الفصل الخامس والعشرون

(مسودة)

الكونت تاراكا ظل صامتًا للحظة. حتى مع غضب ابنته الجامح، كان يدرك أن التعامل مع ذلك العالم كان أمرًا محفوفًا بالمخاطر.

فقد تورطوا بالفعل في العديد من المعاملات غير القانونية مع تلك النقابة.

نقابة “الأجنحة” كانت تقوم بكل شيء تحت مسمى “نقابة المعلومات”.

“…حسنًا! إذن يجب قتل ذلك الحارس الشخصي للأمير. يجب أن يموت، لا بد من ذلك!”

“هل تتحدثين عن الفارس الذي يشارك في الحملة الحالية؟ في هذه الحالة، سيموت على أي حال.”

“لا يكفي أن يموت فحسب! أريد أن يموت بطريقة مؤلمة للغاية!”

أطلق الكونت تاراكا تنهيدة قصيرة. على الرغم من أنه كان يدلل ابنته، إلا أنها نشأت لتكون فتاة متهورة للغاية.

على أي حال، كان من المقرر أن يموت جميع المشاركين في الحملة الحالية.

الكثير من أفراد الدعم وبعض الفرسان كانوا تحت تأثير النبلاء.

الهدف كان اغتيال كل أفراد الحملة.

كان النبلاء غير راضين عن العائلة الإمبراطورية.

فالإمبراطور الحالي كان ضعيفًا، وولي العهد كان رجلاً يتبع أفكارًا متعفنة مثل “حكم الشعب”.

إذا استمرت الأمور على هذا النحو، فستصبح مكانة النبلاء أكثر ضيقًا.

لذلك، تجمع العديد من النبلاء الأقوياء بقيادة دوق “هايدنبرغ” لتشكيل فصيل النبلاء، وبدأوا في التخطيط للاغتيال على مدى فترة طويلة.

الإمبراطور كان قد تقدم في السن، وإذا قُتل ولي العهد، فلن يتبقى سوى الإمبراطورة الضعيفة والابن الأول الذي لا يمتلك أي قوة.

لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها محاولة اغتيال ولي العهد.

في إحدى الجولات السابقة لتفقده الشعب، كادوا ينجحون في قتله.

لكن ذلك الفارس اللعين ظهر فجأة وأفسد كل شيء. استعاد ولي العهد قوته في يوم واحد فقط.

ومع ذلك، كان الكونت تاراكا مقتنعًا بأن هذه المرة ستكون المحاولة ناجحة.

فحتى لو كانوا أقوياء، فإن السم المشل والقاتل سينال منهم.

لقد استغرق الأمر سنوات لزرع الجواسيس في القصر الإمبراطوري!

لو أصيب ولي العهد في حادثة التسمم السابقة بجروح بالغة، لكان قد تجنب المخاطر.

ولكن بقاءه بدون إصابة كان سيفًا ذا حدين بالنسبة للعائلة الإمبراطورية.

ولي العهد، كان مقتنعًا بأنه لن تحدث أي محاولات ضده في الفترة القادمة، لذا اتجه إلى الشمال البعيد مع عدد قليل من الحراس فقط.

لذا قرر فصيل النبلاء استغلال اللحظة المناسبة لمحاولة الاغتيال مرة أخرى، معتقدين أن الوقت الحالي هو الأنسب، خصوصاً ان الشكوك الشكوك حولهم بشكل كبير.

في الواقع، لو لم يكن الدوق قد أعد الخطط مسبقًا لمنع إدخال أفراد من فصيل النبلاء إلى حملة الإبادة، لكان قرار العائلة الإمبراطورية صحيحًا في عدم اتخاذ عدد حراس اكبر .

على أي حال، كان ولي العهد وبعض الفرسان بمثابة وحوش، ولم يكن بالإمكان اغتيالهم بالطرق التقليدية.

“حسنًا. سأتحدث إلى الدوق وأطلب منه أن يتولى بشكل خاص مصير ذلك الحارس. لذا اهدئي الآن، يا ابنتي.”

“نعم. وتذكر أنه لا يمكن أن يموت ولي العهد بأي حال من الأحوال! تذكر هذا جيدًا!”

بالإضافة إلى ذلك، كان الكونت تاراكا يعاني من صداع بسبب أن ميشيل وقعت في حب ولي العهد.

كانت ميشيل تعتقد أنه إذا تم قطع يد ولي العهد اليمنى وأُخذ إلى منزلها، فسيكون الحل الأمثل، لكن الدوق الذي يخطط لكل شيء بدقة لن يقبل بطلب كهذا.

كان الكونت قد كذب على ميشيل بإخبارها أن ولي العهد لن يموت، لأنه كان يعتقد أنه بعد موت ولي العهد، ستستسلم ميشيل وتقبل الزواج من عائلة أخرى.

وإذا لزم الأمر، يمكنه تزويجها من الابن الأول للإمبراطور.

فلم يكن لدى الدوق أبناء، وكان هو الرجل الثاني في فصيل النبلاء.

غادر الكونت الغرفة، تاركًا ميشيل وحدها. وضعت وجهها على السرير وبدأت تتمتم.

“انتظروا فقط، أيها الفرسان الملعونون. كيف تجرؤ على معاملتي بوقاحة؟ تلك الفتاة أيضًا ستنال جزاءها يومًا ما…”

رفعت رأسها مرة أخرى.

من تكون هي؟ إنها الابنة الوحيدة لعائلة تاراكا النبيلة وذات النفوذ.

بشعرها الجميل الذي يشبه الشمس، وبشرتها الرقيقة، وجمالها الذي يبهر الجميع.

في المجتمع، كان الجميع يسارعون للتحدث إليها. لطالما عاشت محاطة بالرجال.

والآن، ولأول مرة، أرادت شخصًا بشدة.

أستارد بال.

أمير الدولة الوحيدة في هذا العالم، وأقوى رجل. قيل إنه مثلي الجنس، لذا لم يكن عليّ أن أحظى بحبه. لكن كنت أفكر أنه سيكون جيدًا لو ناداني فقط بذلك الصوت ونظر إليّ.

كان القمر يضيء بشدة خارج النافذة. انعكس ضوء القمر الباهر على عينيه الخضراء اللامعة.

‘آه، سمو الأمير. أمير حياتي. قريبًا سأتمكن من العيش معك.’

امتلأ صوتها برغبة عميقة.

‘سأطعمك أفضل الأطعمة كل يوم، وألبسك أجمل الأشياء. أحبك. أحبك.’

‘أحبك.’ ترددت كلماتها في الغرفة الخالية بشكل مخيف.

—

في منتصف النهار.

كانت الساحة الأمامية للقصر تعج بالكلام والناس والعربات. وأخيرًا جاء اليوم، 10 يونيو، يوم انطلاق حملة الإبادة.

كان الهدف في الشمال، وسيستغرق الوصول إليه على ظهور الخيل ما يقرب من أربعة أيام.

كان الأمير يركب الحصان في المقدمة، وبعد عدة تدريبات وصلت مستوى ركوب الخيل إلى المستوى الخامس المبتدئ ، وها أنا الآن قادرة على ركوب الحصان بجانبه، منتظرةً الانطلاق.

فتحت شاشة شخصيتي للاستعداد.

الاسم: إيرين (لقب حورية البحر – أصغر أميرة الحوريات)

الجنس: أنثى

المستوى: 18

المهنة: أميرة حورية البحر، قديسة غير مكتملة، فارس القصر الملكي

اللقب: الفائزة ببطولة القتال (التأثير: زيادة جميع الإحصائيات بمقدار 13).

HP ( القدرة الجسدية): 1,780

MP ( الذكاء): 1,300

القوة: 38 (25+13)

القدرة الجسدية: 43 (30+13)

السرعة: 36 (23+13) الذكاء: 23 (10+13)

الحظ: 25 (12+13) الجاذبية: 43 (30+13)

نقاط الإحصائيات غير الموزعة: 6

[الحالة]

الصوت: فقدت غالبية صوتك نتيجة صفقة مع الساحرة. يمكنك إصدار كمية معينة من الصوت عند الحاجة. الكمية المتبقية من الصوت: ■■■■■ (يتم إعادة ضبط هذه الكمية عند الساعة 00:00 كل يوم).

الساقين: تم استبدال ساقيك بساقين بشرية نتيجة الصفقة مع الساحرة. يستمر التأثير حتى حدوث ‘نهاية اللعبة’.

[المهارات]

حاكمة البحر (مفعّلة بشكل دائم): يمكنك التحكم في وحوش البحر. هذه القدرة خاصة بالحوريات، لكن قد لا يتم تفعيلها في بعض المواقف الخاصة.

خاصية التقييم (منشطة – مستوى متوسط Lv.1): يمكنك تقييم الأشياء الجامدة أو الكائنات الحية. كلما زادت الخبرة، زادت دقة التقييم.

فن السيف (منشط – مستوى متقدم Lv.2): يمكنك استخدام السيف. كلما زادت الخبرة، زادت مهارتك في استخدامه بحرية.

ركوب الخيل (مفعّلة بشكل دائم – مستوى مبتدئ Lv.5): يمكنك القيام بحركات متعددة بسهولة أثناء ركوب الحصان. كلما زادت الخبرة، أصبحت أكثر خبرة في التحكم بالحيوان.

[المهارات الفرعية]

– الهالة (نشطة – مستوى متوسط Lv.1): تعزز الجسم أو السلاح لفترة معينة من الوقت.

القراءة السريعة (مفعّلة بشكل دائم – مستوى متقدم Lv.1): يمكنك قراءة النصوص أو العثور على النقاط المهمة بسرعة. كلما زادت الخبرة، زادت السرعة.

الكتابة السريعة (مفعّلة بشكل دائم – مستوى مبتدئ Lv.1): يمكنك الكتابة بسرعة.

لقد رفعت مهارة الهالة إلى المستوى المتوسط.

الآن يمكنني تغطية جسمي بالكامل بالهالة لبضع ثوانٍ.

كييرا أعطتني ثلاث دموع لحورية البحر حتى الآن.

لقد ارتقيت مرتين بالمستوى، والتجربة أصبحت ممتلئة إلى النصف تقريبًا.

من المتوقع أن تصل دمعة حورية البحر التالية مساء الغد، لذا يمكنني استلامها بعد عودتي من حملة الإبادة.

قسّمت نقاط الإحصائيات الستة بين القوة والقدرة الجسدية، ثم أغلقت شاشة الشخصيات.

بهذا القدر، أعتقد أنني مستعدة تمامًا.

حتى لو كانت الوحوش أكثر وحشية بسبب نقص مهارة القديسة، يمكنني التعامل معها.

“سمو الأمير، جميع التحضيرات اكتملت.”

قال الفارس الذي أنهى تفتيش المعدات في الوقت المناسب.

“جيد.”

رفع الأمير رأسه بعد أن تلقى التقرير.

ثم استدار ونظر نحو القصر الملكي.

كان جلالة الإمبراطور، والملكة، والأمير الأول، وأعضاء فرسان آخرين مصطفين لتوديع الحملة.

في العادة، كان ينبغي لي أن أستخدم مهارة البركة على الأمير في هذا الوقت.

بعد أن قمنا بالتحية الرسمية، انطلقنا أخيرًا من القصر.

كان الأمير، وأنا، وعدد من الفرسان في المقدمة، مع عدد من العربات المحملة بالإمدادات والأفراد غير المقاتلين في المنتصف، يليها بقية الفرسان.

“هدفنا هو أن لا يصاب أحد. يجب أن يتذكر الجميع هذا جيدًا!”

“نعم!”

بدأت أسير بجانب الأمير، وتقاطعت نظراتي مع عينيه الحمراوين.

لقد أدركت حقًا أنني سأذهب معه في هذه الرحلة، فقمت بانحناءة بسيطة وألقيت التحية بعيني.

في تلك اللحظة، هبت نسمة ريح منعشة.

عندما غادرنا العاصمة، كان هناك العديد من الناس في كل مكان يودعوننا.

لقد شعرت حينها أن الشائعات التي تقول إن ولي العهد هو روح الشعب لم تكن مجرد كلام فارغ.

نظرًا للتفكير في قوة التحمل للذين في العربة والذين لا يشاركون في القتال، كانت سرعتنا بالكاد تصل إلى سرعة الجري البطيء للخيول.

عند هذه الوتيرة، سيستغرق الوصول إلى الهدف حوالي ثلاثة أيام ونصف.

صوت حوافر الخيول كان يدوي.

رغم أن ركوب الحصان كان غير مريح ومضطرب، وأني ارتديت الدروع لأول مرة في حياتي، إلا أن زيادة إحصائيات القدرة الجسدية ومهارة ركوب الخيل جعلت الأمر أقل صعوبة مما توقعت.

الدروع الفضية التي تلقيتها من القصر كانت مدعمة بالحديد في الأماكن الحساسة، وشُكلت باستخدام جلد متين، لذا لم تكن ثقيلة للغاية.

“لقد اشتريت سيفًا جديدًا هذه المرة. اسمه إليزابيث.”

“من الأفضل لك ألا تتحدث، فأنت تجعلني أشعر بالإحراج.”

لم يكن الجو في حملة الإبادة مشحونًا بالتوتر أو الجدية بشكل كبير.

من الخلف، كان يمكن سماع أصوات الفرسان وهم يتحدثون بلا مبالاة. لكن في المقدمة، حيث كنت مع ولي العهد، ساد الصمت التام.

بعد حوالي ساعتين من الركوب الصامت، سألني ولي العهد:

“هل أنت بخير؟”

لقد قلل من سرعة حصانه قليلاً ليكون مواكبا لي وهو يلقي نظرة علي. أومأت برأسي لأشير أنني بخير.

“كنت قبل فترة قصيرة تسقطين من الحصان بعد بضع ثوانٍ من ركوبه ، والآن أصبحت تركبينه جيدًا حقًا.”

قال هذا بابتسامة طفيفة على شفتيه ونبرة مرحة. تذكرت فجأة كلام ميشيل تاراكا قبل يومين عندما حاولت استفزازي:

“في اليوم الذي أعطاك فيه أستارد عطلة، كان يركض هنا وهناك بجسد مريض لمنع انتشار الشائعات.”

قالت تلك المرأة إن ولي العهد تحرك من أجلي.

في ذلك الوقت، لم أفكر كثيرًا في الأمر.

لكن عندما أفكر في كيف كان يتصرف في المرات السابقة، كان من الصعب تخيل حدوث شيء كهذا.