“تحقّقتُ من الأمر بنفسي قبل القدوم إلى قصر الأمير الأول. الخادمة من أمبروز، لذا كنت أعرفها. وعلى ما يبدو، فقد عنّفها بشدّة.”
“همم …”
مسح كرايتون ذقنه بأصابعه.
و إذا ما جمع كلّ هذه المعلومات ، فسيبدو واضحًا أنّ زوجة الأمير الثاني مهمَلة من قبل فرانز.
‘هل لذلك طلبت البقاء في قصر منفصل؟’
تذكّر الطلب الذي قدّمته إليزيا أثناء المأدبة الملكيّة.
حينها، اعتقد أنّ السبب مجرّد شعور بعدم الارتياح من فرانز.
لكن إن كانت تُعامَل بسوء، فقد رأت في القصر المنفصل مهربًا لها.
“إذًا، لا داعي للقلق بشأن وضع السيدة روشاناك قُرب فرانز”
وجّه كرايتون نظرة ذات معنى نحو شارلوت.
وبعد أن أُغلِق الباب خلفها، جلس على الأريكة واتّكأ إلى الوراء بابتسامة متكَبّرة.
‘سيكون الأمر سهلًا.’
كان فرانز قد أبدى ردّ فعل حادًّا لمجرّد ذكر نيريس.
وهذا ما أقلق كرايتون، ولهذا حاول الاستعانة بكاليب. لكن إن كانت زوجة الأمير الثاني ضعيفة وعديمة الشأن، فقد لا تكون هناك حاجة لذلك.
نظرة إليزيا الهشّة بعد مجرّد كلمة قاسية، والمعاملة التي تلقتها في قصر الأمير الثاني — كلّها تشير إلى نفس النتيجة.
فرانز بحاجة إلى بديل عن زوجته الحاليّة.
سيّدة نبيلة ذات مانا ناريّة قويّة.
وحده هذا كفيل بجذب انتباهه إلى نيريس.
“على أيّة حال … أنا محبط من فشلك. كنتَ واثقًا جدًّا. ماذا حدث؟”
“يـ-يا صاحب السمو!”
شحب وجه كاليب من كلمات كرايتون.
نهض بسرعة من الأريكة وركع.
لم يكن ينزعج من الانحناء إن كان ذلك يقرّبه من هدفه.
لكن أمام كرايتون، للأمر وزنٌ مختلف. رفع رأسه، وكانت ملامحه مخلصة.
“أرجوك، امنحني فرصة أخرى.”
“ولماذا أفعل؟”
نظر كرايتون إليه ببرود. وعندما قاطع ساقيه بتكبّر، وضع كاليب يده على صدره وتحدّث.
“أنا من اقترح أن نتحالف مع بيت روشاناك. وأنا من اقترحت مساعدتهم للحصول على حقوق تعدين حجارة المانا، ووضعهم تحت حمايتك. وأنا من اقترحت استخدام ابنتهم لجذب الأمير فرانز—”
“هاهاهاها.”
ضحكة كرايتون قاطعته.
حدّق كاليب فيه متوتّرًا، فيما مدّ كرايتون يده.
“كنت أمزح، كاليب. لا تأخذ الأمور بجدّية زائدة.”
احمرّ وجه كاليب وهو يصافحه.
كان ذلك مهينًا.
رغم أنّ كرايتون كان يسمّيه صديقًا، إلّا أنّه دائمًا ما يجد طريقة لإثبات تفوّقه عليه.
تذكير دائم بأنّ كاليب ليس ندًّا له.
ربّت كرايتون على كتفه بخفّة، مبتسمًا.
“لا يمكنني الاستغناء عن موهبة مثلك”
“أرجوك، لا تمازحني بهذا الشكل.”
أجبر كاليب شفتيه على ابتسامة متوتّرة ترتجف.
كان يعرف ألعاب كرايتون جيّدًا ، لكن في كلّ مرّة يُهان هكذا ، لم يستطع منع الغضب من الغليان في صدره.
لكنّه تحمّل — في الوقت الحاضر.
فمتى ماتت إليزيا و حصل على ثروتها …
و متى صعد كرايتون العرش و منحه لقب دوق …
حينها، لن يضطرّ للزحف بهذا الشكل بعد الآن.
***
كان حفل عيد ميلاد الأمير الأول مهرجانًا للإمبراطوريّة بأسرها. و كان يُقام كلّ عام تحت شعار مختلف — و شعار هذا العام كان حفلة تنكّريّة.
غصّت قاعة الحفل بالنبلاء الذين يرتدون أقنعة بتصاميم متنوّعة. و بتألّقها الذهبي ، بدت القاعة قمّة في البذخ.
رغم أنّها كانت نفس القاعة التي احتضنت مأدبة زفاف الأمير الثاني، إلّا أنّ الأجواء كانت مختلفة تمامًا.
في السابق، كانت الزينة زاهية ومرحة احتفاءً بالعرسان.
أما الليلة، فقد طغى على القاعة طابع الفخامة المثيرة.
ترتيبات زهور أرجوانيّة فاخرة وحلويات مترفة جعلت المنظر مبهجًا حدّ الدوار. أما الموسيقى التي تعزفها الأوركسترا، ممزوجة بالعطور الزكيّة، فقد ملأت المكان.
كلّ الحواس غُمرت في هذا البذخ.
“تش. مضيعة للجهد”
بينما كانت غلينا تقف بجانب كرايتون تستقبل التحيّات من النبلاء، التفتت إلى الوراء على صوتٍ منزعج خلفها.
امرأة ترتدي قناعًا مزيّنًا بريشٍ أبيض كانت تحدّق بها بنظرات حانقة.
أمالت غلينا رأسها حين تعرّفت على العينين الزرقاوين خلف القناع.
“نيريس؟ ما الذي لا يعجبك؟”
“الحفل مثالي. المشكلة فيّ. لقد تعرّضت لإحراج تام بفضل الأمير الأول.”
“هاهاها. أخبرني كاليب. سمعتُ أنّ زوجة الأمير الثاني لقّنتك درسًا.”
ردّ كرايتون على لوم نيريس بابتسامة هادئة.
تقدحت عينا نيريس بالغضب.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 59"