بينما كنتُ أسير بقوة توجهتُ غرباً ، ظهرَ طريق شديد الإنحدار . عندما صعدتُ إلى التل ، إنقسم الطريق إلى قسمين .
لحسن الحظ ، كانت هناكَ علامة هذه المرة .
على اليمين مكتوب «حديقة هابيل» . لذا عندما قرأتُ ما هو مكتوب سرتُ إلى النهاية و أنا أدوس على التربة .
إصطفت الأشجار على جانبي الطريق ، و شوهد عشب أخضر و أزهار ملونة .
“جميلة ، صحيح ؟ هابيل هو إسم بُـستاني و قد فاز بأرقى جائزة في الإمبراطورية . الآن هو بُستاني في الدوقية الكُبرى .”
اومأت آستر برأسها وهي تستمع إلى تفسير دوروثي .
كما كانت المناظر الطبيعية للحديقة جميلة جداً . لقد كانت الحديقة كبيرة جداً لدرجة أنها لم تستطع رؤية نهايتها حتى عندما وقفت على أطراف أصابعها .
لقد وجدت آستر شيئاً غير عادي عندما كانت تنظر حولها .
كانت الفريزيا الصفراء عالقة على العشب ، و بدا و كأن هناكَ شيئاً مرسوماً بتلكَ الزهرة . سألت آستر لأن هذا بدى فريداً من نوعه .
“ما هذا؟”
“هل لاحظتِ ؟ أنه شعار العائلة . إن نظرتِ إلى الأسفل من مكان مرتفع يُمكنكِ أن تريه بشكل أفضل .”
ما مقدار الجهد و المال الذي إستغرقته إنشاء مثل تلكَ الحديقة الضخمة ؟ نظرت آستر إلى مكان آخر في الحديقة وهي تفتح فمها .
لقد كانت آستر دائماً ما تحبُ الزهور حتى أثناء وجودها في المعبد . عندما تكون بالقرب من الأزهار ، تشعر و كأنها على قيدِ الحياة .
أثناء المشي بسعادة ، وجدت عدداً كبيراً من الأشخاص . لقد كانت تماثيلاً جصية منحوتة بدقة تنفثُ المياه ، و لقد كانت تبدو و كأنها ستُبعث للحياة في أي وقت .
“واو ، تبدو و كأنها شخص حقيقي!”
بينما كانت آستر مشغولة بالنظر إلى الحديقة ، تسلق صبي التل و جاء إلى حديقة هابيل .
لقد كان طفلاً بشعر أسود و بشرة شاحبة .
و مع ذلكَ ، كان جسده كبيراً جداً مقارنة بطولة لدركة أن الأرض كانت تهتز كلها سار عليها . كان العرق يتدفق من جبهته رغم أنه لم يمشي كثيراً .
“إن هذا يقتلني ، لماذا دعوتني إلى مثل هذا المكان؟”
لقد بدى وجهه غاضباً .
لمعت عيناه عندما رآى آستر .
‘جيا؟’
تألقت تلكَ العيون التي كانت موجود في هذا الجسد .
عندما نظرَ إليها ، إقتربَ منها بسرعة لدرجة أنها أصبحت تتسائل كيف أصبحَ سريعاً لهذه الدرجة .
فوجئت دوروثي ، حيثُ شاهدتهُ في وقت متأخر و أخبرت آستر .
“سيدتي ، هذا…”
“شوو.”
ولكن قبل أن تنتهي دوروثي من الكلام ، وصلَ الصبي ووضع يده بالقرب من فمها حتى تصمت .
حالما جاء الطفل ، عقد ذراعيه و نظر إلى آستر من أعلى لأسفل . نظرت إليه آستر نظرة غير سارة و فامت برفع حذرها .
لقد شعرت آستر أنه لم يكن شخصاً ودوداً .
“هل أنتِ شقيقة چو-دي؟”
“من تكون؟”
لقد كان يشبه النبلاء بالنظر إلى ملابسه ، لكنه كان أول شخص تراه خارج القلعة .
نظراً لأنه لم يتم تقديمه لها ، لا يبدو عضواً من عائلة الدوق الأكبر .
على الرغم من أن آستر كانت حذرة للغاية ، أمسكَ الصبي آستر من كتفها و أدارها .
بـدهشة ، حاولت آستر أن تزيل يده من عليها لكنها لم تستطع بسبب قوته .
“يا الهي ، ما مدى إلحاحه بالحصول على أخت بسرعة لدرجة أنه يتخذ تلكَ كأخت صغرى ؟ يبدو أن كبريائه قد تضرر حقاً .”
لقد كان هذا يبدو كـإستهزاء ، لكن آستر لم تهتم به .
“سيد سيباستيان ، لا تفعل هذا !!”
لم تستطع دوروثي فعل الكثير ، لكنها حركت قدميها قليلاً .
كان من المفترض أن تحمي آستر ، لكن والد سيباستيان هو الدوق ويسل ، لن تتمكن دوروثي الخادمة من ايقافه .
‘إذا أنه سيباستيان.’
توقفت آستر بسبب هذا الإسم المألوف .
إذا كان سيباستيان ، فهذا هو إسم الشخص الذي من المفترض عليها مقابلته برفقة چو-دي اليوم .
“هاي ، إن ذراعكُ نحيفة للغاية .. لا يوجد مكان لأمسكَ به.”
حركَ ذراع آستر ثم قام برميه بعيداً .
كانت علامات أصابعه على يد آستر .
“كم من المال دفعو لكِ ؟ سأعطيكِ الضعف لذا أخبريني.”
“…”
كانت تريد ان تقول «لا» لكن شفتاها عجزا عن الحراك .
لقد كانت تعلم أن هذا المكان لم يكن المعبد ، لكن خوفها من أن يتم سحبها إلى السجن مرة أخرى قد إجتاحها .
نظرة سيباستيان المحتقرة ، النظرة التي تنظر إليها كما لو أنها حشرة ، لقد كانت دائماً هكذا عندما كانت في المعبد .
“هاهاها . أنظرو إليها ، هل أنتِ خائفة ؟ هاه؟”
ضحكَ سيباستيان بصوت عال عندما رآى أن آستر كانت خائفة .
[يتيمة بلا أبوين . قذرة . لا يُمكنكَ اللعب مع طفلة مثل تلكَ لأنها قد تكون مصابة بمرض معدي . لا تتحدث معها .]
رنت تلكَ الكلمات التي سمعتها في المعبد من الناس في رأس آستر .
عندما أصبحت بشرة آستر شاحبة ، شدت دوروثي يد آستر و تقدمت أمامها .
لقد كان عملاً يتطلب شجاعة هائلة بالنسبة لخادمة .
“سـ.. إن واصلتَ قول مثل تلكَ الكلمات إلى سيدتي ، سيد سيباستيان فلن يكون لدىّ خيار إلا إخبار جلالته.”
نظرَ سيباستيان إلى دوروثي كما لو كان منزعجاً .
و مع ذلكَ ، منذ ظهور إسم الدوق الأكبر ، كان على سيباستيان توخي الحذر .
عبس سيباستيان و صافح يديه .
“أنتِ سيدة ؟ هل تقصدين أنكِ حقاً طفلة من عائلة تريزيان ؟”
“نعم ، هذا صحيح!”
كان سيباستيان محترماً و نظرَ إلى آستر .
من الواضح أنه كان يعتقد أن چو-دي كان يكذب ، لكن بدى الأمر حقيقياً .
لكن تلكَ الفتاة الخائفة التي لم تستطع الرد بدت بعة كل البعد عن كونها من عائلة تريزيان .
“هاه ، لقد إعتقدتُ أنه كان يكذب.”
لم يعتذر سيباستيان على وجه التحديد .
كان ذلكَ لأنه نظرَ إلى عين آستر و شعرها و أدركَ أنها لم تكن من دم نقي .
السمة المميزة التي يعرفها الجميع لـعائلة تريزيان هي العيون الخضراء الداكنة .
سيباستيان الذي كان يقدر النسب ، لقد كانت آستر مضحكة بالنسبة له . حتى لو لم يكن يعرف من أين تم إحضارها ، إعتقد أنه لا بأس إن قام بتجاهلها لأنها لم تكن من دم نقي .
“بـصراحة ، من أين أحضروكِ ؟ هذه الطفلة لا يُمكن مقارنتها بأختي . أنتِ لستِ من دماء نقية هذا يجعلني أشعر بالسوء.”
“سيدي!!”
“هل أنتِ مجنونة ؟ هل تجرؤين على الصراخ في وجهي ؟”
صرخت دوروثي عندما سمعت تلكَ الكلمات بصوت عال و صرخ سيباستيان .
لقد كان صوته عالياً و كان يرن .
“أنا فقط أتحدث مع نفسي ، لذا أخبري الدوق الأكبر فقط . أنا أتذكر وجهكِ بوضوح و لن أدعكِ تذهبين.”
هدد سيباستيان دوروثي و غادر بإبتسامة .
لقد كان متحمساً جداً لسدادها بهذه الطريقة لأنه كانت يتأذى عادةً من چو-دي .
حاولت دوروثي إسترضاء آستر و شتم سيباستيان الذي رحل .
“سيدتي ، فقط لا تأخذي بكلماته.”
“نعم ، أنتِ محقة.”
ضحكت آستر بصعوبة .
السبب الذي جعلَ كلمات سيباستيان عالقة في قلب آستر هو أنه لم يقل شيئاً خاطئاً . لقد كان الأمرُ واضحاً لذا عرفته آستر .
لكنها كانت غاضبة لأنها لم تستطع الرد عليه بكلمة واحدة حتى .
قررت التغير ، و لكنها لازالت تصدم بالنبلاء .
توقفت آستر عن المشي و جلست على المقعد . أنزلت السلة و عانقت ركبتيها ببطء .
“سآخذ إستراحة.”
دفنت وجهها في ركبتيها و أغلقت عينيها ، لم ترغب في التفكير في أي شيئ .
كم من الوقت مضى ؟
أرخت يديها التي كانت تسمك ركبتيها و فجأة شعرت بإحساس رطب و ناعم على أصابعها .
‘ما هذا؟’
ذُهلت آستر و رفعت رأسها ، وجدت أعين سوداء تنظر إليها .
“جرو؟”
“يهلث.”
كان جرو بني الشعر قام بلعق يد آستر .
على الرغم من أنه كان نصف حجم آستر «اكبر منها بالنصف» إلا أنه كان لطيفاً جداً ، يُلوح بذيله و يُظهر سحره .
“هل ترينه للمرة الأولى ؟ أنه الكلب الذي يربيه السيد چو-دي.”
“ما اسمه؟”
“هابي.”
ضرب هابي أنفه في السلة التي احضرتها آستر .
حتى أنه خشدها بيده وهو يلهث و كأنه يطلب منها أن تفتحها .
“هل تريد أن تأكل هذا؟”
“ووف.”
ضحكت آستر عندما رأته يتذمر و يتوسل .
لقد أحضرت البسكويت لتقوم بمشاركته مع چو-دي ، لكنها لم تتوقع مشاركته مع الكلب .
“كان من الجيد أنني أحضرتها.”
ما هذا ؟ لقد كانت سعيدة لأنها وجدت أحداً يمكنها المشاركة معه .
آستر التي كانت تحاول تقطيع البسكويت إلى قطع صغيرة ، توقفت فجأة متسائلة عما إن كان الجرو يستطيع أكلها .
“دوروثي ، هل يُمكنني إعطاء البسكويت إلى الكلب؟”
“الن يكون الأمر بخير؟”
همم ، كانت آستر تفكر ، لكنها لم تكن تعلم لذا لم قرؤت إعطائه القليل .
لقد كان هابي يلوح ذيله طواله الوقت متحمساً لأكل البسكويت .
ثم جلس بجانب آستر ليريها بأنه قد أحبها .
حتى أنه لمسها لأنها قدمت له الطعام.
“لطيف.”
عانقت آستر الجرو بسعادة و لمست فروه الناعم بقدر ما تشاه .
و من المثير للإهتمام أن آستر كانت سعيدة بالحيوانات الأليفة . لقد جعلها تشعر بشعور أفضل .
“سيدتي ، لا أعرف متى سيكون السيد چو-دي هنا ، لذا سيكون من الأفضل العودة إلى المنزل.”
“أنا لا أنتظر ، أنا فقط أحب التواجد هنا.”
إبتسمت آستر لدوروثي التي كانت قلقة عليها .
نظرت آستر إلى السماء بينما كانت مُـمسكة بيدي هابي .
كانت الشمس لا تزال ساطعة و النهار مازال ساطعاً لذلكَ أرادت الجلوس في الحديقة أطول قليلاً .
لم يكن فقط لمجرد أنها كانت تنتظر چو-دي ، ولكن فقط لأن اليوم كان جيداً . هذا كل شيئ .
***
“آه ، ياله من إزعاج .. لقد مشيتُ كل تلكَ المسافة عبثاً.”
قام چو-دي بحك شعره .
اليوم قام بالذهاب إلى دار المزاد بعدما سمع بشأن تاجر ما .
لقد كانو يقولون أن هناكَ طائر ناطق سوف يظهر ، لكن في النهاية لم يظهر .
لقد إنتظر طوال الوقت عبثاً ، لذلكَ شعرَ بالجوع الشديد . بعدما حضرَ المرافق مع سيارة بحصان تذكرَ چو-دي وعده مع آستر في وقتٍ متأخر .
“إنتظر ، إدوارد .. كم الساعة الآن؟”
“إنها 5:20.”
“لقد تأخر الوقت .”
لقد بدى الوقت متأخراً ، لقد أرسل چو-دي ملاحظة و نسى الأمر تماماً .
لقد قام بحك رأسه بإنزعاج لأنه لم يكن يريد أن يرتكب خطأ ، لكنه إعتقدت أنها ليست مشكلة كبيرة .
“حسناً ، لابدَ أنها لن تنتظر حتى الآن.”
يُمكنه الإعتذار عندما يلتقي بها .
قبل وصول چو-دي إلى القلعة ، توقف عند متجر الألعاب و قام بشراء دمية أرنب .
بدلاً من أن يكون آسفاً ، إشترى دمية أرنب لأنها بدت كـآستر .
“كيف كان حالك؟”
“نعم ، اين آستر .”
بعد دخول القصر ، سأل چو-دي الخادم الشخصي الذي قام بإستقباله .
ولكن بعد كلمات چو-دي ، برز تعبير الخادم الشخصي .
“ألستَ هنا بعد لقاء الآنسة؟”
“ماذا؟”
چو-دي الذي كان يمدد جسده ، توقف .
أدركَ أن رد فعل كبير الخدم كان غريباً ، لذا أصابه القلق.
“خرجت السيدة لمقابلة السيد ، لذا هي لم تعد حتى الآن.”
“مستحيل…”
هل مازالت تنتظر؟
أسقطَ چو-دي دمية الأرنب التي كان يحملها في يده لم يستطع التفكير في إلتقاطه مرة أخرى .
لقد كانت نهاية الصيف ، لذا كان الظلام في الخارج بالفعل .
كانت السماء مليئة باللون الأحمر الذي نتجَ عن غروب الشمس .
‘كان من المفترض أن نلتقي في الساعة الثانية.’
أنكر چو-دي أنها كانت تنتظر حتى ذلكَ الحين لكنه واصل الجري ، كان حلقه جافاً لأنه جرى بدون توقف و كان يلهث.
“هااه هاااه هااااه.”
وقفَ چو-دي على ركبتيه بعد أن وصل إلى حديقة هابيل .
كان عليه أن يخفض ظهره و يلتقط أنفاسه لبعض الوقت .
كان ذلكَ قبل غروب الشمس تماماً بفضل جريه بسرعة . بعد أن إلتقطَ نفساً قصيراً ، ركض مرة أخرى ووجدَ آستر في الحديقة .
“هاي ! آستر ، أين أنتِ بحق الجحيم؟”
بعد الركض وجد آستر .
جلست آستر ملتفة على المقعد أمام النافورة . يمكنه أن يعرف على الفور من الشريط الذي كان فوق رأسها .
عندما رآى چو-دي وجهها شعرَ بالذنب .
يتبع …
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل "15"