تمتم جايس بانكماش، ففتح الرجل فمه ببطء وأخرج صوتًا متقطعًا:
“جئت… لأصطحبك…”
“تبا، جنون…”
تجمدت سيمون من الصدمة، فسحبت جايس إليها بسرعة وصفعت يد الرجل بعيدًا.
“جئت… لأصطحبك…”
(القاعدة الرابعة والستون: إذا جاءك خادم لا تعرفه ليأخذك، تجاهله. وإن لم تستطع، قل شيئًا وأعده بمفرده. ولا تتبعه أبدًا.)
أشارت سيمون على عجل إلى المكان الذي كانت فيه المرأة سابقًا وقالت للرجل:
“الشخص الذي تبحث عنه هناك. اذهب وخذها.”
عندها حدّق الرجل في سيمون، ثم خفض يده التي كانت مرفوعة، وضمها إلى جسده، وانطلق راكضًا في الاتجاه الآخر، مستخدمًا ساقيه فقط.
“هاه.”
وبعد أن اختفى الرجل، ضحكت سيمون بارتباك وقالت لجايس:
“إياك أن تتبع أي شخص لا تعرفه، حتى لو كنت داخل القصر.”
“نعم! فهمت. سأكون حذرًا. شكرًا لمساعدتك، سيمون!”
واستأنفا المشي. لكن سيمون لم تجد بدًا من التوقف سريعًا.
“أوه، ما هذا؟”
أشار جايس إلى نافذة الغرفة الرابعة في الطابق الثالث.
كان هناك خادم بملابس العمل، يطفو في الهواء متأرجحًا.
كما لو أنه مشنوق.
“آآآه! لا تنظر!”
(القاعدة العشرون: الطابق الثالث لا يحتوي إلا على ثلاث غرف. إن رأيت شيئًا في غرفة رابعة، فلا تصعد للتحقق أبدًا.)
غطت سيمون عيني جايس بسرعة.
“…ما هذا؟”
لم يسبق أن واجهت هذا العدد من اللعنات في يوم واحد.
لم تكن تبحث عنها، إنما تظهر لها في الطريق.
“لا أشعر أنني بخير اليوم.”
قررت سيمون أن تعيد جايس إلى القصر.
لكن ما واجهته هناك كان امرأة بثوب أحمر، تمسك سكين مطبخ وتضحك في ردهة الطابق الأول.
(القاعدة الرابعة والأربعون: عندما تقابل امرأة بثوب أحمر، اصرخ بصوت عالٍ: “الدوق الأكبر بالخارج!” ثم اهرب. انتبه جيدًا لما تحمله بيدها.)
أخفت سيمون جايس خلفها وصرخت:
“الدوق الأكبر بالخارج!”
ثم هرعت عبر الردهة وصعدت السلالم.
م.م: 🤣🤣🤣🤣 كيلي خرجت فيها
لو لم تحفظ سيمون التعليمات عن ظهر قلب، لكان من الطبيعي أن تقع هي وجايس في مصيبة اليوم، ربما أصيبا بجروح خطيرة أو حتى ماتا.
“أوه… لماذا أنا هكذا اليوم؟”
“ماذا يجري؟ سيمون، لماذا… لماذا؟”
كان جايس مرتبكًا وخائفًا من السكين بيد المرأة، لكنه في الوقت ذاته قلق على سيمون التي شحب وجهها.
هزّت رأسها وكأن الأمر لا شيء، وأمسكت بمعصمه وصعدت الدرج.
“أرجوك، حتى لو لم يكن بواسطتي أنا، اطلب من الدوقة الكبرى أن تساعدك، وتأكد من أن تحفظ محتوى الكتيّب.”
“ن… نعم!”
“سأوصلك إلى غرفتك أولًا.”
في قصر كهذا، تجاهل التعليمات يعرض حياتك للخطر.
لذلك صعدت سيمون… وصعدت… وصعدت أكثر.
“…هاه؟”
لاحظت فجأة أمرًا غريبًا، فنظرت من النافذة.
لماذا المنظر بالخارج أعلى من المعتاد؟
“في أي طابق نحن؟”
تمتمت دون وعي، فأجاب جايس ببراءة:
“لقد تجاوزنا الطابق الرابع!”
“… ماذا؟”
(القاعدة السابعة: القصر لا يحتوي على طابق رابع.)
م.م: 🤣🤣🤣🤣🤣
“… “
“سأفقد عقلي.”
ارتبكت سيمون بشدة وأسرعت بالنزول.
“ما هذا الطقم الملعون المتكامل؟”
وأدركت السبب وهي تسحب جايس نحو غرفته: السبب الذي جعل الساحر الأسود يتسلل إلى القصر، ويعطي فلورييه معلومات مضللة، ويحاول إجراء طقس استدعاء.
ببساطة… لأن جايس يملك قوة تجذب الأرواح.
فهو وعاء مناسب لروح أناسيس.
وبينما كانت سيمون تستوعب هذه الحقيقة، ظهرت لعنة أخرى أمامهما.
“آ… سيمون؟ لماذا هذا الممر مظلم هكذا ليلًا؟”
الممر أمامهما كان مظلمًا تمامًا، بلا أي ضوء.
(القاعدة الثانية والسبعون: إذا كان جزء من الممر مظلمًا بشكل غير طبيعي، عد أدراجك. وإن لم تستطع، فغطِّ عينيك بيدك ومر بسرعة.)
“…”
“حقًا؟! أنا فقط أحاول إرجاعه إلى غرفته، وأواجه هذا العدد من اللعنات؟”
نظرت سيمون إلى جايس بصمت.
“كيف تكون حياة جايس اليومية أصلًا؟”
كان الأمر سخيفًا لدرجة أنها ضحكت.
“سيمون؟ لماذا تضحكين؟”
“سؤال… هل موظفو القصر الذين تراهم عادة، يركضون فجأة أو يصرخون كما أفعل أنا؟”
“أحيانًا؟”
“كثيرًا؟”
هز رأسه وقال:
“ليس كثيرًا مثل سيمون اليوم.”
“هذا حسن الحظ.”
فكرت للحظة في كيف ينجو الخدم العاديون من كل هذا.
صحيح أنهم أكثر حذرًا منها في تجنّب اللعنات، لكنها اليوم واجهت الكثير منها في وقت قصير. حتى أكثر الخدم خبرة قد لا ينجو من هذا.
وفوق ذلك، كانت محظوظة أن ما واجهته اليوم كله لعنات لها حلول مكتوبة في الدليل، أما لو كانت من النوع الذي يقتلك مباشرة، لكان انتهى أمرهم.
أسرعت سيمون لإيصال جايس إلى غرفته، ثم عادت إلى غرفتها.
كانت مرهقة.
“لا، سيمون، لماذا تتصببين عرقًا؟ هل كانت النزهة صعبة؟”
سألت آنا بقلق، بينما انهمر التذمر المعتاد من كيلي:
“أرأيتِ؟ لأنك لا تخرجين عادةً، تتعبين سريعًا حتى من حركة بسيطة! اجعلي اصطحاب آنا في نزهة يومية عادة.”
“أوه، نعم، نعم.”
أجابت سيمون بفتور وجلست بخمول على الأريكة.
“خرجت قليلًا، فما هذا بحق الجحيم؟”
كانت ساعة من الفوضى، مثلما حدث مع لعنة الفيكونت دي لانغ.
أخذت نفسًا عميقًا وفكرت:
“عليّ أن أجد حلًّا.”
فاللعنات كثيرة، وبعضها يقتلك بمجرد النظر، بلا فرصة للهرب.
مثل الخادمة التي تدور حول نفسها بلا توقف: من يطيل النظر إليها، يدور حتى تتحطم قدماه ويموت.
أو المرأة ذات الثوب الأحمر والسكين: مجرد رؤيتها تجعلك تضحك وترتعش، ثم تطعن نفسك.
وحتى الدرج المؤدي للطابق الرابع: لو لم تكتشفه بسرعة، سيختفي الطريق تحت قدميك.
وهناك لعنات أخرى: إذا تجاوبت مع صوت مفاجئ تنفجر أذناك وتموت. إذا رأيت شبحًا بلسان طويل يلتف حول عنقك وتموت فورًا… إلخ.
الكثير منها يقتلك في لحظة.
“وفي مثل هذه الحالات… لا مجال للمواجهة.”
لذلك فضّلت سيمون الفرار مع جايس بدل المواجهة المباشرة.
لكن، كيف تتعامل مع هذه اللعنات المستعصية؟
الجواب كان واحدًا دائمًا:
“علينا إيجاد السبب الجذري.”
لو واجهتها واحدة تلو الأخرى، سيستغرق الأمر زمنًا طويلًا. والأسوأ، أن القصر سينجب لعنات جديدة بلا توقف.
المكان الذي بدأت منه اللعنة… أولًا، يجب أن تعرف من وضعها.
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 92"