⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
كان الوقت يقترب من منتصف الليل. العودة إلى المنزل متأخرًا بعد العمل لم تكن أمرًا جديدًا، لكن الإرهاق هذه المرة كان مختلفًا، أثقل من المعتاد.
أيام تاي جون-سيوب كلها متشابهة: صباح يتبعه صباح، ظهر ومساء وليل، لا اختلاف يُذكر. كل يوم يقضيه وكأنه يصطدم بجدار صخري شاهق، يحاول دفعه قليلًا للأمام، وأحيانًا يتشبث به بيأس، وأحيانًا أخرى يُدفَع بعيدًا بقوة. هكذا يتكرر يومه بلا نهاية.
وبطبيعة الحال، كان عبء العمل في الأسبوع الماضي خانقًا بسبب الاجتماع الاستراتيجي العالمي، ما رفع مستوى التوتر إلى أقصاه.
لكن ما اعتبره أكثر الأمور حظًا، كان الرفض المناسب من قِبل تشوي ها-يونغ.
التقيا بالصدفة، تبادلا التحية بحرارة، ثم انخرطا في حديث قصير. غير أنّ الحفل كان مكتظًا بالشخصيات المهمة، ما جعل من المستحيل أن يطول اللقاء. لم يكن في موقف يتيح لتاي جون-سيوب أن يبدو مميزًا، سوى بأدبه الرفيع.
رغم ذلك، كان يرغب في رؤيته مرة أخرى. بل وتمنى أن يجد وسيلة ليتحدث مع لي سيوب بعيدًا عن قيود المجاملات والسطور الرسمية.
كان ثمة مخاطرة أن يُساء تفسير الموقف على أنه أبناء عمومة يختبرون بعضهم البعض. لكن الطريقة اللطيفة التي جرى بها اللقاء جعلت الأمر يمرّ بهدوء دون مشاكل تُذكر. رسميًا، لم يكن سوى لقاء عابر مع تاي جون-سيوب.
وبخلاف التوقعات، لم تمكث تشوي ها-يونغ في سيول سوى يومين، ثم غادرت إلى ألمانيا بحجة ترتيب جدول النشر مع الأستاذ الجامعي. ورغم القلق الذي راود سونغ بيك-جاي في البداية، بدا راضيًا بالنتيجة في النهاية.
أما مكتب وو-كيونغ، فكان فارغًا منذ يوم الاثنين، بعد عودتها من رحلة عملها. السبب المعلن: الإنفلونزا.
“هكذا قطعتني مرة واحدة…”
أعاد جون-سيوب الشعور بالفقد يتفتق داخله من جديد. في كل مرة مرّ فيها بجوار المكتب الخالي لوو-كيونغ، كان يحاول أن يثبت نظره إلى الأمام، يزيد من سرعته، ويكتم أنفاسه. لكن ما إن يفتح باب مكتب الرئيس، حتى تتفجّر أنفاسه المكبوتة في تنهيدة ثقيلة.
ذلك الصباح، وفي طريقه إلى مكتبه، توقف أمام مكتب وو-كيونغ.
شاشة الكمبيوتر كانت مضاءة. هل يعقل…؟
ارتجف قلبه بعنف حتى شعر أن ساقيه تتشنجان. أمسك بحافة المكتب محاولًا ضبط ملامحه، حين فُتح باب المكتب الرئيسي فجأة.
ابتسم شخص له ابتسامة واسعة وقال:
“مرحبًا أيها الرئيس. ابتداءً من اليوم، سأعمل في المقر الرئيسي. اسمي كانغ مين-كيونغ.”
م.م: نرحب بمين كيونغ أخيييرا 👏
“آه….”
حين قابل جونسيوب عينيها بنظرة استياء، ارتسم على وجهها تعبير حرج واضح.
“ظننت أنك تعرف، لكن ربما…”.
“لا، لقد سمعت ذلك من المدير يو. تذكرت الآن. أعتذر.”
انحنى جونسيوب قليلًا، ثم مضى مباشرة نحو مكتب المدير.
طوال الصباح، ظل يلوم نفسه على عجزه عن إنجاز أي شيء. إحباط ثقيل تسلّل إلى صدره، ثم توترت أعصابه حتى أصيب بصداع حاد. وبعد انتهاء الاجتماع، وأثناء توجهه لتناول الغداء، لمح يون وو-كيونغ في الردهة… كأنها ظهرت بسحر. للحظة، ظن أنها خداع بصر، لكن ملامحها المرتبكة ووجهها المتجمد المحمّل بالإحباط أكدت له أنها حقيقة وليست وهمًا.
كان يتوقع أن يلتقيا بالصدفة مرة واحدة على الأقل. فقد أخبرته قائدة الفريق في “آبل” أن وو-كيونغ قد تزور الشركة قريبًا لإنهاء بعض الأعمال المعلّقة. ربما كان يواسي نفسه بتوقعات ساذجة كهذه، لكن حين تحققت اللحظة أمام عينيه، انغرست في ذاكرته حقيقة واحدة قاسية: أنه فقد يون وو-كيونغ إلى الأبد.
واقفًا أمام الباب الأمامي، مدّ جونسيوب يده ولمس الحديد البارد، ثم ضغطه للأسفل مرة، مرتين… وكرر الحركة بلا معنى، قبل أن يدخل كلمة المرور على لوحة المفاتيح الإلكترونية.
وما إن عبر العتبة، حتى انبثق ضوء أصفر دائري فوق رأسه.
تدفقت إلى ذاكرته صور من الماضي.
في كل مرة كان يجلب وو-كيونغ إلى المنزل، كان القلق ينهشه. يجف حلقه وهو يراها تتردد عند المدخل قبل أن تخلع حذاءها. لهذا السبب كان دائمًا يمسك بها عند العتبة ويغمرها بقبلة. كان يحاول أن يقنع نفسه بألا يفعل، لكن في كل مرة كان يضعف ويقبّلها بعمق، يبلل شفتيها اليابستين.
كلما أسرع في اندفاعه نحوها، كانت وو-كيونغ تنكمش أكثر. كل خطوة تراجع، كل تردد، كان يزيد عطشه ولهيبه اضطرامًا، يكشف خوفه القابع تحت السطح. لطالما اعتقد أنه قادر على التحكم في حدود علاقتهما، في عمقها ومساحتها، لكنه لم يكن كذلك أبدًا. منذ البداية، كان جونسيوب عاجزًا تمامًا أمام يون وو-كيونغ.
ضحك ضحكة قصيرة تحت الضوء الأصفر، ثم خطا بخطوات ثقيلة. خلع حذاءه، ودخل مترنحًا قليلًا، رغم أنه لم يكن مخمورًا.
وفي غرفة تبديل الملابس، بينما كان يعلّق معطفه، لمح شيئًا يلمع داخل الخزانة. هناك، وسط الألوان الباهتة والحيادية، برزت أقمشة بألوان زرقاء فاتحة، عاجية، وبرتقالية خافتة، بدت وكأنها زهرة وحيدة تتفتح وسط صحراء قاحلة. اقترب منها بخطوات مترددة… كان هناك مظروف صغير معلّق بها، يحمل شعار فندق طوكيو.
[هذه ملابس تُركت بعد التنظيف بعد تسجيل المغادرة. نعتذر بشدة عن التأخير في التواصل، كما نعتذر عن أي إزعاج سبّبناه. إذا فقدت أي قطعة، سنرسلها إليك عبر البريد السريع نظرًا لطلبك خدمة التوصيل].
كانت تلك ملابس وو-كيونغ.
في ذلك الأحد، بعد أن ودّعها في المطار، لم يستطع جون-سيوب أن يتحرك. جلس في إحدى زوايا المطار، واتصل بالموظفين الذين رافقوه في رحلة العمل، وطلب منهم أن يحزموا حقائبه من غرفة الفندق ويغادروا. في عجالة ارتباكه، لم يتفقد الملابس التي كان قد أرسلها للتنظيف. نسيها تمامًا. ويبدو أن عاملة التنظيف، التي وصلت للتو إلى سيول، قد وضعتها في خزانته.
تدفقت إلى ذهنه صورة وو-كيونغ وهي تقف مبتلة أمام شجرة عيد الميلاد الكبيرة في الفندق، متألقة في ثوبها الذي جعل كل ما حولها يخفت.
تساءل: ماذا كان يدور في ذهنها وهي واقفة هناك وحدها، ترتجف من البرد، تضع يديها في جيبيها، وتُخفي كتفيها المنحنين تحت الضوء المبهج الذي أسعد الجميع عداها؟
امتدت يداه المرتعشتان نحو معطفها. شعر أنه إن لمسه سيذوب مثل غزل البنات. لم يكن مجرد معطف… كان قلبه نفسه، الذي حاول أن يقسو عليه حتى يتجمد كالجليد، لكنه كان ينهار ويتفتت كلما اقترب من ذكرى وو-كيونغ.
قبض جون-سيوب يديه بقوة. أنفاسه تلاحقته كأنه ركض طويلًا، رغم أنه لم يتحرك. صدره يوشك أن ينفجر. خلع سترته، ألقاها أرضًا، وفك ربطة عنقه التي تخنق عنقه، ثم أدار وجهه بعيدًا عن ملابسها.
خرج مسرعًا من غرفة الملابس متوجهًا إلى غرفة النوم، بخطوات كأنها تغوص في مياه عميقة.
استلقى على السرير في غرفة مرتبة، دون أن يطفئ الضوء. كلما زارت وو-كيونغ هذا المكان، لم يستطع أن يجرؤ على لمس الموضع الذي استلقت فيه. كان يكتفي بأن يتلمسه بعينيه فقط.
تعلّم من كوابيسه درسًا واحدًا: أن الذكريات مثل عقدة تُقيّد الزمن المتدفق.
لا أحد يوقف النهر حين يجري، لكن عقدة الذكريات تلتف حول لحظة وتحبسها إلى الأبد. لا شيء يمر من خلالها.
ذكريات الألم أغلال تشد كاحل السجين. كان يتمنى لو تجف الذكريات وتتفحم وتذروها الريح، لكن الأمنيات لا تمحوها. ستبقى عالقة، يعرج أصحابها ويكافحون حتى يعتادوا على ثقلها في النهاية.
لذلك لم يعد جون-سيوب يتمنى شيئًا. لم تحدث معجزة تفك عقدة الزمن. لم يتبقَ له سوى أن يفتح عينيه الباردتين ويحدّق في ذكرياته، صامتًا، متحملًا الوقت الذي يرفض أن يمضي.
إذا كان لا بد أن يفعل شيئًا اليوم، فهو أن يتذكر فقط… أن يتذكر ابتسامة وو-كيونغ.
ابتسامتها الدافئة.
ذلك الدفء…
… لا.
ليست وو-كيونغ التي عرفها بعد لقائه بها، ولا التي جُرحت وتألمت، بل تلك التي حُرمت من الدفء وارتجفت من البرد.
صوتها الذي سأله ببساطة دون تردد: “ما اسمك؟”
تخيّل حياتها العائلية السعيدة… وو-كيونغ في غرفة معيشة صغيرة، دافئة، تجلس بجوار والديها، تضحك بصوت عالٍ وهي تشاهد دراما تلفزيونية.
“كوني سعيدة، فقط كما أنتِ…
أتمنى أن لا يترك الوقت الذي قضيتِه معي أي عقدة في حياتك.”
م.م: كيدراما بامتياز، يا أخي لا تخاف رح ترجعو لبعض بس شغل عقلك لأنها ما تركتك لهاالسبب
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات