2
استمتعوا
***
إنّ أكثر سؤال قد يخطر على بال الناس في هذا العصر
‘ماذا سأتناول على الغذاء’
وقفت في المطبخ مكتوفة اليدين، افكر في وجبة الغذاء التي قد اتناولها فقد تأخر الوقت بالفعل
فعندما كنت أعمل كصيّادة كنت كثيرا ما اتخطى وجبات الطعام نظرا لكثرة الاستدعاءات المفاجئة لم يكن لدي وقت كافي للراحة و تناول الطعام
كنت عادة ما اتناول ألواح الطاقة الجافة عند الشعور بالجوع . وحين كنت أشعر بالكسل كنت اكتفي بجرعات استعادة الطّاقة
و الآن عند التفكير في الأمر أدرك كم كانت حياتي في الماضي فوضوية
‘من المزعج الاعتماد عل ألواح الطاقة’
لا، لا . لقد توقفت عن كوني صيادة بالفعل
لم يعد هناك سبب للعيش مشغولة كما في السابق
بما انه اليوم الأول لأنتقالي، وهو يوم احتفالي ببدء حياة جديدة فلا ضرر بطهو وجبة غذاء دافئة و مناسبة
“…..المشكلة هي المكوّنات “
أقرب متجر من هنا يقع خارج القرية، مجرد التفكير في الذهاب إلى هناك يجعلني أشعر بالكسل و الانزعاج
لحسن الحظ، وجدت بعض المكونات بين صناديق الأمتعة
بعض الأرز،. بيض، لحم معلّب، كيمتشي قديم، وبعض من رقائق أعشاب البحر (الأعشاب البحرية)
هل هذا كل مايكنني استخدامه؟
‘إذا، ماذا يجب أن آكل؟’
هل يجب أن اصنع أرز الكيمتشي المقلي؟
قرّرت طبخ أوّل ما خطر في ذهني. و أوّل شيء فعلته هو طهي الأرز
‘تاك! هواريك!'(صوت اشعال الموقد)
اشتعلت النار بسهولة على موقد الغار. لحسن الحظ، يبدو أن هناك بعض الغاز المتبقي في الخزّان
قمت بتسخين المقلاة و سكبت كميّة سخية (وفيرة) من الزّيت
ثم اضفت الكيمتشي المفروم و اللحم المعلّب، وبدأت في القلي
‘تشييي’ (صوت القلي)
انبعثت رائحة شهيّة من الكيمتشي و اللحم المعلب و هما يُقليان حتى أصبح لونهما ذهبيّا، كان الزّيت يغلّفهما بطبقة لامعة جعلت من لعابي يسيل
“هذا هو”
عندما نضجت إلى حد ما، خفّفت النّار و اضفت الأرز
اكتمل الطبق بعد قليه حتى أصبحت حبّات الأرز مفكّكة و شهيّة
أضفت أيضا نصف بيضة مقليّة و رششت بعضا من رقائق أعشاب البحر، فأصبح المنظر جذّابا للغاية
هل آكل في الخارج بما أنني هنا؟
و ضعت الوعاء على صينية صغيرة و حملته إلى الشرفة و خرجت، ثم ألقيت نظرةً على الفناء الذي لا يزال فارغا، و رفعت الملعقة
أولا أخذت لقمة كبيرة من الأرز المقلي
“امم……!”
انفجرت تعابير الإعجاب من داخل فمي
في اللّحظة التي ابتلعتها، ملأ المذاق العميق للكيمتشي و نكهة السّبام ( ماركة اللحم المعلّب) فمي، كانت قوام حبّات الأرز شهية مما جعل التّناغم مثاليا
“لذيذ…..”
بعد ذلك قمت بنقر البيضة المقلية بالملعقة
فانزلق صفار البيض الرطب و غطى حبّات الأرز
تذوّقت الملعقة وانا منذهلة من المشهد الشّهي
‘واو…..!’
على الرّغم أنّ الطعم كان حارا و منعشا، إلا أنه أصبح ناعما بفضل البيض المقلي، وكان قوام الكيمتشي المقر مش حيا بالكامل (بمعنى أنّه مازال موجودا)، مما جعل مضغه ممتعا
كيف يمكن أن يكون بهذا الطعم اللذيذ؟
هل كنت أجيد الطّهي هكذا؟
على الرّغم أنّني لم ستعمل أيّ وصفة سرّية خاصة، فقط قليت المكوّنات معا الا ان هذا الأرز المقلي كان مذهلا حقا
‘هل هذا لأنه اول طعام منزلي اتناوله منذ وقت طويل؟’
حرّكت ملعقتين بسرعة و نظرت للمشهد الخارجي
كان الهواء الذي يلامس أنفي صافيا و نظيفا. شمس الربيع دافئة، و يمكنني سماع صوت المياه من الوادي البعيد
كان هذا مشهدا و مذاقا لا يمكن مقارنتهما على الإطلاق بتناول ألواح الطاقة الجافة داخل بوّابة مظلمة و كئيبة.
همم
‘فلأتوقف عن التفكير في الماضي ‘
وضعت الأفكار غير المجدية جانبا و في اللحظة التي كنت سألتهم فيها ما تبقى من أرز الكيمتشي المقلي
“…… بّا!”
سمعت شيئا مثل صوت حيوان من مكان ما
في البداية اعتقدت أنّني أخطأت السمع، لكن
“بّا، بّا”
سمعته مرة أخرى
ماهذا بحق السماء؟ كان الصوت مزعجا لدرجة لا يمكن تجاهلها
لا أعتقد أنه وجش جبلي قد دخل أليس كذلك
في النهاية تركت أرز الكيمتشي المقلي الذي لم انهه، و بدأت ابحث عن مصدر الصّوت
“اعتقد انه جاء من هذا الاتجاه؟……”
انحنيت و تفقدت أسفل الشرفة الخشبية، لكنّها كانت فارغة تماما. كان هناك فقط القليل من أدوات الزراعة المهملة
ادرت رأسي في حيرة، وفي اللحظة التي حاولت فيها النهوض
“با!”
“آآآك!!”
فزعت و اصطدم رأسي بالشرفة
و قبل أن أشعر بالألم اتسعت حدقتا عيناي بدهشة
كان هناك مخلوق صغير في الفناء الذي كان فارغا قبل قليل
جسم صغير مغطى بحراشف فضية لامعة كأنها فضة مذابة ، و أطراف ممتلئة
و كان له قرنان صغيران على جبهته و أجنحة على ظهره
هذا المظهر لا يمكن أن يكون
“سحلية؟”
“من أين لك اني سحلية!”
فجأة، السّحلية تكلّمت
“من الواضح أنني تنين، با!”
وفوق ذلك، و بشكل لا يتناسب مع مظهره اللطيف و صوته الرفيع، كانت نبرة صوته متعجرفة
نظرت مرّة أخرى الى المخلوق الصغير أمامي مندهشة
من المؤكد انه يبدو مميزا جدا ليكون سحلية، بالإضافة إلى ذلك، رأيت هذا المظهر من قبل
لم أره في الحقيقة، ولكن في <الموسوعة الكبرى لوحوش أساطير البوابات (بما في ذلك الرسوم التوضيحية الوحوش و الكتيب الأصغر)
هذا يعني اذا….
“……تنين حقيقي؟”
إذا كان تخميني صحيحا …بدا و كأنه تنين صغير لم يمض وقت طويل على ولادته
حاول التنين الصغير القفز على الشرفة. لكنه فشل فشلا ذريعا بسبب اطرافه الصغيرة
“اينيت! (صوت استياء) لماذا هذا الشيء مرتفع جدا؟!”
بعد أن تمسك التنين الشرفة و تذمر لبعض الوقت. نجح اخيرا في الصعود
“هوه، هوه، هذا لا شيء على الإطلاق”
ثم اقترب مني بخطوات واثقة كما لو كان يصعد على الشرفة بمهارة منذ البداية
على الرغم من كونه لطيفا وهو يرفرف بجناحيه و يترنّح بجسمه مع كل خطوة
مددت يدي لا شعوريا لاربت على جبين التنين….
لا انتظر. انتظر. هذه ليست المشكلة
تنين؟ فجأة؟ هنا؟
كان <تنبيه مراقبة البوابات. على هاتفي صامتا. وهذا يعني أنه لا توجد بوابة مفتوحة حاليا في نطاق 50 كم
هل يمكن ان لتنين ان يظهر فجأة دون انفتاح اي بوابة؟
هل هذا هو ما سمعت عنه فقط ‘بالتقاط تنين؟’…. إنه ليس قطة أو كلبا، هل يمكنك التقاط تنين هكذا فجأة
“با!”
بينما كنت في حيرة من أمري، دفع التنين رأسه نحو مائدتي. ثم سال لعابه و قال مرة أخرى
“اعطني الأرز.”
“هاه”
“انا جائع. با!”
اه، هذا التنين، هل يريد أن يأكل الأرز؟
“هل انت جائع؟ هل تريد أن تأكل هذا؟”
“بات!”
اومأ التنين برأسه بقوة، مع ايماءة رأسه. ترنح جسده بالكامل
لن أمنع الطعام عن جائع و لكن…..
هذا أرز كيمتشي مقلي سيكون حارا
إعطاء طعام حار لتنين رضيع….. لا هل يمكنني اعطاءه الأرز اصلا؟
“انتظر لحظة، سابحث عن شيء اخر”
” هوو-انج، أريد أن اكل هذا! رائحته لذيذة “
حسنا،. إذا كان التين نفسه يريد أن ياكل، فلا بأس. مددت الملعقة و عليها القليل من أرز الكيمتشي المقلي
فتح التنين فمه و اكل الأرز المقلي بحذر، وفي الوقت نفسه، انتفخ خداه و هو يمضغ، و رفرف بجناحيه
” هل هو لذيذ؟”
” با! “
هذه المرة أعطيته لقمة أخرى مع البيض المقلي
أصبح عينا التنين رطبة و لامعة، و أطلق ضحكة خافتة
كان لطيفا جدا و هو يفعل ذلك
واصلت تحريك الملعقة كما لو كنت مذهولة، و اطعمت هذا التنين الصغير الأرز
التنين الذي كان يأكل بحذر لقمة تلو الأخرى في البداية، نفذ صبره و ادخل رأسه بالكامل في الوعاء
بعد أن التهم كل الأرز المتبقي، استلقى على الأرض وهو يبدو راضيا
“باااا……!”
يبدو أنه شبع الان،. بحيث انتفخت بطنه الصغيرة الكرة
حبست ضحكتي و انا انظر اليه وتحدّثت
“هل شبعت الان؟”
“نعم، أشعر أن معدتي ستنفجر!”
“إذا عد إلى منزلك الان”
“ب. با…… ؟!”
نظر الي التنين بتعبير مصدوم. اتسعت عيناه الكبيرتان كما لو كانتا ستنفجران
كانت نظرته تقول : ‘كيف يمكنك قول مثل هذا الكلام القاسي’
و لكن بغض النظر عن كيفية نظره الي،. ليس لدي أي مية لتربية تنين
انه ليس كلبا ضالا أو قطة ضالة، إنه تنين ظهر فجأة
‘لا. انتظر لحظة.’
التنانين كائنات نادرة حتى في البوابات
لا توجد سجلات كثيرة لاكتشافها في جميع أنحاء العالم. و حتى تلك كانت جميعها تنانين حمراء أو خضراء
“تنين بحراشف فضية” لم اسمع بمثله من قبل ولا بد انه يمتلك قوة و قدرات هائلة أيضا
‘إذا هل يجب أن احاول تربيته…… ؟’
في تلك اللحظة التي خطرت لي تلك الفكرة و كنت فيها على وشك الاقتراب من التنين
‘قرقرة’
التعليقات لهذا الفصل " 2"