إلى جانب شعوره بالراحة لأنه عثرَ على آستر ، ظهرت مشاعر أخرى يصعب عليه تفسيرها .
لقد كان منزعجاً و شدَّ چو-دي على قبضته بقوة . بينما كان يقتربُ من آستر ، لم يكن مدرك لأنه كان غاضباً .
“اوه هيا ، ما خطبكِ!”
لم يعجبه الطريقة التي أصيبت بها بالإكتئاب كما لو كانت وحيدة في العالم ، لقد أرادها أن ترفع رأسها بفخر .
عندما إقترب منها چو-دي ، أدركَ هابي هذا اولاً و إتجه نحوه .
“ووف . ووف.”
“هابي ؟ لماذا؟”
رفعت آستر رأسها بسبب نُباح هابي الذي كان سعيداً بظهور المالك الخاص به .
“أوبا؟”
چو-دي الذي أعتقدت أنه لن يأتي .
و لكن بالرغم من فوات الأوان ، فرحت فرحاً شديداً لأنه أتى .
“أنتِ تضحكين ؟”
بدلاً من أن تغضب من إنتظار چو-دي ، صُدم چو-دي لأنها كانت تضحك .
بعد أن شعرَ بالديق في قلبه ، إتجه نحو آستر .
“هل أنتِ غبية ؟ لماذا لم تنتظري في المنزل إن لم آتِ؟”
لم يستطع چو-دي كبحَ غضبه و صرخ في آستر .
“لقد كنتُ هنا فقط لأنني أحببتُ هذا المكان . لم أكن أنتظر.”
إبتسمت آستر في حرج و أغلقت فمها بقوة . ثم وضعت قدمها على الأرض لتقوم بالنهوض من على المقعد .
“آه…ماذا…”
و مع ذلكَ ، لأنها كانت جالسة منذ فترة طويلة ، إرتخت قدماها .
عندما حاولت النهوض ، إرتجفت ساقها و كادت تسقط .
إستعادت توازنها بسرعة ، لكن چو-دي الذي رآى ذلكَ ألقى باللوم على نفسه .
“…على ظهري.”
“ماذا؟”
جثى چو-دي أمام آستر على ركبته و أشار إلى ظهره . فُتحت عيون آستر بشكل كبير لدرجة أنها كادت تخرج من رأسها .
“سأحملكِ على ظهري لأنني آسف .”
“لكن ، هذا قليلاً …”
“قدماكِ ترتجفان.”
أدار چو-دي رأسه و صاح في آستر .
كانت آستر التي حاولت أن تقول لا لم تستطع قولها بسبب عيون چو-دي القوية التي أجبرتها على أن تقبل حملها على ظهره .
“أسرعي ، من الصعب ان ابقى كثيراً في هذه الوضعية .”
رفعت آستر يدها مترددة ، غير قادرة على التغلب على عناد چو-دي . و مع ذلكَ ، لم تستطع إتخاذ قرارها .
‘يجب أن يحملني على ظهره.’
بعيداً عن أن يحملها شخصّ ما ، لم تستطع حتى عناق شخص ما بشكل صحيح . لقد كانت خائفة لأنها لم تشعر قط بشعور الإتصال الجسدي مع البشر .
تسلل چو-دي عندما رآى أن آستر مترددة . قام بوضع ذراعى آستر حول عنقه و نهض .
“آه..!! هاه؟؟”
“حسناً ، هل أنتِ بخير ؟ إنتظري لحظة .”
لقد كانت آستر مستاءة و تكافح و كانت في حالة فوضى .
چو-دي الذي كانت تلكَ هي المرة الأولى التي يحمل فيها شخصاً ما ، كادت آستر أن تسقطَ تقريباً اثناء محاولته حملها .
“آهه ، ها نحنُ ذا . لقد كان الأمر أصعب مما تخيلتُ.”
وقفَ چو-دي بصعوبة و هو يحمل آستر . كان من غيؤ المألوف أن يكون هناكَ شخصٌ ما على ظهره ، لذلكَ وضعه لم يكن مستقيم .
‘وااه ، ظهره واسع.’
كانت آستر متفاجئة بسبب ظهر چو-دي . على الرغم من عدم وجود إختلاف كبير في الطول ، لقد كان كافياً لحمل آستر على ظهره .
لكن المشكلة كانت أنها كانت محرجة .
شعرت بالحرج لأنها لم تكن على إتصال عميق مع أى شخص من قبل .
حتى التنفس كان غير مريح ، لذلكَ كان تتنفس في إتجاه مختلف .
“أستطيع أن أمشي .”
“أنا لا أشعر بأنني أحملكِ على ظهري حتى.”
قام چو-دي بإخبار آستر أنها مزعجة .
“هل هكذا ستسير الأمور حقاً ؟”
“نعم.”
عندما إعتادت آستر على أن تكون على ظهر چو-دي ، هدأ قلبها شيئاً فـشيئاً .
عادت أذنها التي تحولت إلى اللون الأحمر كـخديها إلى لونها الطبيعي مرة أخرى .
لقد كان ظهر چو-دي دافئاً جداً .
الدفئ الناتج عن الإتصال المباشر بالناس ، الشعور أن قلبها و قلب الشخص الآخر على إتصال . حتى الشعور بدقات القلب المستمرة .
‘ماذا أفعل…’
كانت أكبر رفاهية تمتعت بها آستر على الإطلاق . لذلكَ ، إبتلعت بهدوء الكلمات التي كانت سوف تقولها بأنها تستطيع المشي بمفردها .
كانت ترغب في الإستمتاع بهذه الرفاهية أكثر قليلاً ، لفترة أطول قليلاً .
تمنت أن يكون هذا الطريق طويل جداً .
ذاب دفء الإنسان تدريجياً في أعماق قلب آستر المضطرب .
‘كيف يُمكن أن يكون كلاهما جميل جداً ؟’
رأت دوروثي ، التؤ كانت تتبع الإثنين بهدوء ، هذا المشهد ووضعت يديها معاً بتعبير مبتهج .
چو-دي الذي لم يكن مهتماً بما يحدث حوله ، يحمل آستر في الأماكن العامة ، و آستر محرجة و و تبتسم بشكل واسع .
لقد كان مشهداً جميلاً جداً .
بعد غروب الشمس ، لقد كان طريق العودة إلى المنزل مظلماً .
بدلاً من ذلكَ ، تحت السماء السوداء يُـمكن رؤية النجوم اللامعة .
فتحت آستر فمها بسبب المنظر الذي كان جميلاً جداً . مجرد النظر إلى ضوء النجوم اللامع في السماء يؤذي قلبها .
كان مختلفاً عن الظلام الذي كانت تراه في السجن .
كانت السماء مضيئة .
‘هذا غير عادل.’
لقد نمى لديها الشعور بالظلم لأنه تم سلب منها هذه الحياة اليومية .
عندما كانت آستر تفكر في هذا ، في الواقع كان چو-دي متوتراً جداً .
كانت تلكَ هي المرة الأولى التي أضطرّ فيها لـحمل شخصٍ ما على ظهري .
لقد أتيتُ إلى الحديقة ، جئتُ لأصطحبها ، حتى أنني أحملها بنفسي.
‘عندما كنتُ أخلفُ بوعدي لأصدقائي ، لم أكن اهتم .’
لكن الآن ، لقد كنتُ غير مرتاح لفكرة أنني كدتُ أؤذي آستر .
“اليوم…”
“ماذا؟”
“آسـ…”
بعد أن توقف آستر لفترة ، في النهاية قام بالإعتذار لآستر رسمياً .
“أنا آسف لأنني تأخرتُ.”
و مع ذلكَ ، بقول شئ كـهذا ، إنتشرت إبتسامة ناعمة على وجه آستر .
“أنتَ هنا الآن.”
“لن اتأخر ابداً مرة أخرى . لن أنسى موعداً .”
إستمعت آستر إلى صوت چو-دي الملئ بالتفكير .
كان من الجيد الإستماع الى هذا الصوت .
“أنهُ جيد حقاً . كان الإنتظار ممتعاً.”
“إنظري إلى هذا . لقد قلتِ أنكِ لم تكوني تنتظرين ، اليس كذلك؟”
“اوه ، اغغ!! لقد كان خطأ.”
غطت آستر فمها بـيدها و قالت «ايكك»
“لا تستمتعي بالإنتظار في المستقبل ، لن أسمح لكِ بإنتظار أحد !”
إرتفع صوت چو-دي بسبب تلكَ المشاعر .
كان من المضحك كيفَ سيوجه توبيخاً كبيراً إلى الشخص الذي جعله ينتظر اليوم .
‘لم أرَ أحداً يقف إلى جانبي من قبل .’
أصبحت يد آستر اديق .
حتى لو كانت مجرد كلمات ، فإن الشعور بأنه كان بجانبها كان موثوقاً جداً .
إستندت آستر على ظهر چو-دي حتى عادت إلى المنزل .
‘آه ، أنا نعسانة …’
هل كان هذا لأن صوت قلبه كان مثل التهويدة ؟
سقطَ جفنيها و نامت .
سرعان ما نامت آستر .
“ماذا ؟ نائمة ؟”
ضحكَ چو-دي عندما سمعَ صوت أنفاسها على مؤخرة عنقه .
مشى بحذر حتى لا تستيقظ آستر و لم يهتز قدر المستطاع .
شعرَ و كأنه أخ حقيقي .
‘في المستقبل ، سيكون وعدي مع آستر أنها ستكون الرقم واحد وهي اولويتي القصوى بدون شرط او قيد.’
سارت دوروثي و الحراس و راء چو-دي ، حتى أن احد الحراس قد مسحَ دموعه بمنديل و قال أن السيد قد كبر .
هابي ، الذي لم يغادر جانب آستر منذ ذلكَ الوقت ، كان هناكَ ايضاً . لقد كان يعلم أن آستر نائمة ، بذا سار بجانب چو-دي بهدوء و دون نباح .
و بحلول ذلكَ الوقت .. لقد وصلو إلى المنزل ،
تأمل چو-دي نفسه في الماضي حيثُ كان يهرب من التدريب بشكل روتيني .
‘آه ، يجب أن أتدرب بجدية أكبر .’
كانت آستر التي كانت خفيفة كالريشة في البداية تزداد ثقلاً كالقطن المنقوع في الماء .
لقد كان چو-دي يعرف كم أن آستر نحيفة جداً .
كان من السخف أن تكون تلكَ هي القوة الجسدية الوحيدة التي يمتلكها .
“هيك….هيك….”
“سيدي ، هل تريد مني حملها بدلاً عنك؟”
“يكفي . هذه أختي .”
ضغطَ چو-دي على أسنانه و تعهد على عدم تخطي التدريب البدني مرة أخرى أبداً .
***
في النهاية ، لم يضع چو-دي آستر على الأرض حتى وصلَ إلى الغرفة .
بفضل ذلكَ ، تألم ذراعه كما لو كان سيُكسر .. لكنه لم يكن يشعر بالفخر بعد ان وضعها على سريرها .
“اوه ، حقاً . أنا مُتعب جداً.”
قال چو-دي هذا و هو يمسح العرق من على عنقه بمنشفة .
“لكن ، الا توجد مشكلة في النوم بهذا الشكل؟”
“ربما كانت متعبة؟”
نظرَ چو-دي إلى آستر بنظرة جادة .
لقد كانت نائمة بعمق لدرجة أنه بالكاد كان يسمع صوت أنفاسها .
كان من الغريب أنه لم يكن هناكَ أى حركة أثناء وضعها على السرير .
وضعَ چو-دي إصبعه على عنق آستر .
لقد كانت بالتأكيد تتنفس .
“من الأفضل الإتصال بالطبيب في الصباح.”
في هذا الوقت تسلل دينيس إلى الغرفة .
كان من الغريب أنه لم يستطع رؤية چو-دي طوال اليوم ، فـخرجَ لـرؤيته ، لكنه رآى آستر على ظهره .
و عبس عندما رآى آستر تنام بصوت خافت .
“ماذا يحدث هنا ؟”
“ليس عليكَ أن تعرف .”
لوح چو-دي بيده و سحب كرسي بجانب سرير آستر .
“إن لم تتحدث بسرعة ، سأخبر والدي .”
حدقَ چو-دي في دينيس .
إبتسم دينيس بلطف وهز كتفيه .
“..قررتُ مقابلتها في حديقة هابيل اليوم ، لكنني نسيتُ أن أذهب إلى هناك . لكن تلكَ الحمقاء ظلت تنتظرني لأكثر من ثلاث ساعات .”
“إذاً ، أنتَ السبب.”
سد چو-دي أذنيه بسبب خطاب دينيس الدقيق .
“لا ، إنه ليس بسببي …. ، لا .”
لقد كان بالفعل يشعر بالذنب ، لكنه شعرَ بالديق عندما تمت الإشارة إليه .
القى چو-دي اللوم على دينيس بشكل عنيف لا داع له .
“هاي ، أنتَ لم تبحث عنها حتى عندما لم تكن في المنزل ؟ لماذا لا تهتم بأختكَ ؟”
“أنا لستُ متفرغاً مثلكَ ، أنا مشغول بالعمل.”
لكن هذا لم يفلح مع دينيس .
في الواقع ، لقد كان عالقاً في المكتبة طوال الوقت .
في الواقع ، كان چو-دي يعلم جيداً أن دينيس ليس لديه وقت فراغ في جدوله الزمني . لذلكَ أغلقَ فمه .
“اوه؟”
حاول دينيس أن يُضايق چو-دي أكثر ، لكنه فوجئ ببعض الضجيج ووجهَ نظره إلى آستر .
“آهه…”
لم تستيقظ ، لكن صوت الألم تسرب عبر فمها المغلق بإحكام .
بدا وجهها الأبيض المتعب شاحباً و متألماً .
“ماذا أفعل ؟ هل اوقظها؟”
“لقد كانت ترتجف . لكنها لا يمكنها النهوض .”
سحبَ البطانية حتى عنقها قائلاً «لابدَ أن الجو بارد.» لكن حالة بشرتها ساءت .
هدأ جسدها و لكن يدها لازالت ترتجف .
عند رؤيتها ، تحركَ چو-دي ودينيس في وقت واحد تقريباً .
أمسكَ الإثنان بأيدي آستر الواحد تلو الآخر .
إستعادت آستر الإستقرار و هي تمسك بيديهم بقوة و الآن هي لا ترتجف .
تنفس چو-دي و دينيس بإرتياح .
“هل لديها حلم سيئ؟”
“نعم . يبدو الأمر مؤلماً .”
سأل دينيس فجأة وهو يحدق في آستر .
“چو-دي.”
“ماذا؟”
“ما شعورك بوجود أخت صغيرة؟”
رمش چو-دي عينه لأنه كان سؤالاً لم يفكر فيه .
“بصراحة ، لا أعرف بعد.”
لم يترك چو-دي يد آستر ابداً رغم أنه قال أنه لم يعجبه .
ضحكَ دينيس على ما رآه أمامه .
“ماذا ؟ هل الإعتناء بأختكَ الصغيرة لا يناسبك ؟”
“متى قلتُ أنني إعتنيتُ بها ؟ أنتَ غريب جداً .”
بغض النظر عن مدى صعوبة التظاهر ، لم يستطع خداع دينيس .
‘هذا غير متوقع.’
كان چو-دي ، الذي يكون في العادة لا يؤمن بالناس و متيقظاً ، منفتحاً تجاه آستر .
ضحكَ دينيس بشكل غريب وهو يفكر إن غيرت آستر چو-دي.
“يبدو أنها تُعجبكَ كثيراً .”
“ليس كذلك!”
“اوه ، لقد أصبحَ تنفسها أسهل قليلاً الآن.”
عندما قال دينيس هذا ، إستدار چو-دي بسرعة و نظرَ إلى آستر .
ببساطة لقد نظرَ إلى آستر و قال «حقاً ؟»
كان هناكَ شعور ضعيف و لكن حنون في هذه العيون .
“سيد چو-دي.”
ثم قالت دوروثي وهي تسعل بهدوء .
“لدىّ شئ لأخبركَ به .”
نظرَ چو-دي إلى تعبيرها الجاد و تبعها إلى الخارج بوجه جاد .
“لماذا؟”
“في الواقع ، زار السيد سيباستيان حديقة هاربيل في وقت سابق.”
يتبع…
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل "16"