⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
كانت ليلة أحد من شهر نوفمبر، لكن جسدها الدافئ الهش كان يوحي وكأنه ظهيرة متأخرة في أواخر الصيف.
فتحت وو-كيونغ عينيها ببطء. لا بد أنها غفت وهي تسند رأسها على كتف جون-سيوب، وتدفن أنفها في عنقه. حتى بعينيها المثقلتين بالنعاس، كانت عيناه واضحتين… كان يبتسم. ابتسامة عينيه بدت أدفأ من يده التي تلامس جبينها برفق.
– “هل نمتِ؟”
انكمشت وو-كيونغ بين ذراعيه القويتين الملفوفتين حول ظهرها. كانت دائمًا تُدفَع بجسدها إلى أقصى حدود الاحتمال، لكن تلك اللحظة جعلتها تستسلم تمامًا.
– “هل فعلتُ؟ لم أنتبه…”
– “كاذبة. كنتِ تحدقين بي. ألم تعديني أن توقظيني لو غفوتِ؟”
– “ما زال هناك متسع من الوقت.”
قبّلها جون-سيوب بخفة على جسر أنفها.
– “فقط خمس دقائق أخرى… بعدها أوصلك.”
كان شعره، المنسدل قليلًا على جبهته، جافًا الآن؛ ربما استحم قبل وصولها بقليل. مدّت أصابعها تعبث بخصلاته وسألته بابتسامة خجولة:
– “صورة الرئيس في البدلة دائمًا قوية جدًا… صعب أن أتخيلك بهذا الشعر الفوضوي.”
– “هكذا تقولين؟”
– “لكنني أحب هذه الصورة الأكثر عفوية. لماذا ترتدي دومًا بدلات بألوان متشابهة؟ عندما أرتب صوري لك، تبدو كلها نسخة عن الأخرى. جرب بدلة بلون أفتح.”
– “هاه؟”
– “لون أكثر إشراقًا قليلًا.”
– “سأفكر في الأمر.”
سحب يده التي كانت تعبث بخصلاتها، ثم رفع أصابعها وقبّل أظافرها، مجيبًا بجفاف خفيف.
– “شيء مثل… البني مثلاً؟”
أدارت وو-كيونغ وجهها قليلًا وقالت، وهي تغيّر رأيها بسرعة:
– “لا… الرمادي سيكون أفضل. مع ربطة عنق منقوشة بالمربعات.”
ابتسم بسخرية لطيفة:
– “ولماذا؟ هل أنا أرتدي ثيابًا سيئة جدًا؟”
قالت وو-كيونغ بخجلٍ مرتبك:
“لا يا با وان-إول.”
أجابها باستغراب:
“هاه؟”
تابعت بصوتٍ خافت:
“هل تكتمل الموضة حين يكتمل الوجه؟ لا… أو حين يكتمل الجسد؟”
ابتسم جون-سيوب وهو يلمس أنفها بطرف إصبعه:
“آنسة يون وو-كيونغ، أنتِ تتحدثين بجرأة لافتة.”
ارتبكت وقالت محاولة التبرير:
“ليس هذا ما قصدت…”
لكن قبل أن تكمل، مال نحوها وقبّل وجنتها برفق. ارتجفت قليلاً من دفء ملامسته، فأطال قبلته وكأنه يستمع لارتباكها من خلال بشرتها. تركت لمسته آثارًا طفيفة على بشرتها الحساسة، فأدرك كم هي رقيقة أمامه.
اقترب من عنقها، يهمس بين لحظة وأخرى، ويزرع قبلة ثم أخرى، حتى شعرت أن أنفاسها تتلاحق وصوتها يتهدج. حاولت أن تتمالك نفسها، همست بصوتٍ متقطع:
“توقف… لا…”
لكن كلما زاد ترددها، زاد اقترابه منها وكأن المسافة بينهما محكومة بالانجذاب. نظر في عينيها العريضتين المرتبكتين، وقال بصوتٍ أجشّ يفضح صراحته:
“أنتِ فاتنة.”
أغمضت وو-كيونغ عينيها لحظة، ثم همست وكأنها تعترف لنفسها:
“هذا صحيح…”
ابتسم، ولم يُرد أن يترك لها مهربًا من هذا الاعتراف، فمرر أنفه قرب أذنها وقال:
“إذن لا تبتعدي.”
شعرت وكأنها عالقة بين الرغبة والخوف، فضمت عنقه بذراعيها فجأة، وكأنها تبحث عن مأمن في نفس اللحظة التي تستسلم له فيها. ارتفع صوته هامسًا، مليئًا باليقين:
“جيد…”
رفعت عينيها إليه وقالت بصوت مرتجف:
“لا يمكن أن يكون هذا أنت…”
ابتسم جون-سيوب بخفة، بينما كانت تتشبث به أكثر، وكأنها لا تريد أن تفلت.
سددت وو-كيونغ لكمة خفيفة على كتف جون-سيوب، مثل طفلة غاضبة من مزاحه الثقيل. ضحك، بينما كانت تضرب ظهره بقبضتها المرتجفة. اقترب منها فجأة، لتتسع عيناها بدهشة، ثم همس في أذنها بعد أن منحها قبلة عميقة:
“جيد؟”
تلعثمت وهي تلهث:
“لا… هذا كثير…”
ومع ذلك، لم تستطع أن تخفي ارتباكها، فتمتمت:
“سأفعل كما تقول.”
ابتسم جون-سيوب وقال بنبرة واثقة:
“في الأيام التي نلتقي فيها خارج العمل… حتى بدلتي سأغيرها.”
رفعت حاجبيها بدهشة:
“حقًا؟”
ابتسم بخفة:
“سأجعلك تنظرين إليّ حتى يدوخك النظر.”
عانقته وو-كيونغ بقوة، كما لو كانت تحاول أن تذوب في حضنه.
وعندما وصلا إلى مجمع “سكاي تشاي” السكني، ألقت وو-كيونغ نظرة سريعة على هاتفها، فتذكرت أن وقت الحظر قد مر منذ نصف ساعة.
“ألا يجب أن أتصل بوالدتك؟”
رد مطمئنًا:
“أرسلت لها رسالة بالفعل. ظنت أنني نائم بما أنك لم تتفقديها بعد.”
قالت بحزم وهي تبتسم:
“المرة القادمة… سأحرص على ألا أتجاوز الموعد.”
أوقف سيارته قرب مبناها، وخلع قبعته. مدت يدها لتعدل شعره المبعثر، لكنه لم ينصاع ليدها.
ضحكت وقالت:
“أظن أنك أخذت حمامًا سريعًا قبل أن أراك اليوم… هل ستذهب للرياضة بعد العشاء أيضًا؟”
أجاب:
“أحيانًا أركض على ضفاف نهر هان.”
“ألن يرهقك الركض بعد الطعام؟”
ابتسم:
“لم أفعل ذلك اليوم.”
ترددت وو-كيونغ، كأن لديها سؤالًا آخر، ثم غيرت الموضوع بابتسامة:
“أمسية الأحد في بيت سونغ بيك-جاي… هل هي عادة أسبوعية؟”
“نعم، إلا إذا طرأ أمر خاص. عائلتنا كبيرة، فيبدو الأمر دائمًا أشبه بوليمة.”
سألته بفضول طفولي:
“وماذا يكون على المائدة عادة؟”
تجهم قليلًا:
“يتغير مع الوقت… غالبًا يطبخ الطهاة من الخارج.”
أومأت:
“أستطيع أن أرى الفرق… يبدو دائمًا وكأنه طعام احتفالي.”
“نعم، صحيح.”
ظلت تحدق فيه للحظة، ثم مسحت على جبينه بإصبعها وقالت بخفة:
“لكن أظن أن طعمه لا يشبه الطعام المنزلي.”
ضحك مستفسرًا:
“هاه؟”
قالت مرتبكة:
“أعني… وجباتنا مختلفة تمامًا.”
“وماذا تناولتِ أنتِ؟”
“يخنة الكيمتشي بلحم الخنزير. تناولتها كاملة في وعاء خزفي. أمي لا تحبها، لكن أبي يحبها مثلي.”
ابتسم:
“هل كان معها سوجو أيضًا؟”
ضحكت:
“كأس واحد فقط.”
أمسك يدها فجأة، ورفع سبابتها إلى فمه، ثم قال بعد أن لمسها بشفتيه:
“أريد أن أتذوقها مرة أخرى.”
شعرت وجنتاها بالحرارة وقالت مرتبكة:
“من المحرج أن تقول هذا…”
ابتسم بخبث:
“كنت أتحدث عن يخنة الكيمتشي.”
سحبت يدها بسرعة وهي تعبس، بينما كان ينظر إليها بعينيه اللامعتين وكأنه يختبر رد فعلها. مدّ يده فجذبها من مؤخرة رأسها، لتتسع عيناها بدهشة. وعندما لمس شفتيها المرتجفتين، دفعت صدره بخفة وقالت بصوتٍ متقطع:
“هنا… يكفي…”
كلما ازدادت خجلة وو-كيونغ، كلما تعلق بها أكثر، كأن ارتباكها كان يزيد من انجذابه. ظل يقترب ويغير طريقته في الإمساك بها، حتى خارت قبضتها شيئًا فشيئًا، فتوقف عند شفتيها المرهقتين وهو يبتسم قائلاً:
“أنتِ جميلة لدرجة أنني قد أفقد نفسي.”
أغمضت عينيها، والحرارة ما زالت تعانق شفتيها المتورمتين. مرر إبهامه برفق على شفتيها المرتجفتين، ثم همس وكأنه يبوح بسرٍ دفين:
“وجودكِ… لذيذ بالنسبة لي.”
ارتجفت وو-كيونغ حين اقترب أكثر، لكن عندما حاول أن يمد يده إلى معطفها، أمسكت بيده وهمست برجاء:
“لا… أمام المنزل.”
توقف لحظة، ثم نظر إليها بعينين متوهجتين:
“أتريدين مني أن أتحمل أكثر؟”
أومأت بخجل:
“نعم…”
أخذ نفسًا عميقًا وهو يضع يده على يدها، ثم ابتعد قليلًا وكأنما يقاوم نفسه. ابتسم بمرارة وقال:
“لا تعرفين كم أستطيع أن أتحمل. أحيانًا أشعر أنني لو تركتكِ تذهبين، سأقضي الليل كله في صراع مع نفسي.”
ظلت صامتة، بينما كان صوته يمتلئ بحرقة صادقة:
“أريدكِ أن تبقي إلى جانبي كل يوم… كل ليلة. أن أحتفظ بكِ في عالمي بلا انقطاع.”
لكن سرعان ما أدار وجهه، وكأنه يعتذر عن تلك الرغبة الجارفة التي أفصح عنها، ثم مد يده يمسح على خدها بخفة، كما لو كان يلمس زهرة هشة قد تنكسر من شدّة اللمس. قال بابتسامة هادئة هذه المرة:
“لكنكِ أنقى من أن أُثقل قلبك بمثل هذه الرغبات.”
منحها قبلة قصيرة على شفتيها المرتجفتين، ثم تراجع وهمس:
“اذهبي الآن يا يون وو-كيونغ. ليس الليلة.”
اتسعت عيناها بالدموع، فابتسم برفق وأضاف:
“الخميس… سنتناول العشاء معًا. لا شيء آخر، فقط عشاء.”
شعرتُ وكأن سوما يجرّني وهو معلق على كتفي. دخلتُ خزانة الملابس وعيناي نصف مغمضتين من النعاس. توقفت يدي التي كانت تتفحص البدلات المصفوفة في صف واحد. كان يوم الخميس.
وكعادتي، خلعتُ البدلة السوداء وأعدتها إلى مكانها، ثم اخترتُ البدلة الرمادية ذات الصدرين.
تأملتُ نفسي في المرآة، واستبدلتُ ربطة العنق الزرقاء الداكنة القريبة من الأسود بتصميم رمادي أكثر لفتاً للانتباه. لم يكن عليها أي نقش، وإنما تميّزت بملمس مختلف، ومع ذلك كانت خروجاً عن المألوف بالنسبة لجونسيوب. أخيراً، وضع جونسيوب منديلًا أبيض في الجيب العلوي من سترته بزاوية قائمة، ثم نظر إلى المرآة.
م.م: سمع كلام وو-كيونغ 😳🥰
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 50"