فالرسائل الآتية من باتريشيا كانت تُسلَّم إلى سارا ، ولا تُرسل أيّ ردود عليها. ولا شكّ أنّ باتريشيا باتت مضطربة. و ربّما كتب كاليب لأنّ الوضع أصبح لا يُطاق.
وبشعورٍ من التّعاطف المُتبادل، قالت إليزيا لسارا:
“من الآن فصاعدًا، إن جاء شيء من كاليب ، أريني إيّاه. لا أعلم إن كان سيكتب مجدّدًا، لكن لا بأس.”
“أمركِ مُطاع، سيّدتي.”
“وأمّا بالنّسبة للرّد …”
“كاليب؟ من هذا؟”
قاطعهما نداءٌ حادّ النّبرة.
و عندما استدارتا، رأتا غلينا ترتدي ثوبًا فخمًا مُلفتًا.
“… سموّ زوجة الأمير الأوّل”
“سيّدة أمبروز.”
دخلت غلينا إلى الصّالون بخطواتٍ واثقة، ورفعت ذقنها قليلًا وهي تُلقي نظرة مُتعالية، تُخفيها خلف أناقةٍ مصطنعة.
كانت تُرسل رسالة واضحة لإليزيا بأن تحترم آداب القصر.
وقفت إليزيا على الفور، وركعت لتحيّيها.
“أحيّي سموّ زوجة الأمير الأوّل. ليُشرق مجد الشّمس عليكِ”
“…”
حدّقت غلينا بها بصمت.
وحتّى تُقرّها السّيّدة الأعلى مقامًا، لم يكن يحقّ لإليزيا أن تتحرّك أو تتكلّم.
فتحت غلينا مروحتها ببطء، وبدأت تُهوّي على نفسها بفتور.
من الواضح أنّها كانت تُمضي الوقت فقط.
“همم.”
مرّ وقتٌ طويل حتّى بدأت سارا خلفها تتحرّك بتوتّر.
وبدأت ركبتا إليزيا ترتجفان.
كان الحفاظ على التّوازن في وضعية الرّكوع أمرًا صعبًا.
وفي النّهاية، اختلّ توازنها قليلًا.
“آه …!”
“يا إلهي.”
قطّبت غلينا جبينها و كأنّها رأت أمرًا مثيرًا للاشمئزاز.
“في الواقع، كان أخي زميل الأمير كرايتون في الأكاديميّة. أما كنتِ تعلمين؟”
“وكيف لي أن أعلم كلّ تفصيلة تافهة؟ البارونات كثر.”
أطلقت غلينا أخيرًا سُخريتها العلنيّة من إليزيا وعائلتها.
فرفعت إليزيا حاجبيها قليلًا.
من جهةٍ ما، كان هذا أسهل.
فمن الأفضل التعامل مع شخصٍ يُظهر وجهه الحقيقيّ، من أن تُجالسي من يتظاهر باللّطف ويطعن في الظّل.
‘غلينا شفّافة كأنّها من زجاج.’
ارتسمت على شفتي إليزيا ابتسامة خافتة لا إراديّة.
ولمّا رأت غلينا تلك الابتسامة المتألّقة، تشوّه وجهها غضبًا.
و صفّقت بمروحتها بعصبيّة.
“ما تلك النّظرة؟ أتتخيّلين هراءً عن خلافٍ بيني و بين كرايتون؟”
لم تُجبها إليزيا ، واكتفت بالنّظر إليها.
انتزعت غلينا الرّسالة من يدها و تصفّحتها سريعًا ، ثمّ رمقتها مجدّدًا بنظرة لاذعة.
وبعد لحظة، أطلقت اقتراحًا غير متوقّع:
“ادعيه. يجب أن يحضر أحد أفراد عائلتك على الأقلّ الحفل.”
ابتسمت غلينا بابتسامة ذات مغزى.
كانت تعتقد أنّ البارون أمبروز هو أخو إليزيا غير الشّقيق.
وقد أظهرت الرّسالة شيئًا من القلق، لكنّها شكّت في صدقه.
كان لقب البارون قد انتقل إلى كاليب، لكنّ الثّروة قد ذهبت إلى إليزيا.
وكانت شارلوت قد تحقّقت شخصيًّا من ذلك، لذا لم تشكّ غلينا فيه.
إليزيا ، بما أنّها لم تتزوّج بعد ، لم يكن بوسعها الوصول إلى الإرث. لكن ما إن تتزوّج، ستصبح ثروة ضخمة تحت تصرّفها.
قد تظنّ إليزيا أنّه لم يتبقّ لها شيء بعد أن ذهب اللّقب إلى كاليب. ربّما لم تكن على علمٍ كامل بأملاك الأسرة.
ولهذا كانت تُراسل كاليب دون تردّد، وتُنادِيه بـ “أخي.”
لكن هل يُعقل أن تكون علاقة أمبروز بهذه البساطة؟
‘في الأرياف، المال أهمّ من الكرامة.’
ابتسمت غلينا ابتسامةً ساحرةً ضيّقة العينَيْن.
فبدت إليزيا متفاجئة، واستمتعت غلينا بذلك التّعبير كثيرًا.
“بما أنّه زميل كرايتون، فدعوتُه تُصبح أوجب. وإن كنتِ قلقة من المطر، فدعي البارونة تبقى في الإقليم.”
حدّقت إليزيا بها بصمت.
قبل لحظات ، كانت أفكار غلينا واضحةً تمامًا—أمّا الآن ، فلم تعد سهلة القراءة.
أسرعت إليزيا تُفكّر في دلالات العلاقة بين كرايتون و كاليب.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 19"