1
قراءة ممتعة~~~
الفصل الأول
قبل عشر سنوات. في صباح يوم توجّهي لأداء اختبار القبول الجامعي الكوري.
أمسكني رجلٌ مسنٌّ من شعري في المترو.
“كيف تجرؤين ألا تتركي مقعدكِ لكبير في السن!”
“آآه!”
“أوه، يا سيدي! أعتقد أن الطالبة لم تنتبه، كانت تنظر في كتابها!”
“أنقذوني! ساعدوني!”
كنت طالبة يكاد يكون دخولها إلى جامعة كوريا مضمونًا، بشرط ألا أفسد اختبار القبول.
بشرط ألا أفسد اختبار القبول.
***
والآن بعد عشر سنوات، في الحاضر.
أنا أقف على سطح مبنى.
أنا لست هنا لأموت بالتأكيد.
‘أنا هنا لأن حياتي فوضى…’
عمري الآن تسعة وعشرون عامًا.
حتى أصدقائي الذكور الذين أنهوا خدمتهم العسكرية الإلزامية حصلوا جميعًا على وظائف.
والأصدقاء الذين حصلوا على وظائف مبكرًا مشغولون بالكلام عن الترقيات والتنقلات وأسعار المطاعم التي يجتمع فيها زملاء الجامعة كل ثلاثة أشهر، وهي في ارتفاع مستمر.
وسط كل هذا، أنا الوحيدة التي لم تحصل على وظيفة ثابتة، عالقة كمتدربة أملًا في أن أحصل على وظيفة دائمة.
مساعد مدير يكبرني بـ ١١ عامًا، يضايقني منذ أن رفضت دعوته لشرب شيءٍ معه بعد العمل، وتقييماتي للتحويل إلى موظفة دائمة في الحضيض.
تحولي لموظفة دائمة أصبح قضية خاسرة بالفعل، لكني أتشبث فقط للحصول على راتب التدريب…
وأنا أكبح رغبتي في الهرب.
طنين هاتف
[أمي: طبختُ يخنة في البيت، كليها بعد العمل.]
‘…كيف سأواجه أمي؟ لو فشلتُ مجددًا.’
مرّت أربع سنوات وأنا أفشل باستمرار، أحيانًا في مرحلة التقديم، وأحيانًا في المقابلات.
رفضتُ مراتٍ كثيرة حتى إن أمي، رغم أنها لا تقول شيئًا صراحةً، أرى كم تتمنى هذه المرة بشدة.
البدلة التي أرتديها الآن؟ أمي اشترتها لي لأني لم أكن أملك شيئًا أرتديه للعمل.
وحين أعود متأخرة، يكون الحوض مليئًا بأكياس أدويتها. بصحتها تلك تعمل ١٢ ساعة واقفة لدعم ابنتها القوية بدنيًا ذات التسعة والعشرين عامًا.
‘ماذا سأفعل حقًا؟ لو فشلت هذه المرة أيضًا.’
تنهدتُ ونظرتُ إلى السماء.
لو أن أحدًا أخبرني في الثانوية؛ «هكذا ستكون حياتكِ»، لكنتُ سخرت منه.
أين أخطأتُ؟
‘لا أعرف.’
تنهدتُ وألقيتُ نظري على المبنى المقابل.
رأيتُ لوحة إلكترونية ضخمة تبث الضوء على واجهة برج مرتفع.
أكبر لوحة على طريق غانغنام تعرض وجه رجل وسيم بزي كرة القدم الأمريكية مع خطوط سوداء تحت عينيه.
العبارة أسفلها تقول:
[تهانينا لجونغ أونسونغ بمناسبة الذكرى العاشرة لترسيمه]
‘لماذا يجب أن يتبعني حتى هنا ليزعجني؟’ تمتمتُ وأنا أنظر إلى الرجل الوسيم المبتسم كالشمس.
‘أنا أختبئ هنا لأنني لا أريد رؤيتك الآن، تفهم؟’
رمقته بعينين غاضبتين. الندبة الخفيفة على خد جونغ أونسونغ الأيسر ـ لا تُرى من هنا، ربما أُزيلت أثناء تعديل الصورة.
‘مع ذلك، تهانينا يا جونغ أون-سونغ. لقد حققتَ حلمك.’
طالما أنك لا تثير المشاكل، ستظل ناجحًا للأبد. الندبة على خدك لن تقلل من جاذبيتك أبدًا.
***
س: لماذا أشكو من حياتي ثم أتكلم عن هذا الرجل فجأة؟ من هو؟
ج: الممثل جونغ أونسونغ
ترسم لأول مرة في التاسعة عشرة كمغنٍ رئيسي في فرقة فتيان تابعة لوكالة كبرى.
بعد ظهوره مباشرة اكتسب شهرةً هائلة وأصبح وجهًا لفرق الفتيان الكورية، لكن…
بعد أقل من ثلاث سنوات، سُجن قائد الفرقة بسبب تعاطي المخدرات.
أصغر الأعضاء تورّط في فضيحة حمل قبل الزواج مع حبيبته المشهورة في وسائل التواصل الإجتماعي، عضو آخر كان يظهر كثيرًا في البرامج المتنوعة اعتدى على موظف وهو مخمور في نادٍ ليلي، أكبر الأعضاء ضُبط في مقامرة غير قانونية في الخارج، عضو آخر ارتكب حادث دهس وهو مخمور، والعضو الأجنبي الوحيد غادر الفرقة متجهًا إلى الولايات المتحدة.
جونغ أونسونغ وحده من نجا، أتمّ عقده وانتقل إلى التمثيل.
كان زميلي في الثانوية قبل عشر سنوات، حتى أننا كنا في الصف نفسه فترة من الوقت، لكني لم أره منذ التخرج ـ حتى اليوم.
التقيت بجونغ أونسونغ بعد عشر سنوات عندما جاء إلى شركتنا لجلسة تصوير.
«كانغ دا-هي، أقسم أنني لن أدعكِ تتحولين إلى موظفة دائمة مهما كلّف الأمر، فهمتِ؟!»
حدث هذا بالضبط وأنا أُهان بشدة من المساعد المدير.
محرجة من صراخ مديري علي أمام جميع الموظفين، كنتُ أعتذر بشدة حين التقت عيناي مباشرةً بعيني جونغ أونسونغ، الذي كان يدخل موقع التصوير.
‘…لقد عرفني، أليس كذلك؟’
بالطبع فعل.
انظري إلى تعبير وجهه حينها. هل كان ذاك وجه شخص لم يعرفني؟
على الأقل كان لدى جونغ أونسونغ بعضًا من اللباقة ما يكفي لئلا يعترف بي في تلك اللحظة، وهذا كان مريحًا.
خرج نفسٌ أبيض من فمي وأنا أبتسم بسخرية ويتلاشى في الهواء.
نظرتُ مرة أخرى إلى إعلان الذكرى العاشرة لجونغ أونسونغ.
‘أنت لم تتغير منذ الثانوية.’
الثانوية.
حين أتذكرها، ربما كانت أكثر فترة مفعمة بالأمل في حياتي.
زمنٌ رغم صعوباته لم أشك فيه قط أن مستقبلًا مشرقًا ينتظرني.
أما أنا الآن… فاشلة بجدارة .
لا أريد أن أعيش هكذا، لكني لا أرى طريقًا للخروج.
قلبي دائمًا ضيق، وفكرة المستقبل تخنقني.
كل ليلة حين أستلقي لأنام، تراودني فكرة:
‘ماذا لو لم أركب ذلك المترو في يوم اختبار القبول؟’
أعرف أنه من السخافة أن ألوم الاختبار بعد عشر سنوات.
وأعرف أيضًا أن إفساد الاختبار لا يعني إفساد حياتك كلها.
لكنني أريد أن أقول إن حياتي بدأت تنحرف من ذلك اليوم.
بينما كنت أستعد لإعادة امتحان القبول وحدي، تعرّضتُ لحادث سير، فضاعت فرصة أداء الامتحان في العام التالي أيضًا، ومنذ ذلك الحين صار كل ما أحاوله ينقلب ضدي.
قبل بضع سنوات، خسرَت أمي متجرها بسبب تبعات جائحة كورونا.
لم ينجح أي شيء.
وكأن أحدًا عبث بقدري وقلبه رأسًا على عقب.
استمر ذلك عشر سنوات،
عشر سنوات كانت كافية لتحويل فتاة مراهقة تشتعل بالطموح إلى امرأة في العشرينات، مكتئبة، بلا أحلام، وبلا عمل.
‘آه…’
مسحتُ سريعًا عينيّ الدافئتين براحة يدي.
لا تبكي.
لو بكيتُ هنا سأبدو حقًا مثيرة للشفقة.
‘لا أريد أن أعيش.’
لأكون أكثر دقة؛ لا أريد أن أعيش هكذا.
حين أبعدت يدي عن عينيّ، ونفضتُ ملابسي، واستدرتُ.
التقت عيناي بالشخص الذي كان قد فتح باب السطح للتو ودخل.
كان جونغ أونسونغ.
ملامحه كانت متصلبة بشدة، كأنه سمع كلماتي المتمتمة.
في اللحظة التي تراجعتُ فيها إلى الوراء مندهشة.
‘…هاه؟’
جسدي، الذي لم يأكل منذ السابعة والنصف صباحًا وعُذّب طوال اليوم، ترنّح.
“كانغ داهي؟”
“أه…؟ هاه…؟ هاه!!!”
“كانغ داهي!!!!!!”
سقطتُ من السطح.
وعدتُ بالزمن.
يتبع في الفصل القادم^^
ترجمة: نينا @justninaae
Chapters
Comments
- 2 - الفصل الثاني منذ 9 ساعات
- 1 - الفصل الأول منذ 11 ساعة
التعليقات لهذا الفصل " 1"