خاصة أمام القديسة سيسبيا ، طلبَ منها التحرك بحذر و عدم طلب أى شيئ .
“أنا متأكد أنها لن تتمكن من سماعكِ على أى حال .”
تنهد الكاهن ووصل الصوت لأذن آستر . بدت حالة القديسة سيسبيا سيئة للغاية .
‘إذاً ليس هناكَ سبب للذهاب إلى هناك .’
في خضم القلق ، بدأ قصر القديسة سيسبيا في الظهور .
كان المكان دائماً مليئاً بالناس و يخضع لحراسة الفرسان المقدسين ، لكنه الآن خالٍ تماماً مثل المكان الميت .
نظراً لعدم رؤية أى شخص يصطدم بهم على طول الطريق ، بدا الأمر و كأنهم قد نظفو المكان بالفعل .
عندما وصلوا أمام القصر مد الكاهن يده و أوقف ڤيكتور .
“انتظر هنا .”
“هذا غير ممكن . هذا أخي الحقيقي ، إن لم يذهب لن أذهب ايضاً .”
في الأصل ، حاولت آستر الدخول بمفردها لكنها فوجئت بمحاولة ڤيكتور أن يسحب سيفه .
في النهاية ، بإذن من الكاهن … دخل الثلاثة إلى القصر معاً .
كان الممر المُضاء بالشموع فقط ، مظلماً جداً وغريباً . و لم تستطع رؤية أى خادمة .
ظلت تنظر حولها .
“هاه…..”
لقد كانت تتنهد .
انفجر الشعور بعدم الإرتياح منذُ الدخول إلى المعبد وبينما كانت تسير في الممر المظلم المُضاء بالشموع فقط .
الماضي الذي لم ترد تذكره لقد كان يأتي . لقد كانت ذكرى مدفونة بعمق ولكن لا تُنسى .
“ماذا هناكَ ؟ هل أنتِ مريضة ؟”
لاحظَ ڤيكتور ضيق آستر و لقد كان قلقاً .
“لا ، فقط من الصعب التنفس قليلاً ….”
أخذت آستر نفسها ببطء ، بعد أن تنفست قليلاً بدا أنها اعتادت على الأمر .
“أنا بخير الآن .”
“حقاً ؟ إن كان الأمر صعباً يُمكننا الخروج الآن .”
“لقد قطعنا كل تلكَ المسافة لا يُمكنني العودة الآن ، لا تقلق أوبا .”
أجابت آستر بقوة و تجاوزت الباب ولقد تم اختصار المسافة قليلاً مع الكاهن .
في الماضي ، لقد كان من الصعب تحمل الذكريات المؤلمة ، لكن الوضع مختلف الآن .
تمكنت من تحمل الكثير من الذكريات التعيسة بأخرى سعيدة بمجرد تذكرها .
‘لقد تغيرتُ ايضاً .’
زفرت آستر قليلاً بعيون مرتاحة . يبدو أن صدمتها قد تلاشت قليلاً .
“هاا ، لقد وصلنا أخيراً .”
توقف الكاهن أمام باب غرفة القديسة ، وقفت أمامه إمرأة في منتصف العمر .
“لقد تأخرتَ قليلاً ، لدىّ أدوات الرسم التي ذكرتها في الداخل .”
“شكراً لكِ . سنتحدث عن التفاصيل لاحقاً ، ليس لدينا الكثير من الوقت .”
تبادل كلاهما تحيات العين الغير رسمية و التحيات وأجريا محادثة مألوفة .
“سأكون في غرفة الجلوس .”
“سأناديكِ عندما ننتهي .”
بمجرد إنتهاء المحادثة فتحت المرأة التي كانت في منتصف العمر الباب و ذهبت .
بصرف النظر عن الكاهن ، لم يكن ينظر إلى آستر و ڤيكتور . يبدو أنه يعرف ما هو الوضع بالفعل .
“إذن دعينا ندخل .”
تمتم الكاهن بصوت خشن . لقد كانت متوترة للغاية لدرجة أن كتفها كان متصلباً تماماً .
ابتلعت آستر ريقها بشكل عصبي .
“هناك رجل آخر في الداخل …. صحيح ؟”
“نعم .”
فجأة .
إستدار مقبض الباب و تم فتح الباب ببطء ، دخلت آستر من الباب أولاً و أغلق الكاهن الغرفة بسرعة .
“لقد تم إجباري على دخولكما معاً ، لكن هذه الطفلة فقط من ستدخل إلى الغرفة .”
“لا أستطيع !”
ڤيكتور الذي كان من المُفترض أن يُرافق آستر بأمان تمرد بشكل طبيعي .
لكن هذه المرة ، أمرته آستر بالإنتظار أمام الغرفة ، لم يكن لديها وقت لهذه الجلبة .
دخلت آستر إلى الغرفة و تشتتت عيونها بالداخل وهي ترتجف ، ولقد كانت القديسة موجودة على السرير بعيداً .
كان قلب آستر ينبض بقوة على الرغم من أنها لم تستطع رؤيتها بشكل جيد .
بينما توقفت آستر ، إقتربَ باراس ببطء من القديسة .
“سيدتي ، إنه أنا باراس ، هل تتذكرينني ؟”
كانت النظرة التي على محيا باراس عطرة للغاية . لقد كان تعبيراً غريباً ممزوجاً بالإثارة و العصبية .
“ايتها القديسة …. لا ، سيسبيا ، هل تعرفينني ؟”
“……..”
ولكن بغض النظر عن هذا ، لم تنظر إليه سيسبيا إطلاقاً . لقد مرّ الوقت فقط بحزن .
“أعتقد أنها ستكون هذه المرة الأخيرة ، لذلكَ أردتُ حقاً رؤيتكِ مرة أخرى .”
انتحب باراس كما لو أنه كان على وشكِ البكاء ، شعرت آستر بالإحراج من الأجواء الحزينة المفاجئة .
‘ماذا نفعل بحق الجحيم ؟’
تحدث إلى القديسة سيسبيا لفترة أطول و وضعها على الأريكة بنظرة حزينة .
“كما ترين ، إنها في هذه الحالة ، لذا أرجوكِ إعتني بها . أرجوكِ إرسمي صورتها الأخيرة .”
“حسناً .”
خرج باراس بلا حول ولا قوة قائلاً أنه سوف ينتظر أمام الباب .
وأخيراً جلست آستر أمام سيسبيا .
من الأمام ، لم يكن هناكَ تركيز في عيون سيسبيا ، بدت و كأنها مخمورة و مشوشة .
لقد كان لدى القديسة عيون زرقاء و بدى و كأنها كانت تخترق العالم لكنها الآن لا تحتوي على أى شيئ .
‘كيف حدثَ ذلكَ ؟’
ارتبكت آستر و فتحت الأدوات التي تم إعدادها .
لم يكن لديها أى أفكار للرسم بالقوة ، لكن كان من المحرج أن تطلبَ شيئاً عندما غادر الكاهن باراس .
“إذا كانت هذه آخر مرة .”
حتى بشكل غير رسمي ، لم تستطع رسم عيونها بشكل فارغ لأنها كانت صورة للذكرى .
تنهدت آستر و ركزت على اللوحة ، لقد أرادت بذل قصارى جهدها لأنها قد تكون آخر مرة .
فُتحت عين آستر شيئاً فـشيئاً مع إزدياد تركيزها . ثم تغير لون عينها إلى اللون الذهبي .
كانت سيسبيا تراقب الموقف كله بفارغ الصبر .
في الواقع ، منذُ أن علمت أن راڤيان تقوم بتسميمها ، لقد كانت تحاول التطهير كل يوم … لقد كان لديها وقت أكبر للعودة إلى وعيها .
عادة ، كانت تتصرف كما لو أنها في حالة سكر كما هو الحال الآن .
ولكن عندما رأت آستر تزورها بدأ قلبها في النبض .
‘لماذا هذه الطفلة هنا ؟’
تعرفت سيسبيا ايضاً على آستر ، لقد رأتها من خلال الأحلام و المياه المقدسة .
حاولت سيسبيا أن تُوقف إنفعالاتها ونظرت إلى آستر سراً . لم يكن هناكَ نهاية تلوح في الأفق لتدل على نهاية قوتها .
“لقد تخطتني بالفعل .”
وبالنظر إلى عيونها التي تتحول إلى اللون الذهبي أثناء الرسم ، لقد كانت متأكد أن آستر قد تعرقت على نفسها بالفعل كـقديسة .
آستر التي كانت منغمسة في اللوحة حركت الفرشاة قليلاً ونظرت للأعلى بسبب إحساسها بالنظرات .
“كيف ؟”
ثم وجدت أن سيسبيا كانت تحدق فيها ، لم تكن عيونها مشوشة كما في السابق .
“هذا ما أريد سؤاله ، كيف أتيتِ إلى هنا ؟”
عند كلمات سيسبيا الهادئة ، فتحت آستر فمها بدهشة .
“هل تعرفينني ؟”
“كما رأيتني ، رأيتكِ ايضاً . هل أنتِ من استخدم الماء المقدس ؟”
كما لو كانت تهمس ، تدفق صوت صغير في أذن آستر .
“نعم .”
“كيف دخلتِ إلى هنا ، لماذا أتيتِ مع باراس ؟”
“إنها صدفة لكن لا يُمكنني شرح ذلك ، الكاهن وجدَ لوحتي وطلبني .”
لقد كانا حذرتان من بعضهما البعض كثيراً ، ولكن لقد كان هناكَ شعور كبير بالتجانس .
“في الواقع ، لقد رأيتكِ لأول مرة في حلمي … لقد كنتُ أعتقد أن علامة عن القديسة التالية ، لديكِ قوة أكبر مني الآن ، ليس هناكَ مرة مقبلة . أنتِ هي القديسة بالفعل .”
كان الشيئ نفسه بنطبق على سيسبيا حيث كان الوضع مُحيراً للغاية .
لم تكن تعرف كيف تقبل بـقديسة أخرى .
“ماذا يحدث بحق الجحيم ، لماذا هناكَ قديستان.”
“ألا تعرفين؟”
“نعم ، ليس هناكَ علامات على هذا . ربما لأنني أفقد قوتي ؟”
لم تستطع سيسبيا إعطاء آستر الإجابة التي أرادتها . في النهاية ، لم يكن هناكَ شيئ تكتشفه .
لم تستطع آستر إخفاء ندمها و قالت لها عن الشيئ الذي يثير فضولها .
“قلتِ أنكِ قد رأيتني ، فهل ستتحدثين مع المعبد ؟”
كانت هذه مسألة مهمة للغاية .
نظراً أنه يتم البحث عن القديسة التالية من خلال وحي القديسة الحالية ، فهي بحاجة إلى توخي الحذر ما إن كانت سيسبيا وصفت بالفعل خصائص آستر .
ربما تكون راڤيان التي تتحرك أسرع من أى شخص آخر تستعد الآن لذا يجب أن تكون حذرة .
“لا ، لن أخبرهم . أخطط للإحتفاظ بالأمر لنفسي في الوقت الراهن .”
“لماذا ؟”
سألت آستر متفاجئة من هذه الإجابة الغير متوقعة .
“إنظري لي الآن . لقد تم إستخدامي طوال حياتي وتم إنشاء المعبد بهذه الطريقة ، لماذا يجب أن أساعدهم ؟”
لقد كان صوتاً مليئاً بالندم
حدقت آستر فيها لترى ما إن كانت صادقة أم لا .
حدقت سيسبيا ايضاً في آستر ، وسط شكوكهم المتبادلة نشأ تعاطف غريب .
“دعيني اسأل الآن ، لماذا أتيتِ إلى هنا ؟ أعني ، كونكِ خارج المعبد أنكِ لست من مرشحات القديسة ، ماذا تعرفين ؟”
“هل مازلتِ قادرة على قراءة الذاكرة ؟”
قررت آستر بعد تفكير طويل أن تُظهر ذكرياتها لسيسبيا .
ما مرت به لا يُمكن تفسيره بالكلمات .
“إذا أريتني ، فلايزال ذلكَ ممكناً .”
كانت قراءة الذكريات إحدى قدرات القديسة ، لقد كان ذلكَ ممكناً إذا فتح الشخص الآخر عقله .
“إذن ، إنظري بنفسكِ .”
مدت آستر يدها اليسرى إلى سيسبيا . لقد تظاهرا أنها بخير لكن يدها كانت ترتجف .
حركت سيسبيا يدها الجافة بصعوبة .
حتى عندما وضعت يدها على آستر ، لقد كان هذا كثير جداً بالنسبة لسيسبيا الحالية .
وما رأته هو ماضي آستر حيث تعرضت لأذى شديد و تألمت .
يتبع …
اعذروني بحضر للإختبارات زي ما قلت
ياريت سؤال امتى الفصل الجي دا ميبقاش الفترة الحالية لإني معرفش بجد ومحدش يضغط عليا و يقولي عاوزة فصلين ارجوكم بحس اني متكلمتش ولا قولت عندي اختبارات
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل "47"