مرّت قطعة اللحم عبر القضبان إلى داخل القفص، ومع ذلك ظلّ السكون مخيّمًا في الداخل. تقدم وحشٌ واحد فقط، ذو عينين زمرديتين، بحذرٍ ليتناول الطعام، ثم شرع في مضغه بهدوء.
ورغم هذا المشهد، لم يُظهر باقي الوحوش أيّ هيجان، ولم يتشاجروا على الطعام.
قالت كريسنت بابتسامة مشرقة وهي تعيد سيفها إلى غمده.
“أحسنتم يا صغاري!”
لم يُسمع من داخل القفص سوى صوت المضغ الرقيق من الوحش الأخضر العينين.
كان الفرسان يراقبون ما يحدث وهم مذهولون تمامًا.
…هل نجح هذا حقًّا؟
لم يصدقوا ما رأوه. لقد نجحت، بطريقة ما، إستراتيجية كريسنت الغريبة في التودد والتجاهل مع الوحوش.
لكنّ الشخص الذي بدت عليه الصدمة أكثر من الجميع لم يكن سوى الكاردينال روبين بلوتو.
***
<تهانينا!>
<لقد أتممتِ بنجاح مهمة
“إطعام مخلوق من عالم الشياطين (الصعوبة: A)”>
<زادت المودّة مع الهدف بمقدار 30!>
<ارتفع مستوى الوظيفة الفرعية
“مختصة رعاية الحيوانات” إلى 20!>
<ارتفعت مهارة التواصل مع الحيوانات إلى المستوى 18!>
<ارتفعت الألفة مع الحيوانات إلى المستوى 19!>
<جميع مخلوقات عالم الشياطين من الصنف A باتت تفهم أوامرك تمامًا!>
‘أوه!’
ما إن تناول أحد الوحوش الطعام الذي قدّمته، حتى بدأت نافذة النظام تعرض سيلًا من الإشعارات.
لم يكن إطعام حيوان عادي، بل مخلوقًا من عالم الشياطين، كفيلًا برفع مستواي الوظيفي دفعةً واحدة من 10 إلى 20.
كانت كفاءة رفع المستوى بهذا الشكل، لا سيما بعد أن اتخذت “رعاية الحيوانات” وظيفةً فرعية، مثيرة للدهشة إلى حد السخف.
‘رائع… سأواصل إطعامهم وتدريبهم لبناء المودّة.’
بدأت بإطعام باقي الوحوش واحدًا تلو الآخر.
وببلوغي المستوى 20، أصبحت قدرتي على التواصل معهم أفضل بكثير. كأن بيننا لغة مفهومة.
“أحسنت يا فرانكلين! آه، صحيح، هذا سيكون اسمك من الآن فصاعدًا. أنتم كنوزي الصغيرة، وسأمنح كلًا منكم اسمًا. أتحبّ ذلك؟“
“كيا–كيا–كيييك!”
‘اسم؟ من يهتم بالأسماء؟ نريد المزيد من اللحم!’
<لقد نجحت في تسمية مخلوق من عالم الشياطين
(الصعوبة: A)!>
<زادت المودّة مع الهدف بمقدار 40!>
مدهش! لقد زادت المودّة مجددًا!
كان أمرًا غريبًا أن أشعر بالمودة من كائنٍ بشع وذي رائحةٍ كريهة، لكن بالنظر إلى الظروف، لم أتمالك شعور الفخر داخلي.
<لقد أطعمت مخلوقًا من عالم الشياطين (الصعوبة: A)!>
<زادت المودّة مع الهدف بمقدار 30!>
<بلغت مودّة الهدف 100!>
<ارتفع مستوى الوظيفة الفرعية
“مختص رعاية الحيوانات” إلى 27!>
<ارتفعت مهارة التواصل مع الحيوانات إلى المستوى 25!>
<ارتفعت الألفة مع الحيوانات إلى المستوى 26!>
فرانكلين، وقد بلغت مودّته 100، بدأ يقفز بحماسة كجروٍ صغير.
واهتز الكهف بأكمله تحت وطأة قفزاته، بينما استمر مستواي بالارتفاع.
أما باقي الوحوش، التي لم ترتفع مودّتها بعد، فكانت تراقبه بنظراتٍ تجمع بين الحيرة والانزعاج. لكن فرانكلين كان سعيدًا بحق.
“انتظروا… هل ذاك الوحش يبتسم؟“
“أليس هذا من كان يزمجر ويحاول قتلنا قبل قليل؟“
“إنه يبتسم… لكن المنظر مرعب.”
تمتم الفرسان المقدّسون بدهشة لا تُصدّق.
حتى أنا، لم يسعني سوى الاعتراف بأن مشهد الوحش وهو يبتسم كان مروّعًا لدرجة يصعب النظر إليها. وكأن القول المأثور “لا تبصق في وجهٍ باسِم” لا ينطبق هنا.
وفي تلك اللحظة، اقترب مني الكاردينال روبين بلوتو، الذي كان يراقب بصمت.
“ما الذي… يحدث هنا؟“
“المعذرة؟“
كان روبين يتنقّل بنظره بيني وبين فرانكلين، وعيناه تتأججان بالذهول. بدا عليه الذهول الآن أكثر حتى من حين قاسوا قواي المقدّسة في القصر.
“ذاك الوحش الشرس يطيعك تمامًا!”
“آه…”
تدخّل أحد الفرسان قائلًا، وقد ارتسمت على وجهه الحيرة ذاتها.
“هذا لا يُصدّق. هل من السهل حقًا ترويض الوحوش؟“
لكن روبين هز رأسه فورًا.
“مستحيل. لم أرَ وحشًا من قبل، صحيح، لكنني أعلم أنهم ليسوا مخلوقات يمكن السيطرة عليها بسهولة. صحيح أنني اقترحت ترويضهم من باب اليأس، لكنني لم أتصوّر أن تنجح هذه الفكرة مطلقًا. ومع ذلك، كريسنت، كيف…؟“
كان هذا هو السؤال الذي توقّعته.
بالنسبة لأي شخص، رؤية إنسان يتواصل مع الوحوش بهذه السلاسة تبدو أمرًا خارقًا.
فأجبتُ بحذر، متظاهرةً بالارتباك.
“حسنًا… لا أعلم. عاملتهم كما كنتُ أعامل الكتاكيت التي ربيتها في المنزل. الغريب أنهم يفهمون أفضل من الكتاكيت! ربما هم أذكى مما ظننت؟“
“كرااانغ!”
“كاااك!”
‘إنها تفهمنا! تعرف أننا أذكياء!’
‘أجل! نحن مخلوقات ذكية! لا تجرؤي على التقليل من شأننا!’
كان من المدهش أصلًا أن لديهم أفكارًا، لكن هذه الثقة بالنفس؟ القليل من المديح الإضافي وقد يغدون بالكامل تحت إمرتي.
راقبتهم وهم يضربون الأرض بحماسة، فهتفتُ.
“يا للروعة! انظروا كيف يتحرّكون! إنهم مبتهجون لأنني اعترفت بذكائهم. بل أصبحوا لطفاء في لحظات الفرح!”
تبادل الفرسان النظرات بدهشة مطلقة.
“أهذه… سعادة؟“
“ألم يكونوا ينوون قتلنا؟“
“بلى! لكنهم الآن فرحون! في الحقيقة، لطالما أحببت الحيوانات. صحيح أن مظهرهم مخيف، لكنهم يستجيبون بسرعة، وهذا جعلهم لا يبدون مرعبين لي بعد الآن… بل صاروا يبدون… لطيفين!”
“أوغهه…”
“كراااك!”
تفاعل البشر والوحوش معًا، بانفعالٍ متزامن.
لطيفين؟
انحنى الفرسان وكأنهم على وشك التقيّؤ، بينما تجمّدت الوحوش في أماكنها، مذهولة.
“كراااك!”
“كياااانغ! كوووييك!”
‘هل نعتتنا باللطيفين؟‘
‘لم يقل لنا أحد ذلك من قبل! إسمير كان يقول دومًا إننا بشعون لدرجة أن لا أحد قد يرغب بنا!’
ماذا؟
حين سمعت كلماتهم، استدرت إليهم فورًا.
كانت هذه فرصة ذهبية لجني المزيد من نقاط المودّة.
“ماذا؟ الكونت إسمير قال إنكم بشعون؟ كيف له أن يقول شيئًا بهذا القسوة؟ لا تقلقوا، إن اصبحنا نحن اصدقائكم الجدد، فلن تسمعوا ذلك مجددًا. يا له من وحش… أوه، صحيح، هو فعلًا شيطان.”
“كياااااك!”
“كواااااانغ!”
‘معها حق! تمامًا ما كنا نشعر به!’
‘كوااااااانغ!’
صرخت الوحوش بصوتٍ واحد، يتردد صداه في أرجاء الكهف.
انضمت إليها تقريبًا كل الوحوش، زئيرهم يهز الجدران.
لم يكن زئيرًا من غضب، بل من نشوةٍ خالصة، وكأن كلماتي مست قلبهم.
وفي تلك اللحظة، ظهرت نافذة النظام مجددًا بوابل من الإشعارات.
<لقد شفيت الصدمة النفسية المتجذّرة لدى المخلوقات، وكسبت مودّتها!>
<زادت المودّة مع كل مخلوق بمقدار 70!>
…هاه؟
أكان وصفهم بالبشاعة مصدر صدمة نفسية حقيقية لهم؟
كنتُ مذهولة. من كان ليظن أن الوحوش تحمل هذا القدر من الحساسية تجاه مظهرها؟
صحيح، مظهرهم مخيف، لكن رغم ذلك…
بدأت أحسب في رأسي كم سيبلغ مجموع المودّة، لكن النظام سبقني.
<زادت المودّة مع جميع المخلوقات بمقدار 10,290!>
“!”
هذا جنون!
ارتفاع إجمالي في المودّة يفوق عشرة آلاف. بوجود 147 وحشًا، كل منهم منحتني 70 نقطة، كانت النتيجة واضحة.
ولم أحتج حتى لإطعامهم أو تسميتهم واحدًا واحدًا!
وماذا عن مستواي؟
<تهانينا!>
<ارتفع مستوى الوظيفة الفرعية
“مختص رعاية الحيوانات” إلى 107!>
<بات بإمكانك الآن ترويض جميع مخلوقات عالم الشياطين من الفئة A تمامًا!>
<شَهِدَت سمعتك بين مخلوقات عالم الشياطين ارتفاعًا هائلًا!>
لم أصدق عيني. لقد أصبحت مختصةً معتمدة في رعاية الحيوانات… بمستوى جنوني!
تمتم روبين، وما يزال في صدمته.
“هذا… لا يُصدّق. نوايا القتل في الوحوش بدأت تتلاشى…”
( (
(„• ֊ •„) ♡
━━━━━━O━O━━━━━━
– تَـرجّمـة: شاد.
~~~~~~
End of the chapter
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 33"