الفصل التاسع

(مسودة)

ها هو، الآن، الآن هذا الملاك يربت على رأسي!

لم تستطع “ماريتي” التحمل أكثر، مما دفعها للدوران بسرعة والهروب نحو السلالم. شعرت أنه إن لم تفعل ذلك، فسوف تفقد وعيها.

—

يا إلهي! عندما هربت الفتاة الصغيرة التي قدمت لي الطعام، سحبت يدي التي كانت تلامس رأسها بشكل محرج.

‘هل يمكن أن تكون في سن الـ 16؟’

بدت صغيرة جدًا، لكنها كانت مجتهدة من الصباح الباكر، وهذا كان شيئًا يستحق التقدير.

على أي حال، فإن لمس رأس شخص ما قد يُعتبر تحرشًا إذا كان غير مرغوب فيه.

بالإضافة إلى ذلك، كنت متنكرة كرجل في ذلك الوقت.

حككت رأسي بإحراج، ثم أغلقت الباب بيدي الأخرى التي لم تكن تحمل صينية الطعام.

قابلت تلك الفتاة للمرة الأولى وأنا في هيئة رجل، وأخذت أفكر: “هل كنت أبدو غريبة لها؟”

ازداد قلقي وبدأت أستمع خلف الباب. سمعت أصواتًا بعيدة تتحدث.

“ما بك؟ وجهك أحمر كليًا، كأنك طماطم.”

“أُ… أُ… أختي، أختي…”

“ما الأمر؟ هل فعل الرجل ذو العباءة السوداء شيئًا؟ هل نبلغ الحرس؟”

“لا، لا، لم يفعل شيئًا! لكن، يا إلهي، عليك أن تريه. ذلك الرجل، كان وسيمًا للغاية. لا، بل كان جميلًا جدًا. أعني الرجل الذي كان يرتدي العباءة. حقًا…”

تلاشت الأصوات شيئًا فشيئًا بعد كلمة “حقًا”، ولم أستطع سماع المزيد. لكن كلما استمر الحديث، كانت ابتسامتي تكبر.

يا للراحة! تلك الفتاة الصغيرة كانت متأكدة من أنني رجل.

صحيح أنها وصفتني بالجميل، ولكن لا بأس بذلك.

شعرت فجأة بتحسن كبير، فأكلت حساء الإفطار بسرعة ونهضت من مقعدي. كان علي أن أبدأ العمل على تطوير مهاراتي في فنون القتال.

كان هدفي الأول هو المكتبة. كنت أخطط لقراءة الكتب المتعلقة بفنون القتال، لأن قراءة هذه الكتب تساهم في تكوين المهارات ورفع مستواها. لذا، قررت أن أمضي وقتي في المكتبة أقرأ كتب القتال.

إنها طريقة أكثر كفاءة من ممارسة القتال بالسيف بشكل فعلي.

عندما أعدت الأطباق إلى الطابق الأول، رأيت الفتاة ذات الشعر البني التي أحضرت لي الإفطار، وابتسمت لها برقة.

تركت الفتاة التي احمر وجهها خلفي وتوجهت إلى صالون الحلاقة.

لقد قمت بقص شعري بنفسي بالأمس، وكان يبدو فوضويًا، لذا قمت بترتيبه.

قبل التوجه إلى المكتبة، توقفت عند متجر صغير واشتريت دفتر ملاحظات صغيرًا وقلمًا مقابل 3 قطع فضية و5 قطع برونزية.

كنت أحتاج إلى الكتابة للتواصل بدلاً من التحدث، كي لا يُكتشف أنني فتاة.

في طريقي، شعرت أن الجميع ينظر إليّ، ولكن نظراتهم الآن لم تكن مليئة بالشك أو الاحتقار كما كان الحال بالأمس، بل بشيء أشبه بالافتتان.

في محل بيع الفواكه، شعرت بشخص يراقبني. عندما نظرت، وجدت فتاة صغيرة، تبدو في سن الخامسة عشرة، تحدق بي باهتمام.

لوّحت لها بيدي الصغيرة، فردّت الفتاة التحية بخجل.

“أه… أهلاً!” قالت بصوت مرتبك.

شعرت برضا غريب تجاه تلك اللحظة.

ربما لأنني كنت أعاني طوال الوقت من مضايقات الأمير الثاني ذي النوايا السيئة، أصبحت أميل للتفاعل مع الفتيات الصغيرات واللطيفات.

لحظة! هل يمكن أن أكون غير طبيعية ؟ طردت هذه الفكرة السخيفة من رأسي.

بعد أن أنهيت نزهة الصباحية، توجهت أخيرًا إلى المكتبة.

المكتبة الملكية كانت مخصصة فقط للنبلاء، لذلك اخترت مكتبة صغيرة قديمة تابعة لعامة الناس.

كانت المكتبة القديمة التي زرتها شبه خالية. لم يكن هناك نبلاء، وعدد قليل من العامة كان لديهم رفاهية الجلوس وقراءة الكتب.

ومن بين الحاضرين، لم يكن هناك أي امرأة، مما جعلني أشعر ببعض الحزن.

مررت يدي على الكتب الموضوعة على الرفوف، وكانت مغبرة. كانت الكتب قديمة، لكن هذا لا يهمني طالما أستطيع التظاهر بقراءة كتب فنون القتال.

أخذت مجموعة من الكتب وجلست في طاولة بعيدة.

تطاير بعض الغبار عند الجلوس.

فتحت النافذة الملطخة بالبقع، ودخلت نسمة هواء باردة.

تحت أشعة الشمس الخافتة، التقطت أولاً كتابًا بعنوان “أساسيات فنون القتال” وفتحت الغلاف الأمامي.

كان هناك شرح حول الموقف الأساسي الذي يجب اتخاذه عند التعامل مع السيف، بالإضافة إلى شرح حول الفروسية كمقدمة.

بعد ذلك، كان هناك قائمة بالتمارين اليومية التي يجب القيام بها، وكلما قرأت، أدركت أن القائمة تحتوي فقط على بنود للتدريب العملي.

بدأت بتقليب الصفحات بشكل سريع، وكأن الكلمات السوداء مجرد حبر على ورق أبيض.

تظاهرت بقراءة الكتاب لمدة 10 دقائق تقريبا!
و في اللحظة التي كنت على وشك استقبال إشعار بنجاحي في خداع الوقت، ظهرت فجأة نافذة أمامي.

[تم إنشاء مهارة “القراءة السريعة”.]

القراءة السريعة (مستوى ابتدائي 1): يمكنك قراءة النصوص أو العثور على النقاط الرئيسية بسرعة. كلما زادت المهارة، زادت سرعة القراءة.

يا للعجب. أغلقت نافذة النظام واستمررت في تقليب الصفحات.

بعد فترة وجيزة من ذلك، تلقيت عدة إشعارات عن زيادة مستوى مهارة القراءة السريعة.

وهكذا، بينما كنت أزيد من مستوى تلك المهارة غير المفيدة، كنت على وشك إنهاء الكتاب بأكمله.

ومع ذلك، لم تظهر نافذة النظام التي كنت أنتظرها.

بدأت أشعر ببعض القلق، هل من الممكن أنني لا أستطيع الحصول على مهارة فنون القتال؟

[تم إنشاء مهارة “فنون القتال”.]

فنون القتال (مستوى ابتدائي 1): يمكنك استخدام السيف. كلما زادت المهارة، زادت قدرتك على التعامل مع السيف بحرية.

[تم اكتشاف مهارة جديدة. هل تريد رؤية الشرح التفصيلي؟]

نعم، هذا هو! صرخت بصمت فرحًا. أجبت النظام داخليًا بـ “نعم” وظهر الشرح التفصيلي.

فنون القتال: مهارة ضرورية للمحاربين والفرسان. عند تحقيق مستوى معين من الإتقان، يتم الحصول على وظيفة المحارب تلقائيًا.

عندما تم إنشاء المهارة، بدأت المعلومات المتعلقة بفنون القتال تتدفق تلقائيًا إلى ذهني. شعرت بالحماس والتقطت الكتاب التالي.

—

مرّت عشرة أيام على هذا الحال.

كنت أقضي صباحي في المكتبة وأعود إلى النزل في وقت متأخر من الليل، مستغرقة في القراءة والتدريب.

“أشعر أنني أصبحت مخيفة.”

[كمية الصوت المتبقية ■■■◧□ / إعادة الضبط خلال 5:52:50]

تمتمت بينما أغلقت آخر صفحة من الكتاب. قرأت عشرات الكتب المتعلقة بالسيف مرارًا وتكرارًا.

لقد كنت مستغرقة لدرجة أنني رأيت في إحدى المرات إشعارًا يظهر يقول: “إذا لم تتناول الطعام خلال ساعة، سيتم استهلاك نقاط الحياة HP”.

يا ترى، كم من الوقت قضيت في الامتناع عن الطعام؟

مستويات المهارات تنقسم إلى ابتدائي، متوسط، ومتقدم.

عندما تصل المهارة إلى المستوى 9 من الابتدائي، تنتقل إلى المستوى المتوسط، وهكذا حتى تصل إلى المستوى 9 من المتقدم وهو الحد الأقصى.

لقد تمكنت من رفع مهارة فنون القتال إلى المستوى المتقدم 1، وهذا كان أكبر إنجاز حققته.

كانت جميع المعلومات المتعلقة بفنون القتال تدور في ذهني.

لم يسبق لي أن أمسكت بسيف فعليًا، ولكن شعرت أنني أستطيع التغلب على أي شخص عادي بسهولة.

تأكدت من أن مستوى مهارة السيف لأحد الفرسان الذي كان يقوم بدورية هو المستوى المتوسط 2، مما جعلني أقدر مستواي.

كما أنني تمكنت من رفع مستوى مهارة القراءة السريعة إلى المتقدم، بالرغم من أنني لست متأكدًا من فائدتها.

عندما تصل أي مهارة إلى المستوى المتقدم، يتم توليد مهارات فرعية.

على سبيل المثال، مع مهارة القراءة السريعة، تم توليد مهارة “الكتابة السريعة”.

إذًا، ماذا عن فنون القتال؟

أُنشأت مهارة “أورا” المرتبطة بالسيف!

كنت قد شاهدت هذه الأورا من قبل في عدة مناسبات، ولكن لم أكن أعلم أنها قد تصبح مهارة فرعية.

ومع ذلك، لم أتمكن من رفع مستوى الأورا حتى الآن لأن الطريقة الوحيدة لزيادة مستواها هي من خلال استخدامها الفعلي.

“ما تبقى هو الفوز في مسابقة المبارزة التي ستقام خلال احتفالات تأسيس المملكة بعد خمسة أيام…”

قد أترك الوقت يمر معتقدة انه ليس لدي شيء اخر غير المبارزة، ولكن كان هناك شيء آخر يجب القيام به.

قمت بترتيب الكتب وخرجت من المكتبة.

كانت السماء حمراء مع غروب الشمس.

قبل خمسة أيام من الاحتفال بتأسيس المملكة، أي الليلة.

سيتعرض ولي العهد، بطل القصة، لهجوم خلال قيامه بتفقد إحدى المناطق المدنية.

على الرغم من أنه يعتبر الأقوى بالسيف، إلا أنه تم التغلب عليه بسبب السم الذي شربه من البئر، والذي كان يحتوي على مادة مشلّة.

كانت هذه طريقة لا يمكن استخدامها إلا من قبل شخص يعرف تحركاته مسبقًا.

لذلك، كان هناك تخمين بأن هذا كان محاولة اغتيال من قبل النبلاء الذين كانوا يعارضون الأمير الثاني الذي كان يكرههم.

ومع ذلك، لم يتم الكشف عن الجاني أبدًا.

في المحاولة الخامسة السابقة، كنت في دور الكاهنة التي ساعدت في علاج ولي العهد المصاب باستخدام مهارة “الشفاء”.

في النهاية، يتضح أن حادثة محاولة الاغتيال هي جزء من أحداث القصة.

لكن بما أنني لم أعد كاهنة، فلا داعي لأن يحدث هذا السيناريو الآن.

خطتي هي التوجه إلى هناك وإنقاذه.

بما أنني سأصبح فارسة ترافقه، فمن الأفضل أن أنقذ حياته مسبقًا لأكسب ثقته.

في هذا العالم الذي تعتبر فيه القوة أهم شيء بسبب الوحوش، تجد متجرًا للأسلحة في كل زاوية.

ذهبت إلى متجر أسلحة قريب واخترت سيفًا متوسط الوزن عالي التحمل.

ثبّت السيف في غمده على فخذي.

في هذه المرحلة، حيث مهاراتي عالية ولكن نقاط حياتي منخفضة، سيكون الدرع عبئًا عليّ.

ارتديت الروب الأسود الذي جلبته معي منذ أن كنت على البحر.

ثم فتحت نافذة المهام وفعّلت المهمة الرئيسية.

[الأميرة الحورية والأمير البشري: المهمة الرئيسية]

اكسبي قلب الأمير، وتلقى قبلة منه، ووعد بالزواج.

عند إتمام المهمة الرئيسية، يمكنك مشاهدة نهاية اللعبة.

إذا لم تكتمل المهمة بحلول 30 سبتمبر، ستنتهي اللعبة بالخسارة.

الشروط: تلقِ قبلة محبة. ووعد بالزواج من الأمير.

المكافأة: النهاية.

في حالة الفشل: نهاية اللعبة.

أنا أخطط لاستخدام نفس الطريقة التي استخدمتها في مواجهة الساحرة البحرية.

وهي استخدام النظام الذي يسمح لي بمعرفة موقع الشخص المستهدف في المهمة.

في الحقيقة، بعد انتهاء المقدمة، لم يبقَ لدي سوى هذه المهمة الرئيسية، باستثناء المهام المتكررة.

لذا، الشخص الوحيد الذي يمكنني تتبع موقعه هو الأمير الثاني.

ضغطت على خيار [تحديد المسار].

امتدت خطوط حمراء في الهواء على طول الطريق. وعندما نظرت إلى الخريطة، وجدت أن المسافة ليست بعيدة.

نظرت إلى السماء التي بدأت تظلم وبدأت بالمشي.

كلما خطوت، كان صوت السيف يتمايل مع غمده، ومع الوقت، بدأت ألاحظ أن نوعية ملابس الناس المحيطة بي كانت تتدهور.

بعد حوالي ساعة من المشي، وجدت نفسي في منطقة مليئة بالمنازل الصغيرة التي يسكنها العامة.

مع حلول الليل، قل عدد الأشخاص بشكل ملحوظ، وبدأت أبتعد أكثر فأكثر عن وسط المدينة باتجاه الأطراف.

عندما تفقدت الخريطة الافتراضية، اكتشفت أنني أصبحت بالقرب من المكان.

بدأت أسمع أصواتًا تتلاشى تدريجيًا.

وأصبحت هناك أصوات اصطدام السيوف. وبدأت رائحة معدنية قوية تعبق في الهواء.

حل الليل بالفعل، ودخلت في زقاق ضيق متشابك.

كان ضوء القمر بالكاد يتسلل إلى الزقاق، لكن رؤية الليل لدي كحورية البحر كانت واضحة حتى في أعماق البحار.

كنت أتنقل بين الأزقة بلا مشاكل، مقتربة من مصدر الصوت تدريجيًا.

“تشينغ!” صوت حاد صدر من الزقاق المجاور.

عندما استدرت نحو الزاوية، وجدت جثة أمامي، مما جعلني أتوقف للحظة.

كانت هذه أول مرة أرى جثة عن قرب، لكنني قد اختبرت الموت بنفسي عدة مرات من قبل.

عبست فقط، وبدأت في تفتيش الجثث.

كان هناك نوعان من الأشخاص الميتين.

إما فرسان القصر الملكي أو قتلة.

أخذت أحد السيوف التي كانت ملقاة على الأرض بلا صاحب، وتقدمت أكثر نحو الداخل.

“احمِ الجانب!”

رأيت مجموعة من الأشخاص يقفون في مواجهة بعضهم البعض.

بالتحديد، كان هناك شخص واحد يستند إلى الجدار، في حين كان حوالي عشرة رجال ملثمين يرفعون سيوفهم باتجاهه.

وفي هذا الموقف، كان ذلك الشخص الوحيد هو الأمير الثاني.

بدا أن السم المشل قد انتشر بشكل كبير، فقد كان وجهه شاحبًا، وشعره الأسود مبللًا بالعرق ومتشابكًا على وجهه.