“هل أنتَ سعيد بهذا ؟”
لم يكن المنزل واسعاً لذا كان بالين و نواه يعيشان معاً .
يجلس بالين مقابل نواه الذي لا يستطيع النوم ويعيطه الحليب الساخن .
“هل تعتقد ذلكَ ؟”
“نعم ، إبتسامتكَ لا تختفي . لم أكن أعرف أن الأمير يُمكنه الضحك جيداً .”
“صحيح ، أنا لا أكترث لولاية العهد . أريد أن أعيش هنا .”
ابتسم نواه و شرب الحليب الدافىء ، لقد تظاهر بالمزاح لكن عيناه كانت هادئة .
نظرَ بالين إلى نواه بحزن . على الرغم من أن بالين كان خادمه إلا أن نواه كان مؤلماً بالنسبة له .
“إذا كنت أكثر سعادة الآن … أنا بخير معك كما أنت .”
قال بالين بصدق .
كان لديه رغبة في رؤية نواه الذي يخدمه يطغي على الجميع و يتم الإعتراف به كما كان من قبل .
ومع ذلك ، يبدو نواه الآن أكثر سعادة من ذي قبل لذا أراد تركه .
“أنتَ تعرف .”
وضع نواه الكأس و نظر إلى بالين بعيون جادة .
“في الواقع ، كوني أميراً أمر صعب بعض الشيء . كان من الصعب الحصول على الكثير من التوقعات لدرجة أنني إضطررت أن أصبح أميراً .”
استمع بالين بهدوء إلى قصة نواه التي بدأت ببطء .
“لقد فكرت كثيراً كيف سيكون الأمر إن وُلدت بطريقة عادية .”
وُلد نواه و لدى الجميع من حوله توقعات عاليه ، ولقد كان يتحكم في مشاعره منذ سن مبكرة .
كانت بيئة مستحيل فيها إستخدام القطعان و عدم إرتكاب الأخطاء . كان دائماً يُراقب نفسه ليكون مثالياً .
على الرغم من أنه كان يمتلك كل شيء مادي ، إلا أنه كان وحيداً لأنه لم يستطع الحصول على الوقت الذي يحتاجه مع والده و القيام بالمحادثات اللطيفة و ما إلى ذلك .
“لم أكن أريد أن أصبح ولياً للعهد . ومع ذلك ، لقد قال كل من حولي أنني يجب علىّ أن أصبح كذلك لذا تحملت الأمر .”
أصبح تعبير نواه أكثر وحدة .
“ولكن بعد أن هُجرت ، إبتعد الجميع عني .”
بعد طرده من ولاية العرش ، لم ينظر أحد إلى نواه . كل من كان يسانده ابتعد عنه .
اكتشف ذلك فقط عند طرده . كان سبب وجودهم هو المكانة التي حصل عليها عند الولادة لا أكثر .
“أردت أن أموت في أسرع وقت ممكن .”
نواه الذي كان ينتظر الموت في الملجأ كان مُحطماً بشكل رهيب .
فقد هدفه للحياة وعاش كل يوم بلا أمل . لقد كان مُستاء في كل لحظة في حياته .
حتى رآى آستر في حلمه .
“أيها الأمير ….”
هز بالين رأسه في ألم . كشخص كان دائماً بجانب نواه شعر بالأسف و الشفقة .
“لكن ليس بعد الآن ، لدىّ سبب يجعلني أرغب في العيش .”
أصبح صوت نواه مشرقاً بعدما كان حزيناً طوال سرد القصة . عند سماع هذا ، رفع بالين رأسه مرة أخرى .
“هذا ليس لأنني دُفعت كما كان من قبل ، هذا لأنني أريد أن أصبح ولياً للعهد.”
السبب في أنه يجب أن يعود على الرغم من أنه يعلم أنه إن عاد إلى القصر الإمبراطوري سيكون مليئةً بالتظاهر و الوحدة .
“لا يُمكنني أن أكون مع آستر هكذا ، لا يُمكنني مساعدتها .”
ضحك نواه بهدوء و أغمض عينه . ظهرت إبتسامة آستر التي قال أنها كانت جميلة للغاية .
يتبع ….
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل "69"