وأثناء تذمّر نيريس، نظرت غلينّا إلى الأمير الثاني.
كان وجهه كعادته—خاليًا من التعبير.
كان يضع قناعًا أسود بسيطًا، كرقعة عين، يتناقض مع شعره الذهبيّ، مانحًا إيّاه مظهرًا لافتًا.
وضعت نيريس يديها معًا وقالت بحُلم: “أريد أن أقف بجانبه. لا يزال وسيمًا للغاية. لا—بل أصبح أكثر وسامة من قبل.”
“بالفعل.”
أجابت غلينّا ببرود. لم تكن تهتمّ بمدى وسامة الأمير الثاني.
ما كانت تريده فقط هو الجائزتين: العقد الألماسيّ حول عنق زوجة الأمير الثاني، و كرايتون واقفًا إلى جانبها.
ذاك كان كافيًا بالنسبة لغلينّا.
***
كانت إليزيا تختنق من شدة الإحراج. حتى قبل بدء الحفل، كانت زيارة كاليب ونيريس المفاجئة قد أنهكتها.
وحين بدأت الحفلة بالفعل، كانت قد وصلت إلى حافّة الإنهاك.
لم تكن ترغب حتّى في لفت الأنظار—كانت تخطّط لأن تُظهر وجهها للحظات ثمّ تغادر بهدوء.
ظهورٌ سريع، ثمّ اختفاء دون ضجّة.
لكن فرانز أتى إليها.
“هل تسمحين لي بأن أكون مرافِقكِ؟”
بادرة طبيعيّة للغاية—لكنّه طلب الإذن.
دون خيار، دخلت إليزيا القاعة برفقته.
يدها على ذراعه القويّ—كان شعورًا غريبًا.
إنّه لأوّل مرّة.
لم يسبق لها أن حضرت حفلة برفقة فرانز.
في حياتها السابقة، أقيمت العديد من الحفلات بعد وليمة الزفاف. وكونها زوجة الأمير الثاني، كانت تتلقّى دعوات دائمًا.
وكانت حفلة عيد ميلاد الأمير الأوّل هي الأولى.
وكانت قد صدّقت، بغباء، أنّ فرانز سيأتي ليكون مرافِقها.
لكنّها كانت مجرّد أوهام.
فرانز لم يأتِ إليها قطّ.
لذا، انتظرت و فاتها فتأخّرت عن بداية الحفلة.
ولن تنسى نظراتهم حين اندفعت متأخّرة.
تساءل الجميع: لماذا أتت زوجة الأمير الثاني وحدها؟ دون مرافقة؟ رمقوها بنظراتهم—ثمّ التفتوا بصمت نحو فرانز.
كان يجلس، يحتسي الشمبانيا ببرود.
وحين التقت أعينهما، وضع الكأس، ومشى مبتعدًا—وكأنّ مجرّد التواجد في ذات المكان معها لا يُحتمل.
وهذا أخبر الناس بكلّ ما يحتاجون لمعرفته.
فعلى الرّغم من كونها زوجة الأمير الثاني رسميًّا، لم تُعامَل كواحدة.
ومن بعدها … كان كلّ شيء متوقّعًا.
تكرّر الأمر مرارًا، وفقد الناس الاهتمام. و استسلمت إليزيا تدريجيًّا.
كلّ السيّدات النبيلات كنّ يُرافَقن إلى الحفلات. إلّا هي.
لكنّه جاء اليوم.
و أحسّت إليزيا بالمرارة.
الليلة الماضية، اعترف لها بأمرٍ صادم.
قال إنّه أحبّها. وإنّه أبعدها عنه بيأسٍ ليحميها.
لكن إليزيا لم تستطع أن تغفر للماضي.
بل إنّ ذلك زاد من غضبها.
كان يمكنه أن يُحسن معاملتها—لكنه اختار ألا يفعل.
اختار أن يؤذيها و يُقصيها.
لو كان قد أخبرها فقط ، كانت ستفهم.
حتّى لو كانت ساذجة ، لم تكن غبيّة. لو شرح لها صراعات القوى و المنافسات ، كانت ستتقبّلها.
لكن لا—لقد أراد أن يخدعها بالكامل.
لم يكن ليقترب منها.
فضلاً عن أن يُرافقها.
‘كم من الصعب أن تعرض المرافقة؟’
نظرت إليزيا بطرف عينها نحو فرانز.
كان يراقب كرايتون بترقّب، ووجهه مشدود.
هزّت رأسها.
في مكانٍ علنيّ كهذا، لن يجرؤ كرايتون على فعل شيء يهدّدها.
ومع ذلك، كان فرانز متوتّرًا.
‘هل يظنّ حقًّا أنّ الأمير الأوّل قد يقتلني فقط لأنّه رافقني؟’
‘إذن سأموت اليوم، على الأرجح.’
قهقهت بخفّة و احتست كأس الشمبانيا دفعةً واحدة.
وقف فرانز بجانبها، وتنحنح.
“ستسكرين بسرعة إن شربتِ هكذا.”
“و ماذا في ذلك؟”
ردّت إليزيا ببرود وأشارت إلى الخادم.
التقطت كأس شمبانيا أخرى و رفعتها بتحدٍّ.
“وإن سكرتُ وتسبّبتُ بفضيحة، هل سترميني خارجًا؟”
“أنتِ تعلمين أنني لن أفعل ذلك أبدًا.”
أخذ فرانز الكأس برفق من يدها.
“أنا فقط … قلق عليكِ”
ثمّ نظر إليها بعمق و احتسى رشفة.
انزلق السائل الذهبيّ بين شفتيه.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 60"