استمتعوا
***
لست واثقًةً أي جزء من حركاتي المرتبكة بالمعول جعلها تظن ذلك، لكنني ابتلعت ابتسامة مريرة وأجبت بهدوء:
“لا، لست كذلك.”
انا قد تركت النقابة بالفعل، وجسدي بات في حالة مزرية لدرجة أنني لم أعد قادرًةً حتى على حمل بندقية المانا.
لم يعد يحقُّ لي أن أُسمّي نفسي صيادًةً بعد الان.
“هكذا إذًا…”
في نبرتها خيط رفيع من خيبة الأمل.
حدّقَت بعيدًا نحو مكان لا أراه، ثم استدارت فجأة لتعود إلى منزلها.
آه لا، لا يمكنني أن أدعها ترحل بهذه الطريقة.
“انتظري، جدتي! لحظة واحدة فقط!”
“هاه؟ هل لديك شيء آخر للزراعة؟”
“فقط—انتظري قليلاً!”
اندفعت إلى داخل المنزل، أمسكت ببعض الأشياء—هدايا الانتقال {مجموعة منشطات من نقابة بيكام}، وكعك الأرز بالذرة و*مشروب السيخي*الذي اشتريته من السوق—ثم اتجهت مسرعةًإلى الخارج.
“ليست بالكثير، لكن… شكرًا لمساعدتكِ اليوم.”
“……”
“آه، جدتي!”
لم تنظر حتى إلى ما كنت أقدّمه.
بدلاً من ذلك استدارت بسرعة وتوجهت مباشرة نحو منزلها.
حاولت اللحاق بها، لكنها كانت تسير بسرعة مذهلة—وفي لحظات، سمعت صوت باب منزلها يُفتح.
سمعت صوت بابِها يُفتح من جديد.
هل كانت الهدية متواضعة أكثر من اللازم؟
لا، مستحيل—تلك المنشطات كانت من النوع الممتاز حقًا.
ربما كان عليّ أن أُحضِر شيئًا آخر بدلًا منها.
وبينما كنت غارقةً في التفكير—
كريك (صوت الباب)
انفُتح الباب من جديد.
وظهرت العجوز تحمل كيسًا بلاستيكيًا أسود ثقيلًا.
“خذي هذا.”
وعندما فتحته وجدت بداخله بطاطا حلوة كبيرة وممتلئة.
“زرعتها بنفسي. جرّبيها.”
لم تنظر إليّ وهي تسلّمني الكيس، فقط استدارت ومضت عائدة إلى منزلها.
ناديتها بسرعة، محاولةً اللحاق بها.
“شكرًا لكِ! سأستمتع بها حقًا!”
ظهرها بالكاد تحرّك—إيماءة خفيفة بالكاد تُرى، وكأنها خجولة.
الآن لدي كومة من البطاطا الحلوة الكبيرة، الشهية.
“ممم، رائحتها لذيذة يا عزيزي! كيف نأكلها؟”(مكتوب كذا في الانجليزي)
كان بإمكاني سلقها أو تبخيرها، لكن بما أنها مناسبة مميزة، قررت أن أقوم بإعدادهَا مشوية.
لطالما رغبت في تجربتها بهذه الطريقة—تحميصها في فرن تقليدي قديم.
كان هناك بعض الحطب المتبقي في المخزن، فألقيته داخل الفرن وأشعلت النار، لففت البطاطا المغسولة *برقائق القصدير* قبل أن أضعها في الداخل.
[بركة تنين الأبعاد الأسطوري “بركة الطهي” قد تم تفعيلها.]
ظهرت نافذة الحالة أمام عيني مباشرة.
الآن بعد أن فكّرت بالأمر، لم تظهر تلك النافذة حين اشتريت كعك الأرز اللزج من السوق.
“إذًا، لا تعمل إلا عندما أطبخ بنفسي، هاه…”
بالنسبة لشيء يُدعى بركة تنين، بدا الأمر… متواضعًا بعض الشيء.
على أي حال، لم يتبقَّ سوى الانتظار.
كرك، كرك—(صوت الفرن عند تشعيله)
حدّقت في ألسنة اللهب المتراقصة، شاردةً في أفكاري.
وقبل أن أدرك حلّ الليل.
رغم أننا في فصل الربيع ، إلا أن نسيم المساء حمل برودة خفيفة—دفء النار جعلني أسترخي دون أن أشعر.
انتشرت في الجو رائحة البطاطا الحلوة المشوية، وبدأ “لور” يضرب الأرض بذيله في نفاد صبر.
“أنا جائع! هل نضجت؟!”
“هممم… بقي القليل فقط.”
هدّأت تنيني الصغير، وواصلت مراقبة النار حتى أخرجت البطاطا أخيرًا باستخدام الملقط
“آه، ساخنة!”
حتى مع القفازات كانت تحترق أصابعي.
نزعت ورق القصدير بحذر، فكشفت عن بطاطا مشوية تمامًا—قشرتها متفحمة قليلًا، وعطرها شهي.
كراش—(صوت إنكسار، تشقق… الخ)
شققتها فانفجرت القشرة الهشة كاشفة عن لبّ ذهبي يلمع.
كانت تبدو مثالية تمامًا.
“واو!”
انتشرت رائحة غنية وحلوة في الهواء، فقفز “لور” بحماس.
“لور، انتبه. إنها ساخنة، تناولها بهدوء—”
“…ساخنة! س-ساخنة!!!”
“لم تستمع إليّ، أليس كذلك…”
وبعد أن هدّأت المخلوق المسكين، جلسنا جنبًا إلى جنب نتذوّق البطاطا الحلوة المشويَّةِ معًا.
تصاعد البخار برفق من الأنصاف الذهبية، تتوهّج تحت ضوء النار.
“فيوو… ها…”
نفخت عليها برفق، ثم أخذت قضمة.
انتشرت حلاوة عميقة في فمي تملأ كل زاوية منه.
ورغم سخونتها كان قوامها يذوب في لساني كثلجٍ ربيعيّ.
كانت لذيذة إلى درجة أن يدي لم تتوقف عن الرغبة بالمزيد.
“واو… لا أصدق أن شيئًا بهذه اللذة موجود فعلًا…”
[<الوجبة > بطاطا حلوة مشوية]
مشوية مباشرة فوق النار داخل فرن تقليدي.
بطاطا حلوة بطعم العسل.
تقييم “لور” الذوّاق: ♥♥♥♥♥
مراجعته المختصرة: “آآآه! لا تحرق اللِّسان !”
كان “لور” يحبّها بوضوح.
لكن شيئًا ما ظلّ ناقصًا… آه، صحيح.
دخلت المطبخ وأحضرت بعض الحليب.
صببت كوبًا بالحليب الأبيض الكريمين حتى امتلأ—ولم أدرك كم جفّ حلقي إلا حينها.
رشفة واحدة برّدت فمي على الفور وغسلت الحلاوة تاركة خلفها لمسة منعشة وناعمة.
كان المزيج مثاليًا.
“…هممم، هذا السائل الأبيض لذيذ أيضًا!”
ابتسم “لور” وفمه مغطّى برغوة الحليب.
لقد كان يومًا مُشبِعًا.
ذهبت إلى السوق، عملت في الحقل، وحتى حصلت على تلك بطاطا حلوة كهدية.
أيامي في النقابة كانت أكثر ازدحامًا، لكن هذا الهدوء… هذا الرضا البسيط…
ملأني بشيء لم أشعر به منذ زمن طويل.
رفعت رأسي نحو السماء.
على عكس سماء سيول كانت مليئة بالنجوم.
ولوهلة قصيرة، فكّرت—
‘أنا سعيدة لأنني جئت إلى هنا.’
“واحدة أخرى! أريد المزيد!”
“حسنًا، حسنًا.”
شهية هذا التنين لا تترك لي لحظة واحدة حتى لأغرق فيها في مشاعري.
ضحكت وبدأت أقشّر له بطاطا مشوية أخرى.
ممم، لذيذة.
بعد ظهيرة مليئة بالعمل في الحقل وبطون ممتلئة، بدأ النعاس يتسلّل إلينا.
وبعد أن شبعنا من البطاطا الحلوة، غفونا أنا و”لور” مبكّرًا تلك الليلة.
ثم، في صباح اليوم التالي—
دَف! دَف!
استيقظت على صوت شيء ثقيل يطرق على الأرضية الخشبية.
“أمسكت به!”
ما الأمر الآن؟ هل “لور” يعبث مجددًا؟
كنت نصف نائمة، أتحسّس هاتفي لأتفقد الوقت—الساعة السادسة صباحًا.
في الماضي، كنت سأكون قد استيقظت بالفعل لأتهيّأ للعمل.
لكنني لم أعد صيادةً.
“آااه…”
وضعت الهاتف جانبًا وأغمضت عيني مجددًا.
بدأ النوم يتسلّل إليّ مرة أخرى.
لقد عملت بجدّ البارحة—أستحقّ أن أنام حتى وقت متأخر اليوم.
دَف! دَف! دَف!
“هاها! أمسكت به أخيرًا! …نم، نم.”
صوت “لور” المرح—يتبعه صوت المضغ.
وفجأة، تبخّر النوم من رأسي وكأن أحدهم رشّ عليّ ماءً باردًا.
انتظر—أمسك ماذا؟
<…ماذا أمسكت؟>
<شيء بني… صغير… وله أرجل…>
<ل-لا، توقف فورًا!>
<لماذا؟ أنا فقط أساعد!>
مستحيل.
شيء بني، صغير، وله أرجل…؟
“يا إلهي…”
قفزت من مكاني وفتحت الباب بسرعة.
في الساحة، كانت مؤخرة “لور” الصغيرة المستديرة ظاهرة للعيان.
“لور!”
لم يلتفت إليّ حتى—كان يحفر الأرض بمخالبه الصغيرة.
ثم، بحركة راضية انتشل شيئًا ما ووضعه مباشرة في فمه.
في مكاني لم أتمكّن من تمييز ما كان بالضبط، لكنّه كان بنيًا… صغيرًا… وله أرجل.
ارتجفت، وانطلقت نحوه أصرخ في هلع.
“لور، لا! سيء! أتركه!”
“نم، نم…”
“لا تأكله! إن فعلت لا فطور لك!”
“…بايا! باااايا!”
عند ذكر الفطور، تجمّد “لور” وتردّد ثم بصعوبة بصق ما كان في فمه.
الحمد لله.،على الأقل تفادينا السيناريو الأسوأ.
أمسكت بعصا طويلة، وتقدّمت بحذر لأتخلّص من ذلك الشيء.
أنا لا أخاف من الحشرات، قطعًا لا.
“آه…”
إنها لا تتحرك، صحيح؟
…صحيح؟
أدرت وجهي، أغمضت عيني بشدة، ثم دفعت ذلك الشيء البني بالعصا—
“شكرًا لإنقاذي.”
“…هاه؟ لور، هل قلت شيئًا؟”
“ماذا؟ لم أقل شيئًا!”
غريب كنت متأكدةً أنني سمعت صوتًا عميقًا و ثابتًا.
نظرت حولي أبحث عن مصدر الصوت،
حينها عاد ذلك الصوت المهذّب من جديد…
“من هنا.”
كان الصوت يأتي من قرب قدميّ.
وعندما نظرت إلى الأسفل، رأيت… كتلة صغيرة من التراب.
نصف جسدها كان مبللًا بلعاب التنين،
وتلك الكتلة الترابية الصغيرة كانت تلوّح لي.
اتضح أن ما كان “لور” يمضغه لم يكن حشرة على الإطلاق—
بل هذه الكتلة الصغيرة من التراب الحي.
“…إذًا لم تكن حشرة.”
“هيه! لماذا قد آكل شيئًا كهذا؟ أعطني الفطور حالاً!”
“أعني…”
هو فعلاً قال فقط “شيء بني صغير وله أرجل”،
لم يقل إنها حشرة—لكن مع ذلك…
أي شخص في الريف سيفكّر بالحشرات أولًا، لا بكتلة تراب غريبة الشكل… تتكلم.
“فيوو… اخفت نفسي بلا سبب هذا الصباح.”
انتظر—لا، لحظة.
تلك الكتلة الترابية… تكلمت، أليس كذلك؟
انحنيت لأتفحّصها عن قرب.
كانت صغيرة بما يكفي لتستقر في راحة اليد.
بذراعين وساقين ووجه صغير منحوت بشكل بدائي.
بدت تمامًا كتمثال طيني صغير.
“…أنت من تكلم؟”
“نعم، كنت أنا.”(الله يهديك كنت احسب البطل)
-_________________________________________-
مشروب السيخي : هو مشروب تقليدي كوري حلو المذاق، مصنوع من الأرز. يُحضَّر بتخمير الأرز مع الشعير. مُنتشر في كوريا الجنوبية ومُتوفر في أقسام المشروبات داخل المتاجر. يحتوي على أرز مطهو، وأحيانًا يُضاف إليه حبوب الصنوبر.
رقائق القصدير : ورق أو رقائق القصدير هو عبارة عن رقائق معدنية رفيعة مصنوعة من فلز القصدير، وقد حل محل ورق القصدير الفعلي ورق الألومنيوم حيث يعتبر أرخص وأكثر دواماً وذلك بعد الحرب العالمية الثانية، وأحياناً ما يتم الخلط بين كلاً من رقائق الألومنيوم والقصدير وذلك بسبب التشابه فيما بينهم.
وكانت معكم المترجمة ✨ 𝓡𝓸𝓈𝓮.
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
التعليقات لهذا الفصل " 7"