كلّ ذلك ما زال حيًّا في ذاكرتها، كأنّها تستطيع لمسه.
“ألَم تقُل إنّها ما تزال في ناروت؟”
قالت إليزيا وهي تتراجع إلى ظلّ مبنى، حتّى لا يرى كريتون تعبير وجهها.
كلّما ذُكرت نيريس، كانت عضلات وجهها تتجمّد تلقائيًّا. و كرايتون سيلاحظ ذلك فورًا.
أمال كرايتون رأسه وهو يراها تتراجع، لكنّه سرعان ما تجاهل الأمر وتابع حديثه وكأنّ شيئًا لم يكن.
“بلى، قلتُ ذلك. لكن غلينّا قالت إنّها تودّ لقاء الآنسة روشاناك، لذا قرّرت العودة أبكر من المخطّط. لقد كانتا قريبتين منذ الطفولة.”
“… وقلتَ أيضًا إنّ الأمير الثاني كان مقرّبًا منهما.”
“ذاكرتكِ ممتازة!”
ضحك كرايتون ملء قلبه، وهو يدفع خصلات شعره عن جبينه.
“حسنًا، قد يكون من المبالغة وصف الأمر بالحبّ الأوّل أو شيء من هذا القبيل. لقد التقوا لأوّل مرّة في صيد الربيع في ناروت. وبما أنّهم كانوا بالغين وقتها، فلم يكونوا مقرّبين تمامًا مثل غلينّا و روشاناك.”
ثم توقّف ونظر إلى إليزيا.
“على ما أذكر، حضرتِ ذلك الصيد أيضًا، أليس كذلك، زوجة الأمير الثاني؟”
“بلى. لكنّني لم أركم حينها”
“هذا مؤسف. لو حصل ذلك، ربما كنتِ أصبحتِ صديقة مع غلينّا بشكل أسرع.”
بدت نبرة كرايتون نادمة فعلًا، لكن إليزيا ظلّت تستمع دون أن تُبدي أيّ تعبير. لم تكن تعرف بمَ تردّ.
وحين ظلّت صامتة، أضاف مبتسمًا بصوتٍ ودود: “آمل ألا تكوني قد أسأتِ فهم كلام غلينّا في تلك الليلة خلال الحفل.”
“أسأتُ الفهم؟”
“لا يوجد شيء بين فرانز والآنسة روشاناك. إنّهما مجرّد صديقين لا أكثر.”
‘صديقان سيتحوّلان إلى عشيقين، بلا شك.’
فكّرت إليزيا بسخرية، ثم أومأت برأسها.
لم تكن مهتمّة بكيفيّة قضاء فرانز ونيريس لوقتهما في ناروت. ولا بكيف ضحكا وتبادلا الأحاديث في غيابها.
لقد استنزفت نفسها بما يكفي في حياتها السابقة وهي تراقب تلك التفاصيل.
وفي هذه الحياة، أرادت أن تتخلّص من تلك الأفكار.
فأجابت بنبرة خالية من المشاعر: “لا حاجة لتوضيح شيء. لم أفهم الأمر على نحوٍ خاطئ.”
“إذًا، هل سيكون من المناسب دعوتها؟”
“بالطبع.”
ابتسمت إليزيا برفق وهي تنظر إلى كرايتون بعينين دافئتين.
“إنّه عيد ميلاد الأمير الأوّل. ينبغي أن يدعو من يشاء من الضيوف.”
“…أنتِ مختلفة تمامًا عمّا توقّعت، زوجة الأمير الثاني.”
عند سماع صوته الهادئ، رفعت إليزيا رأسها، بعدما كانت تستعدّ لتوديعه والعودة إلى القصر.
تلك العيون الذهبيّة، المشابهة لعيني فرانز، كانت تحدّق بها بثبات.
“لا أعلم إن كنتِ جريئة أم لا مبالية فحسب.”
قطّب كرايتون حاجبيه وهزّ رأسه، وكأنّه لا يريد التوغّل في التفكير.
“على أيّ حال، أظنّ أنّ وجود شخصيّة مثلك إلى جانب فرانز أفضل. فلو كانت فتاة بريئة وساذجة، لكان الأمر مرهقًا لكليهما.”
“شكرًا لك.”
أومأت إليزيا بأدب، وقمعت ابتسامة مريرة، ثم أدارت ظهرها لتعود إلى قصر الأمير الثاني.
لكن كلمات كرايتون، التي بدت كإطراء، أثقلت صدرها.
‘فتاة بريئة وساذجة.’
التي أشار إليها بوضوح … لم تكن سوى إليزيا في الماضي.
***
بدا الامتعاض واضحًا على وجه مدام لوسيت.
كان تعبيرها ينمّ عن كرامة مجروحة كمصمّمة أزياء.
أمامها، كانت زوجة الأمير الثاني تتفحّص الفساتين. في الظاهر، بدت مهتمّة، لكنّ نظراتها كانت تفتقر إلى أيّ حماسة.
رأت لوسيت لامبالاة إليزيا، فوضعت يديها على خصرها وقالت: “إذًا، تريدين منّي أن أعدّله؟ أن يكون أكثر احتشامًا؟”
“إنّه فخمٌ للغاية.”
“فخم؟ جلالتكِ، قلتُ لكِ أكثر من مرّة: هذا فستان بسيط بالنّظر إلى مكانتكِ كزوجة للأمير الثاني!”
رفعت لوسيت صوتها وهي تشير إلى الفستان المعلّق على الرفّ.
“قلتِ إنّكِ أحببتِ التصميم حين رأيتِ الرسم! انظري إلى هذا الفستان الجميل—ألا يُحرّك فيكِ شيئًا؟”
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 44"