1
استمتعوا
***
“الصيادة لي هي سو، انت موقوفة مؤقتا عن العمل”
فأجبت بدهشة :
“ماذا”
تفاجأت كثيرا ورفعت رأسي بسرعة،لكنّ قائد النقابة اعاد نفس الكلام بوجه جاد دون أي تعبير:
“ابتعدي عن المهمات في الوقت الحالي، و اعملي فقط على بعض الأوراق داخل النقابة “
“……. “
” أو يمكنك اخذ اجازة و الذهاب في رحلة إلى أي مكان، مازال لديك بعض ايام الإجازة المتبقية أليس كذلك؟”
حبست نفسي (تنفسي) من شدّة الصدمة، وقلت بسرعة:
“انتظر قليلا يا زعيم النّقابة، مهمة الهجوم على بوابة ناميانغجو الأسبوع القادم، أليس كذلك؟ لا يمكنني الانسحاب و انا قائدة الفريق. “
” اه، تقصدين تلك المهمة، لا داعي للقلق، الفريق الثالث سيذهب بدلا عنكم”
احتججت بشدة، لكنّ زعيم النّقابة لم يتأثر بذلك ابدا، بل سألني بابتسامة خفيفة :
” حسنا،. دعيني أسألك أيتها الصيادة لي هي سو، في حالتك هذه، هل يمكنك الإمساك بمسدس الصّعق حتى؟ “
وحين كنت على وشك الإجابة ترددت، وقلت بصوت خافت بالكاد يسمع :
“نعم، يمكنني الإمساك به…. اه”
و فجأة، عندما حاولت تحريك يدي، شعرت بقوة غريبة تسري في جسدي، كانت ضعيفة جدا، لكّنها كفيلة بجعل ب صري يتشوّش و شعرت معدتي و كأنها تنقلب من الدّاخل
” أوه…… كح! كح! اه!”
أغلقت فمي و أخذت اتنفس بصعوبة، بينما سمعت صوت الزعيم البارد يأتي من الأعلى :
” لا جدال في الأمر، اعتبارا من اليوم، انت خارج العمل الميداني و تنتقلين إلى العمل الإداري (المكتبي)”
لم أستطع الرد، فأكمل ببرود :
“هل لديك أي اعتراض “
“… لا، سيدي”
” انتهى الكلام، يمكنك المغادرة الآن”
– طق-
أغلقت باب مكتب الزعيم خلفي و تنهدت بعمق. و بينما كنت أحاول التماسك، ركضت نحوي احدى الزميلات الأصغر سنا حيث كانت تنتظر في الخارج وسألت بسرعة :
” القائدة، ماذا قال زعيم النقابة؟ لماذا استدعاك فجأة؟”
اسمها كيم ايونبي، وهي صيادة عملت معي لعدّة سنوات في فرقة الهجوم الخامسة
“أخبرني رئيس النقابة ان اخذ اجازة ابتداءا من اليوم، و أتوقف عن العمل الميداني داخل النقابة”
“ماذا ! ياللجنون، هذا الرئيس عديم الضمي…. ام، ام! ام ! “
غطيت فم ايونبي بسرعة، مالذي تفعله. تشتم الزعيم بصوت عال في الممر و امام مكتبه، ماذا لو سمعنا!
بعد أن هدأت قليلا قمت بنزع يدي، وإذ بها تسأل بوجه عابس :
” كيف يمكن حدوث شيء كهذا فجأة؟ “
” و لماذا لا يمكن أن يحدث؟ “
” لكن أيتها القائدة، انت كنت معنا منذ بداية تأسس النقابة… انت، كيف يمكنني قولها؟ انت احد المساهمين الرئيسيين”
هي لم تخطئ القول، دخلت هذه النقابة بعد رؤية رئيسها، وعملت بجدّ، لكن
“انت تعلمين ان جسمي في حالة سيئة.”
” أيتها القائدة “
لقد أصبحت صياد في سن السابعة عشر في الرتبة E، وهو أدنى رتبة أعلى قليلا من الشخص العادي، و بعدها عملت بجهد شاق حتى نلت الرتبة D، و دخلت نقابة <بيكام>، ثم مرة أخرى، بذلت كل جهدي حتى أصبحت في الرتبة C، و هكذا أصبحت قائدة الفرقة الهجومية الخامسة. معاملتي كقائدة هو وضع استثنائي غير مسبوق، فلشخص من الرتبة C هذا يعد انتصارات بحد ذاته، لكنني وصلت للنهاية بشكا اسرع مما توقعته.
المشكلة حدثت قبل بضعة ايّام فقط حيث أصبت بجروح طفيفة على جسدي في هجومنا الاخير على بوابة الجيت، في البداية اعتقدت أنني ساتعافى بسرعة. لكن بعد إجراء الفحص تبين أن دائرة الطاقة السّحرية قد تلفت، ففي تشخيص الطبيب قيل أن درجة الضرر شديدة و لا يمكن معالجتها بأي وسيلة، بصراحة انا بالكاد استطيع الشعور بيدي اليمنى كما أنني بمجرد أن حاولت الإمساك بسلاح شعرت بألم هائل في جسدي لدرجة ضننت فيها أنني تكسرت، و بوصولي لهذه الحالة يمكننا القول أنني أصبحت عديمة الفائدة. حاولت إخفاء الأعراض لكن يبدو أن زعيم النقابة قد علم بالفعل. حتى بدون ذلك، كان هناك الكثير من الناس يقولون :
“كيف يمكن لشخص من الرتبة C فقط أن يقوم بقيادة الفريق”
إذا بقيت انا الشخص عديم الفائدة في النقابة، فإن أعضاء فريقي سيفقدون قرص المشاركة في الزنزانات.
لطالما كنت آمل أن أكون الشخص الذي ينقذ العالم، و لرغبتي هذه تحملت كل الانتقادات لكوني ضعيفة. لكن ان تكون النهاية بهذا الشكل.
” سأترك النقابة “
” نعم! ،ماذا؟ لا مستحيل، يمكنك الحصول على العلاج و العودة، صحيح؟”
“… ايونبي”
لكن انا و ايونبي كنا نعلم على أي حال.
ربتت على كتف ايونبي التي بدأت بالبكاء و الانتحاب، لكن ذلك لن يجدي على أي حال. سألتني ايونبي بوجه باكي و من تحب أكثر :
” لكن أيتها القائدة، مالذي ستفعلينه بعد مغادرة النقابة “
” اه ذلك… سأذهب للعيش في الريف”
“….نعم، ماذا؟”
***
شارع رقم 17، طريق دونغتشيون – ميون، مقاطعة دانتشيون – غون.
بينما كنت اسلك الطريق الهادئ مع بعض من السياج، ظهرت قرية ريفية صغيرة، انها قرية غياهوا، تحتضن واديا من الإمام و جبلا من الخلف. وفي عمق القرية بقرب الوادي يقع منزل صغير، هذا هو المنزل الذي ساقيم فيه مؤقتا
“مع ذلك، مازال بحالة جيدة عكس المتوقع”
ورث هذا البيت أو بالأحرى عهد الي. كانت جدتي البعيدة تسكن فيه حتى قبل بضع سنوات مضت لكن بعد وفاتها، لم يكن هناك أحد للعناية به فاهمل
<لذا اذهب انت ايها الشاب (مكتوب كذا) و اهتم به جيدا
<هاه؟
<اه. ولا داعي للقلق سأقوم بتحويل ملكيته باسمك
<لا! مهلا ! انتظر لحظة! انتظر
سمعت هذا الكلام من عمي الذي نادرا ما اتواصل معه، في الأسبوع الماضي بالضبط، لكن كيف يمكنني أن أقوم بإدارة منزل في الريف البعيد ، عندما اعمل دوم يوم اجازة واحد حتى. أجلت الأمر و قلت أنني سأفكر فيه لاحقا. لكنّ الوضع تغير مباشرة بعد تقديم استقالتي.
<سيدة لي هي سو، يجب أن تخلي الغرفة بحلول الغذ
<نعم؟
< لا داعي للقلق، سأقدم لك مركزا للمساعدة في النقل
<.. لا، انتظر لحظة، انتظر
في الأصل كنت أعيش في مبني سكني توفره ‘نقابة بيكام’
حسنا بمعنى آخر طردت بمجرد أن تركت النقابة
‘يالهم من أناس دنيئين’
كيف لهم أن يكونوا بخلاء هكذا بعد أن عملت لديهم لعدة سنوات، في تلك اللحظة حين كنت على وشك أن اطرد للشارع. خطرت فكرة منسية في ذهني
‘هناك منزل أليس كذلك، وهو مجاني وواسع’
بدا لي انه سيكون أفضل من البحث عن غرفة باهضة و ضيقة على عجل. كما أنه مكان يمكنني الإستراحة فيه دون أن يعرفني احد
لكن عندما أتيت لرؤية المكان، اتضح انه أكبر مما توقعت بكثير
‘واو، إنه ضخم جدا’
المنزل كان كبيرا و مقسوما إلى مبنى رئيسي و ملحق يتوسّطهما فناء. كان واسعا بما يكفي لتعيش فيه عائلة و المزيد (اعذروني على التطفل بس ذا المنزل يكفي دولة مش عائلة)
بجوار الملحق كان هناك مخزن و صنبور مياه بالإضافة إلى موقد لإشعال الحطب، مما جعله يبدو كالمنازل التي تظهر في المسلسلات التاريخية القديمة.
وماذا عن الحقل الملحق بالمنزل، قيل انه حقل خضروات صغير، لكنه يبدو أكبر من 100 بيونغ (وحدة قياس المساحة في كوريا)
‘هل يعتبر حقل بهذا الحجم مجرد حقل خضروات صغير’
ممم، لا أعرف، لم اعش في الريف من قبل
لا أنوي الزراعة فقط لمجرد وجودي في الريف
‘هل يستطيع أي شخص أن يزرع؟’
في مرحلة ما انتشرت حمى العودة إلى الريف في كوريا (بمعنى الجميع يجو للريف، اعتقد مفهومة)
و احد الأسباب كان كون الريف من المناطق ذي الكثافة السكانية القليلة وهي الاقل عرضة لظهور البوابات، و لذلك حاول عدد لا بأس به من الناس الانتقال للريف و الزراعة.
وقد شجعتهم الحكومة الكورية للعودة للريف عن طريق اقرا هم المال، لكن الجميع عاد إلى الريف مثقلا بالديون
بالمناسبة كان هناك القليل من الصيادين بينهم أيضا
لان رواية الويب التي تتحدث عن الصيادين بعنوان < انا مزارع في الريف لكنني صيّاد قوي في الحقيقة؟!.
حققت نجاحا هائلا، توافد عليها الصيادين ذو الخيالات الزراعية القوية
‘روايات الصيادين تفسد الصيادين. تسك،تسك’
يا إلهي،. كدت اقول شيئا مثل عجوز متذمر
على أي حال.احم
الزراعة مهنة شاقة تتطلب الكثير من الاهتمام، ورغم أنني تقاعدت بالفعل كصيادة، إلا أنني لا اخطط لعيش حياة مليئة بالانشغالات بعد.
و السؤال لماذا أتيت للريف؟
الجواب ببساطة هو..
‘ لأنني أردت أن أستريح’
أو لنقل أنني كنت بحاجة للتعافي
كنت أرغب بقضاء بعض الوقت لنفسي دون القلق على جدول الهجوم المزدحم على البوابات أو تنبيهات مراقبة البوابات التي ترن دون توقف أو الخلافات الداخلية في النقابة ولكن…
مررت باصابعي على الجدار وإذ بغبار اسود كثيف يعلق فيه
‘ اوه…. للتعافي يجب أن ابدأ اولا بالتنظيف’
بعد ترتيب الأمتعة و تنظيف الجدران و الأرضيات المليئة بالغبار الكثيف. كان الوقت بالفعل بعد الظهر
‘صوت قرقرة'(ماعرف كيف اكتبو فاكتبتو هيك)
‘بلع’
معدتي الخاوية
بدأت تظطرب بشدة. عند التفكير في الأمر لم اتناول اي شيء منذ الصباح
علي أن آكل اولا
‘ ماذا اكل’
***
حقل خضروات نمت فيه الأشجار و الشجيرات بكثافة في ذلك المكان الذي لا تصل إليه أعين الناس. كانت بيضة واحدة موضوعة
‘كم من الوقت مضى ياترى؟’
‘تشررق (صوت تشقق)
فجأة انبعث ضوء خافت من البيضة و حدث تغيير فيها
بدأت الشّقوق تظهر ببطئ على قشرتها الرقيقة. ومن خلال الشق، زوج من العيون الزرقاء كان يطلّ على الخارج
أصبحت المشقوق أكبر واكبر وفجأة
‘ صوت إنكسار البيضة بالكامل’
كسر المخلوق الصغير البيضة و خطا خطوة واحدة للخارج
“بااا!”
[استيقظ التنين الأسطوري ذي الأبعاد *اشبيلور]
التنين الصغير لا يتذكر كم من الوقت بقي نائما داخل بيضته كل ما في الأمر….
“ياااا، انا جائع”
هل يعقل أن يكون ذلك المكان؟ اخذ التنين الذي ولد للتو يترنح و يسير نحو المنزل الذي أمامه.
_______________________________________________
و ذا نهاية الفصل
معكم المترجمة :lora باسم Rose
التعليقات لهذا الفصل " 1"