Chapters
Comments
- 4 منذ يومين
- 3 منذ يومين
- 2 2025-07-24
- 1 2025-07-24
- 0 - المُقدمة 2025-07-24
مع بزوغ الصباح، زار ضيف منزل عائلة “ألفريد”. كان الوقت مبكرًا لدرجة أن الخدم بالكاد بدأوا يومهم. بينما كانت “أدورا” عائدة بعد إنهاء تمارينها الصباحية، ركض إليها “جون” ليبلغها بالخبر. وبسرعة، غسلت وجهها وبدلت ملابسها قبل التوجه إلى غرفة الاستقبال.
في غرفة الاستقبال، جلست عائلة مكونة من زوجين في منتصف العمر مع شاب بدا واضحًا أنهم عائلة واحدة.
قدموا تحيتهم لـ”أدورا” وبدأوا بتعريف أنفسهم وعائلاتهم، مظهرين اهتمامهم بالزواج منها. ولم يقتصر اهتمامهم على الكلمات فقط، بل قدموا هدايا باهظة تعبيرًا عن نواياهم.
واستمرت هذه الزيارات طوال اليوم.
سرعان ما أدركت “أدورا” أن هناك عائلات تُرسل رسائل طلب زواج عبر المراسلين، بينما تأتي عائلات أخرى بأنفسها للتعبير عن رغبتها بالزواج مباشرة.
أمضت “أدورا” أيامها مشغولة بين قراءة رسائل الزواج واستقبال الزوار. بدا الأمر وكأنه سباق بين العائلات لحجز موعد مبكر لزيارتها. ولم يتردد البعض في تقديم أي شخص مناسب من وجهة نظرهم دون اعتبار للفوارق العمرية أو غيرها. حتى أنها قابلت مرشحين كانوا أصغر منها بكثير.
ولإثارة إعجابها، كان الزوار دائمًا يأتون محملين بالهدايا، بدءًا من باقات الزهور الكبيرة إلى المجوهرات الثمينة، والتحف ذات المعاني الرمزية، وحتى أشياء مقدسة قادمة من بعيد. لكن عندما رفضت جميع الهدايا باستثناء الزهور، بدأ البعض بإحضار كميات ضخمة من الزهور وكأنهم اقتلعوا حديقة بأكملها لإرضائها.
بعد قضاء يوم آخر في استقبال الضيوف منذ الصباح الباكر، تمكنت “أدورا” أخيرًا من الحصول على بعض الوقت لنفسها. تمددت على أريكة مكتبها، لكنها وجدت أن رسائل الزواج لا تزال مكدسة على الطاولة أمامها.
أمسكت برسالة تفوح منها رائحة عطرة وتنهدت بعمق.
“متى سأتمكن من قراءة كل هذا…؟”
قال “جون” دون أن يرفع عينيه عن الرسائل:
“خذي قسطًا من الراحة. سأعتني بهذا.”
رغم كلماته، كان “جون” بالفعل يتولى قراءة الرسائل منذ البداية، مساعدًا “أدورا” التي كانت مشغولة باستقبال الزوار. بسبب سنواته الطويلة في الحروب، كان “جون” يعرف الكثير عن العائلات والنبلاء، وكان يقدم لها نصائح قيمة.
قال بينما يراجع إحدى الرسائل:
“بصراحة، معظم العائلات ليست سيئة.”
“حقًا؟”
لكن “أدورا” لم تكن مهتمة بالعائلات أو ثرواتها. بالنسبة لها، لم يكن لذلك أهمية، خاصة مع علمها بأنها لن تعيش طويلاً.
رمت الرسالة ذات الرائحة العطرة ونظرت إلى “جون”، الذي كان يقرأ الرسائل بدقة واهتمام. اتكأت على ذراع الأريكة، مسندة رأسها بيدها، وراحت تراقبه بصمت.
“ما رأيك يا جون؟ أي عائلة تبدو مناسبة؟”
“العائلة التي تفضلينها يا سيدتي هي الأفضل بالنسبة لي أيضًا.”
“لكن العائلة التي تختارها أنت ستكون الأفضل بالنسبة لي.”
“إذن، العائلة التي تفضلينها هي نفسها التي أراها الأفضل، يا سيدتي.”
ابتسمت “أدورا” بسعادة بينما يكرر “جون” كلماتها بطريقة حكيمة. كان “جون” الشخص الوحيد الذي بدا أنه يهتم حقًا بسعادتها في هذا العالم.
الرجل الذي كانت تراه صارمًا وبعيدًا عندما كانت صغيرة، لم يعد يمتلك نفس الملامح الشابة. السنوات التي قضاها كانت كافية لتحويله إلى شخص كالأب بالنسبة لها، يعوض غياب والديها.
نظرت “أدورا” إليه مطولًا، تتساءل كيف سيكون حاله عند رحيلها. ابتسمت بسخرية وهي تفكر في حزنه المحتمل.
“بالنسبة لي، لا يهم من يكون طالما كان التفاهم موجودًا.”
رد “جون”:
“التفاهم مهم، لكنه قرار مصيري. يجب أن تدرسي جميع العوامل، مثل الثروة، أو ربما لديك شخص معين في ذهنك؟”
أدورا تهز رأسها
“ليس لدي شخص معين في ذهني.”
“إذن، هل هناك أمر محدد تعتبرينه مهمًا في شريك حياتك؟”
“أمر مهم؟ دعني أفكر…”
لم تستطع أدورا التصريح بأنها تبحث عن شخص يمكنه حماية العائلة نيابة عنها. بدلاً من ذلك، تظاهرت بالتفكير واستلقت بكسل على الأريكة. كانت تجد نفسها مسترخية للغاية مع جون على عكس أيام تجوالها في ساحات القتال.
بينما كانت تستمتع بهذا الجو المريح وتتثاءب، بادرها جون بالسؤال مرة أخرى، وكأنه يصر على سماع رأيها الشخصي في الأمر.
توقفت للحظة قبل أن ترد بخفة:
“ربما النوم؟”
تذكرت زميلة متزوجة ذات يوم تقول لها إن التوافق في النوم هو أحد أهم العوامل للسعادة الزوجية. بل إن زميلاً آخر شاركها قصصًا عن الخلافات التي قد تنشأ إذا لم يكن هناك توافق في هذا الجانب. فتذكرت أدورا ذلك وأجابت دون تفكير.
لكن جون، الذي استدار لينظر إليها بجدية، أومأ برأسه موافقًا بكل صدق:
“هذا مهم جدًا أيضًا.”
ضحكت أدورا بخفة من الرد الجدي الذي لم تتوقعه، لكنها فجأة شعرت بالارتباك عندما أدركت أن جون قد يأخذ الأمر على محمل الجد، ربما يبحث عن شريك ماهر في هذا الجانب أيضًا! فقفزت من مكانها، متخلصة من شعور الإرهاق.
“في الواقع، سأساعدك في مراجعة الرسائل.”
“حقًا؟”
أومأت أدورا برأسها ومدت يدها لتلتقط إحدى الرسائل، ولسوء الحظ، كانت الرسالة ذات الرائحة العطرة التي تخلت عنها سابقًا.
رفعتها إلى أنفها مجددًا، وكانت الرائحة قوية وحلوة بشكل مزعج. كانت تلك الرائحة مألوفة، إذ إنها عطر شائع بين النساء الأرستقراطيات. رغم الجهد المبذول لاختيار العطر، إلا أنه لم يكن يناسب ذوقها.
عند قراءة محتوى الرسالة، وجدت الكلمات مزخرفة بشكل مبالغ فيه حتى شعرت بالصداع. وضعت الرسالة جانبًا وبدأت في قراءة أخرى، كانت أكثر ترتيبًا لكنها تحمل نفس المعنى. وهكذا قرأت عدة رسائل متشابهة.
بحلول الرسالة العاشرة، بدأت أدورا تشعر بالملل والضيق من هذه المراسلات المليئة بالتقاليد الأرستقراطية الجافة. تساءلت عما إذا كان من الأفضل التخلي عن فكرة الزواج بأكملها، لكن صوت طرق الباب قطع أفكارها.
فتح الباب ودخلت إحدى الخادمات، منحنية لتحيتها.
“ماذا هناك؟”
“الأمر هو… لدينا زائر.”
تنهدت أدورا بملل وعبّرت عن انزعاجها. لم تكن في حالة مزاجية لاستقبال المزيد من الضيوف. كانت تعتقد أن جدول زيارات اليوم قد انتهى، لكنها تذكرت أن البعض اعتاد القدوم دون موعد مسبق.
أشارت للخادمة بأن تعتذر للضيف، لكن الخادمة، بدلاً من المغادرة، ترددت وقالت بتلعثم:
“لكن… الأمر أن…”
عندما نظرت أدورا إليها مجددًا، لاحظت احمرار وجه الخادمة. شعرت بالفضول عما إذا كانت مريضة، لكن جون تقدم وسأل الخادمة عن هوية الزائر.
بعد محادثة قصيرة، التفت جون نحو أدورا وقال:
“أعتقد أن عليك رؤيته.”
بتنهيدة ضيق، نهضت أدورا من الأريكة وتبعت الخادمة إلى قاعة المدخل.
كانت القاعة مليئة بجميع أنواع الزهور التي يمكن تخيلها، وهي الهدايا التي جاءت مع رسائل الخطوبة. يبدو أن جون أمر بتزيين القاعة بها، مما جعلها أشبه بحديقة صغيرة.
في وسط ذلك المشهد، كان الزائر يقف.
كان المشهد أشبه بلوحة فنية، حيث أضاءت أشعة الشمس الفضية شعره الفضي اللامع الذي كان يتحرك بخفة. تحت حاجبيه الداكنين، كانت رموشه الطويلة الكثيفة تلمع بضوء الشمس، بينما كانت ملامحه الحادة وشفتيه الحمراء تكملان جماله الأخاذ. كان يرتدي معطفًا أسود أنيقًا ومطرزًا بخيوط ذهبية، وحمل عصا بقبضة فضية في يد طويلة ونحيلة.
كانت باقة من الورود تحتضن ذراعيه، مما أضاف إلى مظهره الجذاب.
عندما توقفت أدورا عن المشي، أدركت فجأة سبب احمرار وجه الخادمة. وبمجرد أن شعر الزائر بحضورها، رفع رأسه ببطء، وعندما التقت نظراتهما، تبدلت ملامحه المتجمدة إلى ابتسامة دافئة مشرقة.
قال بصوت عذب كغناء الطيور:
“السيدة أدورا ألفريد.”
أدورا، والزيارة المفاجئة
لأول مرة في حياتها، أدركت أدورا أن اسمها يمكن أن يُنطق بمثل هذه الرقة. كان صوته أشبه بشعاع من الضوء يغمرها بينما اقترب وجهه الذي بدا كأنه منحوتة مضيئة خطوة نحوها.
نظرت أدورا إلى الرجل المتقدم نحوها بنظرة متوترة، محاولة استيعاب هذا المشهد غير المتوقع.
“…سمو الأمير ليونيل؟”
سألت بصوت يحمل الشكوك، وكأنها لم تصدق ما ترى. لم يكن الأمر غريبًا؛ فالضيف غير المتوقع الذي زار منزل عائلة ألفريد دون موعد مسبق لم يكن سوى الأمير الرابع لمملكة جلوريوس.
ابتسم ليونيل ابتسامة عميقة ردًا على نطقها لاسمه.
“لقد مر وقت طويل.”
“نعم، سموك. سعيد برؤيتك مجددًا. أتمنى أن تكون بأفضل حال.”
انحنت أدورا أخيرًا بانحناءة عميقة، متأخرة لكنها مهذبة. ورغم التحية الرسمية، لم تستطع التخلص من إحساسها بالارتباك. سمعت ضحكة خفيفة تنساب من فوق رأسها.
“بيننا؟ لا حاجة لمثل هذه التحيات الرسمية. ارفعي رأسك.”
“بيننا؟ أي بين؟” فكرت أدورا بدهشة لكنها أطاعت، ورفعت رأسها. وما إن فعلت، حتى وجدت نفسها تحدق في وجه أشبه بتمثال من نور، جعلها تشعر وكأنها كانت تقف أمام حلم.
حاولت التحدث بهدوء لتخفي ارتباكها:
“سموك، ما الذي أتى بك إلى هنا؟”
لم تستطع تذكر أي موعد مسبق مع الأمير ليونيل. ومع ذلك، بدلاً من الإجابة، استمر ليونيل في التحديق إليها بصمت. كان الأمر مربكًا، ما جعل أدورا تشيح بنظرها قليلاً بعيدًا عن وجهه.
عمّ صمت ثقيل للحظة قصيرة، لكن أدورا لم تلاحظ غرابة الموقف على الفور، إذ كانت مشغولة بمحاولة تهدئة أفكارها المتضاربة. وعندما بدأت تستعيد هدوءها قليلاً، شعرت بشيء غريب، فنظرت إليه مجددًا.
وفور أن فعلت ذلك، رأته يحرّك شفتيه ببطء وكأنما كان ينتظر اللحظة المناسبة للتحدث:
“هل اخترتِ شريكًا بعد؟”
“عذرًا؟ عما تتحدث؟”
“سمعت أنك تبحثين عن شريك للزواج.”
شعرت أدورا بالحرج الشديد. بدا وكأن أخبار بحثها عن شريك أصبحت قصة يتداولها الجميع وكأنها حدث وطني. لكنها لم تستطع فهم لماذا اهتم الأمير الرابع شخصيًا بهذا الموضوع.
هزّت رأسها بسرعة وهي تقول:
“لا، لم أختر أحدًا بعد.”
ما إن قالت ذلك حتى ضحك ليونيل بصوت منخفض. كانت ضحكته صادقة، تعبر عن سعادة خالصة. ولم تكن تلك السعادة عادية، بل بدت كما لو أن عدم اختيارها لشريك كان أفضل خبر يسمعه طوال اليوم.
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات