إستيقظت آستر من نومها عندما عبرت الشمس من خلال النافذة .
“ضوء.”
سارت عبر طول الطريق ، و كانت عيناها نصف مغلقة .
كانت الغرفة المشرقة المليئة بأشعة الشمس غير مألوفة ، لذا نظرت من النافذة بهدوء .
هل كان السبب أنها تركت المعبد ؟ لم تحلم الليلة الماضية . و لم تكن تعلم إلى متى سوف يستمر هذا الصباح المشرق .
بينما كانت آستر تتمدد ، سقطت البطانية على الأرض .
لم يكن السرير هو المكان الذي نامت عليه آستر .
عادتها من المعبد لم تختلف ، لذا سرعان ما نامت على الأرض بدون مشاكل .
عندما جلست القرفصاء و جسدها كان ملتصقاً بالأرض ، أدركت أنها لم تكن في السجن .
هذه الطريقة الوحيدة التي تستطيع بها النوم .
‘لـقد نمتُ بشكل جيد جداً منذ فترة طويلة.’
مدت آستر يدها إلى أشعة الشمس بهدوء .
حدقت في ضوء الشمس الشفاف و الدافئ الذي يتسرب إلى راحة يدها .
هذه اللحظة الهادئة ، لقد شعرت أن الأمر غريب في حياتها .
كم ستستمر ؟
دق دق ، لقد كان هناكَ طرق على الباب .
لقد كانت خادمة جاءت لتوقظ آستر لتتناول الإفطار .
“سيدتي ، هل أنتِ مُستيقظة ؟”
“آه ، لحظة واحدة.”
قفزت آستر فجأة و أمسكت بالبطانية و ذهبت إلى السرير بسرعة .
لا تريد أن يتم الإمساك بها ابداً تنام على الأرص و تترك السرير .
لأنها كانت تعرف أكثر من أي شخص أنها سوف تتعرض للهجوم إن أظهرت نقاط ضعف .
بعد فترة ، فتحت آستر الباب عندما نظفت غرفتها .
دوروثي ، التي كانت تنتظر أمام الباب إبتسمت لآستر بإشراق .
“هل نمتِ براحة يا آنسة؟”
“أجل ، لقد نمتُ جيداً.”
عند إجابة آستر ، عبست دوروثي و هزت رأسها .
“آنستي ، مرة أخرى . لقت اخبرتكِ أن تتحدثي معي بشكل مريح.”
“آه ، آسفة .. لازلتُ محرجة .”
شعرت آستر بالحرج عندما تحدثت . لظ تفعل ذلكَ من قبل أبداً ، لذا قد تحدثت بأدب بدون أن تدرك .
“سوف تعتادين على ذلكَ .”
كانت دوروثي خادمة قدمها دي هين إلى آستر ، و سرعان ما أظهرت شخصيتها القوية و المُشرقة .
لم تقل أي شئ عديم الفائدة ، و كانت لطيفة تجاه آستر ايضاً.
و مع ذلكَ ، كانت آستر التي إعتادت إلى أن تكون بمفردها غير مرتاحة مع وجود خادمة .
الأمر كله أنها كانت يجب أن تقوم بكل شئ بنفسها .
و مع ذلكَ ، لم تستطع آستر مساعدة نفسها أثناء وجودها هنا ، لذلكَ قررت آستر أن تعتادَ على الأمر .
“شكراً لكِ.”
غسلت آستر وجهها و إرتدت ملابسها بـمساعدة دوروثي .
لقد بدت أنيقة جداً بعد الإستحمام و التنظيف في اليوم الماضي .
خلعت البيجاما و إرتدت ثوباً ، صفقت دوروثي بيديها كما لو كانت قد تذكرت شيئاً ما .
فأخذت آستر إلى الغرفة .
“آنستي ، هل يُمكنكِ الجلوس هنا لمدة دقيقة ؟”
قالت دوروثي لآستر بأن تجلس على كرسي ، ثم قامت دوروثي بتمشيط شعر آستر المتموج الواحدة تلو الآخرى .
“هل يـُمكنني لمسكِ؟”
“أجل.”
أدارت يد دوروثي رأس آستر عدة مرات .
رفعت شعرها عالياً كـذيل حصان .
و ربطت شعرها بشريط أحمر ، وهكذا قد إنتهت .
صاحت آستر و لمست الشريط .
“إن دوروثي جيدة جداً في هذا.”
“لدىّ ثلاث شقيقات أصغر مني . أرجوكِ إفعلي هذا و إفعلي ذاك و لقد احدثن ضجة كبيرة . و لقد ربطتُ شعرهن و كان الأمر قاسياً .”
إبتسمت دوروثي و هي تضع الزيت على شعر آستر .
لم تكره آستر تسريحة الشعر التي كانت تقوم بها دوروثي لها .
بعد الإنتهاء ، نزلت على الدرج الحلزوني ووصلت إلى الطابق الأول .
بعد السير في الممرات و الإنعطاف عدة مرات كان هناكَ مكان للأكل على اليمين .
توقفت آستر عند المدخل .
‘مكاني هو الوحيد الغير موجود.’
تم وضع أدوات المائدة على الطاولة لثلاث أشخاص فقط و لقد كانت الطاولة فارغة لعدم وصول أحد بعد .
برؤية ذلكَ ، لم تستطع الدخول .
عندما وقفت و رأت ذلكَ ، خمد شعورها بالحماس للحظة لسببٍ ما .
أدركت آستر وضعها و أصبحت حزينة .
‘ما الذي توقعته ؟ لستُ هنا للعب لعبة العائلة على أي حال .’
أجبرت آستر نفسها على كبح مشاعرها .
من المؤكد أنها يجب أن تموت قبل ان تظهر قوتها المقدسة .
فجأة شعرت بالغثيان و الدوار .
كانت يد آستر الصغيرة ممسكة بكتفها و كادت أن تسقط بسبب الدوار .
“ماذا انتِ بفاعلة بوقوفكِ هنا ؟”
لقد أكتشف چو-دي أن آستر جاءت قبله و قرر التسلسل لمفاجئتها .
لكن آستر كان تعبيرها جاداً ، لذا توقفَ عن المزاح .
وقفَ چو-ي يُشاهد و حدقَ بشكل مستقيم عما كانت تنظر إليه آستر . نظراً لأن طولهما كان متشابهاً . لم يكن مجال الرؤية مختلف تماماً .
ما لفت نظره هو أدوات المائدة الثلاثة الموجودة علر الطاولة .
“حمقاء . مقعدكِ لم يتم تحديده بعد ، لذا لم يتم تجهيزه.”
چو-دي الذي لاحظَ ما تهتم به آستر ، نقر برفق على ظهر آستر .
“لا ، إنتظري …”
دخلت آستر إلى الغرفة .
“اوه ! أنتِ هنا بالفعل ؟”
“مرحباً سيدي الشاب ، مرحباً آنستي .”
عثرت الخادمات على الإثنان في الغرفة و حيوهما بهدوء .
لقد كانت نظرة أكثر دفئاً مما توقعت آستر .
من الخارج ، لقد شعرت أنها مرفوضة .. لكن عندما دخلت ، أدركت أن الأمر لم يكن كذلكَ .
لم يكن هناكَ نظرات إزدراء ، و لم يكن هناكَ لمحة من التجاهل .
لقد كانت جميع عيونهم مصممة على الترحيب بي بشكل جيد جداً .
‘هل هذه هي القوة؟’
على الرغم من أنها كانت إسمية فقط ، فلـقد تم تبينها من قـِبل الدوق الأكبر .
لقد عاشت طوال حياتها في حالة من الرفض و التجاهل ، لكن في هذا المكان هي مُرحب بها .
لقد كان هناكَ إختلاف في الهوية ، لذا كانت مُحرجة .
و مع ذلكَ ، من ناحية أخرى .. لقد أحبت هذا الدفء .
“هذا هو مقعدي ، و هذا مقعد والدي .. إن كان لا بأس معكِ إجلسي بجواري .”
چو-دي الذي جلسَ على مقعده اولاً ، نقرَ على المقعد المجاور له .
جلست آستر التي لم يكن لها مقعد على أي حال ، بجوار چو-دي .
“لكنكِ نحيفة جداً . لديكِ عظام فقط ؟ هل كنتِ تأكلين حتى ؟”
ضحكَ چو-دي بمزاح .
ضحكت آستر ايضاً لأن الإجابة كانت غامضة .
في المعبد ، لقد تم تقديم كمية قليلة جداً للمرشحين بسبي التدريبات .
وعندما كانت في السجن كل ما إستطاعت تناوله هو السوائل .
لقد تم إطعامها بما يكفي حتى لا تموت ، لذلكَ لم يكن لديها الكثير من الذكريات عن الطعام .
عندما هزت آستر رأسها للتخلص من ذكرياتها المؤلمة ، شعرت بهالة شخص غريب .
تحولت نظرة آستر إلى الباب من تلقاء نفسها .
“آه!”
أخيرةً دخل الصبي إلى الغرفة .
لقد تمكنت آستر من التعرف عليه و لاحظت أنه الشقيق التوأم دينيس بسبب وجهه الذي يشبه چو-دي .
نهضت آستر من مقعدها بسرعة .
لقد كانت المرة الأولى التي تقابل فيها دينيس هنا .
“مرحباً.”
“أجل.”
عندما أحنت آستر رأسها اومأ لها بخفة .
لقد كان رد فعل مفاجئ بالنسبة لشخص أصبح لديه اخت بشكل مفاجئ .
‘الجو مختلف تماماً.’
إستغرقت آستر فترة لتلخص إنطباعها برؤية دينيس .
اولاً ، لقد كان أطول من چو-دي .
كانت عيونه حادة و انفه ، لكن الجو كان مختلفاً تماماً .
على عكسِ چو-دي الذي كان لديه قصة شعر قصيرة ، لقد كان شعره أطول .
ولقد كان يرتدي النظارات الرفيعة ذات الحواف الفضية .. يُـعطي هذا شعوراً يالذكاء حتى لو كان صغيراً .
“أنا آستر.”
“نعم . و لكن إنتظري لحظة.”
حيتهُ آستر التي كانت متوترة بحذر و سار دينيس يشكل مستقيم و جلس في مكانه من دون أن ينظر إليها حتى ولو لمرة واحدة .
“لا بدَ لي من شُرب الماء في الصباح.”
ثم تحدث بطريقة ما و رقع الكأس من على الطاولة .
لقد كانت حركته حساسة و حكيمة كـشخص لديه مهمة عليه إنجازها .
عندما رفع دينيس الكأس ، ملأت الخادمة كوبه بإستعمال الغلاية .
كانت النهاية عبارة عن اوراق اكليل الجبل .
“شكراً لكِ.”
بدأ دينيس بشرب الماء بحذر .
على الرغم من أن الخادمة سكبت له الكثير قام بإنهائه كله .
كان الذهاب إلى غرفة الطعام في الصباح و شرب الماء هو الروتين الأول لـدينيس .
كان ايضاً أمراً مهماً للغاية بالنسبة له ، الذي كان عليه التحرك دائماً وفقاً للخطة للحصول على وقتٍ مناسب للعمل .
وضع دينيس الكوب أخيراً في مكانه و مسح فمه بمنديل .
و قال بشكل طبيعي و غرته تغطي عينيه .
“عليكِ أن تشربي الماء في الصباح حتى تصبح صحة جسدكِ جيدة . لماذا لا تعتادين على هذه العادة ايضاً ؟ چو-دي لا يستمع لي مهما قلت له .”
“…سـأفعل.”
نظرت آستر بعيداً و امأت برأسها .
“حسنـاً.”
حدق دينيس و قدم لآستر كوباً آخر من الماء .
“اوه حقاً ، لقد أصبحت محرجة من جديد . آستر ليس عليكِ شربُ هذا !”
“لا توقفها . اليس من الجيد شربُ الماء في الصباح؟”
رفع چو-دي و دينيس أصواتهما و بدأ الشِـجار .
فكرت آستر في الأمر للحظة و شربت كل الماء الذي اعطاه بها دينيس .
انا لا أعلم ما هذا ، لكن شرب الماء ليس بهذه الصعوبة .
لاحظ دينيس أن آستر كان تشبك يديها معاً .
‘لقد أحضر أبي أختاً صغرى لنا بالفعل.’
يميل دي هين إلى الإستماع لما يقوله التوأم ، و لكن من غير المتوقع أنه قام بإحضار أخت صغرى بسرعة .
تألقت عيون دينيس التي كانت تُـحدق في آستر بفضول .
‘هل هي مميزة ؟’
الشخص الذي تم إحضاره من قـِبل والدي من غير المُمكن أن يكون عادياً .
كبرت رغبته في الإستكشاف و فتح فمه بشكل مفاجئ .
“آستر .”
“ماذا ؟”
أجابت آستر على الفور .
“ما الذي تُـجيدين فعله ؟”
أجيد فعله ؟
حركت آستر رأسها بسرعة . في حياتها السابقة لم تكن تتلقى شئ كـالثناء .
إنها مرشحة لمنصب القديسة ، و لكن بما أنها أقلُ شأناً .. فقد عملت ايضاً في المعبد .
كان من بين هذه الأعمال ، خياطة الأقمشة و إصلاح الملابس .
على الرغم من ضعف قوتها المقدسة ، إلا أن يدها كانت جيدة … لقد كانت واثقة من قدرتها على الخياطة .
“خياطة الملابس جيداً.”
“هل هذا صحيح ؟ هل يُـمكنكِ أن تُـريني في المرة القادمة ؟”
“كيف تُـخيط الملابس ؟”
إتسعت شفتا آستر مُحرجة من كلام دينيس الذي كان خارجاً عن نطاق السيطرة تماماً .
“لماذا تريد أن تتعلم ذلكَ ؟ هيا بنا لنقوم بعمل مبارزة بالسيف .”
قال چو-دي ذلكَ و بدى مُـنزعجاً و قال انه لا يستطيع أن يفهمه .
“أنا أكرهها لأنها طفولية.” «يقصد المبارزة»
غالياً ما كان هناكَ جدال بين چو-دي الذي كان دائماً شديد الغضب و بين دينيس الذي كان يتجاهل چو-دي تماماً .
يـُساء فهمهم بسبب كثرة شجارهم ، لكن هذه كان الطريقة التي يلعبون فيها .
كان هذان الإثنان أفضل الأصدقاء و أفضب أخوة ، في الواقع .. لم يكن بينهما من قبل شجار جاد .
‘هـل أوقفهما ؟’
آستر التي لم تكن تعرف ذلكَ وقعت في ورطة .
لحسن الحظ ، إنتهى الأمر بسرعة .
كان ذلكَ لأن دي هين وصل إلى غرفة الطعام في الوقت المُحدد تماماً .
“صباح الخير.”
قام دي هين ، الذي ظهر بـملابس مثالية في الصباح ، بالتواصل البصري مع أطفاله الثلاثة .
يتبع ….
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل "13"