⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
بعد سماع تقرير “جونسيوب”، التزم رئيس مجلس الإدارة الصمت. بدت ملامحه موهنة، تحمل آثار العمر الطويل، لكن عينيه، وهما تتفحصان صور العائلة الموضوعة على المكتب، ظلّتا متقدتين بالعناد الذي راكمه طوال ثمانين عامًا. في المكان الذي خيّم عليه السكون حتى بدت أنفاسه كأنها خامدة، لم يكن ثمة ما يُسمع سوى صمت ثقيل، بينما كانت أشعة شمس ما بعد الظهيرة تتسلل ببطء وتستقر عند قدميه.
وأخيرًا، قطع “جونسيوب” الصمت:
“سأتصل برئيس الوزراء أو برئيس الأركان. هل ترغب في مقابلتي؟”
نظر رئيس المجلس إليه بدهشة.
“لقد مرّ أسبوع.”
“عفواً؟”
“لقد مرّ أسبوع منذ أن بدأت تركض في كل اتجاه محاولاً احتواء الأمر.”
توقف “جونسيوب” لحظة يتذكر التواريخ في ذهنه، ثم قال بصوت منخفض:
انقبضت ملامح “جونسيوب” دون وعي، وألقى نظرة على رئيس المجلس. لقد كان الأمر يتم بسرّية، لكن عيني الرئيس وأذنيه كانتا تلتقطان كل شاردة وواردة.
قال الرئيس بصوت صارم:
“هل بلغ حجم الضرر الذي تسبّب به نائب الرئيس بشرائه أسهماً غير مدرجة للمجموعة 31 مليار وون؟ وكان المبلغ الذي استخدمه شخصيًا من الصندوق 47.8 مليار وون؟”
“نعم.”
“لابد أن يكون هناك المزيد.”
“حتى الآن… نعم.”
تابع الرئيس:
“سيو وو يُثير ضجة، لكن من الناحية القانونية لا مشكلة. الصفقة متكافئة، وإذا وصل الأمر إلى المحكمة، فستكون الغلبة لنا. أليس كذلك؟”
“هذا محتمل.”
كان السبب الذي دفع “سيو وو” إلى تكرار فعلته خلال فترة احتجازه هو سعيه للابتعاد عن نفوذ الرئيس (تاي سي هوان) والسيطرة على مجموعة TK. لسنوات، كانت المجموعة في طور إعادة هيكلة إدارية، وبسطت سيطرتها غير المباشرة على قسم الإلكترونيات من خلال عمليات اندماج، واضعة في الحسبان أسهم TK Apparel التي يملكها (تشوي إيل مون). الخوف من استبعاده عن المجموعة أجّج الطبيعة المتهورة لـ “تاي سيو وو”، التي غذّاها طمعٌ متزايد، حتى انكسر أخيرًا تحت وطأة الضوابط.
ورغم أن “جونسيوب” لم يُصرّح بأن “سيو وو” كان يتحرك بدافع مراقبة الرئيس “تاي سي هوان”، فإن الصورة لم تكن لتغيب عن ذهن الرئيس.
قال الرئيس بنبرة باردة:
“سيو وو كان يحاول حقًا إرسالي إلى الغرفة الخلفية. لو بقيت ساكنًا، لانتهى بي المطاف قريبًا تحت التراب.”
تردد “جونسيوب”:
“لماذا تقول ذلك…؟”
ارتسمت على شفتي الرئيس الرقيقتين ابتسامة باهتة، وومضت عيناه الزجاجيتان.
“هذه هي القصة التي جئت بها.”
خفض “جونسيوب” بصره.
قال الرئيس:
“جونسيوب، ألم تقل أنك ستقطع ذراعي وساقي (سيو وو)؟ والآن تتحدث عن قطع رأسه؟”
“سيدي الرئيس…”
“أتطلب مني أن أحمل سكينًا وأقطع رأس ابني بنفسي؟”
“لا.”
بدأت أصابع الرئيس الطويلة الرفيعة تنقر على المكتب بعصبية. حتى حركاته ذكّرت “جونسيوب” بأصابع عازف بيانو شاخ بوقار، لكنه ظل محتفظًا بصلابته. كانت هالته آسرة إلى حد أن الكثيرين عجزوا عن رؤية ما خلفها من عناد وقسوة.
“جونسيوب.”
“نعم.”
“ركبتي تؤلمني.”
أحنَى “جونسيوب” رأسه، واقترب حتى جلس على الأرض عند قدمي الرئيس. مدّ يده يلامس فخذيه النحيلين المتصلبين كأغصان يابسة، ثم ضغط بأصابعه على ركبتيه العظميّتين برفق. انطلقت من فم الرئيس آهة خافتة.
فتح عينيه ببطء، كقطٍ عجوز خرج لتوّه من سباته، بينما حرك يده يدلك ربلة ساقه.
“ألم تقل إن الأمر ليس كذلك؟”
بقي “جونسيوب” صامتًا، غير مدرك لما يقصده. عندها وضع الرئيس يده على مؤخرة عنقه، وقال ببرود:
“أنا أقول لك أن تقطع رقبة سيو وو.”
“لا.”
ابتسم الرئيس ابتسامة مشوبة بالتهكم.
“سكينك في يدك، ومع ذلك تقول كلامًا لا يعني شيئًا.” ثم أطلق ضحكة مكتومة.
“إذن… هل يجب أن يكون جونسيوب هو من يقطع عنقك بذلك السكين؟”
كانت أصابع قدمي الرئيس مغمورة في بقعة ضوء الشمس. ثبّت “جونسيوب” بصره عليها، وعاد يضغط على ساقيه في صمت. عندها مرّر الرئيس كفه على قفاه، ثم على مؤخرة رأسه.
“توقف، هذا مؤلم.”
“لا بأس.”
غيّر الرئيس الموضوع فجأة:
“هل الاجتماع الاستراتيجي العالمي للإلكترونيات مقرر في العاشر من يناير؟”
“نعم… نعم.”
قال الرئيس وهو يشيح ببصره:
“إذن، حتى ذلك الحين أنهِ عملك كما يجب… وخذ قسطًا من الراحة.”
رفع “جونسيوب” رأسه. بدا أن تدريب المجموعة قد اكتمل إلى حد ما، وكان الرئيس يعتزم الآن التخلص من “جونسيوب”، الذي صار تهديدًا لـ”سيوو”. والآن، بعد أن انتهى الصيد، هل حان وقت سلق كلب الصيد وأكله؟
لم تكن هناك نية حقيقية يمكن قراءتها في عيني الرئيس. لطالما كانتا هكذا. لكن أشعة الشمس النافذة جعلت عيني “جونسيوب” تلسعان.
قال بهدوء:
“مفهوم، أيها الرئيس.”
أجابه الرئيس:
“لقد تأخر الوقت. اذهب إلى عملك.”
“نعم.”
نهض “جونسيوب”، وقبل أن يرحل أمسك بيد الرئيس كعادته، فركها قليلًا ثم ضغط برفق على ذراعه وكتفه الأيسر.
“سأذهب الآن.”
“حسنًا.”
ظلّت عينا رئيس مجلس الإدارة تتابع ظهر “جونسيوب” بإصرار. حتى بعدما أُغلق باب المكتب، بقيتا معلقتين على نقطة في الفراغ دون أن تتحركا.
أغمض الرئيس عينيه ببطء، ثم فتحهما. كان الألم المألوف ينخر جسده، ممتدًا من كتفه إلى ذراعه. وضع كفه الرقيق على ركبته المخدّرة كما لو كان يضع قطعة ثلج باردة فوقها. ربما لم يكن الخدر في الركبة وحدها، بل في قلبه اليابس والمتجعد.
قمع الرغبة في مناداة “جونسيوب” مجددًا، وضغط بأصابعه على ركبته.
“حسنًا… يا سيدي.”
ارتسم وجه “جونسيوب” في ذهنه بوضوح، وهو يجيبه بلا خيبة ولا استياء، ودون محاولة للاستفزاز.
رفع الرئيس يده عن ركبته، بسط كفه الجافة أمامه، وتأملها في صمت.
●●●
قالت ووكيونغ:
“آمل أن يتم الانتهاء من توجه إعادة التنظيم قبل اجتماع الاستراتيجية العالمية. هناك الكثير من المخاوف بشأن وضع مركز أبحاث الذكاء الاصطناعي تحت معهد أبحاث تكنولوجيا المعلومات، لأن قطاع تكنولوجيا المعلومات قد يكون مهملًا نسبيًا. ومع ذلك، أعتقد أن هناك إجماعًا واسعًا على أنه لا يمكن الحديث عن أساسيات أو ابتكارات قطاع تكنولوجيا المعلومات خلال السنوات العشر القادمة دون الذكاء الاصطناعي.”
كان الاجتماع صغيرًا، عُقد بعد العشاء بوقت طويل، أي بعد انتهاء وقت الإغلاق الرسمي. حضره فقط رئيسا قسمي الأعمال اللاسلكية وأعمال الشبكات مع مدير تنفيذي واحد. استعرض “جونسيوب” خلاله التوجه الاستراتيجي للجيل الخامس والمشاريع الجارية، ثم انتقل إلى موضوع إعادة الهيكلة التنظيمية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي.
رفع “جونسيوب” كأس الماء، رطّب حلقه، وبدأ يتحدث من جديد:
“يجب أن يكون الذكاء الاصطناعي استراتيجية أساسية مستقبلية وهدفًا ومخططًا على مستوى الشركة. أهميته في أعمال شبكة الجيل الخامس 5G غنيّة عن البيان. وفي ضوء ذلك… …”
بعد عودته من زيارة سونغبيك جاي، عقد “يونغ-وون” ثلاثة اجتماعات متتالية. بدا وكأنه في عجلة من أمره دون أن يعرف أحد السبب. حضرت “ووكيونغ” الاجتماع المصغر، بينما ذهب “يونغ-وون” في وقت متأخر بعد الظهر إلى مصنع TK للإلكترونيات في سوون بتكليف مباشر من “جونسيوب”، بدلاً من حضور الاجتماع. أما المديرة “يانغ جي-يون” فبقيت في المكتب حتى الساعة الثامنة، وحين سألها “جونسيوب” إن كانت لم تغادر بعد، غادرت بتعبير متعب.
في تلك الأثناء، كان هاتف “جونسيوب” في الوضع الصامت يضيء باستمرار، لكن رغم توالي المكالمات لم يُعره اهتمامًا. حتى أن هاتف مكتب السكرتارية بدأ يرن بصوت مرتفع. التفتت “ووكيونغ” إلى “جونسيوب”، الذي أبدى انزعاجًا طفيفًا وأشار لها أن ترد.
رفعت السماعة:
“نعم، مكتب التخطيط الاستراتيجي…”
“هل أنتِ هناك يا مديرة؟ أنا المدير يو.”
قطعت كلمات “ووكيونغ”، فأسرعت المديرة “يو” بالسؤال عن “جونسيوب”.
قالت ووكيونغ: “إنه في اجتماع الآن.”
“من المتحدث؟ هل المدير تشوي يونغ-وون موجود الآن؟”
“لا، المدير تشوي ذهب في مهمة عمل إلى مصنع سوون بعد الظهر.”
“إذن من حضر الاجتماع؟”
“أنا…”
ترددت “ووكيونغ”، متسائلة إن كان من الصواب الكشف عن المشاركين دون إذن، خاصة أن الاجتماع ذو طبيعة حساسة. عندها أطلق المدير “يو” تنهيدة ثقيلة.
“هل أنتم مجتمعون، أيها المدراء التنفيذيون؟”
“نعم.”
“رئيسة الفريق يون، أنا في طريقي الآن، لكن يبدو أنني سأتأخر. فقط احتياطًا، اتصلي بفريق الأمن واطلبي منهم التوجه إلى المقر.”
“عفواً؟”
“آه، لا… دعينا نتجاهل الأمر. ما أعنيه هو… سأقرر سريعًا إن كان يجب طلب ذلك. على أي حال، صليني بالرئيس بسرعة.”
أغلقت “ووكيونغ” الخط وعادت إلى قاعة الاجتماعات الصغيرة. بدا “جونسيوب” متسائلًا عما يحدث حين سمع صوت الجرس. اقتربت منه “ووكيونغ”، وانحنت قليلًا وقالت:
“المدير يو يقول إن لديه أمرًا عاجلًا يريد إخبارك به.”
اعتذر “جونسيوب” للحاضرين، ثم التقط الهاتف:
“نعم، يا سيدي.”
عبس “جونسيوب” وسأل من جديد:
“هاه؟ ما الذي تتحدث عنه؟”
كانت ووكيونغ، التي تقف بجانبه، تسمع بين الحين والآخر صوت المدير يو عبر الهاتف:
… التعويض عن الأضرار… الممتلكات الشخصية… ضبط النفس…
قال “جونسيوب”:
“هل ستأتي إلى هنا الآن؟”
نظر الحاضرون إلى بعضهم بوجوه حائرة عند سماع كلماته.
“حسنًا.”
لكن قبل أن يتمكن “جونسيوب” من إنهاء المكالمة، فُتح باب المقر الرئيسي بعنف، كأنه سيتحطم. ارتج المبنى مع وقع أقدام ثقيلة، ثم دوى صوت فتح باب المكتب الرئيسي وإغلاقه.
“أين الرئيس تاي جون-سوب؟ هل هو هنا؟!”
كان الصوت المتحمس لـ”سيو وو”. وما إن انفتح باب قاعة الاجتماعات حتى وقف الجميع في اللحظة نفسها.
“نائب الرئيس…”
وقف “سيو وو” عند المدخل، وجهه متورد، وعيناه تجولان في القاعة. أما المرافق الذي تبعه فظل مطأطئ الرأس، عاجزًا عن التدخل. خطوات “سيو وو” نحو “جونسيوب” كانت مترنحة، تفوح منها رائحة الكحول، بينما تبعه المرافق بلا حول ولا قوة.
قال “جونسيوب” وهو يضع السماعة جانبًا:
“هل لديك ما تقوله لي؟”
زمجر “سيو وو”:
“ما الذي تريد قوله لي؟! بأي حق ترفع رأسك عالياً هكذا… أيها الوغد الصغير!”
واجه “جونسيوب” الموقف بوجه شبه خالٍ من التعبير، ثم التفت إلى الحاضرين:
“أعتذر. سنضطر لإعادة جدولة الاجتماع غدًا.”
انحنى المديرون التنفيذيون احترامًا وهم يغادرون، لكن حين لاحظوا أن “سيو وو” يحدق بهم، سعل بعضهم بتكلف كمن يحاول إخفاء ارتباكه.
قال “جونسيوب” وهو يشير إلى مقعد:
“تفضل بالجلوس، سيدي نائب الرئيس.”
ثم التفت إلى الحاضرين وقال بهدوء:
“بإمكانكم الانصراف.”
غادروا على عجل، وبقيت ووكيونغ مترددة. التقت عيناها بعيني “جونسيوب”، فأومأ لها برأسه إشارة إلى أن تخرج هي أيضًا.
لكنها لم تتمكن من الابتعاد كثيرًا، وظلت تتحرك بقلق خارج غرفة الاجتماعات. كان صوت “سيو وو” الغاضب يتردد في الممر، مما جعلها ترفع يديها إلى فمها بلا وعي، تمضّغ شفتها من التوتر. ارتجف جوال أحد المرافقين الذي دخل مع نائب الرئيس، فظنّت أنه جرس آخر.
“نعم…” أجاب المرافق وهو يخرج مسرعًا للرد على الهاتف.
أمسكت ووكيونغ هاتفها وفتحت سجل الأسماء. كانت بحاجة إلى طلب المساعدة، لكنها لم تعرف من تتصل به. تذكرت أن المدير يو في الطريق، وقد طلب منها ألا تبلغ الأمن مؤقتًا.
“آه…” ترددت للحظة، ثم خطرت ببالها فكرة.
النائب كانغ وو سيك… لماذا لم أفكر به من قبل؟
ضغطت على اسمه واتصلت بسرعة:
“نعم، قائد الفريق يون.”
“سيد كانغ، أين أنت الآن؟ هل ما زلت قريبًا من المكتب؟”
“أنا في الجوار. ما الأمر؟ هل المدير يبحث عني؟”
“في الواقع… هناك شيء طارئ يحدث هنا. هل يمكنك المجيء فورًا إلى المقر الرئيسي؟”
“بالتأكيد، سآتي حالًا.”
أغلق ووسيك الخط بإخلاص.
لكن حتى وهي تمسك بالهاتف، استمر صراخ “سيو وو” يعلو من الداخل:
“كيف تجرؤ، أيها الحقير، أن تعتم عيني…!”
م.م: هنا سقط سيو وو و خسر أغلبية أملاكه ومحاولة سيطرته على الشركة
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات