لم يكن فرانز قاسيًا. انتظر حتّى أغمضت إليزيا عينيها تمامًا.
ولمّا تلقّى إذنها الصّامت، جذبها برفق نحوه.
التقت شفتاهما بلطف، بشيء من التبجيل.
وما إن التصقت شفتاه بشفتيها، حتّى زفر تنهيدة ثقيلة من بين أسنانه المضمومة.
عبقٌ نقيّ ومغرٍ أحاط بها، فاتنٌ على نحوٍ خطر.
لكن لم يكن بإمكانها السّماح لنفسها بالتّردّد.
فيما كانت حبيسة ذراعي فرانز القويّتين، رفعت إليزيا يديها لتدفع صدره. ومع محاولتها، تحرّك الفراش الطّريّ من تحتها.
“فرانـ … آه—”
خرج أنين خافت من شفتيها حين همست باسمه.
وفي اللحظة التي فتحت فيها إليزيا فمها، انتهز فرانز الفرصة و عمّق القبلة.
ما بدأ قبلة لطيفة سرعان ما اشتدّ ، و بدأت مقاومة إليزيا تذوب شيئًا فشيئًا. مال فرانز برأسه ، و ألصق جسديهما أكثر ، فيما بدأ قلبها ، الذي كان ساكنًا ، يخفق بجنون.
‘… لا’
كان صوت خفقان قلبها يصمّ أذنيها، فأغمضت عينيها بقوّة. جمعت ما تبقّى من قوّتها لتدفع فرانز بعيدًا.
لكن، رغم نيّتها، لم تفعل سوى أن وضعت يديها برفق على صدره. و كان هذا كافيًا لإيقاف فرانز. تجمّد في مكانه ، وابتعد قليلًا ليلتقط أنفاسه.
“أنتِ محقّة” ، تمتم بمرارة ، و هو يلهث ، “لم نتزوّج بعد”
و كأنّه وعدٌ بالتّتمة بعد الزّفاف.
شعرت إليزيا باضطرابٍ شديد.
فرانز لم يُحبّها قط.
لطالما أظهر اشمئزازه من وجودها، وحتّى رائحتها كانت تُثير نفوره.
كانت ليلة زفافهما مجرّد واجب—باردة، خالية من أيّ عاطفة. كلّ لحظة قضتها معه كانت عذابًا، موجعة حدّ الدّموع.
و بسبب إحدى تلك اللّيالي …
‘انسِ الأمر، ليز’
هزّت إليزيا رأسها قليلًا، وأعادت ترتيب فتحة فستانها بأصابع مرتجفة، مجبرةً نفسها على ابتسامة خفيفة.
“أنت محقّ. لذا أرجوك، لا تزُر غرفتي بهذه الطّريقة مجدّدًا. إن أردت الحديث معي، فأرسل رسالة عبر سارا”
“وماذا عنكِ؟”
“عفوًا؟”
“قد ترغبين بالتحدّث إليّ أيضًا. أو قد تحتاجين إلى مساعدة أثناء إقامتك هنا. إن رغبتِ برؤيتي يومًا، ما عليكِ سوى فتح باب غرفتي”
كان صوت فرانز مملوءًا بالجدّيّة. و لمّا لاحظ تصلّب ملامحها ، أضاف سريعًا: “… إن حدث ذلك يومًا.”
“لن يحدث” ، ردّت إليزيا ببرود، وعيناها الزمرديّتان تلمعان كالجليد ، “لأنّه عندما أحتاج إليك حقًّا، لن تكون هناك.”
“يبدو أنّك واثقة من ذلك. لماذا؟”
“و من يدري؟ لماذا فعلًا؟”
انعوجت شفتا إليزيا بابتسامة مُرّة. لقد اعتادت على إهمال فرانز لها—تكرّر الأمر حتّى بات عادة.
وكانت مواقفه الحنونة الآن وليدة الضّرورة فقط.
بالنسبة إليه، لم تكن سوى أداة، لا أكثر.
ومع ذلك، كان يتصرّف وكأنّه يُكنّ لها مشاعر صادقة. وفي بعض الأوجه، كان هذا الفرانز أكثر قسوة من الذي عرفته سابقًا.
ادّعاء التوق إلى الحبّ …
‘لن أبحث عنك يومًا.’
انتقلت يد إليزيا إلى بطنها، وقبضت على فستانها بشدّة حتّى تكوّنت فيه تجاعيد. وارتعشت قليلًا، وهي تحدّق في فرانز.
“لذا لا تُهدر وقتك عليّ” ، حذّرته بحدّة.
تجعّدت جبهة فرانز الوسيمة.
“ولا تعتمد عليّ”
استدارت عنه ببرود. و حين أدارت ظهرها ، شعرت بزفيره يلامس عنقها. ثمّ تحرّك السّرير مجدّدًا و هو يبتعد.
لم تلتفت إليه حتّى سمعت صوت الباب يُغلق.
وفقط بعد خروجه، سمحت لنفسها بالتنفّس، وضمّت جسدها، تقبض على بطنها بشدّة.
“آه …”
عضّت شفتها، تكبح دموعها.
‘أطلب المساعدة؟ منك؟’
ضحكت بسخرية.
لن تطلب من فرانز المساعدة مجدّدًا—مهما حصل.
لأنّه سيهجرها على أيّ حال.
‘لن أُخدع مرّتين.’
اهتزّت كتفاها برفق، والدّموع تتجمّع في عينيها. ولوقتٍ طويل، ظلّ البكاء الخافت يملأ غرفة النّوم الخالية.
***
أصبحت إليزيا تُعامَل بالفعل كزوجة الأمير الثّاني.
رغم أنّ الزّفاف ما زال بعد أيّام، إلا أنّ النّبلاء بدأوا يتقاطرون لنيل رضاها، يملؤون أيّامها بالدّعوات.
نظرت إليزيا بلا اهتمام إلى كومة الدّعوات التي أحضرتها سارا. كان كلّ مرسلٍ يُعبّر فيها عن رغبته الصّادقة بتكريم الأميرة الجديدة.
‘إن كانوا يرسلون كلّ هذه، فلا بدّ أنّهم قد أرسلوا الكثير من الهدايا إلى أراضي أمبروز أيضًا.’
توقّف قلمها. ثمّ التفتت لتنظر إلى الحديقة الجميلة المعلّقة خلف النّافذة، تتزيّن بألوان الخريف الزّاهية.
لم تكن هناك حديقة في القصر المنفصل الذي سكنت فيه في حياتها السّابقة، ولا أشجار جميلة أو أزهار تُبهج النّظر.
في تلك الأيّام، كانت سجينةً، منعزلة، لا تجرؤ حتّى على تخيّل مثل هذه الرّاحة.
أمّا الآن، فكانت جالسة براحة وسط قصر الأمير الثّاني، تستمتع بالمشهد بلا استعجال.
سريرها وثير، وموقد التّدفئة دافئ، وكلّ رفاهيّة لم تتخيّلها من قبل، باتت اليوم ملكها.
‘كلّ شيء يتغيّر.’
حتّى أولئك الذين أهملوها سابقًا، باتوا الآن يُعاملونها بمنتهى الاحترام، مدركين أنّ جناحها متّصل بغرفة فرانز مباشرة.
وقد أظهرت تلك الحساسيّة الشّديدة للتغيّرات السّياسيّة بوضوح.
“… سيّدتي؟”
قطعت سارا أفكارها بصوتها اللّطيف، فرفّت إليزيا بجفنيها في حيرة.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 11"
متأكدين ده البطل نفسه اللي كان في الفصل الأول 🤡؟؟انا بديت اشك انه رجع بالزمن فعلا