4
استمتعوا
***
بدأتُ أولًا بوضع كمية وفيرة من الأرز في وعاء كبير، ثم أضفت إليه زيت السمسم والملح، والقليل من السمسم المطحون.
“أرز!”
“لا، ليس الآن لم يجهز الارزُّ بعد”
“وووووه…”
من الضروري إبعاد “لور” الذي يحاول التسلل وسرقة لقمة قبل أن ينضج الطعام …
مهما نظر إليّ بعينين متوسلتين، فهناك أمور لا يمكن تجاوزها.
صحيح أن الأرز وحده لذيذ لكن لا بد من حشوه حتى يصبح شهياَّ و يمن الطبق بعض العمق
فتحتُ علبة تونة وقمت بصفي الزيت منها ثم أضفت صلصة المايونيز والفلفل وخلطت المزيج جيدًا.
رائحة التونة المشبعة بصلصة المايونيز الأبيض كانت شهية لدرجة أن “لور” بدأ يهتز من الحماس.
مددت ذراعي لأمنعه من الاندفاع ، ثم أخذت ملعقة من الأرز الساخن الذي يتصاعد منه البخار داخل الوعاء.
كوّرت الأرز، ووضعت بداخله خليط التونة و صلصة المايونيز، ثم رششت عليه القليل من فتاتِ الأعشاب البحرية.
وهكذا، اكتمل طبقٌ بسيط… لكن شهي للغاية.
“أرز! إنه الأرز!”
لم يعد “لور” قادرًا على كبح نفسه، فمدّ مخالبه نحو كرات الأرز بشغف.
ثم اختار أكبر كرة منها، وبدأ يلتهمها بنهم.
استنشق رائحتها أولًا ثم قام بفتح فمه على مصراعيه وأخذ أول قضمة.
“هممم! لذيذ جدًا، بااا!”
أطلق “لور” تنهيدة إعجاب، ثم شرع في التهام كرات الأرز بسرعة مذهلة.
وفي تلك اللحظة…
[<الوجبة > كرات الأرز بالتونة. ]
الحشوة كانت من التونة و صلصة المايونيز، ورُشَّ إلى جانبها فتات الأعشاب البحرية.
وجبة ناعمة، رطبة ومشبعة.
تقييم “لور” الذوّاق: ♥♥♥♥♥♥♥
انطباعه في سطر واحد: هممم، لذيذ ! الأرز شيءٌ لذيذ فعلًا!
وفجأة… ظهرت نافذة حالة غريبة أمامي.
طبق بسيط لا يحمل أي تأثير خاص، ومع ذلك ظهرت له نافذة؟ هذا جديد تمامًا عليّ.
“هل يعقل… أن السبب هو هذا؟”
[تم تفعيل بركة التنين البُعدي الأسطوري: «موسوعة لور للذوّاقة».]
في اللحظة التي قررتُ فيها أن أكون وصيًّة على “لور”، ظهرت نافذة حالة تحمل عبارة غريبة.
ما يُسمّى بـ”موسوعة الذوّاقة” لم تكن سوى نافذة تظهر في كل مرة أطعم فيها هذا التنين حرفيًا.
لكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد.
[«آشفيلور» تناول طعامك وشعر بالرضا.
العلاقة تعمّقت قليلًا.]
[العلاقة مع «آشوفيلور» تعمَّقت بما يكفي.
مستوى العلاقة: 1 ➝ 0
تم الحصول على مكافأة مستوى العلاقة.]
※ كلما ارتفع مستوى العلاقة مع «آشفيلور»، زادت فخامة المكافآت التي قد تنهال عليك !
‘لكن ما هي هذه المكافآت بالضبط؟’
[لقد حصلت على بركة التنين البُعدي الأسطوري: «بركة الطهي».]
بركة الطهي؟ هل هذه… هي المكافأة؟
[※ بركة الطهي ※
طعامك سيصبح ألذ وأشهى 🎵]
“بااا! ما رأيك؟ إنها بركة التنين العظيم!”
“ممم… تبدو جيدة، وربما لا…”
“هممم…”
“وووه، ردّك غامض جدًا!”
عبس “لور” وهو يضرب الأرض مخالبه غير راضٍ عن ردّي.
لكن ماذا عساي أن أفعل؟ كل ما تقوله النافذة هو أن الطعام سيصبح ألذ.
هل يُفترض بي أن أرقص فرحًا من أجل ذلك؟
على أي حال، بما أنها تُسمى “بركة” فلنجربها.
أغلقتُ نافذة الحالة ثم بدأت بتحضير كرة أرز جديدة.
نفس الوصفة تمامًا: أرز متبّل، حشوة في الداخل، وتكوير بسيط… لا شيء جديد.
لم أكن أتوقع شيئًا مميزًا، لكنني أخذت قضمة من كرة الأرز الجديدة.
‘…هاه؟’
لذيذة فعلًا؟
فُتات الأعشاب البحرية المالحة والأرز المتبّل جيدًا مع التونة بصلصة المايونيز التي تذوب في الفم…
كل شيء امتزج بتناغم مثالي داخل فمي.
هل كانت كرات الأرز دائمًا بهذا الطعم الرائع؟
صحيح أن الكيمتشي المقلي الذي صنعته بالأمس كان لذيذًا، لكن هذا… هذا على مستوى آخر تمامًا.
فجأة، تذكّرت تلك الأيام التي لم يكن لدي وقت حتى لتناول لفافة *كيمباب *.
فقد كنت أكتفي بشرب جرعات من مشروب الطاقة وأواصل حياتي.
يا لها من أيام ضائعة.
وبالمناسبة، ذلك المشروب… كان بطعمه البشع يُشبه العقاب.
لماذا عشت بتلك الطريقة؟ لا أعلم
“من الآن فصاعدًا، سأحرص على تناول الأشياء الذيذة فقط.”
وهكذا، أنا و”لور” التهمنا كرات الأرز حتى الشبع.
“باااااا…”
منذ قليل، كان رأس “لور” يهتز بلا توقف إلى الأمام والخلف لكنه الآن بدأ يميل شيئًا فشيئًا نحو الأرض.
عيناه الزرقا وان اللَّتان كانتا تتلألأنِ قبل لحظات أصبحتا نصف مغمضتين.
هذا ليس بالشيء الغريب، فمنذ الصباح وهو يتنقل في كل مكان، ثم ملأ بطنه الصغير بكرات الأرز حتى انتفخ تمامًا.
النعاس بدأ يتسلل إليه، وهذا طبيعي. فالصغار من الحيوانات، حياتهم تدور بين الأكل والنوم… ثم الأكل والنوم مرة أخرى.
أحضرت بطانية صغيرة وقمت بفرشها على الأرض ثم مددته عليها.
وبمجرد أن لامست جسمه غرق التنين الصغير في نومٍ عميق.
“فو… فووو، بووو…”
[الاسم: لور (آشوفيلور)]
[النوع: تنين بُعدي أسطوري]
[الحالة: يسيل لعابه، خررر… فووو…] (ذيك الأصوات بمعنى انه نائم)
[مستوى العلاقة: ♥ (المستوى 1)]
[الموقع الحالي: غرفة النوم]
يبدو أنه يحلم بشيء ما فقد بدأ يلعق شفتيه وهو نائم.
ذيله يتمايل بخفة بما يكفي لجعله يبدو في غاية اللطافة.
على ما يبدو لن يستيقظ قريبًا.
سلام مفاجئ قد حلّ علينا.
وفجأة، خطرت لي فكرة…
ربما أستغل هذه اللحظة وأذهب إلى السوق
لا يُسمع سوى صوت نباح كلب بعيد من حين لآخر أما الجو من حولي… فهو هادئ تمامًا.
أوراق شجرة *الكاكي* خارج البوابة تتمايل بخفة مع نسيم الصباح.
“…يا للسَّلام.”
انتهيت من إعداد الفطور وغسل الصحون، ومع ذلك لم تتجاوز الساعة التاسعة والنصف صباحًا.
هذا النوع من الهدوء لم يكن ليخطر ببالي في تلك الأيام عندما كنت في صفوف الصيادين.
حين كنت في نقابة «بايكام» كانت أيامي تسير هكذا تقريبًا:
أستيقظ قبل الفجر، أخوض ثلاث جولات تدريبية في بوابة محاكاة مخصصة للصيادين، ثم أذهب للعمل…
بين تنفيذ المهام داخل البوابات النظامية، والتعامل مع البوابات الطارئة أو البلاغات التي يرسلها المواطنون، كانت الشمس تغرب قبل أن أشعر بذلك حتى
ثم أعود إلى النقابة في وقت متأخر من الليل، أكتب التقارير وأعالج بعض الأعمال الإدارية الصغيرة.
وبعدها أخوض جولتين أخريين في بوابة التدريب الخاصة بالصيادين، قبل أن أعود إلى المنزل.
هذا كان جدول أيامي خلال الأسبوع.
أما عطلات نهاية الأسبوع؟ هل رأيت بوابة تلتزم بنظام خمسة أيام عمل؟
لكن هنا… هنا أشعر وكأن الوقت يمضي ببطء وكأنني أتنفس لأول مرة.
“……”
جلستُ وأسندتُ ذقني إلى يدي أحدّق في ساحة المنزل.
في الخلف ظهرت رقعة صغيرة من الأرض وقد غزتها الأعشاب البرية.
هل أزرع شيئًا ما هناك؟
لا أنوي التفرغ للزراعة لكن لدي الكثير من وقت فراغ، كما أن الأرض متاحة، فلم لا أجرب قليلًا؟
“مكان بيع البذور… يُسمى متجر البذور، أليس كذلك؟ ربما أزوره قريبًا.”
ثم إنني بحاجة لبعض المكونات الغذائية كذلك.
ذلك التنين الصغير الذي يلتهم الأرز بشراهة…. تسبب في إفراغ الثلاجة تمامًا.
ولا يمكننا الاستمرار في تناول كرات الأرز وحدها فقط ، لذا حان وقت التسوّق.
حسنًا، إلى السوق إذن.
لكن إن علم “لور” بالأمر، سيصرّ على مرافقتي، لذا عليّ أن أستغل فترة قيلولته وأذهب بسرعة.
خطوة بخطوة… بهدوء… دون صوت.
حين كنت على وشك فتح الباب محافظة على صمتي قدر الإمكان، حين…
“باااات؟ إلى أين تذهبين؟!”
“آه، لور، استيقظت؟ فقط خذ قيلولة قصيرة.”
“أيهتها الوصية، هل تنوين… التخلي عني؟”
“هاه!”
ركض “لور” خلفي بخطواته القصيرة. ثم قفز وتشبّث بساقي.
“سأذهب معك أيضًا!”
عيناه المتشبثتان تقولان بوضوح: لن أدعك تذهبين وحدك مهما حدث.
يا له من تنين… لديه حاسة مدهشة في التقاط النوايا.
ثم مجددًا، ترك “لور” وحده ليس بالأمر السهل.
ماذا لو التهم شيئًا بنيًّا… صغيرًا… وله أرجل؟
كنت أرغب في اصطحابه معي، لكن…
“لا.”
“…لِـ، لماذا؟!”
تجمّد “لور” من وقع كلماتي الباردة وقد بدت عليه الصدمة.
لكن لا مجال للتراجع، ما لا يجوز لا يجوز.
“أنت بنفسك قلت إنك تنين نادر وعظيم، أليس كذلك؟ “
“لا ينبغي أن يراك الآخرون.”
“ووووووه…”
“إلا إذا كنت تستطيع التحول إلى شيء لا يلفت الأنظار .”
ظننت أنه سيبدأ بالبكاء من خيبة الأمل لكن….
“أمهوهو فهمت! الأمر هكذا إذن؟ فقط اعتمد عليّ! بااا!”
قال “لور” بثقة وهو يضرب صدره الصغير بمخالبه القصيرة.
هيه، ما الذي ينوي فعله الآن؟
“بااا!”
ضمّ “لور” مخالبه معًا وأغمض عينيه.
وفجأة…
بااااااات!
انفجر من جسده الصغير وهج أبيض… خرج من الضوء
وبمجرد أن انطفأت الهالة ظهر أمامي طفل صغير لطيف للغاية.
يبدو في الثالثة أو الرابعة من عمره بشعر فضي لامع وعينين زرقاويتين مع خدّين طريّين فاتنتين يجعلانني أرغب بقرصهما.
كان “لور” راضيا بمظهره الجديد فانتفخ صدره وقال بثقة:
“ما رأيكِ؟ الآن يمكنني الذهاب معك… بااا؟”
“آه، آسفة.”
لم أتمالك نفسي، فقد بدا خدّه طريًا جدًا… فمددت إصبعي وقرصته
يا له من ملمس ناعم…
كان ملمس خده أشبه بكعكة الأرز اللزجة… ناعم، طري وممتع
لكن ما أثار دهشتي أكثر هو أنني رأيت “التحوّل” بعيني.
بحسب موسوعة «وحوش الأساطير داخل البوابات» (مرفقة بجدول التوافق وكتيّب مصغّر)، فإن التنانين تمتلك ذكاءً خارقًا وطاقة سحرية هائلة، بل ويمكنها التحوّل إلى هيئة بشرية واستخدام تعاويذ سحرية معقدة من المستوى العالي.
حتى في رواية «أنا مزارع في الريف، لكنني في الحقيقة صياد خارق؟!»
ظهر تنين قد تحول إلى إنسان ليساعد في الزراعة.
حتى لو كان صغيرًا يبقى التنين تنينًا.
وبما أنه تحوّل إلى هيئة بشرية قررت اصطحابه إلى السوق.
لكن فجأة، ومع صوت “بَف!”، خرج قرن من جبين “لور” مجددًا.
“…بويا؟”
ثم “بَف!” أخرى، وظهرت له أجنحة على ظهره.
“إييييك… سأعيد المحاولة! سأعيدها!”
ضمّ “لور” يديه الصغيرتين مجددًا مركزًا بكل طاقته،
لكن مهما حاول، لم تختفِ الأجنحة ولا القرن…
لم تختفِ القرون تمامًا.
“……”
يبدو أن “لور” لم يتقن التحوّل بعد.
“بااا… أيتها الوصية، لماذا تنظرين إليّ بهذا البرود؟”
“……”
_______________________________________
خارج الموضوع : شرح بعض الكلمات :
الكيمباب : طبق كوري يصنع من الأرز الابيض المسلوق مع عدة مكونات أخرى يلف بعشب بحري مجفف صالح للأكل، و يقدم شرائح رقيقة، غالبا ما يؤكل خلال النزهات أو المناسب في الهواء الطلق،. وأحيانا كوجبة غذاء
شجرة الكاكي:الكاكي أو فاكهة الخرمة أو الخرمال الكاكي (الاسم الكاكي أو فاكهة الخرمة أو الخرمال الكاكي ) هو نوع من النباتات يتبع جنس الخرمال من الفصيلة الأبنوسية. موطنه شرق آسيا وخاصة الصين وروسيا وهو يزرع اليوم في كثير من مناطق العالم بما فيها بلاد الشام وتركيا. يتميز بمذاقه الفريد، تشبه ثماره البندورة لكن لونه البرتقالي مختلف عنها. في بداية الربيع تورق اشجار الكاكي وتتفتح ازهاره في أول شهر مارس/ آذار حتى تنضج بين سبتمبر وأكتوبر. تتميز شجرة الكاكي بمقاومتها للأمراض، وتلون أوراقها باللون البرتقالي والأحمر بداية الخريف قبل أن تتساقط في الشتاء.
________________________________________
كانت معكم المترجمة ✨ 𝓡𝓸𝓈𝓮
التعليقات لهذا الفصل " 4"