في داخل القصر، كانت امرأةٌ تقف عند النّافذة، تراقب بفضولٍ العربة تتقدّم نحو المدخل الرّئيسي، وحاجباها معقودان في حيرة.
‘رسالة من خطيبة الأمير الثّاني المستقبليّة لي؟’
بحثت الدّوقة بيليسا شويلر سريعًا في ذاكرتها.
هل سبق لها أن التقت بخطيبة الأمير الثّاني؟ لم تتذكّر أيّ لقاء، كما أنّها لم تُرسل لها دعوة من قبل.
‘فلماذا إذًا؟’
أمالت بيليسا رأسها بتفكير، وهي تفتح مروحتها بخفّة.
كان الطريق من البوّابة إلى صالة الاستقبال في هذا القصر الضّخم طويلًا بما يكفي للتّأمّل.
‘هل تحاول أن تُقيم علاقات مع عائلة شويلر لأنّ عائلة أمبروز ضعيفة؟ أم أنّها تختبرني؟’
بصفتها المسؤولة عن الشّؤون الدّاخليّة لعائلتها ، فإنّ كلّ حركة تقوم بها بيليسا كانت تؤثّر على مستقبل آل شويلر.
كانت دوقيّة شويلر ، إلى جانب كونت روشاناك و دوق كورني ، تُشكّل العمود الفقري للإمبراطوريّة لّوريت.
وكانت هذه البيوت القويّة الثّلاثة تتوازن و تتنافس باستمرار على النّفوذ داخل الأسرة الإمبراطوريّة.
وعندما أعلنت الأسرة الإمبراطوريّة عن عروس الأمير الثّاني ، سعت العائلات الثّلاث إلى ترشيح بناتها ، لكنّ عائلة شويلر امتنعت لأنّ ناتاليا ، ابنتهم الوحيدة ، كانت لا تزال صغيرة في السّنّ ، تبلغ أربعة أعوام فقط.
لذا لم يُشكّلوا علاقات مع الأمير الثّاني ، و بقوا متحفّظين في موقفهم بين الأمراء المتنافسين على العرش.
وبعد اختيار عروس الأمير الثّاني، امتنعت بيليسا عمدًا عن إرسال دعوات، فقد كانت تنوي التّريّث إلى ما بعد الزّفاف.
‘هل يكون هذا السّبب؟’
هل افترضت الآنسة أمبروز أنّ آل شويلر يتجاهلونها؟
بدا ذلك مستبعدًا، ومع ذلك لم تجد تفسيرًا آخرًا معقولًا.
“أُحيّي الدّوقة بيليسا شويلر. أحمل دعوة من خطيبة الأمير الثّاني المستقبليّة. تُرجى زيارتكِ ، أنتِ والسّيّدة ناتاليا، لقصر الأمير الثّاني فورًا.”
“الآن؟ حتّى ناتاليا؟ إنّها لا تزال في الرّابعة من عمرها.”
اتّسعت عينا بيليسا في دهشة.
“يُرجى التّحضير بهدوء، يا دوقتي. العربة بانتظاركم”
تجهّمت بيليسا قليلًا. كانت هذه الدّعوة المفاجئة، خاصّة باصطحاب ناتاليا، تأكيدًا لشكوكها.
***
كانت إليزيا جالسة في غرفة الاستقبال، تُمسك بهدوء بفنجان شاي.
كادت أن ترتشف منه، لكنّها تذكّرت أنّ شرب الشّاي قبل وصول الضّيفة يُعدّ خرقًا للآداب ، خاصّة مع بيليسا المعروفة بدقّتها في التّصرّف.
‘كيف كان شكلها؟’
أغمضت إليزيا عينيها للحظة، محاولةً استرجاع وجه بيليسا.
كانت ذاكرتها ضبابيّة ؛ لم تلتقيا فعليًّا من قبل. ومع أنّهما لم تتحدّثا مباشرة، إلّا أنّ إليزيا كانت تعرف الكثير عن الدّوقة.
كانت بيليسا شويلر زوجة دوق ليندن شويلر الثّانية ، وقد تزوّجها بعد وفاة زوجته الأولى بسبب الحُمّى النّفاسيّة.
رغم فرق العمر بينهما الّذي يبلغ تسع سنوات، فإنّ آل شويلر عُرفوا بمحبّتهم الحقيقيّة، على خلاف كثير من الزّيجات النّبيلة.
كانت بيليسا تُحبّ ناتاليا، ابنة الزّوجة الأولى، حبًّا شديدًا، حتّى إنّها أعلنت أنّها لن تُنجب أطفالًا خاصّين بها، وهو قرار نادر ومُلفت.
‘لا بدّ أنّها تُحبّ الآنسة ناتاليا كثيرًا.’
كانت أليزيا تُرتّب هذه الحقائق في ذهنها.
فالزّفاف لم يتبقّ له سوى أسبوعين، وكانت مشغولة للغاية.
لكن ليس بسبب التّحضيرات، فكلّها كانت تُدار من قبل موظّفي الأسرة الإمبراطوريّة. بل لانشغالها في بناء قاعدة سياسيّة تُقوّض قوّة فرانز.
في حياتها السّابقة ، اتّخذ فرانز نايريس ، ابنة الكونت روشاناك الكبرى ، و قريبة الإمبراطورة ، كمحبوبة له.
وبدعم من روشاناك، ثم لاحقًا من كورني ، رغم ارتباطهم بالأميرة القرينة غلينا، حاز فرانز على قوّة سياسيّة كبيرة.
ولم تبقَ محايدة سوى شويلر، وكانت تلك الحياديّة عاملاً حاسمًا في منع فرانز من الوصول بسلاسة إلى لقب وليّ العهد.
‘أنا أعلم تمامًا ما عليّ فعله.’
لمعت عينا إليزيا بعزمٍ وهي تنتظر وصول بيليسا.
لقد حاز فرانز على كنوزٍ كثيرة، وكان لا بدّ من دقّة وقوّة في ضربه. أرادت أن تطعنه حين لا يتوقّع، وتُحطّمه كما تحطّمت هي يومًا.
إذا نهضت شويلر وسحقت العائلتين الأخريين، فإنّ فرانز، المحروم من جناحيه السّياسيّين، لن يصعد إلى العرش أبدًا.
حتّى ذلك الحين، سيظنّ فرانز أنّ تقرّب شويلر منه ولاءٌ.
كان هذا انتقامها الثّاني، الذي يجب أن ينجح قبل أن يلتقي فرانز بنايريس.
‘لم أكن أريد الوصول إلى هذا الحدّ.’
تذكّرت اعتماد فرانز على الجرعات لتسكين خلل المانا داخله.
فحرمانه من التّحييد لم يكن كافيًا.
‘فرانز، يجب أن تذوق اليأس الساحق، ذاك الّذي يُسقط عالمك من تحته.’
ارتجفت يدا إليزيا وهي تعضّ شفتها، كاتمةً الذّكريات المؤلمة. كانت عيناها الخضراوان تتلألأان بدموعٍ مكبوتة.
‘لأنّك خُنتني.’
حين احتاجته أكثر من أيّ وقت، تخلّى عنها.
عندما سمعت وقع خطواتٍ تقترب، قبضت إليزيا يدها بإحكام، ثمّ أرغمت نفسها على الاسترخاء.
وحين فُتحت الأبواب، رسمت أجمل ابتسامةٍ يمكن أن تُظهرها.
لقد بدأ انتقامها.
“ماما، ماما! بسكويت! ناتاليا تُريد بسكويت أيضًا!”
“هشش ، نات. ماذا قالت لكِ أمّكِ؟ يجب أن تتصرّفي بأدبٍ في القصر.”
“نعم، ماما …”
عند نبرة بيليسا الحازمة، انكمش وجه ناتاليا الصّغير.
ابتسمت إليزيا برقّة، وقدّمت لها بعض البسكويت.
“تفضّلي. اشربي الحليب أيضًا، حتّى لا يؤلمكِ بطنكِ.”
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 12"