كانت الظلمة أكثر كثافة من ذي قبل، كأن المتاهة نفسها تتنفس وتزداد ثِقلاً مع كل دقيقة تمضي. دو-يون شعرت ببرودة غريبة تتسلل إلى أطرافها، حتى أن أنفاسها صارت تتشكل كسُحب بيضاء في الهواء المظلم.
بين الجدران، ترددت أصوات لم تستطع تمييزها: ضحكات مكتومة، خطوات متقطعة، أنين بعيد. حاولت أن تُقنع نفسها بأنها أوهام، لكن كلما التفتت، رأت الظلال تتحرك أسرع من قدرتها على الإدراك.
زملاؤها بدأوا يفقدون توازنهم النفسي. أحد الطلاب أخذ يضحك بشكل هستيري وهو يصرخ: ـ “لسنا في مدرسة… نحن في قبر حي!”
حاولت دو-يون أن تهدئه، لكن صوته اجتذب شيئًا. من آخر الممر، ظهرت أذرع طويلة سوداء، زاحفة على الأرض والجدران كالدخان، تبحث عن مصدر الصوت. لحظة واحدة كانت كافية، حتى اختفى الطالب في قبضتها، صرخته ارتفعت ثم قُطِعت فجأة.
الهدوء الذي تلا المشهد كان أفظع من الصرخة نفسها. التلاميذ تبادلوا النظرات، عيونهم ترتجف، ودو-يون أحسّت بشيء يغلي في داخلها: خوف هائل… ممتزج بشعور آخر لم تعرفه من قبل.
وبينما الجميع يفكر في الهرب، التقطت دو-يون لمحة في المرآة المكسورة على الجدار. انعكاسها… لم يكن انعكاسها. بل فتاة بعيون سوداء فارغة، تبتسم لها ابتسامة طويلة مقلوبة.
عندها فقط، فهمت أن المتاهة لا تُظهر لهم جدرانًا وحسب، بل تكشف عن شيء أعمق… شيء مرتبط بهم شخصيًا.
التعليقات لهذا الفصل " 11"