⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
“هذه هي الأشياء التي طلبتها.”
ناولَت الموظفةُ “وو-كيونغ”، التي كانت ترتدي قميص “جون-سيوب” الثقيل، حقيبةَ تسوّق. وإلى جانب أكياس الملابس الثلاثة، كان هناك هاتفٌ محمول داخل حقيبة صغيرة.
“وهنا، تفضّلي بالتوقيع.”
تذكّرت وو-كيونغ للحظةٍ وجهَ الموظف ذي الملامح الهادئة والشعر القصير المجعّد، نفس الشخص الذي شحن هاتفها في مكتب الاستقبال بالأمس. وقّعت على الورقة المستلمة، ثم فتحت المظروف لتتفحّص إيصال شراء الملابس. كان المبلغ النقدي المتبقي بداخلها. أعطت وو-كيونغ الظرف للموظف كبقشيش.
“لا داعي.”
“لا، شكرًا لك. لو لم تساعدني لوقعتُ في ورطة. لقد ابتلّت ملابسي تمامًا.”
ابتسم الموظف بلطف، كأنه يستعيد صورة وو-كيونغ المبتلة في الليلة الماضية.
“لقد تساقطت الثلوج بغزارة فجأة، أليس كذلك؟”
“نعم… لقد ضللتُ الطريق وتجولتُ بلا هدف…”
“لكن الطقس اليوم جميل. لقد أحضرتُ خريطةً للأماكن التي تستحق الزيارة، تحسّبًا لحاجتك إليها. يوجد أيضًا مركز تسوّق قريب. فالملابس التي اشتريتها على عجل من رواق الفندق قد لا تكون على ذوقك.”
“أشكرك.”
بعد أن غادر الموظف ببعض التحيات الودية، بدأت وو-كيونغ على عجل بارتداء ملابسها. ارتجفت يدها وهي تحاول تزرير بنطال الجينز مرارًا. كان لا يزال هناك وقتٌ متبقٍّ قبل رحلة العودة، لكنها لم تجد مكانًا آخر تذهب إليه. لم تكن ترغب في أن تتذكر شيئًا آخر من طوكيو.
●●●
كانت هناك مائدة مستديرة مغطاة بمفرش أبيض، تتوسط القاعة، ووضِعت بطاقات بأسماء المدعوين على كل مقعد. جلس “جون-سيوب” مع مجموعة من أصحاب شركات الإلكترونيات اليابانية. تبادلوا التحايا وبطاقات العمل، وتناولوا الطعام وهم يتجاذبون أطراف الحديث الخفيف بينما يتابعون وقائع حفل الاستقبال.
سار الحفل بسلاسة وفق الترتيب المحدد. كان العروسان يتجولان بين الطاولات لتحية الضيوف، ثم يغيّران ملابسهما مرة واحدة قبل أن يعودا إلى القاعة. بعد ذلك، وقف الحضور بشكل طبيعي لتحية من يجلسون على الطاولات الأخرى والتعريف بأنفسهم.
وحين ظن “جون-سيوب” أن مهمته في تحية كبار الحاضرين قد أوشكت على الانتهاء، اقترب منه العريس والعروس عند طاولته.
“تهانينا.”
وبينما كان يتبادل معهما التحية المهذبة، أومأت العروس نحو شخص ما. تقدمت امرأة من طاولة قريبة. التقت عيناها بعيني “جون-سيوب” في منتصف المسافة. كان الوجه مألوفًا من صورة رآها من قبل، ويبدو أنها بدورها تعرّفت عليه.
قالت العروس بابتسامة مشرقة وهي تقدمها:
“المدير تاي جون-سيوب، هذه صديقتي تشوي ها-يونغ. إنها تتابع حالياً دراسة الدكتوراه في ألمانيا.”
م.م: العروس المنتظرة 💃🏻
ثم أمسكت بذراع العريس وغادرت إلى الجانب الآخر، وكأنها أدت واجبها.
“مرحباً، المدير الإداري تاي جون-سيوب.”
حيّته “ها-يونغ” بابتسامة خفيفة.
“أهلاً وسهلاً. تفضّلي بالجلوس.”
جلست “ها-يونغ” بعينين يملؤهما الفضول، وكأنها طفلة تدخل قاعة عرض بعد أيام من الترقب. امتزجت في ملامحها الإثارة الخفيفة ببراءة غير متوقعة.
سألت بنبرة مفعمة بالحيوية، وهي التي عاشت في إطار “وريثة TK وحفيدة تشوي وون”:
“أعرف من أنت. كنتُ أعلم أنك ستأتي. هل شعرتَ أنت أيضاً بذلك؟”
“نعم.”
“آها…”
نقرت “ها-يونغ” بكعب حذائها العالي، بنفاد صبر واضح. كان الكرسي مائلاً منذ البداية، فلم يغطِّ مفرش المائدة ساقيها. بينما ارتدت معظم الحاضرات فساتين فاخرة، اختارت “ها-يونغ” بنطالاً وسترة. لم يبدُ ذلك نافراً، إذ كان شعرها القصير المفرود يتماشى مع طبيعتها البسيطة، وكأنه يغنيها عن زيارة صالون التجميل.
قالت بابتسامة جانبية:
“عادةً ما أرتدي أحذية رياضية، أو حذاءً مسطحاً إذا اضطررت إلى ارتداء الرسمي.”
ثم أضافت وكأنها تبرر:
“ربما لاحظتَ الثلج على حذائي.”
“نعم… أعتذر إن كانت نظراتي قد أزعجتك.”
ابتسمت:
“بل أنا من كان يحدّق بك. لذا أرجو أن تسامحني إذا سببتُ لك ضيقاً.”
“أبداً.”
أمالت “ها-يونغ” رأسها قليلاً، وحدّقت في عينيه مباشرة.
“أنا لست متفاجئة بوجودنا هنا معاً. لكنك تملك تهذيباً رفيعاً. هل هذا ما أنت عليه دائماً؟”
ضحك “جون-سيوب” بخفة وقال:
“في الحقيقة… أنا من يشعر بالفضول. تشوي ها-يونغ… هل يجب أن أناديكِ بالدكتورة؟”
“لا، لم أنل شهادتي بعد.”
“إذن…”
“نادني فقط بـ تشوي ها-يونغ. وأنا أيضاً سأدعوك تاي جون-سيوب.”
“اتفقنا.”
نظرت إليه بتركيز وسألت بابتسامة صغيرة:
“والآن، هل تخبرني ما هو الفضول الذي تحمله عني؟”
أومأ برأسه قائلاً بتردّد:
“آه…”
“كنت أشعر بالفضول لمعرفة ما إذا كان، من وجهة نظر تشوي ها-يونغ، أن حقيقة كوني أنا من وصل إلى هذا المنصب أمرًا جيدًا أم سيئًا أم بلا معنى… أم شيئًا آخر؟”
بعد سماع كلمات “جون-سيوب”، ضحكت “ها-يونغ” بحرارة. ربما بسبب خط فكّها النحيل بدت فخورة وحساسة، لكن ابتسامتها أظهرت وجهًا مختلفًا تمامًا. انتظر “جون-سيوب” جوابها، متمنّيًا أن يكون ذلك الوجه المبتسم أقرب إلى حقيقتها الأصلية.
قالت بابتسامة:
“أنا سعيدة لأن تاي جون-سيوب جاء. في الواقع، كنتُ قد أخبرتُ والديّ مرارًا أنني أريد أن أراه. أردت أن ألتقي بتاي جون-سيوب تحديدًا، لا بتاي لي-سيوب. أعتقد أن والدي أخبر الرئيس، ومن هناك أخذ الأمر مساره. ربما بدت مصادفة، لكنها كانت أشبه بلقاء طبيعي رتّب له القدر.”
“فهمت. أشكرك على صراحتك.”
“إذن حان دوري لأسأل.”
ابتسمت “ها-يونغ” وسألت “جون-سيوب” الذي رفع حاجبيه قليلاً.
“هل لقاء تشوي ها-يونغ هنا بالنسبة لك أمر جيد أم سيئ أم بلا معنى؟ أيّها هو؟”
ضحك “جون-سيوب” بخفة على سؤالها المباشر.
قالت “ها-يونغ” وهي تحدّق فيه أكثر:
“بالمناسبة، حين كنتَ تجيبني قبل قليل، اتخذ وجهك تعبيرًا مألوفًا: لماذا أنا؟ رأيت صورة لك وأنت تزور موقعًا لإنتاج أشباه الموصلات. كان وجهك عن قرب، بالتعبير نفسه. بقيت تلك الصورة عالقة في ذهني. كلما تذكرتها، تساءلت: هل هذا هو الوجود الحقيقي خلف الحياة اليومية؟ عزلة، ألم، معنى… تخصصي هو هايدغر. من وراء تلك الصورة، شعرت أنني أرى شيئًا يشبه الحقيقة الخاصة للوجود الإنساني، لا مجرد الروتين.”
ثم ابتسمت نصف ابتسامة وقالت:
“يمكنك أن تسخر مني. أعلم أنها قد تبدو مجرد فلسفة جوفاء. الانشغال بهايدغر يرهق العقل أحيانًا.”
م.م: مارتن هايدغر هو فيلسوف ألماني بارز عاش من 1889 إلى 1976، وهو معروف بإسهاماته في الفلسفة الظاهراتية والوجودية وعلم الوجود، لا سيما من خلال كتابه الشهير “الوجود والزمان”. ركزت فلسفته على مشكلة الوجود والمعنى، مستكشفًا مفهوم الـ “وجود” (Dasein) باعتباره “وجودًا في العالم” من خلال تجارب الحياة اليومية مثل القلق، الموت، والحرية.
أمالت رأسها بخفة وأضافت:
“الناس يبدون غريبي الأطوار أحيانًا.”
ابتسم “جون-سيوب” وهز رأسه:
“أنا لا أفهم تمامًا ما تقولينه، لكن أظنها فكرة جميلة. بالنسبة لي، هايدغر يعني كلمة واحدة فقط: الوجود. كنتُ قد حفظتها أيام الثانوية من أجل الامتحان.”
“آها.”
ضحكت “ها-يونغ”، ثم سألت بجدية أكبر:
“بما أنني متخصصة، سأجيبك كما لو كنت طالبًا في المدرسة الثانوية. هايدغر يقول: ابتعد عن الحياة اليومية لأنها مُسيطَر عليها من قِبل الآخرين. عندها فقط تدخل عالمك الخاص، وتواجه موتك، وتجد معنى وجودك. باختصار: كن سيد حياتك.”
“ما زلت لا أفهم كليًا… لكن الأمر مؤثر.”
ابتسمت “ها-يونغ” وقالت:
“والآن، أجبني. جيد؟ سيئ؟ بلا معنى؟”
“لم يكن جيدًا أو سيئًا، لكنه… أصبح صعبًا قليلًا.”
“لماذا؟”
سألتها بابتسامة أوسع، وقد بدا في وجهها اهتمام طفل اكتشف رمزًا مخفيًا في لوحة عرض.
“لأنني في علاقة سرّية.”
“آها؟”
“كنتُ أتساءل كيف أنقل نواياي بوضوح إلى الرئيس، وإلى والدكِ… وأنتِ، ها-يونغ. لقد غضبت.”
“من هي؟ صديقتك؟”
“نعم.”
أمالت رأسها وقالت بنبرة خفيفة:
“أظن أنه تم كشف الأمر قبل أن تعترف به. لا بد أنه غير عادل بالنسبة لك، تاي جون-سيوب.”
“هذا صحيح.”
أومأت “ها-يونغ” برأسها، ثم وقفت من مقعدها. نظر إليها “جون-سيوب” بحيرة واضحة في عينيه.
قالت وهي تلتفت إليه:
“اذهب. يجب أن تُحلّ هذه الالتباسات بسرعة.”
ثم أضافت بسرعة، وكأنها تعرف ما أراد قوله وهو ينهض:
“حين أراه، سأقول إنه لم يبدُ مطابقًا تمامًا. سأجد ثغرات وأتصيد الأخطاء.”
ابتسم “جون-سيوب” وأمال رأسه:
“آه، هذا يذكّرني بكلمات هايدغر: الكائن الذي يستطيع أن يتساءل عن طريقة وجوده… هو إنسان.”
نظر إليها بهدوء، ثم انحنى احترامًا:
“شكرًا لكِ، يا تشوي ها-يونغ.”
ابتسمت وردّت:
“تشرفت بلقائك، تاي جون-سيوب.”
غادرت “ها-يونغ” الطاولة أولًا. وبينما كانت تتحدث مع أحد الضيوف، التفتت لترى “جون-سيوب” يغادر القاعة بخطوات مسرعة.
حظًا سعيدًا لكل من يجرؤ على الوجود.
م.م: أحل شخصية في كل الرواية، حلت المشكل في جلسة 👏👏👏
●●●
بينما كان يركب السيارة متجهًا إلى الفندق، ظل “جونسيوب” يتفقد ساعته بقلق. اتصل بغرفته في الفندق، لكن “ووكيونغ” لم تُجب. ظنّ في البداية أنه ربما كان شخصًا آخر، لذلك لم يرد، لكن القلق بدأ يتسلل إلى صدره. كان منشغلاً أيضًا بموعد رحلة العودة إلى كوريا، التي كان قد تحقق منها بالأمس.
بأي حال… بأي حال…
اتصل “جونسيوب” بمكتب الاستقبال مجددًا.
“معكم تاي جونسيوب، أقيم في الغرفة 3301. صديقي ترك شاحن هاتفه المحمول عندكم الليلة الماضية. موديل TK T12، لونه بنفسجي. كان ضيفي وقال إنه نسيه بالأمس. هل يمكنكم التحقق إن كان لا يزال موجودًا؟”
وبينما كان ينتظر الموظفين للتأكد، رفع قبضته إلى جبينه المجعّد وضغط عليه. تذكر آخر محادثة أجراها مع “ووكيونغ” قبل أن يغادر الفندق، وتذكر تعابير وجهها واحدًا تلو الآخر. ظنّ حينها أنه أقنعها، لكنه كان يخدع نفسه فقط. استعاد ابتسامتها الأخيرة، وكيف لوّحت بيدها وكأن كل شيء قد تم حسمه.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات