فمن ترويض الوحوش إلى التخلّص من السِّياط، كانت كريسنت حجرَ الزاوية في كلّ ما حدث. ولولاها، لربّما فقدوا ذراعًا أو أكثر وهم يحاولون التعامل مع تلك الوحوش بأنفسهم.
وفي حين كانت كريسينت تُنهي تلك الفوضى، كان الكاردينال روبيـن يخوضُ معركتَه الضاريةَ ضدّ إسـمير.
وقد أدركَ أنّ السوطَ يتكاثرُ إذا قُطِع، فامتنع عن تمزيقِه، مكتفيًا بصدِّ ضرباته المتلاحقة.
لو أستطيعُ فقط انتزاعَ ذاك السوطِ منه…!
زمَّ أسنانَه بعزمٍ، وأشارَ بعينيه إلى فارسينِ انضمّا إليه، ثمّ انقضَّ على إسـمير بسيفِه المضيءِ كالشهاب.
ابتسمَ إسـمير بسخريةٍ باردة.
“ثلاثةُ سيوفٍ بدلًا من واحد؟ لا فرقَ عندي.”
مدّ سوطَينِ في الهواءِ، مُجبِرًا الفارسينِ على التفرّق، فانبثقَ فراغٌ في دفاعِه.
اغتنمَ روبيـن اللحظةَ، وضربَ بكلّ قوّتِه.
برقَ النصلُ، واتّسعتْ حدقتا إسـمير الورديةُ دهشةً وهو يتراجعُ خطوةً، لكن بعدَ فواتِ الأوان.
ظهرت على ذقنه البيضاءِ النقيّةِ خطٌّ أحمرُ رفيع، هو الأثرُ الذي خلّفهُ نصلُ روبين.
“أتجرؤ… أن تُشوّهَ وجهي المثالي؟!”
“ألستَ أنتَ من كنتَ تتباهى قبلَ لحظةٍ بعبيدِكَ الأوفياء؟ أين وفاؤهم الآن وأنتَ ترتعدُ خوفًا؟”
“هاهاها!”
انفجر إسمير ضاحكًا.
“نعم، لقد عبثتُ معكم أيها الحمقى وقتًا أطولَ مما ينبغي. يبدو أنكم لن تنضمّوا إليّ كشركاءَ في النهاية—يا لها من فرصةٍ ضائعة.”
وفي لحظةٍ واحدةٍ، تمدّدَ سوطاهُ بطولِ الكهفِ بأكمله، وانشطرا إلى عشراتِ القطعِ الصغيرةِ التي اندفعتْ نحو أقفالِ أقفاصِ الوحوش.
كليك… كليك…
ارتجَّ المكانُ بأصواتِ الأقفالِ وهي تنفتح.
ومن ظلالِ الظلمةِ انبعثتْ أعينُ الوحوشِ تتلألأ بالحقدِ الجديد.
***
انفجرَ صوتُ الكونت إسـمير من جديدٍ، يملأُ المكانَ بنبرتهِ المازجةِ بين التهكّمِ والجنون.
“لا تحملوا في قلوبِكم ضغينةً عليّ، يا أعزّائي. لقد منحتُكم الفرصةَ لتصيروا عبيدي بسلام، أليس كذلك؟”
كان يتحدّث بلهجةٍ متراخيةٍ، ثمّ صرخ فجأةً بصوتٍ حادٍّ غاضبٍ موجِّهًا كلامَه إلى الوحوش.
“اقتلُوهم جميعًا! لا… انتظروا! لا تقتلوهم! أمسِكوهم أحياءَ وقدّموهم لي! هؤلاء البشر سيكونون العبيدَ المثاليين ليُربّوكم، أيّها الوحوش القذرة، فلا تُبذِّرُوهم بالقتل، هاهاهاها!”
“غرااااغ!”
“كياااه!”
بتعليماتٍ من إسمير، تحرّكت الوحوشُ دون تردّد. ارتفعت الزئيرُ من كلِّ جانب، يملأ المكانَ رعبًا.
مع صريرِ الحديد، بدأت أبوابُ القضبان تفتح ببطء، وخرجت الوحوشُ واحدًا تلو الآخر، زأرَت ومَجَّت، فارتجف جسدي من هول المشهد
إنها جنون. جنونٌ قاتل، محضُ سفك دماء
ارتجفَ جسدي دونَ إرادةٍ.
لم أشهدْ حتى عند قدومي إلى هنا كراهيةً متجسّدةً كهذه.
اصطفَّ الفرسانُ المقدّسونَ في تشكيلٍ متماسكٍ، يُقاومونَ غريزةَ الخوفِ التي تخنقُ صدورَهم.
“إذا استسلمتم الآن ووافقتم أن تعيشوا معي بقيةَ حياتكم البائسة، قد أعفو عنكم”
تهكّم إسمير بسخريةٍ.
“فأنتم، بعد كل شيء، ملكٌ لي بالفعل.”
ملكك لمن بالضبط؟
“من الذي تظنّ أنهم ينتمون إليك؟”
قطع صوت روبين الهواءَ المشحون، مردّد الفكرةَ التي خطرت في ذهني.
“أولادي الأحبّة يسمعون لي بإذعانٍ تامّ. إذا أمرتهم بكسْر أعناقكم، سينفذون ذلك بلا تردّد. وإذا أمرتهم بابتلاعكم، سيأكلونكم أحياءً ولن يتركوا شيئًا خلفهم. أليس الموت مخيفًا بالنسبة لكم؟”
رد روبيـن بثباتٍ لا يتزعزع.
“لا أعرفُ للخوفِ سبيلًا.”
مع شدّ قبضته على سيفه، أوضح روبين أنّ الكلام لم يعد ضروريًا.
اندفع إلى الأمام مستهدفًا إسمير، الذي أطلق زئيرًا مدويًا ردًّا على ذلك.
“اِنهَشوهُم!”
وفي اللحظةِ ذاتِها، صرخت على الوحوش.
“اِنهَشوهُم!”
بصفتي ‘متخصّصة في التعامل مع الحيوانات’، كان مستواي الحالي 128.
وبمجرد تجاوز المستوى 120، اكتسبتُ خاصيةً جديدةً.
ولاءُ المخلوقات من المستوى أ.
حين يصل مستوى المودّة مع الوحوش إلى حدٍّ معين، يصبح بإمكاني كسب ولائهم التام
—يتبع.
( (
(„• ֊ •„) ♡
━━━━━━O━O━━━━━━
– تَـرجّمـة: شاد.
~~~~~~
End of the chapter
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 36"