1
1. ما هو المعالج؟
كان الطّقس يوحي بأنّ المطر سيهطل قريبًا. كانت السّماء بأكملها ملبّدة بالغيوم، و كان الهواء مشبعًا بالرّطوبة، ممّا يشير إلى أنّ المطر القادم سيستمرّ لوقتٍ طويل.
“توقّفي عن النّظر إلى السّماء وابدئي بجمع الأغطية.”
“……ليلي، هل تعتقدين أنّ زبونًا سيأتي اليوم أيضًا؟”
“ألم يكن الأمر كذلك في كلّ مرّة يهطل فيها المطر؟ تقريبًا لا يأتي أحد. و متى ستنتهين من استخدام لقب ‘الزّبون’ هذا؟”
كنتُ أقف ساكنةً للحظة، فجاءَ توبيخ ليلي على الفور. إنّها بارعةٌ جدًّا في اكتشاف مَنٔ يتكاسل.
ضحكتُ مازحة و سألتُ ليلي، فأجابت وهي ترفع كتفيها:
“لكنّهم زبائن، أليس كذلك؟ زبائننا الذين يُبقون هذا المعبد على قيدِ الحياة.”
“……إذا استخدمتِ هذا اللّقب أمام الكاهن الأعلى، سينتزع أذنيكِ.”
هزّت ليلي رأسها. لم أخبرها أنّني سبقَ واستخدمتُ هذا اللّقب أمام الكاهن الأعلى منذُ زمن، وكانت أذناي تعانيان في كلّ مرّة.
خشيتُ أن تُنتزع أذني هذه المرّة من ليلي إذا واصلتُ النّظر إلى السّماء، فبدأتُ بتحريكِ يديّ.
تراكمت الأغطية بسرعةٍ في السّلّة أسفل منّي.
أثناءَ قيامي بهذه الأعمال الرّتيبة، كان عقلي ممتلئًا بالقلق بشأنِ الضّيف الذي سيزور المعبد بعد ساعات.
إذا ارتكبتُ خطأً آخر اليوم، هل سأموت حقًا هذه المرّة؟
على الرّغم من أنّني مِـتّ مرّةً من قبل، لم أكن أرغب حقًا في الموت مجدّدًا.
لا شيء مميّز في الأمر، أنا مجرّد شخصٍ انتقلَ إلى هنا مع ذكريات حياتي السّابقة. تعرفون هذا النّوع من القصص، أليس كذلك؟ شخص يموت في حادث و ينتقل إلى جسد شرّيرة في رواية ما، أو ربّما إلى ابنة نبيل غير مهمّة.
ثمّ تأتي الخيارات: إمّا العيشُ بهدوء بعيدًا عن أحداث الرّواية، أو الاستيلاء على البطل الثّانوي المسكين.
لكنّني انتقلتُ إلى شيءٍ بعيد جدًّا عن كلّ هذه الخيارات.
عندما أتذكّر الأمر، أشعرُ بالحزن قليلاً. لقد مـتّ في طريق عودتي إلى المنزل بعد العمل على واجب في مكتبة الجامعة حتّى وقتٍ متأخّر من اللّيل.
كنتُ مرهقة، أجرّ جسدي مثل زومبي بينما أسير في زقاقٍ مظلم، ثمّ اصطدمتُ بسيّارة لم تُبطئ سرعتها، فصدر صوت اصطدام قويّ.
كلّ هذا بسببِ الواجب.
كنتُ أقول إنّ حياتي عبارة عن تلقّي واجب بعد واجب، و إذا مـتّ، فإنّ القاتل هو الواجب، و بالفعل أصبحَ الواجب هو قاتلي.
بالطّبع، السيّارة التي كانت تُسرع في الزّقاق المظلم لها نصيب من اللّوم، لكن الواجب هو مَنٔ أبقاني في المكتبة حتّى تلك اللّيلة المظلمة، لذا فإنّ الواجب هو الشّرير المطلق.
لقد أضرّ بصحّتي بسببِ السّهر اليومي، ثمّ أنهى حياتي أيضًا.
على أيّ حال، عندما فتحتُ عينيّ لأوّل مرّة هنا، كنتُ أعاني من جوعٍ شديد. كانت ملابسي ممزّقة، ولم يكن هناك مَنٔ يحميني، ولا حتّى منزل.
نعم، لقد انتقلتُ إلى جسدِ يتيمةٍ مجهولة الهويّة كانت على وشكِ الموت.
لم يكن لديّ وقت للإعجاب بانتقالي إلى عالمٍ آخر كما في روايات الخيال الرّومانسيّة التي كنتُ أقرؤها أثناءَ استراحاتي من الواجبات، لأنّ حالة الجسد الذي انتقلتُ إليه كانت سيّئة للغاية.
كنتُ على وشكِ الموت فور انتقالي، فتجوّلتُ مثل زومبي بحثًا عن طعام. كنتُ فتاة تبدو في الثّامنة من عمرها تقريبًا، ولم أملك القوّة حتّى.
في مكانٍ غريب، بين أناس غرباء، و في جسدٍ غريب، شعرتُ بالارتباك حتّى سقطتُ مغشيًا عليّ في زقاق بعد أربعة أيّام.
يبدو أنّ الزّقاق كان قدري الثّابت.
لا أعرف ما كان اسم صاحبة هذا الجسد الأصليّة، لكن بما أنّها ماتت و دخلتُ أنا في جسدها مؤقّتًا، فقد تمنّيتُ بينما كنتُ أفقد وعيي، السّعادة لها ولي أيضًا.
لم أعش حياة صالحة تمامًا، لكنّني عشتُ ببؤس، لذا ربّما يمكنني الذّهاب إلى النّعيم، أليس كذلك؟
ثمّ التقطني كاهن من معبدٍ قريب. بقيَ إلى جانبي لأيّام و ليالٍ و أطعمني الطّعام بنفسه.
وهكذا نجوتُ بصعوبة. سألني الكاهن بحنان إن كنتُ أرغبُ في البقاء في المعبد بما أنّني بلا مأوى، فقلتُ على الفور إنّني موافقة و اخترتُ البقاء في المعبد.
وهكذا، عشتُ في المعبد لمدّة ثلاثة عشر عامًا.
في البداية، اخترتُ البقاء هنا لأنّني اريد البقاء على قيدٌ الحياة، لكن بعد العيش هنا، اكتشفتُ أنّ بعض الكهنة الموهوبين يستخدمون القوّة المقدّسة لعلاج النّاس.
المعبد الذي انضممتُ إليه يُدعى “إلنور”، وهو معبد صغير جدًا، لديه القليل من الأتباع و أقلّ من ذلك الكهنة الموهوبين، لذا نادرًا ما كنتُ أرى هذه القوّة بعيني.
لكنّ معبد إلنور يعتني بالأيتام و يعلّمهم مجّانًا، و يتلقّى بعض الدّعم من الإمبراطوريّة بفضلِ أنشطته الخيريّة.
عشتُ حياة هادئة نوعًا ما. كانت الموارد قليلة، لكن لم أعاني من الجوع، و تلقّيتُ تعليمًا معقولًا.
تعلّم اللّغة هنا كان صعبًا بعض الشّيء، لكنّني أصبحتُ صديقةً للأيتام الآخرين وقضينا طفولتنا معًا. ليلي هي إحدى هؤلاء الأصدقاء، وما زالت زميلتي في الغرفة منذُ عشر سنوات.
في شتاء عامي السّابع عشر، خلال طقس البلوغ، سألني الكاهن الذي التقطني عمّا أريد أن أفعله في حياتي. قال إنّ بإمكاني مغادرة المعبد والعيش خارجًا، أو البقاء ككاهنة إذا أردتُ.
كانت الإمبراطوريّة التي أعيشُ فيها تعيش في سلام، وفي الحقيقة، كان العمل في التّجارة خارج المعبد أكثر ربحًا من الدّعم القليل الذي يتلقّاه المعبد. لهذا السّبب، كانت معظم المعابد، باستثناء معبد أبفنيل الرّسمي للإمبراطوريّة، تعاني من التّراجع.
في هذه الظّروف، اخترتُ البقاء في المعبد دونَ تردّد. لم أكن متحمّسة للخروج و العمل بجدّ، ولم أثق بقدرتي على جني ثروة طائلة. أردتُ فقط العيش بهدوء هنا. بالإضافة إلى ذلك، كنتُ قد ارتبطتُ بالكاهن ديموتيو الذي التقطني.
وهكذا، أجريتُ طقس التّعميد لأصبح كاهنة. وخلال هذه العمليّة، أدركتُ أنّ اختياري كان خطأً فادحًا.
كانت قوّتي المقدّسة قويّة جدًا، بل كانت هائلة. لقد تجاوزت قوّة كبير كهنة إلنور، بل وكانت تُضاهي قوّة كهنة أبفنيل.
عندما وضعتُ يدي على الكرة البلّوريّة لقياس القوّة المقدّسة، انبثقَ نور ساطع أضاء الغرفة بأكملها باللّون الأبيض. فكّرتُ في نفسي:
‘آه، لقد أفسدتُ كلّ شيء.’
نعم، لقد رفضتُ فرصةً ذهبيّة لمغادرة المعبد، واخترتُ طوعًا أن أصبح خادمة مخلصة لمعبد إلنور.
لم تكن تعاليم معبد إلنور قد لامست قلبي بعمق، ولم أكن أملك مشاعر خاصّة و تجاه هذا المكان، لكن هذه القوّة المقدّسة الضّخمة، التي لم أتوقّعها، ظهرت كمكافأةٍ لمرورِ عشر سنوات على انتقالي إلى هذا العالم، و أعطتني درسًا قاسيًا.
أصبحتُ مقيّدة بمعبد إلنور، وتمّ إرسالي إلى أماكن تجلب المال، كأولويّة أولى.
الكاهن ديموتيو، الذي أدخلني إلى المعبد، أصبحَ الكاهن الأعلى بفضلي، وكلّما زار نبيل معروف المعبد، كان عليّ أنا و الكاهن الأعلى استقباله بكلّ احترام.
كان الكاهن الأعلى يمسكُ يدي أحيانًا بوجه مفعم بالتأثّر ويقول إنّني “أمل معبد إلنور”، وفي كلّ مرّة، كنتُ أندم بعمقٍ على قراري.
كان شخصًا لطيفًا و رحيمًا بلا شكّ، لكنّ وجهه عندما كان يرسلني دونَ رحمة إلى أماكن خطرة لكسب المال…
“آه، انتهينا من جمع كلّ شيء. هيّا ندخل الآن!”
بينما كنتُ أجمع الأغطية و أنا شاردة، سمعتُ صوت ليلي العالي. بدأ الأطفال أمامي بحملِ السّلال بسرعة والدّخول. حملتُ سلّتي أنا أيضًا، متعثرة تحتَ ثقلها. لقد وضعتُ الكثير دونَ تفكير، فأصبح حجمها كبيرًا جدًا.
“ليلي، أليس لديكِ عمل اليوم؟”
“لا، سأنتهي بمجرّد ترتيب الغرفة التي سيقيم فيها الدّوق.”
“واو، أنا حقًا أغار منكِ.”
“تغارين؟ أنتِ فقط تجلسين هناك، أليس كذلك؟ لا حاجة لترتيب أيّ شيءٍ آخر.”
“الجلوس هناك هو المشكلة. تخيّلي شخصًا قد يقتلكِ إذا أزعجتِه قليلاً ينام أمامكِ. إذا أصدرتِ صوتًا خاطئًا و أيقظته، قد تُقتلين على الفور.”
كانت هذه مشكلةً جديّة حقًا. لكن على الرّغمِ من نبرتي الجادّة، ضحكت ليلي كما لو كنتُ أمزح.
“هيا، هو ليسَ من النّوع الذي يقتل بهذه السّهولة، أليس كذلك؟ إنّه قائد فرسان الإمبراطوريّة.”
“لا، لأنّه قائد الفرسان أنا قلقة—”
“لماذا سيُزعج نفسه بقتلكِ؟ أنتِ تمثّلين معبد إلنور، أليس كذلك؟ بالطّبع، إذا كان الدّوق، يمكنه دفن الشّائعات بسهولة، لكنّ ذلكَ سيكون مزعجًا له.”
“آه.”
صحيح، حتّى قتلي قد يكون مزعجًا له.
لم أفكّر بهذه الطّريقة الإيجابيّة.
أومأتُ برأسي وقد اكتسبتُ فهمًا عميقًا.
“شكرًا على النّصيحة المفيدة.”
“على ماذا تشكرينني؟”
ضحكت ليلي التي بدت مندهشة حقًا، ممّا جعلني أشعر بالغضب للحظة، لكن في الحقيقة، بما أنّه من الصّعب القول إنّ الدّوق يحترم الحياة، فقد صدّقتُ أكثر أنّه لن يقتلني لأنّ ذلكَ سيكون مزعجًا له.
“آه، ريني، إنّها تمطر. انحني بسرعة و احمي السّلّة.”
“لا أصدّق، حتّى الأغطية تتفوّق على حقوقي الإنسانيّة.”
“عمّا تتحدّثين؟”
بعد أن قمتُ بخفضِ قيمتي تحتَ إزعاج الدّوق، أصبحتُ الآن أقلّ من الأغطية، رغم أنّها جماد.
من الصّعب تحديد أيّهما أكثر بؤسًا.
لكن على الرّغمِ من هذه الأفكار، بما أنّ هذه الأغطية ستُستخدم في غرفة الدّوق، انحنيتُ بجديّة وتلقّيتُ المطر بدلاً منها. تبلّل ظهري على الفور.
كان المطر غزيرًا.
* * *
عندما وصلتُ إلى داخل المعبد، وضعتُ السّلّة وعدّلتُ ظهري. أطلقتُ أنينًا متألّمًا بشكلٍ لا إراديًّ. لقد انحنيتُ كثيرًا لمنع تبلّل الأغطية، فأصابني ألـم في الظّهر.
كانت ملابسي مبلّلة تمامًا، بينما كانت الأغطية جافّة تمامًا، ممّا جعلني أكرهها وأحدّقُ في السّلّة بنظرةٍ و كأنّني سأبدأ نزاعًا.
“أنتِ لا تقاتلين الأغطية بعينيكِ ، أليس كذلك؟”
نظرت ليلي إليّ بنظرة مليئة بالشّفقة وهي تُربت على كتفي. في هذه الأثناء، اقتربَ الأطفال الذين وصلوا قبلنا بسرعة و أعطوني منشفة. شكرتهم ومسحتُ وجهي الذي يقطر ماءً بسرعة. عصرّتُ شعري البنيّ الرماديّ الذي أصبح مألوفًا لي، فسقطَ الماء بغزارة.
عندما بدأتُ أكره الأغطية الجافّة مجدّدًا، سمعتُ صوتًا يناديني. ربّما بسببِ المطر، كان الصّوت يتردّد.
“ريني.”
“…الكاهن الأعلى.”
اكتشفني الكاهن الأعلى ديموتيو و ابتسمَ بلطف. كان شعره الأبيض قليلاً ممشّطًا بعناية. أخبرَ ليلي والبقيّة أن يغيّروا ملابسهم أوّلاً لتجنّبِ الإصابة بالزّكام، مشيرًا إلى أنّ هناك وقتًا قبل وصول الضّيف.
ذهبت ليلي والأطفال الآخرون إلى المبنى الملحق بالمعبد حيث يقيم الكهنة، لكنّني سُحبتُ من قبل الكاهن الأعلى إلى مكانٍ ما. قلتُ إنّني مبلّلة وأريد تغيير ملابسي، لكنّه لم يُجب.
آه، حقوقي الإنسانيّة تتدهور أكثر فأكثر.
كان المكان الذي وصلنا إليه هو مكتب إدارة المعبد.
في الحقيقة، منذُ أن ناداني الكاهن الأعلى و مشينا إلى هنا، كنتُ أتوقّع نوعًا ما ما سيحدث. دائمًا ما كنتُ أتلقّى المهامّ هنا.
“……ريني.”
جلسنا متقابلين عندَ الطّاولة، لكنّه لم يتحدّث لفترةٍ طويلة، ثمّ ناداني ببطء. كان يمسكُ يديه معًا كما لو كان يصلّي، شعرتُ بنوعٍ من الغرابة و هززتُ رأسي.
“إذا كنتَ سترسلني في مهمّة، قلها بسرعة. تأخيركَ يجعلني خائفة بدونِ سبب.”
“في الحقيقة، دائمًا ما كنتُ أرسلكِ إلى الخارج شبه قسريًا…”
كنتُ سأجيب بجفاف “أنتَ تعرف ذلك”، لكنّ الرّعد قاطعني. لم يمرّ وقتٌ طويل منذُ بدء المطر، لكنّ الرّعد بدأ يدوي و المطر يهطل بغزارة، ممّا جعلني أشعر بالقلق.
“هذه المرّة، سأحترم رأيكِ قدر الإمكان. هل تعرفين أين تقع مملكة فيوس؟”
“نعم، إنّها دولة صغيرة تقع على الحدود الغربيّة، أليس كذلك؟ سمعتُ أنّ وضعها الاقتصادي سيّء هذه الأيّام.”
“صحيح. لقد أشعلت هذه المملكة حربًا.”
“……؟”
“يبدو أنّها، بدلاً من الانهيار بسببِ الأزمة الاقتصاديّة، قرّرت شنّ الحرب كمحاولةٍ أخيرة. لم تتعدّ فيوس الحدود من قبل، لذا كانت الحراسة على الحدود الغربيّة متراخية، لكنّ هجومها نجح.”
كانت هذه قصّة محيّرة، بل و مربكة جدًا. لم أكن قلقة بشأنُ الحرب بقدر ما كنتُ مصدومة، لأنّ فيوس دولة صغيرة جدًا، لا تتجاوز عُشر حجم الإمبراطوريّة.
كيف يمكن أن تنجح في محاولة يائسة كهذه…
“لذا قرّرت العاصمة إرسال دعم. يبدو أنّهم سيرسلون قائد فرسان أبفنيل و الدّوق ويلارد.”
“……حقًا؟ أيقصدون إرسال قائد الفرسان والدّوق الإمبراطوري لقمعِ دولة صغيرة كهذه؟ و علاوةً على ذلك ، أليس قائد الفرسان هو أمير الإمبراطوريّة؟”
“من المحتمل أنّهم يخطّطون لضـمّ أراضي فيوس إلى الإمبراطوريّة بدلاً من مجرّد قمع مَنٔ عبروا الحدود الغربيّة.”
بدأتُ أفهم الأمر.
كان الكاهن الأعلى ديموتيو يشرح الوضع بالتّفصيل و يطيل المقدّمة لهذا السّبب.
ضيّقتُ عينيّ. ظهرت ابتسامة محرجة على وجه الكاهن وهو يحاول شرح المزيد من الخلفيّة، ثمّ انتقل بسرعة إلى صلب الموضوع.
“لقد قرّروا إرسال عشرين معالجًا.”
“……عشرون معالجًا؟ يمكن لأبفنيل توفير هذا العدد بسهولة، أليس كذلك؟ وبما أنّ قائد الفرسان يشارك، فمن الطّبيعي أن يدعموا من أبفنيل.”
“صحيح، لكن لا يمكن أخذ جميع الأفراد من معبد واحد، لذا أُمرت المعابد الأخرى بالدّعم أيضًا.”
نظرَ إليّ الكاهن الأعلى وكرّر بتأكيد:
“إنّها مجرّد حملةٍ لقمع دولة صغيرة. كما قلتِ، مع قائد الفرسان المقدّسين و قائد فرسان الإمبراطوريّة، إنّها حرب آمنة جدًا.”
“لن أذهب.”
“ريني، فكّري جيّدًا. لن يكون هناك سوى عدد قليل من الجرحى…”
“حرب آمنة؟ هذا مثل القول إنّ هناك جليدًا دافئًا.”
على الرّغمِ من إجابتي الحازمة، ظهرَ الارتباك على وجه الكاهن الأعلى، لكن لم يكن لديّ أيّ نية لتغيير رأيي. صوت المطر الغزير الذي سُمع في تلكَ اللحظة بدا وكأنّه يعكس جديّتي.
أنا أكثر مَنٔ يسعى إلى السّلامة. الحياة الآمنة هي الأفضل.
في حياتي السّابقة، عندما كان يتمّ استغلالي بعمل دونَ مقابل، قيل لي إنّ عليّ قبول ذلكَ كجزء من تجارب الحياة.
في هذه الحياة، أردتُ العيش بسلامٍ دون شغف، وبمجرّد أن أعمل، أريد أن أحصل على مكافأة عادلة.
لماذا يجب أن يكون لديّ شغف كبير لأعيش؟ الشّغف، الإبداع، والخيال اللامحدود—أنا شخص ينقصه الجهد، لذا هذه مجالات مستحيلة بالنّسبةِ لي.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع

📢 المنتدى العام عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.

🎨 إمبراطورية المانجا عـام
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...

📖 نادي الروايات عـام
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 1"