كان العقد الذي أشارت إليه إليزيا في أسفل صندوق المجوهرات تمامًا.
عقد بسيط بلون ورديّ داكن، وُضع بعناية فوق وسادة من المخمل.
حدّقت في عقد التورمالين ، الذي بدا أقلّ بريقًا من باقي الجواهر ، و قالت: “أُفضّل أن أستلم هذا بدلًا من الياقوت، إن لم يكن في ذلك إزعاج لجلالتكِ”
“هممم … ما رأيكِ بأقراط الألماس هذه؟ أو ربّما يناسبك عقد الزمرد؟”
بدت الملكة متوترة، وكأنها تحاول إبعاد إليزيا عن التورمالين عبر اقتراح مجوهرات أكثر قيمة.
لكن إليزيا لم تنظر إلى سواها، وردّت بهدوء:
“إن كان ذلك مزعجًا، فسأقبل بأيّ جوهرة أخرى. فالهدايا تُؤخذ كما تُمنح، ولم أقصد إحراجكِ، صاحبة الجلالة، فلا تغضبي منّي.”
أنهت كلامها وابتسمت برقة.
حدّقت الإمبراطورة بها وبالعقد بحيرةٍ ظاهرة.
وبعد صمتٍ وتأملٍ طويل، رسمت الإمبراطورة أخيرًا ابتسامة مشرقة وقالت: “هل لي أن أعرف سبب اختياركِ لهذا العقد؟ التورمالين حجر نصف كريم، ولا يُعدّ ذا قيمة عالية. بإمكانكِ طلب شيء أكثر فخامة.”
أجابت إليزيا بأدب وهي تقترب من الصندوق:
“طلبت هذا العقد بدافع الجشع.”
ركّزت نظرها على العقد الموضوع في زاوية منفردة داخل الصندوق، وتابعت: “لقد وضعتِ الحجر الأقل قيمة في المكان الأكثر تميّزًا… لا بدّ أنّ له قيمة من نوعٍ آخر، لا تُقاس بالمال.”
توقّفت الملكة عن تحريك مروحتها، وتفكّرت في كلمات إليزيا بصمت.
ثمّ، بهدوء، ارتفعت زوايا شفتيها وهي تراقب إليزيا بعينين صامتتين.
أغلقت المروحة برشاقة و قالت:
“لقد اختار فرانز أميرة رائعة بحق. بإمكانكِ رؤية الجوهر الحقيقي للأشياء من النظرة الأولى.”
مدّت الإمبراطورة يدها نحو إليزيا.
ركعت إليزيا وأخذت يدها.
قادتها الإمبراطورة لتجلس إلى جانبها، وشرعت بالحديث بلطف: “أنتِ محقّة. هذا العقد بالتورمالين هو أغلى وأثمن جوهرة أملكها. لقد ورثته عن والدتي الراحلة”
“لم أكن أعلم ذلك. أرجو أن تسامحيني على وقاحتي.”
نهضت إليزيا من الكنبة وركعت، لكنّ الإمبراطورة سارعت إلى رفعها.
“لا بأس. بل يسعدني أن أعرف ما هي شخصية الآنسة من آل أمبروز.”
لامست يد الإمبراطورة شعر ألايزيا الأحمر، تربّته بلطف وهي تواصل: “وأنا آسفة.”
“عذرًا؟ ماذا تعنين…؟”
“العائلة الملكيّة دفعت مهرًا سخيًّا إلى آل أمبروز. لهذا أسأت فهمكِ. أردتُ كسب قلبكِ بالمجوهرات الثمينة”
عضّت إليزيا شفتها بخفة عند سماع كلمات الإمبراطورة.
كانت تعلم أنّ باتريشا استغلّتها للتعامل مع العائلة الملكيّة،
لكن سماع ذلك مباشرة من الإمبراطورة … جعلها تشعر بالحرج.
“أشكركِ على ما منحتِهِ لعائلتنا. لكن بما أنني الآن ضمن العائلة الملكيّة ، فأريد أن أكون فردًا منها ، لا مجرّد فتاة من آل أمبروز. أن أُصبح فردًا عزيزًا لديكِ، جلالتكِ … هو أثمن هدية يمكن أن أحصل عليها. هل لي أن أنالها؟”
التعليقات لهذا الفصل " 8"