“لو كان هذا يعني أن تبقي بجانبي ، لأهديتكِ ليس النّافورة فقط، بل قصر الأمير الثّاني بأكمله.”
عادت إليه ثقته المعتادة ، ما جعل إليزيا تتساءل إن كانت قد طلبت شيئًا زهيدًا أكثر ممّا ينبغي.
كان فرانز مثال الابن المتألّق للشّمس السّاطعة — و هي الصّفة التي أحبّتها يومًا ، و أصبحت اليوم تبغضها بشدّة.
“من الآن فصاعدًا، هذه النّافورة ملككِ. لذا ، عديني بوضوح. قولي إنّكِ لن تهربي.”
عضّت شفتها من جديد، واحمرّت برفق.
فمسح فرانز شفتيها بإبهامه برفق.
“كوني حذرة” ، همس ، “عروستي ، رابطة روحي ، لا يجب أن تُصاب بأذى.”
انفرجت شفتاها قليلاً عند همسه.
الآن، فهمت بوضوح سبب قلقه، وتمسّكه بها على هذا النحو.
‘لأنّني رابطة روحه.’
كما قال فرانز، كانت إليزيا “رابطة روحه” — حقيقة لا تتغيّر مهما تكرّرت الحيوات.
تكتمل الرّابطة عند الزّواج و الاكتفاء الجسديّ. حتّى في حياتها السّابقة، رغم اشمئزازه منها ، كان فرانز يحتضنها مرارًا، لأنّ تلك الرّابطة كانت تهدّئ اضطراب ماناه العنيف.
أخيرًا ، اتّضح لها كلّ شيء. إن اختفت قبل الزّفاف — قبل اكتمال الرّابطة — سيتألّم بشدّة.
و لهذا كان مهووسًا بها.
‘كم كنتُ ساذجة … أو حمقاء؟’
سخرت من نفسها في داخلها. رغم معرفتها بطبيعته الحقيقيّة من حياتها السّابقة، كادت تضعف أمام بعض الإيماءات الرّقيقة.
“أعدك. لن أهرب.”
قالتها ببرود ، و هي تدفع يده بعيدًا.
ثمّ استدارت بحدّة ، و تابعت بنبرة باردة:
“لكن ما زلتُ لا أفهم لماذا تحدّثتَ عن الجناح المنسيّ. أنا حتّى لا أعرف أين يقع.”
كان صوتها خافتًا ، خاليًا من المشاعر ، و هي تمشي مبتعدة دون أن تنتظر ردّه.
“لا داعي لكلّ هذا القلق — سأصير ‘رابطة روحك’ على أيّ حال.”
“إليزيا —”
“لذا، أرجوك، لا تُزعجني مجدّدًا.”
تفادت يده الممدودة، وأطلقت نحوه نظرة حادّة.
كان فرانز، الذي بدا مطمئنًا منذ لحظات، يعاني مجدّدًا.
وبينما تراقب تعابيره المتصدّعة، شعرت إليزيا بإحساس غريب من التكرار.
واتّسعت عيناها حين أدركت الحقيقة:
‘إنّه مثلي تمامًا — كما كنتُ في حياتي السّابقة.’
تغيّر مزاج فرانز مع كلّ كلمة تقولها، تمامًا كما كانت هي تفعل سابقًا عندما كانت تتشبّث بكلماته بيأس.
أذهلها أنّ “رابطة الرّوح” يمكن أن تجعله بهذه الهشاشة.
‘لو كنتُ أعلم هذا سابقًا، لكنتُ استغللتها لأكسب قلبه، ولما أهدرت دموعي وتألّمي بلا جدوى.’
لكنّه فات الأوان الآن.
سخرت أليزيا بمرارة. لا يمكن إعادة كتابة الماضي.
و هذا الفِهم الجديد لم يُخفّف حنقها ، بل عمّقه أكثر.
***
“سموك؟”
انتفض فرانز جالسًا، يرمش بدهشة.
كان يجلس قبالة الدّوق إيليان كورني.
“… تابع”
“نعم، يا صاحب السّمو.”
رفع إيليان حاجبًا لبرهة ، ثمّ واصل خطبته المليئة بالمديح عن غلينا.
فمنذ أن أصبحت ابنته زوجة للأمير الأول ، اعتاد زيارة القصر بانتظام ، و غالبًا ما يمرّ على جناح الأمير الثّاني أيضًا.
من الواضح أنّه لم يكتفِ بالتحالف مع كريتون فقط ، بل كان يطمع في كسب ودّ فرانز كذلك.
“من السّخيف حقًّا، تزيين قاعة الاحتفال بورود آل أمبروز الحمراء بدلًا من الأقحوانات الذّهبيّة. من الواضح أنّ السّيّدة أمبروز لا تفقه شيئًا في آداب المجتمع—”
فور أن أعلنت إليزيا نيّتها استخدام الورود الحمراء، هرع إيليان ليشتكي. لكنّ فرانز رمقه بنظرة باردة ، لا تُبالي بتزيين القاعات.
ولمّا كان إيليان غافلًا عن الأمر ، استمرّ في ثرثرته ، و على وشك أن يستعرض رمزيّة الأقحوانات الذّهبيّة، قاطعه فرانز فجأة: “لا أهميّة لذلك. إنّها مجرّد زهور، ستذبل قريبًا على أيّ حال.”
“هاها — بالضّبط! حقًّا، لديك قلب القائد العظيم!”
تفاجأ إيليان بردّ فرانز الجافّ، فضحك بتوتّر.
ثمّ وضع فرانز كوبه بهدوء و قال:
“أنا مرهق اليوم. لديّ أمور كثيرة أقوم بها”
“أوه، يبدو أنّني أطلتُ زيارتك. سأستأذن الآن”
نهض إيليان على غير عادته، ينفض سترته.
وبينما كان فرانز يراقبه بريبة، توقّف إيليان فجأة.
“آه، صحيح، هل سمعت الخبر؟”
“أيّ خبر؟”
“السيّدة نيريس روشاناك ، ابنة أخت جلالة الإمبراطورة … على ما يبدو ، ستعود إلى كاليبيس قريبًا بعد انتهاء فترة نقاهتها”
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 15"