اندفع فرانز للإمساك بها، وانهار فوقها في ذات اللحظة.
“هل أنتِ بخير؟”
كانت إحدى يديه تحت رأسها، والأخرى تستند إلى السرير.
وأشعّة الشّمس من النّافذة تضيء شعره الذّهبيّ، وعيناه الذّهبيّتان تحدّقان بها بقلق.
كانت يده الكبيرة تلامس خدّها، وترتجف قليلًا.
‘ما الذي يفعله؟’
راحت إليزيا تتأمّله بدقّة.
بدا خائفًا — من ماذا؟ لم تكن تعرف.
وقبل أن تفكّر أكثر، تحدّث فرانز بصوت خافت ملؤه الإخلاص: “لا تهربي منّي. ابقي معي — دائمًا.”
عند سماع صوته اليائس، أغلقت إليزيا عينيها بقوّة.
‘هل كان يخاف أن أتركه؟’
فتحت عينيها ببطء ، و نظرت جانبًا. لم يكن فرانز على طبيعته. كانت نظراته المليئة بالانفعال تربكها.
كان يحدّق بجسدها بقلق واضح ، كأنّه يخشى أن يكون قد آذاها ، رغم جسده الضّخم.
“هل تأذيتِ في مكان ما —”
توقّف صوته فجأة حين وقعت عيناه على فتحة عنقها المكشوفة. ارتبك بسرعة ، و أدار بصره بعيدًا.
“تبدين بخير.”
“نعم ، بفضلك”
أجابت إليزيا ببرود وهي تجلس. فتراجع فرانز على الفور.
تحرّك السّرير قليلًا بسبب حركتهما، لكن لم يبتعد أحدهما أكثر. كانت إليزيا لا تزال محاصرة بين فخذيه القويّين ، و تواجهه في وضع محرج.
كان فرانز جاثيًا على ركبتيه على السّرير، يحدّق بها بإمعان.
فحوّلت نظرها عنه وقد انزعجت من نظرته.
“استقبلتني جلالة الإمبراطورة بحرارة. حتّى أنّها أهدتني العقد الذي ارتدته في زفافها”
غيّرت إليزيا الموضوع بسرعة، لكن فرانز بقي صامتًا، يراقبها بصمت.
“لم يحدث شيء يدعو للقلق. لذا …”
توقّفت عن الحديث، ووضعت يدها برفق على صدره، تنوي دفعه بعيدًا. لكن قبل أن تلامسه تمامًا، انتفض فرانز واقفًا فجأة.
“أنا سعيد بذلك.”
نهض بسرعة، وجهه شاحب ومضطرب.
نظرت إليه إليزيا بحيرة.
‘ما به؟ لمسه لي سيكون في مصلحته.’
فتحييد المانا يتطلّب تلامسًا جسديًّا.
وكان فرانز يعاني بشدّة من اضطراب المانا في جسده، ومن الطّبيعي أن يكون بحاجة إلى لمستها. ومع ذلك، تراجع عنها كأنّ لمسها يخيفه — كأنّها هي من اعتدت عليه.
كان الموقف سخيفًا لدرجة أنّ ضحكة مريرة خرجت من شفتيها.
لو رآهم أحد على هذه الحال، لظنّ أنّها هي التي تُهاجَم، لكنّ فرانز يتصرّف وكأنّه هو الضحيّة.
“إن لم يكن هناك شيء آخر، أودّ أن أرتاح الآن.”
أومأ فرانز برأسه ببطء أمام لهجتها الباردة، وما زال شاحب الوجه.
فقالت إليزيا بنبرة مسطّحة:
“كما تعلم، لا يمكنني تحييد المانا حتّى يتمّ الزفاف —”
“لماذا تستمرّين بقول ذلك؟”
قاطعها صوته المنخفض القاسي.
“لأنّ هذا هو البروتوكول؟”
حدّق بها فرانز بشدّة، وارتجفت شفتاه، وتمتم بألم:
“لأنّه واجبكِ — هل لهذا السبب فقط تفعلينه؟”
“نعم، إنّه واجبي.”
تنهدت إليزيا بهدوء، وتابعت:
“أنا أعلم مكاني جيدًا. أنا مجرّد أداة لتحييد المانا لديك. لن أطلب المحبّة. لن أزعجك ، فيمكنك أن تطمئن”
“هذا لا يقلقني.”
ظلّ واقفًا بتصلّب حتّى أنهت كلامها، ثمّ قال:
“ما يقلقني هو … إليزيا ، ليز … أنّكِ قد …”
قبض فرانز على قبضتيه بشدّة. فصمتت إليزيا تنتظر كلماته.
و أخيرًا ، بعد أن أخذ نفسًا عميقًا ، أجبر نفسه على النّطق:
“أن تكرهيني.”
كانت عيناه الذهبيّتان تتوسّلان عينيها الزمرّديّتين.
“هذا ما أخشاه. أن تحتقريني”
ارتعشت يد إليزيا وهي تضبط قبّة ثوبها. ثمّ استدارت بسرعة وهمست بصوت خافت: “إنّك تقلق دون داعٍ”
“دون داعٍ؟”
“أنا زوجتك. كيف لي أن أجرؤ على كراهيّتك؟”
أدارت وجهها عنه، لكنّه اقترب منها بهدوء، وأمسك بذقنها بلطف، وأدار وجهها نحوه مجدّدًا. كانت نظراته مشبعة بالشّوق.
“إذًا، إليزيا …”
اقترب منها أكثر، ونفَسه الدافئ يلامس شفتيها.
أما يده الأخرى، فأمسكت بكتفها برقة، وكانت حرارتها كاللهيب على بشرتها.
‘أنا من يُفترض بي أن أكون النّار، لا هو. فلماذا …’
كان فرانز دائمًا باردًا ؛ لم تشعر منه بدفء من قبل. لكنّها الآن تفاجأت بحرارته، فخفضت بصرها، واقتربت شفتاه أكثر.
“أثبتي لي أنّكِ لا تكرهينني.”
كانت شفتاه تقتربان برفق شديد. و انتقلت يده من ذقنها لتمسّد خدّها، وأصابعه تلامس رموشها المرتجفة.
“إن كنتِ تكرهينني … فادفعيني بعيدًا.”
راحت إليزيا تحدّق في شفتيه المقتربتين … ثم أغمضت عينيها ببطء.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 10"