9
استمتعوا
***
أشار قائد فرقة الغوالم إلى أحدهم خلفه وهمس له بشيء.
ثم اندفع جميع الغوالم نحو رقعة من التربة التي لم تنبت بعد وأحاطوا بها من كل جانب.
بعضهم بدأ بالحفر، وبعضهم أخذ يذوق التراب… مشهد مزدحم وصاخب لمخلوقات صغيرة منهمكة.
بعد فترة عاد أحد الغوالم إلى جانب القائد وهمس في أذنه.
هز القائد رأسه وقال:
“حيوية الأرض كافية، سحر الكائن الأعلى قد تسرّب بالكامل، وجودة التربة ممتازة.”
“وماذا بعد؟”
“في الوقت الحالي… يمكنني القول فقط إن البذرة لا ترغب في الاستيقاظ.”
“هممم…”
“أحيانًا تظهر بذور من هذا النوع، كما تعلمين.”
لم تكن بذرة عادية على الإطلاق، ربما كانت تحتاج إلى ظروف خاصة كي تنبت.
لكن بما أنني لم أكتشف تلك الظروف بعد، قررت أن أتركها وشأنها مؤقتًا.
ولأمنع أي أحد من العبث بها، غرست لافتة أمام الرقعة تقول:
×”تم زرع بذرة هنا. الرجاء عدم اللمس.”×
على أي حال—
مشهد الخضروات الخضراء الطازجة جعل معدتي تقرقر.
حان وقت الأكل أولًا.
🍜 **اشتهاء شيء حار**
“ماذا آكل الآن؟”
بعد أن تناولت البطاطا الحلوة المشوية أمس، شعرت اليوم برغبة شديدة في شيء حار.
والطعام الحار يعني الرامن، طبعًا — لكن للأسف، لم يكن لدي أي منه في المنزل.
…آه، لكنني تذكرت مكانًا قد يبيعه.
“قائد، هل يمكنك مراقبة لور لبعض الوقت؟”
“مفهوم. اذهبي مطمئنة.”
“ماذا؟! خذيني معك!”
قفز لور فجأة وحاول الإمساك بكاحلي.
“أمسكوها!”
“آه!”
لكن الغوالم الصغار بدأوا يركضون حول لور في أنماط مبهرة، مما جذب انتباهه فورا.
[الاسم: لور (أشفيلور)]
[النوع: تنين بُعدي من الفئة الأسطورية]
[الحالة: تلعب الغميضة]
[مستوى الألفة(العلاقة) : ♥ (المستوى 1)]
[الموقع الحالي: حديقة الخضروات]
“يبدو مستمتعا، هاه.”
بينما كان لور يلعب مع الغوالم، أمسكت بمحفظتي وخرجت من البوابة.
🕒 **دكان القرية القديمة**
بعد أن مشيت قليلًا نحو أطراف القرية، وجدت دكانًا صغيرًا على جانب الطريق.
كان المكان صغيرًا ومتهالكًا لدرجة لا تسمح بتسميته ‘سوبرماركت ‘ — كان أقرب إلى دكّان قديم يبيع الوجبات الخفيفة، والمشروبات، والسجائر.
الطابق الثاني بدا وكأنه مسكن، وهاتف عمومي مكسور يقف خارجًا.
في زمنٍ امتلأت فيه الأحياء بالمتاجر الحديثة، كان هذا الدكان نادرًا بحق.
فوق الباب المنزلق، كانت هناك كتابة باهتة تقول: – ‘دكان جيهوا العام’-،
لكن القرويين ببساطة كانوا يسمونه: ‘-الدكان’-
فتح الباب بصوت مرح حين دخلت.
في الداخل، كانت الرفوف مليئة بالسجائر، والمشروبات الكحولية، والوجبات الخفيفة، وبعض المستلزمات المنزلية.
التشكيلة كانت محدودة — على الأرجح، كل الزبائن من أهل القرية.
“…آه، ها هو.”
لحسن الحظ، كانت هناك بعض أنواع الرامن الفوري مكدّسة في الزاوية.
أخذت عبوتين — وفجأة، ناداني صوت من خلفي:
“هذا النوع جيد، لكن ذاك أفضل!”
عندما التفتُّ رأيت فتى صغيرًا، يبدو في الصفوف العليا من المرحلة الابتدائية.
حين زرت المكان أول مرة كان العجوز هو من يدير الدكان — ربما هذا حفيده.
أشار إلى عبوة من – رامن التنين الناري المقلي- — ذلك النوع الحار جدًا الذي أصبح رائجًا مؤخرًا.
“وإذا اشتريته، تحصلين على ملصق وحش قوس قزح أيضًا!”
“هل تريد الملصق؟”
“ل-لا! لا أريد!”
كلماته لم تكن تُطابق تعابير وجهه طفل لطيف.
لكنني كنت أرغب فقط في رامن بسيط اليوم، لذا أخذت ما اخترته وتوجهت نحو المحاسبة (الي يحسبون بيها المال) .
💰 **النظام الصادق**
هل هذا المكان مفتوح أصلًا؟
لم يكن هناك أحد خلف الطاولة.
وبينما كنت أتردّد تحدث الفتى مجددًا:
“يمكنك فقط وضع المال في السلة والمغادرة!”
“حسنًا، سأفعل ذلك.”
أخرجت 3000 وون ووضعتها في السلة، تمامًا كما قال.
“لم أرَك من قبل! هل أنتِ تلك السيدة من سيول؟”
“نعم، أنا هي.”
رغم أنني وصلت إلى هنا منذ أيام فقط، يبدو أن الشائعات تنتشر بسرعة في القرى الصغير.
“إذًا، هل أنتِ صيادة؟”
هذه ثاني مرة يُطرح عليّ هذا السؤال.
هل هناك قاعدة في هذه القرية تقول: “إذا كنتِ من سيول، فلا بد أنكِ صيادة”؟
كانت عينا الفتى تتلألآن بحماس، بانتظار أن أقول “نعم”.
“آسفة، لكنني لست كذلك.”
“آه، يا للخسارة…”
انكمش الفتى بخيبة وفقد اهتمامه، ثم عاد إلى الغرفة خلف الطاولة ليقرأ كتابا
لكن عنوان الكتاب لفت انتباهي:
{“شخصيات عظيمة يجب أن يعرفها كل تلميذ ابتدائي: الصيادون الذين تألقوا من أجل كوريا – إصدار بايك يوسونغ.”}
“…يبدو أنه يحب الصيادين، هاه.”
لكن من بين كل الناس… بايك يوسونغ؟
بايك يوسونغ — قائد نقابة بايكام الحالي.
وأيضًا… رئيسي السابق.
‘لم أتوقع أن أرى هذا الاسم هنا مجددًا…’
حسنًا، لا يمكن إنكار أنه كان موهوبًا… ووسيمًا بما يكفي ليُكتب عنه كتاب للأطفال.
وبينما أشعر بشيء من التَّناقض غادرت الدكان وعدت إلى المنزل.
🍜 **أول رامن منزلي**
بعد أن غسلت لور من الطين الذي غطّاه، قطفت بعض الخضروات من الحديقة.
“بصل أخضر وخس… هذا يكفي.”
في المطبخ قمت بملأ القدر بالماء وأشعلت الموقد الغازي.
وحين بدأ الماء بالغليان، أضفت المعكرونة وتوابل الحساء — ثم قطّعت البصل الأخضر الطازج وأضفته.
كان المرق الأحمر المتصاعد يغلي برائحة شهية بالفعل.
[بركة التنين البُعدي من الفئة الأسطورية: “بركة الطهي” تم تفعيلها.]
بينما كان الرامن يُطهى، مزّقت أوراق الخس إلى قطع صغيرة، وتبّلتها لتحضير سلطة *الكيمتشي* الطازجة {*غوتجوري*} .
نكهتها الحلوة والحامضة ستتماشى تمامًا مع الرامن.
وحين نضجت المعكرونة، أطفأت النار ورتّبت كل شيء على الطاولة.
“أكل! أكل!”
اندفع لور نحوي قبل أن أناديه حتى. لا غرابة — بعد صباح طويل من اللعب كان التنين النهم يتضور جوعًا.
“ما هذا؟!”
آه، صحيح، لور لم يأكل سوى الأرز من قبل.
آمل أن يعجبه الرامن.
“رائحته حارة!”
كان الرامن يبدو شهيًا — مرق غني، ورائحة حارة.
بدأت أشعر بالجوع أنا أيضًا.
أخذت قليلًا من المعكرونة وأطعمت لور.
شربكة! (ارتباك)
ابتلعه دفعة واحدة، ثم زفر بقوة.
“هوه! حار! حار!”
ورغم ذلك، كان يمضغ بهدوء — من الواضح أنه مستمتع بالطعم.
هذه المرة، أخذت بعض الخس المتبّل ووضعته في فم لور.
“هممم! مقرمشة!”
[الطبق: رامن بالبصل الأخضر]
رامن محضّر بالبصل الأخضر المقطوف للتو.
مرق عميق وحار!
**تقييم لور للطعم: ♥♥♥♥♥**
**تعليق لور: “حار! حار! لذيذ!”**
[الطبق: خس]
سلطة خس طازجة من الحديقة.
هشة بطعم حلو-حامض.
تقييم لور للطعم: ♥♥♥♥♥
تعليق لور: “لذيذة جدًا…”
أغلقت النافذة المنبثقة أمامي وتذوّقت بنفسي.
“…!”
كان الطعم رائعًا حقًا.
المعكرونة كانت مطاطية، والمرق غنيّ ومليئ بالنكهة — وجبة مريحة بكل معنى الكلمة.
أما البصل الأخضر المفروم، فقد أضفى رائحة منعشة رفعت من مستوى الطبق كله.
هذه المرة، أخذت قضمة من الخس المتبّل.
قرمشة!
“هممم…”
رغم التتبيل، احتفظ الخس بقرمشته.
وكانت نكهته الطازجة تتوازن بشكل جميل مع الصلصة الحامضة.
من كان يظن أن سلطة خس بسيطة يمكن أن تكون بهذا اللذاذة؟
والأغرب من ذلك… كلما أكلت، خفّ الألم الخافت في يدي اليمنى شيئًا فشيئًا.
“…مستحيل.”
لا بد أنني تخيّلت الأمر. لا يوجد طعام يمكنه شفاء دائرة سحرية تالفة.
هذا النوع من الجروح لا يُشفى أبدًا.
كتمت ابتسامة مريرة، وعدت للتركيز على الطعام — وقبل أن أدرك، كانت الوعاء فارغًا.
ورغم أنني كنت ممتلئة، ترددت قليلًا… ثم ابتسمت للور.
“هل تريد تجربة الأرز في مرق الرامن؟”
“آآآه! يمكن فعل ذلك؟! نعم! نعم، فلنجربه!”
صفّق لور بمخالبه الصغيرة بحماس.
⚠️ **صباح اليوم التالي**
بعد اللعب مع لور، يبدو أنني غفوت دون أن أشعر.
كان لون السماء الشرقية قد بدأ يبهت عندما —
بزززز— بزززز—
أيقظني اهتزاز هاتفي العالي.
“آه…”
نصف نائمة، تحسّست الهاتف وفتحت عيني بصعوبة لأتفقد الشاشة.
**[تنبيه مراقبة البوابات]**
⚠️ **تحذير بوابة** ⚠️
ظهرت بوابة مفاجئة في منطقة “دوكشيون-ميون”، مقاطعة “دانشيونغ-غُن”.
يُنصح بجميع السكان القريبين بالابتعاد عن منطقة الخطر حتى يتم رفع التنبيه.
(مكتب إدارة البوابات)
“…. ماذا؟!”
-____________________________________________-
الكيمتشي :الكمجي أو الكمتشي طعام كوري تقليدي وأساسي لا تكاد تخلو منه مائدة فقير أو غني وهو طعام أشبه ما يكون بالمخلل عند العرب وأساسه مادة الملفوف (اللهانة) والثوم الكثير والفلفل الأحمر الحار. الكمجي هو طعام تقليدي مخلل يحفظ في مكان بارد. يمكن أكل الكمجي كمقبلات أو طبق يقدم مع الأرز.
غوتجوري :يشير مصطلح “بوك نال” إلى الأيام الثلاثة الأكثر حرارة في السنة في كوريا، والتي تقع خلال فصل الصيف. تُعرف هذه الأيام باسم تشوبوك وجونغ بوك ومال بوك، وعادة ما تكون في شهري يوليو وأغسطس.
يُعد تشوغي غوكسو طبقًا كوريًا يمد المرء بالنشاط لذلك فهو يحظى بشعبية خلال أشهر الصيف الحارة. يتكون هذا الطبق من نودلز باردة تقدم في مرق بارد منعش مع قطع دجاج مقطعة.
البايتشو غوتجوري هو نوع من الكيمتشي المصنوع من ملفوف النابا، والمعروف بمذاقه الطازج والمقرمش. على عكس الكيمتشي التقليدي، الذي يتم تخميره على مدى فترة طويلة، يتمتع الغوتجوري بمذاق أقل حدة .
وكانت معكم المترجمة ✨ 𝓡𝓸𝓈𝓮.
التعليقات لهذا الفصل " 9"