حان وقت التوقف عن هذا العبث… عليك أن تدفن غيرتك التافهة.”
بعد دقائق، حين دخلت قاعة الطعام، كان رجـل جالسًا هناك. صاحب المكان… دوق سوربيل. أما ابنه، لودفيل، فلم يكن حاضرًا.
“إذن… هذا هو التوقيت.”
بمجرد أن تأكدت كاميلا أن لودفيل ليس على مائدة العشاء، عرفت تقريبًا أي فترة زمنية هي. إنها فترة التمرد الكبير في الغرب. ولإخماده، خرج لودفيل على رأس الجيش.
“من الآن… تبدأ الكارثة.”
ففي هذه المرحلة تبدأ غيرة رافي بالانفجار، إذ يعود لودفيل بعد ذلك بانتصارات عظيمة.
لكن… حين التقت كاميلا بنظرة الدوق سوربيل، صاحت في سرها:
“أيها السيد، لماذا لا تتزوج مرة أخرى؟!”
حتى في هذه الأيام، ما زالت السيدات يتقاطرن طلبًا ليده.
“من العار أن يذبل مثل هذا الرجل دون زواج…”
لقد تزوجت أم كاميلا ورافي من الدوق سوربيل وعاشت فترة قصيرة من السعادة. لكن ذلك لم يدم، فبعد أقل من عام توفيت فجأة في حادث سقوط من على ظهر حصان.
ظنّ الناس جميعًا أن بعد موتها سيُطرد الطفلان من القصر. فلم يكن بينهما وبين الدوق أي صلة دم. لكن الدوق خالف كل التوقعات، وأبقى الطفلين، متبنّيًا إيّاهما.
“… … .”
رفع دوق سوربيل رأسه عن الصحيفة التي كان يقرأها، وخلع نظارته، ثم رمق كاميلا ورافي.
“واو… يا له من حضور.”
تلاقت عينا كاميلا بعينيه، فجمد جسدها.
“خُذوها.”
ذاك الصوت البارد الذي أمر الفرسان باعتقالها. تلك العيون الجليدية التي واجهتها قبل موتها عشرات المرات.
ابتلعت ريقها بصعوبة. عرق بارد تساقط على ظهرها، وأطرافها ارتجفت.
بمجرد أن وقع بصرها عليه، أدركت الحقيقة كاملة: أين هي، وما المصير الذي ينتظرها إن بقيت على حالها.
“لقد تأخرتم.”
قالها الدوق أخيرًا، ناظرًا إلى رافي وكاميلا بالتناوب.
“هذا… … .”
“آسفة. لقد… غلبني النوم.”
“… … .”
“… … .”
التفتت عينا الدوق ورافي إليها في آن واحد. والعاطفة فيهما متشابهة: الدهشة.
أليست تلك الفتاة التي لم تكن تجرؤ حتى على رفع رأسها أمام الدوق، فضلاً عن الكلام معه؟!
قالت كاميلا في سرّها وهي تراقب الدوق. كم مرة أنقذها التمثيل من مأزق؟ لقد كانت تلك التي تبتسم حتى وهي تحتضر بألم الزائدة الدودية.
“هذا كل ما في الأمر.”
تأملت الطعام أمامها بدهشة.
“لحم منذ الصباح؟ رائع. متبّل أيضًا… متى آخر مرة تذوقت شيئًا كهذا وأنا في حمية صارمة؟”
لم تقل كلمة، بل أخذت تحدّق بالستيك اللامع، والخادمات ينظرن إليها بابتسامات ساخرة. ابتسمت لهن بدورها، فارتبكن. ثم بدأت تقطع اللحم بتركيز.
“أبي.”
“ماذا؟”
بعد أن قطّعت اللحم إلى قطع صغيرة، قدّمت الطبق للدوق بكل لطف:
“تفضل، قطّعتُه لك لتأكله بسهولة.”
اتسعت عينا الدوق، وسعل رافي وهو يضع كأسه على الطاولة بعجلة. نظر إليها كأنها فقدت عقلها تمامًا.
“… حسنًا.”
أخذ الدوق الطبق دون تردد، ووضعه أمامه، ثم دفع بطبقِه هو إليها.
“آاااه!”
“هاه؟!”
شهقات متتالية انطلقت من الخادمات. لكن كاميلا تجاهلت، وبدأت تأكل ببراءة.
“يا للروعة… إنه لذيذ. اللحم أفضل إفطار في العالم.”
وبينما تستمتع، كان الدوق يمضغ قطعة من الطبق الذي أعطته له. فجأة، وضع شوكته على الطاولة بصوتٍ معدني حاد.
تجمدت كاميلا، ثم انتفضت واقفة وكأنها تذكرت شيئًا خطيرًا:
“أبي! أعطني الطبق، سآكله بنفسي!”
مدت يدها نحو طبقه. لكن الدوق أوقفها بيده، ثم مسح فمه بمنديل، والتقت نظراتهما. عينيها ارتجفت، دموعها كادت تنهمر، لكنها سرعان ما أطرقت برأسها تخفي ابتسامة صغيرة.
“ما نوع اللحم الذي دسّوه لي هذه المرة؟ شطيرة ملح؟ فلفل مرّ؟ أو ربما بقايا مرمية في القمامة؟”
فقد كان أكثر العاملين في القصر يكرهونها، ويؤذونها بكل طريقة ممكنة: مرق مالح، شاي مُرّ، أطعمة متعفنة… ومع كل ذلك، لم تخبر أسرتها أبدًا. كان صمتها آخر بقايا كبريائها.
ومع صمتها، ازدادت قسوة مضايقاتهم، بينما ازدادت قسوة نظرات العائلة نحوها أيضًا.
“أي أميرة بلا دم ولا دموع؟”
“رافـي يملك الموهبة، أما الآنسة…”
لكن كاميلا لم تكن تسامح. كانت تنتظر لحظة كهذه.
“هذه ليست المرة الأولى.”
قال الدوق فجأة، بصوت ثقيل.
“آه…!”
صرخت في داخلها ابتهاجًا. الدوق، سيد البيت، لاحظ أخيرًا.
لكنه أضاف ببرود:
“سنتحدث بهذا لاحقًا. بعد أن أتعامل معهم.”
ونقل نظره نحو الخادمات، اللواتي شحب وجههن حتى الزرقة.
—
بعد قليل، اجتمع الدوق بجميع الخدم من رئيسهم حتى أصغر خادمة. عقوبة لن تكون سهلة.
خارج المطعم، سارت كاميلا بخفة، فيما رافي يلاحقها بعينين غاضبتين.
“ماذا فعلتِ؟ أي عقاب تريدين أن تتلقيه؟”
توقفت لحظة، ثم ابتسمت ساخرة وهي تنظر للباب المغلق خلفها.
“أنا أعرف جيدًا… قسوة هذا الرجل. لا يتهاون أبدًا مع من يمسّه أو يمسّ عائلته. حتى نحن… قتلنا من قبل بسيفه دون تردد.”
ثم نظرت إلى رافي نظرة مختلفة، كما لو كانت ترى نهايته قادمة.
“يا لغبائك… لا تعرف متى سينتهي أمرك.”
ما زالت غيرته وحقده تحركانه، لكن… ربما هناك مجال للتغيير.
إلى أن تظهر تلك المرأة.
المرأة التي ستسلب الأضواء من الجميع… وتجعل كل النساء مجرد كومبارس.
حينها، تنفجر عقدة رافي تمامًا.
لكن كاميلا هزّت رأسها مبتسمة:
“ولماذا أهتم؟ سأعود في النهاية إلى عالمي الحقيقي. أشفق فقط على من سيُسحقون هنا.”
ثم ربتت بخفة على كتف رافي، ومرّت بجانبه.
“… ما هذا الشعور القذر؟”
تساءل رافي في داخله، وهو يراقبها يائسًا.
***
تـــرجــمــــــة: ســـاتوريــــا… ♡
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 4"